بقلم- مراد شلي
الخامسة فجر السابع من أكتوبر 2024م والتي تصادف الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى، على أحد جبال مران الشاهقة، تشاهد بضعة بيوت قديمة أشبه بالرماح بطرازها اليمني العتيق وأحواشها المفتوحة المعطرة برائحة الذرة البيضاء مع نهاية كل موسم صراب .
يفرغ الحاج الحاج أحمد من صلاة الفجر ويواصل الدعاء لابنه الصغير المجاهد علي ولرفاقه المجاهدين ولأبنائه الثلاثة الشهداء .
علي هو أصغر أبناء الحاج أحمد المتبقي لديه بعد استشهاد أشقائه الثلاثة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. يقوم برفع سجادته وتحين منه التفاتة لنافذة الغرفة الخشبية المفتوحة ليشاهد أضواء الصباح قادمة من الجبال البعيدة لتعلن بواكير صبح يوم جديد .
يشم رائحة دخان موقد البيت الشعبي، فيغادر الغرفة ويشاهد أم علي تحمل في يدها صحن الصبوح .
صباح الخير يا أم علي.. ما الصبوح اليوم ؟
تجيبه وهي تضعه على مائدة نحاسية قديمة: صبيع ذرة وسمن وحليب .
يبدآن بالأكل يحدثها انه الصبوح المفضل لعلي .
تسمع اسم ابنها الصغير علي فتسأله على الفور: هل اتصل علي قدنا فاقد لصوته لي من صوته اكثر من شهر؟
يجيبها: لا يا أم علي تعرفين انه لا يوجد لديهم هواتف وسيتصل بنا متى ما سنحت له الفرصة .
* * *
الساعة السادسة صباح يوم السابع من أكتوبر 2024م، في أحد مقرات القوات اليمنية المسلحة السرية يتواجد عدد من قادة عمليات الفتح الموعود والجهاد المقدس يلتفون حول القائد الشاب الذي يشير بيده باتجاه لوحة ضوئية تحاكي خارطة أهداف إسرائيلية، هل تشاهدون تلك الأهداف؟ سيكون لدينا أهداف عديدة طوال اليوم بداية ستقوم الطائرات المسيَّرة بمهاجمة الأهداف من عدة اتجاهات فور دخولها مجال الأراضي بعد انفصال سرب الطائرات ليتم تشتيت وإلهاء نظام دفاعهم الجوي ” مقلاع ” وبالتقنية الجديدة التي أدخلها ابو الحسين ورفاقه المجاهدون في الطائرات فلن يقدر العدو من التصدي لها بحول الله .
يدور بجانبه باتجاههم محدثاً إياهم: فلنتوكل على الله ولتبدأوا المهمة الأولى ويصدح مع الحاضرين بشعار البراءة .
* * *
في العلوم العسكرية هنالك تكتيك يسمى الضربة المزدوجة الصادمة أو تكتيك المصادمة أو هجوم الصدمة: وهو مناورة هجومية في المعارك، والذي تقوم فيه القوات المهاجمة بالهجوم بقوات كبيرة من أماكن مختلفة .
كان هذا التكتيك ينفذ قديمًا عادة باستخدام سلاح الفرسان، وأحيانًا باستخدام المشاة المدجّجة بالسلاح، غالبًا ما كان الفرسان .
عرف حديثاً في سلاح الطيران بالهجوم على أهداف متعددة من أماكن مختلفة بنفس الوقت وسمي بالضربة الجوية المزدوجة.
* * *
الساعة السابعة صباح يوم السابع من أكتوبر 2024م في ملجأ عسكري سري تحت الأرض بخمسة طوابق يتواجد بنيامين نتنياهو – رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ويوآف غالانت – وزير دفاع الكيان المحتل، تبدو علامات الإجهاد والسهر بادية على الاثنين .
كان يوآف غالانت جالساً على أريكة سوداء يشاهد نتنياهو يجوب الغرفة يمينا ويساراً بيدين متصلبتين من شدة التوتر .
