السودان – صرح رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال المؤتمر الاقتصادي في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرق البلاد إن الحرب مع قوات الدعم السريع تشارف على النهاية، مؤكدا أنه لا مجال للتفاوض والهدنة مع من سماهم “أعداء الشعب”.

وفيما يلي أبرز ما جاء في كلمة البرهان بالمؤتمر:

هذه الحرب في نهايتها.

ليس هناك أي فرصة للتهادن مع أعداء الشعب السوداني. نرفض التدخل والإملاءات الخارجية على السودان. ليس هناك مستقبلٌ أو وجود للدعم السريع وداعميه في السودان. مستقبل التحالف مع دول الإقليم والعالم مبنيٌّ على مخرجات ومحصلات الحرب. نرفض تماما عقد حزب “المؤتمر الوطني” اجتماع مجلس شورى ولن نقبل عملا سياسيا يشكل تهديدا لوحدة البلاد. المقاتلون في الميدان لا ينتمون لأي جهة لا “المؤتمر الوطني” ولا غيره بعكس مزاعم بعض القوى السياسية. السودان لم يكن مُوافقا على مشروع القرار البريطاني كما روّج بعض المشككين. مشروع القرار البريطاني ينتهك السيادة السودانية. القرار لم تكن فيه إدانة “لداعمي التّمرد”.

وكانت بريطانيا قدمت مؤخرا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية بالسودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل/نيسان 2023.

