يمانيون:
2025-01-20@09:01:06 GMT

الأطماع الإماراتية بسقطرى

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

الأطماع الإماراتية بسقطرى

بقلم- فهمي اليوسفي

لا غرابة أن يلمس الجميع راهنا تحركات واسعة ومتسارعة للإمارات في أرخبيل سقطرى كمقدمة لضمه للسيادة الإماراتية خصوصا في ظل إخفاق الغرب بأوكرانيا وعجزهم من إضعاف الدب الروسي وأيضا في ظل حرب الإبادة الشاملة التي يقودها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وكذا اللبناني وبحكم عجز الناتو من إيقاف الضربات التي توجهها صنعاء وبقية فصائل محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني والمساندة لفلسطين ولبنان .

لا غرابة أن يلمس الجميع تغييراً ديمغرافياً في هذا الارخبيل أو نقل أسلحة غربية ووسائل اتصالات تجسسية تتولى الإشراف عليها أبوظبي في هذا الارخبيل .

لو عدنا لجزء من أرشيف الماضي، سنجد أطماع الغرب في سقطرى قائمة ويجري العمل عليها دون ضجيج من الماضي للحاضر .

يا سادة يا كرام، من المسلمات أن يكون هذا التحرك الإماراتي بتنسيق مع الغرب وإسرائيل وبالتعاون من كافة مرتزقة الداخل، لأن الغرب لأكثر من ١٥عاماً وهو يعد ويحضر لبناء قواعد عسكرية بهذه الجزيرة لصالح الكيان الصهيوني والعمل جار حتى يومنا هذا، بحيث يتمكن الطامعون من سلخ هذا الارخبيل من الجسد اليمني لتصبح سقطرى ليست تابعة للسيادة الإماراتية، بل من العمق تصبح خاضعة لإدارة صهيونية ١٠٠% .

الكثير من المعطيات عن أطماع الغرب وإسرائيل بهذا الارخبيل، تتحدث عن ذاتها من الماضي للحاضر وليس من السهل سرد هذا الموضوع عبر هذه السطور مع أننا كنا قد تناولنا الإشارة اليها والحديث عنها عبر مختلف وسائل الإعلام قبل وبعد ٢٠١٥م وتطرقنا لذلك بالتفصيل الممل حتى على مستوى إعداد الغرب لبناء مطار عسكري يخصص لحاملات الطائرات بي ٥٢ بدلا عن مطار مدغشقر ونقل الرادار الثاني من البحرين لهذه الجزيرة .

لا غرابة أن يلمس الجميع نقل ومجاميع عسكرية غربية وإسرائيلية لهذه الجزيرة خلال هذه المرحلة وبشكل واسع ومتسارع تحت غطاء إماراتي ومن الباطن إسرائيلي وبمباركة من أجندات العمالة والارتزاق من الداخل، فكل شيء وارد، لأن هذا الارخبيل اصبح خاضعا لاحتلال إماراتي وفيها وحدات عسكرية غربية وإسرائيلية، وطالما (الإمارات) هي مطبعة مع إسرائيل، فمن الطبيعي أن يكون تحركها الواسع والمتسارع مسنوداً من الغرب وإسرائيل وبتنسيق من مرتزقة العدوان .

الغريب في الأمر أن البعض ممن لديهم فائض من الغباء يقول لماذا لا يكون هناك تحرك أو اعتراض من حكومة الشرعية وكأنهم لم يفهموا أنها حكومة مرتزقة ومطبعة مع الكيان الصهيوني؟ مع ان من يطرح هذا السؤال قد يكون لديه قصور بالتفكير من جهة، لكن عليهم أن يدركوا أن المرتزق همه ليس وطناً، بل همه ووطنه ودينه ومذهبه من يدفع الكاش فقط لا غير، وعليهم أن يأخذوا ببالهم أن أجندات العمالة والارتزاق هي جزء من الجريمة التي تستهدف الجسد اليمني وان الصمت عما يجري بكل المحافظات الخاضعة للاحتلال ومنها سقطرى من تحركات إماراتية إسرائيلية غربية هي جريمة بحق اليمن حاضرا ومستقبلا، وهنا بعين العقل فإن ثوابت الدستور القرآني تقول للعيان (لقوم يعقلون، يفكرون، يتفكرون، يتأملون) إذاً لن يكون هناك أي اعتراض من حكومة الشرعية لأنها حكومة مرتزقة، ولأن المرتزق من المستحيل أن يقول لا على أي تحرك لأبو ظبي، لأنهم مؤمركون من القاع حتى النخاع، متصهينون حتى العظم بل هم مطبعون وتتم إدارتهم من الغرفة المشتركة للغرب وإسرائيل والإمارات والسعودية .

هنا أكثر من سؤال يطرح ذاته: لماذا سبقة هذا التحرك لأبوظبي حملة اتهامات لروسيا وايران بأنها تزود صنعاء بوسائل ومعدات عسكرية لصناعة الصواريخ؟ فمن لم يسمع الرئيس الأوكراني يكيل هذه الاتهامات قبل أيام؟ أليست تلك الاتهامات هي مقدمة لهذا التحرك الإماراتي؟

ولماذا هذا التحرك اليوم أصبح بشكل متسارع وواسع وتزامن راهنا مع واقع المعركة التي تخوضها روسيا ضد الغرب في أوكرانيا وخوض فصائل المقاومة الفلسطينية واليمنية والعراقية وحزب الله، ضد الكيان الصهيوني، ومع ذلك يدرك الكثير أن كل الضغوطات التي استخدمها الغرب ضد صنعاء أصبحت “فشنج”، مع أن ذلك يمثل انتصارا لصنعاء ولحكمة قائد ثورة ٢١ سبتمبر -حفظه الله- وان التهديد والوعيد لم يوثر شيئاً بل أصبحت صنعاء تلاحق وتستهدف المدمرات الغربية في البحر العربي والأحمر والصواريخ الفرط صوتية والمسيَّرات لعمق الكيان الصهيوني دون توقف؟ وهذه إهانة لفخر السلاح الغربي برمته.

الجواب باختصار: إن الغرب شعر بالفشل في أوكرانيا مما دفعهم لإرسال المستشار الألماني لروسيا بهدف إيقاف التقدم الروسي في العمق الأكراني، اعتبار فشل الناتو بأوكرانيا يعني انتصاراً للروس وفي حال توقفت الحرب بين كييف وموسكو سيكون ذلك عاملا لاقتراب الدب الروسي للشرق الأوسط، وهذا سوف يترتب عليه فشل للغرب في الشرق الأوسط، لهذا السبب وجه الروس مؤخرا تحذيراً، لإسرائيل من أي توغل عسكري في سوريا، الأمر الذي يجعل الناتو مستمرا من عزل أي دور روسي في المنطقة، بل يحاول استكمال تحقيق أهدافه العسكرية في أرخبيل سقطرى بغطاء إماراتي خصوصا بعد عودة النفوذ الروسي لجزء من إفريقيا، باعتبار اقتراب الروسي يعني إخفاقاً لمطامع الغرب في الشرق الأوسط ابرزها في سقطرى ..

إذاً تعتبر حملة الاتهامات ضد صنعاء والتي روجتها وسائل إعلام الإمبريالية هي بلا شك مقدمة للتحرك الأخير للإمارات في سقطرى، حتى يظل العامة يلتفتون لتلك التهديدات أو الاتهامات ولا يلتفتون لهذا التحرك الإماراتي وماهي أهدافه العميقة ومن يقف خلفه وكيف تتم مواجهته ومن يقف خلفه؟

على هذا الأساس استمرارية صنعاء بمساندة لبنان وفلسطين والتطوير المستمر للمكنة العسكرية هي جزء من مواجهة هذا التحرك، الذي يتطلب أيضا تخصيص جزء من النشاط الثقافي والسياسي والعسكري والإعلامي لمواجهة تحرك الإمارات في سقطرى وغيرها ونقول لهم بأعلى صوت: ارخبيل سقطرى يمنية وليست إماراتية وأن من يرفعون علم الإمارات في أرضنا أو يستقبلون عسس ابن زائد لانتهاك سيادة اليمن جريمة وخيانة وطنية على قاعدة من فرط بأرضه فرط بعرضه والرد عليهم واجب وطني وجهادي وإيماني.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی هذا الارخبیل هذا التحرک فی سقطرى

إقرأ أيضاً:

درس غزة المنتصرة

دخلت غزة مرحلة هدنة مع عدو لا يعيش إلا بالحرب. لا داعي لطرح السؤال عن موعد الحرب القادمة، إنها مؤجلة فقط. يتحذلق مثقفو الكنبة عن جدوى حرب أخذت معها هذا العدد المهول من الشهداء. كاتب الورقة لا ينشغل بالرد على مثقفي الكنبة لأنه مع المقاوم الفلسطيني مظلوما أو مظلوما، فالمقاوم لم يقف أبدا في موقف ظالم. إذن لنغلق هذا الباب ونقدم فكرة العنوان.

من عاش حرب الطوفان في غزة ورأى الأهوال وعلم وإن كان غبيا دور الغرب الأوربي في هذه الحرب ومشاركته الظالمة في تحويل غزة إلى ما هي عليه الآن؛ عليه أن يتحلى بشجاعة فكرية وروحية ليقول لا فرق بين غزوة وبين بقية الأقطار والشعوب العربية، فهي كلها أرض محتلة وهي كلها محتاجة إلى حرب تحرير، وإنما الاختلاف في الأسلحة ونوع القتال ويبدأ هذا الوعي العملي بنبذ الغرب الأوروبي، وأن يبني عمله الفكري والسياسي على الكفر كفرا بواحا بلَغْوِه الأخلاقي وسفاهته المتعلقة بحقوق الإنسان وكل تلك الكراسات التي يصدرها ليغطي بها تدمير الشعوب وقهرها ومنعها من تنسم أنسام الحرية. إنه خيار لا ينكره إلا كل من يروم خيانة نفسه قبل خيانة وطنه وناسه، وهذا درس غزة الأهم.

لينته الانبهار بالغرب

هذا ليس اكتشافا، فالغرب حالة تقدم مادي ورفاه شعوب فيما نرى من الظاهر على الأقل وحريات مطلقة تعشقها الشعوب المقهورة من حكامها ومن نخبها الكسولة أيضا. هناك سؤال ألغته النخب والشعوب المقهورة عن حجم النهب الاستعماري الذي صنع الرفاه المرئي الآن. لقد يئست تلك الشعوب من استرداد خيراتها، لكن الانبهار بالرفاه المادي تحول مع الوقت إلى نوع من الانبهار الشامل بكل المنتج الغربي الثقافي والقانوني دون مراجعات عن صدق هذا المنتج على الأرض.

لقد كانت الأدلة تتراكم منذ قرون عن نفاق الغرب الأوروبي، فهو مجموعة من الدول النهاية التي تتقدم بالحديد والنار وتستولي بلا أخلاق أو شرف على مقدرات الشعوب غير الغربية، بما يجعلها دولا لصوصا تحسن تمويه لصوصيتها بحقوق الإنسان. كل هذه الأدلة لم تخلق ما يكفي من الوعي بالباطن اللصوصي، بل صنعت معجبين تحولوا مع الوقت إلى قادة سياسيين وقادة رأي وفنون عملوا كأداوت دعاية لهذه الدول اللصوص تحت يافطة مضخمة اسمها الحداثة؛ الذين تفطنوا إلى تناقض القول الغربي مع الفعل اتهمتهم نخب بلدانهم قبل الغرب بالتخلف والرجعية والإرهاب.

المنبهرون وهم أنفسهم مثقفو الكنبة الذين يسخرون من غزة هم من منع النقد أن يتحول إلى قرارات وفعل ثم سلطة تستقل عن الدول اللصوص. لقد تسلل الغرب إلى النفوس وصنع له أدوات محلية أغنته عن القهر الاستعماري المفضوح، وذلك منذ سحب عساكره ووضع على الحكم هذه الأدوات القميئة الفاشلة ولا نخجل أن ننعتها بالديوثة.

هنا تحل غزة في موقع المذكر بحقيقة الغرب وحكوماته بالخصوص وهي لم تعلمنا بقدر ما ذكرتنا، ولكنه تذكير قاس ومؤلم وفي نفس الوقت فاضح لمن يحاول غض الطرف أو تمويه المشهد بحجج وتبريرات تهين من يقولها قبل أن تهين من يسمعها.

الفرز على أساس درس غزة

المقتنعون بحق غزة في الحرية والحياة والذين تذكروا طبيعة الغرب وأعادوا كشف جوهره؛ يحتاجون في تقديرنا إلى موقف فكري وأخلاقي يكفر بهذا الغرب كفرا لا إيمان بعده، أي أن يقول كل مؤمن بغزة وحقها في الحياة (وهو حق يمتد إلى غيرها لو احتاج رفع السلاح من أجل حريته وكرامته).

سيقول البعض إن الشعوب الغربية ليست حكامها فالشعوب لم تقصر وقد كشفت عن خلافاتها مع حكامها وقالت كلمة الحق. نذكر أصحاب هذا القول أن هذه الشعوب تعيش حتى لحظة قولها الحق من النهب الاستعماري، وهي في بحبوحة من العيش بفضل حكامها النهابين. والصورة واضحة لديها، فلولا الكيان وداعميه من دول غربية لما استطاع مواطن غربي سوق سيارته ليصل مكان المظاهرة المتعاطفة (وهي جهد المقل). الحكومات تستولي والشعوب تتمتع وتتظاهر بحسن الخلق (تؤدي المظاهرات مفعولا عكسيا تنظف الأنظمة النهابة التي تسمح بها).

هل هذا القول دعوة لشن حرب على الغرب شعوبا وحكاما؟ سيكون من التسطيح فهم هذا القول على هذا النحو الفج. إن درس غزة في انتظار حرب قادمة هي تحويل معركتها ونتائجها إلى حالة وعي بأن الغرب كل الغرب لا يرجي منه خير للمنطقة وغزة وشعب فلسطين في القلب منها (ويوسع النطاق إلى كل غزة محتملة في مكان آخر من أفريقيا أو أمريكا اللاتينية).

ترجمة حالة الوعي على الأرض تكون في مستويات متراكبة من الفعل الفكري والسياسي، يمكن لكل فرد واع بما سنسميه وعي غزة أن يحرر نفسه فيبدأ:

أولا، من أن كل كلام الغرب عن حقوق الإنسان والدروس التي يعمل على فرضها (كما نشاهد الآن في سوريا) هو لغو لا يصدق ولا يقبل كمرجع يُحتكم إليه أو تقاس به الفعال، أي إسقاط الغرب كمقياس قانوني وأخلاقي أو قيمي. ليقل كل فرد حر إن الغرب ليس مرجعي ويبني كل فعله على هذا الأساس، ليتوقف الانبهار عند فضيحة الغرب في غزة فقد كشفت المنسي والمستور.

وثانيها، تحويل كل فعل فكري وثقافي وسياسي إلى فعل تحرر في مجال الفكر والثقافة والسياسة، وأن يبدأ كل فرد من نفسه دون انتظار تحويل الوعي إلى فعل جماعي حزبي أو جمعياتي. ولنذكر العقلاء بأن إفشال ثورة الربيع العربي حصل بقوة الغرب وبيد ثوار الكنبة المنبهرين به.

لقد غفلت الأحزاب والجماعات الفكرية المتحمسة للربيع عن دور الغرب، ولذلك أغفلت تحويل فعلها الثوري إلى فعل تحرري استقلالي ونزلت على ركبها تستجدي الغرب أن يعترف بها وبثوراتها لأنها استبطنت مرجعيته وخافت من قوته. لقد أخطأت هذه القوى والنخب التقدير بل أرهبت فجبنت فانهارت ثوراتها، وعاد الغرب يحكم في مصائرها بواسطة بيادق مثل السيسي وأضرابه حتى أنها عجزت عن تسيير مظاهرة فعلية لنصرة غزة ولو بالكلام والشعارات.

هل هذا الأمر سهل؟ الباحثون عن السهولة يمكنهم مواصلة جلسة الشاي الثقافي مع مثقفي الغرب وتدريس حقوق الإنسان لطلبتهم. إنه أمر ضروري بل حتمي وما لم ينجز فإن غزات كثيرة ما زالت على الطريق كل مثقف عربي أو أفريقي أو لاتيني وكل جماعة سياسية لا تفكر في امتهان دروس الغرب، بدءا من الخروج من هيمنته في النهاية لن تفلح في تحرير ذواتها وفي تحرير بلدانها وستواصل خدمة الغرب ومشاريعه والترويج لفكره ورؤيته للعالم، ودفع الأثمان لشركاته وتمتيع شعوبه برفاه غامر في ما تغرق هي في البؤس.

من أين يبدأ المرء التحرر من وهم الغرب؟ من نفسه ومن بيته قبل أن ينشغل بجاره. هذا أهم درس علّمنا إياه نصر غزة لقد انتصرت غزة يا ثوار الكنبة؛ انتصرت لأنها كفرت بالغرب أولا.

مقالات مشابهة

  • منها اقتحام عدة قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • الإمارات تواصل عسكرة سقطرى لخدمة الكيان الصهيوني وسط صمت المرتزقة
  • يديعوت أحرونوت: خطر اليمن على الكيان الصهيوني مستمر ويتطور
  • الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني
  • الوجود الإماراتي في اليمن ..مهام تجسسية لصالح الكيان ونشاط تخريبي لتعزيز النفوذ
  • مصادر ملاحية “ترومان” مستمرة في التحرك الى “اطراف” البحر الأحمر
  • الأطماع المائية “الإسرائيلية”.. تهديد متجدّد لموارد سوريا والأردن
  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • عون يؤكد ضرورة التزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار
  • درس غزة المنتصرة