يتوقف فجأه ويلتفت باتجاه غالانت الذي يرمقه باستنكار قائلا: ماذا هنالك؟
يجيبه نتنياهو بسرعة: لم يأت أي رد إلى الآن يبدو أن جميعهم سيكتفون بالاحتفاء بهذه الذكرى المشؤومة.
فجأة يسمعان طرقات سريعة على باب الغرفة ويدلف مساعد غالانت ذو العينين الرماديتين ووجه ممتقع ويقول بصوت مرتعش : هجوم يمني بطائرات مسيرة على أهداف عسكرية في تل ابيب وايلات .
ينتفض جسد غالانت ويصرخ: لماذا لم ترصدها أنظمتنا الدفاعية الجوية وتتصدى لها؟
لم يجبه المساعد الذي غادر مطأطئاً رأسه ليشاهد نتنياهو وقد سقط على الاريكة السوداء وهو يتحدث بصوت هامس إنه يوم ملعون من بدايته.. يلتقط غالانت كلامه ويرتعد جسده محدثاً نفسه : ماذا هنالك بعد في هذا اليوم الأسود؟
* * *
يغادر الحاج أحمد مسجد القرية الصغير باتجاه منزله بعد أدائه صلاة العشاء، يتحدث مع من خرجوا من المسجد قليلا عن مشاركتهم في مسيرات اليوم والدعاء لأبطال قواتنا المسلحة.. يدخل للمنزل ويشاهد أم علي التي لا تزال حينها على سجادتها، يفتح التلفاز يشاهد قناة المسيرة وهي تعلن بياناً جديداً للقوات المسلحة اليمنية، يصيح لأم علي فرحاً: بيان للقوات المسلحة يا أم علي، حيث يظهر العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي، معلنا تنفيذ عمليتين عسكريتين في يافا وأم الرشراش المحتلتين بصاروخين باليستيين وعدد من الطائرات المُسيرة .
ينتهي البيان ووسط دعوات الحمد والشكر يرن هاتف الحاج احمد : ألو يا أبي . .
يلتفت الأب لزوجته بكل سعادة قائلا : انه ابو الحسين…
انتهى . . .
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أم علی
إقرأ أيضاً:
الخروج من منطقة عملياتها العسكرية .. سابقة في تاريخ البحرية الأمريكية (تفاصيل)
يمانيون /
حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” (USS Abraham Lincoln) هي واحدة من حاملات الطائرات النووية في البحرية الأمريكية، وتعد من السفن الهامة في الأسطول الأمريكي
وهي ثالث حاملة طائرات (بعد ايزنهاور، وروزفيلت) تهرب من منطقة العمليات الأمريكية المركزية بعد استهدافها من القوات المسلحة اليمنية بعدد من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة.
وحسب تقرير المعهد البحري الأمريكي، فإن هذه هي المرة الثانية التي تكون فيها المنطقة المركزية للعمليات الأمريكية بدون حاملة طائرات، منذ معركة طوفان الأقصى، وتعود أبراهام لنكولن، إلى منطقة الأسطول السابع الأمريكي، تاركة الشرق الأوسط دون حاملة طائرات.
مغادرة حاملات الطائرات الأمريكية بهذه الطريقة، يشكل سابقة في تاريخ البحرية الأمريكية، التي تحرص على تبادل المواقع بين الحاملات بغرض الصيانة أو توفير استراحة للطواقم العاملة على متنها، ولا تمانع من خلو حاملاتها، لكن إن كان ذلك لصالح مناطق أكثر أهمية ، وفي الحالة التي نتحدث عنها، فإنها تسجل كسابقة، أن تترك منطقة عالية التوتر والأهمية الاستراتيجية في ظل استمرار العمليات اليمنية والحاجة الأمريكية لإظهار القوة والردع ، ولا يمكن تفسيرها إلا بأن هناك تهديدًا استراتيجيًا لحاملة الطائرات دعا لإخراجها من المنطقة المركزية.
ضعف البحرية الأمريكية
ورغم قوتها وفعاليتها، إلا أن هناك بعض النقاط التي يمكن اعتبارها ضعيفة، وتستغلها القوات المسلحة اليمنية، في عمليات الاستهداف، ويلاحظ أن السفينة لم تستطع الاقتراب من شعاع العمليات اليمنية، وعندما فكرت في الإبحار بالقرب من المياه اليمنية، باغتتها الضربة الصاروخية الاستباقية، قبل أن تصل إلى خليج عدن في الطريق إلى باب المندب.
بسبب حجمها الكبير، تتطلب حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” الكثير من الموارد واللوجستيات لدعم عملياتها، كما أنها بسبب الحجم تعتبر من أقل السفن مرونة مقارنة ببعض السفن الأصغر، حيث يمكن أن تواجه صعوبة في المناورات في بيئات ضيقة أو عندما تكون السرعة المطلوبة عالية، وهذا بالضبط ما يعطي ميزة للصواريخ اليمنية، ويمنع الحاملة من القدرة على المناورة، والهروب أيضًا. لا سيما عند استخدام صواريخ بالستية فرط صوتية.
بعد هروب روزفيلت وقبلها ايزنهاور، كانت التقارير الأمريكية المنشورة على وسائل الإعلام الصحفية وغيرها، ومراكز الأبحاث ، قد طفحت بعناوين لأول مرة في تاريخ حاملات الطائرات، جاءت بصيغة التخوف من غرق هذه الحاملات، معلنة نهاية عصرها الذي بدأ في الحرب العالمية الثانية، وكان الفضل الكبير في ذلك هو للقوات اليمنية وصواريخها ومسيراتها .
ركز بعض تلك التقارير على نقاط الضعف التي تجعل حاملات الطائرات بلا معنى من انتشارها، فوصول صاروخ واحد إلى أحد الأبراج وتضرر الرادارات الرئيسية أو غرف التحكم بالاتصالات والهوائيات الخاصة بالسفينة، يجعلها عرضة للهجمات الجوية والصاروخية، كما يمكن أن يعطل تنسيق العمليات العسكرية على متنها، حسب بعض الجنرالات الأمريكيين.
أما وصول صاروخ فرط صوتي إلى غرفة المحرك النووي، فسيكون كفيلًا بتدمير الدرع الحامي للمفاعل النووي وغرفة المحركات، التي تشكل قلب السفينة لأنه يوفر الطاقة لتشغيلها وتشغيل الأنظمة، وعندما تصاب فعلاوة على تسرب الإشعاعات، فإن وقف المحرك وتعطيل الطاقة هو اسوأ ما يمكن أن يحدث لها.
بالإضافة إلى العيوب ذات الطبيعة الاقتصادية والمالية، مثل تكاليف الصيانة الدورية والإصلاحات، التي تصل في بعض الأحيان إلى أربعة مليارات دولار، ولكون الحاملة “أبراهام لنكولن” من فئة Nimitz، فهي تحتاج إلى تحديثات وصيانة دورية قد تكون معقدة نظرًا لعمر السفينة.
مثل هذه التحديثات يمكن أن تؤثر على جاهزيتها القتالية في بعض الأحيان.
على الرغم من أن السفينة مصممة لتحمل الهجمات الكبيرة، إلا أن صواريخ حديثة ودقيقة مثل الصواريخ الفرط صوتية أو الطوربيدات المتقدمة يمكنها استهداف نقاط ضعف مثل المفاعل، المخازن، أو منطقة القيادة، ما يؤدي إلى تعطيل السفينة أو إغراقها.
مع ذلك يبقى فشل أنظمة الدفاع متعددة الطبقات أخطر ما يمكن أن يهدد السفينة، ويمكن لهجوم متعدد الأسلحة، بين صواريخ باليستية فرط صوتية، ومجنحة، وطائرات مسيرة، أن يصيب النظام الدفاعي للسفينة بالشلل التام، وهذا هو سبب ابتعاد مثل هذه الحاملات الكبيرة والقوية عن مسرح وشعاع عمليات القوات المسلحة اليمنية.