المصدر : الجزيرة

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن ومعادلة المكسب والخسارة

أن أية مبادرة أو دعوة لمؤتمر تتبناه الحكومة البريطانية يتعلق بشأن الحرب الدائرة في السودان، لا يخرج من دائرة التأمر التي تقوده الأمارات، و يكون الهدف منه هو إيجاد سبل لوصول مساعدات للميليشيا، أو محاولة لتبيض وجه الأمارات من الاتهام الموجه لها ليس من قبل السلطة و الشعب السوداني حتى لتقارير أجهزة الإعلام و الصحف و المنظمات العالمية.. أن التجربة أثبتت كل ما تقوم به الحكومة البريطانية إذا كانت عمالية أو ليبرالية هو الوقوف إلي جانب الأمارات صاحبة الاستثمارات و التجارة الكبيرة مع بريطانيا، و ليس عطفا على المواطنين الذين تقتلهم و تشردهم الميليشيا.. و أيضا مناصرة لحفنة من القيادات السياسية الذين جعلوا أمالهم في العودة للسلطة مرتبطة بالضغط على الشعب و الجيش من قبل القوى الخارجية.. لذلك تجد الأمارات ساعية سعيا حثيثا أن تجعل المجتمع الخارجي يضغط على السلطة في السودان لكي توافق على التفاوض مع الميليشيا.. و معلوم أن الهدف ليس التفاوض و لكن الوصول إلي " تسوية سياسية" تعيد الوضع الذي كان قبل الحرب.. و هو السعي الذي تقوم به الأمارات و الذين يدورون في فلكها من القيادات السودانية، و دائما يتعثرالمسعى و تبدأ في أخر،..و على الأمارات و الذين تعول عليهم يجب أن يدركوا أن الوصول للسلطة عبر العودة للوضع السياسي ما قبل الحرب أصبح مستحيلا..
في المؤتمر قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ( أن تحقيق السلام سيستغرق وقتا و جهدا دوليا متجددا و دبلوماسية صبورة.. و.. رغم انه وصف الحرب بالوحشية) و جاء على لسان بعض الوفود (أن المؤتمر لا يمثل محاولة للتوسط أو التعهد بتقديم المساعدات، بل يهدف إلي تحقيق مزيد من التماسك السياسي بشأن مستقبل السودان) إلا أن نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي كان أكثر وضوحا في كلمته التي قال فيها ( أن السعودية تحذر من الدعوات التي تنادي بتشكيل حكومة موازية، أو أي كيان بديل باعتبارها محاولات غير مشروعة تهدد المسار السياسي، و تعمق الانقسام ،و تعرقل جهود التوصل إلي حل وطني شامل) أن المحاولات التي تقوم بها الأمارات و الدول التي توظفهم من أجل أجندتها قد فشلوا في كل محاولاتهم من خلال مؤتمرات في دول أوروبية أو منظمات دولية.. و كما يقول المثل "صاحب الحاجة أرعن"
أن التدخلات الخارجية التي كانت عبر السفارات أو عناصر أجهزة المخابرات التي استباحت أرض السودان في الفترة الانتقالية، هي التي كانت سببا جوهريا في تعقيد المشكل الذي أدى للحرب.. و تدخل الدول مرة أخرى عبر ممثليها في السلك الدبلوماسي أو المخابرات لا تخدم عملية السلام و الاستقرار في السودان لأن هذه الدول لا تعمل إلا من أجل مصالحة أجندتها أولا.. معلوم أن القيادات السودانية التي تعلقت قلوبها بالسلطة، و اصبحت لا ترى غير مصلحتها، هي أيضا تعد سببا في تعقيد المشكل.. إذا يخرج رئيس تحالف " صمود" ببيان للمؤتمر يبين فيه غضبه بالشكوى التي قدمها السودان ضد الأمارات في المحكمة الدولية، و كان أحد من رفقا حمدوك جالسا مع هيئة الدفاع الأماراتية في المحكمة الدولية.. كما جاء على لسان مريم الصادق في اللقاء الذي أجرته معها قناة " BBC" أن يكون السودان خطرا على الدول التي تحيط به، لذلك تطالب المجتمع الدولي بالتدخل..
في الجانب الأخر من المشهد السياسي؛ نجد أن المسيرة الجماهيرية الكبيرة التي دعا إليها تجمع السودانيين الشرفاء بالخرج قد عبرت تماما عن المجتمع السوداني، و بينت للعالم كله أين تقف اغلبية السودانين في الحرب الدائرة في بلادهم، و خاصة أن المسيرة أيدت القوات المسلحة و وقوف الشعب معها، و أدانت التدخل الأماراتي في الحرب بدعمها المتواصل للميليشيا.. عكس مجموعة صمود التي كانت قد نشرت إعلانا لقيام ندوة للسودانيين في لندن، و للأسف أن الندوة كانت في نطاق ضيق، و كانت محروسة من قبل البوليس حتى لا يسمح بدخول ما تعتقد أنهم سوف يثيروا نقاشات ربما تفسد الهدف المطلوب منها.. إلا أن المسيرة التي جاء إليها الناس من كل فج عميق في بريطانيا، و بعض دول أوروبا، كانت رسالة بليغة، قد عكست بصورة حية مطالب الشعب، بأن تبتعد الأمارات من المشكل السوداني، و توقف دعمها العسكري و الوجستي إلي الميليشيا..و الحوار السياسي السوداني داخل السودان هو الطريق الوحيد للحل و الوصول لتوافق وطني..
أن التدخل الخارجي في الشأن السياسي السوداني بهذه الكثافة، و الذي يحصل لأول مرة في تاريخ السودان منذ الاستقلال، سوف لن يؤدي إل الاستقرار في البلاد، لآن التدخل لا يخدم الأجندة السودانية بل يخدم مصالحه، و على القيادات السياسية السودانية التي تعتقد الخارج وحده سوف يشكل لها رافعة للسلطة لا تدرك مخاطر هذا المسعى، لذلك يجب بعد وقف الحرب أن يكون طريق السلطة طريقا واحدا هو صناديق الاقتراع التي يقول فيها الشعب كلمته، لآن أية حكومة مدنية حزبية في الفترة الانتقالية سوف تكون فتح باب أخر للصراع الصفري... نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • في الذكرى الثانية للحرب .. هل ينتعش اقتصاد السودان؟
  • سردية لندن: مؤتمر لم يُصفّق له الكيزان ولم يحضره القتلة
  • مؤتمر لندن ومعادلة المكسب والخسارة
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • الحرب دخلت عامها الثالث.. أطفال السودان يدفعون الفاتورة الأعلى
  • تداعيات كارثية لعامين من الحرب المدمرة في السودان
  • بعد عامين من الحرب هل ينجح السودان في النهوض باقتصاده؟
  • السودان ليس مدعوا لمؤتمر في لندن يتناول شؤونه وتحضره 14 دولة
  • عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا