فرح بعد عزاء.. كيف تتعاملين مع الحمل بـطفل قوس قزح؟
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
يشير مصطلح "طفل قوس قزح" إلى أول مولود أو حمل يأتي بعد فقد الوالدين أحد أطفالهم أو عدم اكتمال حمل الأم بسبب الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو الحمل خارج الرحم.
ووفق جمعية الحمل الأميركية، ترجع هذه التسمية إلى فكرة ظهور قوس قزح في السماء عقب هطول أمطار أو عاصفة قوية مما يجعله رمزا للجمال والفرح وعودة الأمل من جديد بعد وقت عصيب، وتعكس التسمية كذلك مقولة المؤلفة شانون إل أدلر "بعد كل عاصفة يأتي قوس قزح".
تقول المتخصصة في علم نفس الصحة، الدكتورة كوانتريلا أرد "إنها طريقة بسيطة لتلخيص تجربة عاطفية للغاية والاحتفال بالمولود الجديد دون الحاجة إلى شرح الظروف المحيطة بالحمل"، وفق ما نشره موقع "بيزنس إنسايدر".
وسيلة للعزاء والتعاطف والاحتفاليعود استخدام مصطلح أطفال قوس قزح إلى عام 2008 بعد أن اعتمدت عليه المؤلفة كريستي بروكسو في إحدى قصص كتابها "اختياراتنا المحزنة"، حتى اكتسب شعبية كبيرة في منتديات الأبوة والأمومة ومجموعات الدعم عبر الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إعلانات الحمل بألوان قوس قزح ووسم "طفل قوس قزح".
وفي عام 2018، وبفضل جهود ألكسيس ديلشيارو، إحدى الأمهات التي رزقت بأطفال بعد رحلة طويلة مع العقم والإجهاض المستمر، تم تخصيص يوم 22 أغسطس/آب من كل عام لدعم الأسر التي تواجه نفس الموقف وكذلك الاحتفال علنا بأطفال قوس قزح وتكريم أشقائهم الذين لم ينجوا، ومع ذلك لا يلقى المصطلح قبولا لدى البعض لأنهم لا يرغبون في ربط طفلهم الجديد بالخسارة.
يثير الحمل في أطفال قوس قزح مجموعة من المشاعر المتناقضة مثل الارتباك والخوف المستمر من حدوث خطأ ما أو فقد الحمل في أي مرحلة، وقلق الفحص بالموجات فوق الصوتية وحتى الشعور بالذنب، إلى جانب مشاعر الفرحة والبهجة بالحمل الجديد، هذه المشاعر كلها صحيحة ولا يستبعد أحدهما الآخر بأي حال من الأحوال.
وهذه أبرز التحديات التي تواجهها المرأة في حمل ما بعد الإجهاض أو بعد خسارة طفل:
الشعور بالقلقتقول الطبيبة النفسية، جولي فراجا لموقع "بيبي سنتر"، إن محاولة الحمل بعد الإجهاض مباشرة تعد فكرة شائعة للتخلص من آلام الفقد السابق، لكن الأمر نادرا ما يكون بهذه البساطة.
وتؤكد أن العديد من الدراسات تشير إلى أن فقدان الحمل يزيد من خطر القلق والاكتئاب أثناء الحمل اللاحق وكذلك توقع السيناريوهات السيئة في كل مرحلة من مراحل الحمل، ولاسيما إذا تعرضت المرأة للإجهاض المتكرر.
وأضافت الطبيبة النفسية أن أبحاثا أخرى وجدت أن النساء اللاتي تعرضن لفقدان حمل سابق كن أكثر عرضة للشعور بالحزن أو انخفاض الحالة المزاجية أثناء الحمل اللاحق.
تدعم ذلك دراسة نشرتها المجلة الدولية لبحوث البيئة والصحة العامة عام 2021 وتوصلت إلى أن النساء اللاتي تعرضن لفقدان الحمل كن أكثر عرضة بنسبة 35% لضرورة العلاج النفسي بعد الولادة التالية وخاصة في الأشهر الستة التي تلي الولادة مقارنة بأولئك اللاتي لم يتعرضن لفقدان حمل سابق.
سيطرة الحزنتوضح الطبيبة النفسية، كلير نيكوجوسيان، لموقع "مازر لي" أن الحزن عاطفة شخصية معقدة، ولا ينبغي التعامل معه بطريقة منهجية ومنظمة، فالحزن فوضوي وغير متوقع ويتم التعبير عنه بشكل فريد.
وتؤكد نيكوجوسيان أن الحزن أثناء الحمل الذي يلي فقد طفل هو أمر طبيعي تماما، ويمكن أن يظهر بطرق مفاجئة، مثل الانشغال بأفكار متطفلة حول حدوث خطأ ما في الحمل أو البكاء فجأة أثناء المشي بجانب طفل، وقد تعبر عنه المرأة من خلال محاولة إخفاء التغيرات الجسدية التي تظهر عليها حتى تتمكن من الحفاظ على سر حملها إلى أن يصبح واضحا.
يعتبر الشعور بالذنب شعورا شائعا بين الآباء الذين يستقبلون أطفال قوس قزح، وفي هذا الشأن أشارت طبيبة أمراض النساء والتوليد، الدكتورة جينيفر كولب ماكاروف لموقع "بيرانتس" أن الآباء قد يشعرون أن حماسهم بشأن الحمل الجديد، أو حب طفلهم القادم وسعادتهم به عند وصوله، قد يكون بمثابة خيانة للطفل الذي فقدوه.
وتابعت، "يحتاج هؤلاء الآباء إلى الكثير من الدعم العاطفي أثناء الحمل وبعد الولادة وأن يعلموا أن هؤلاء الأطفال مثال جيد لشفاء أرواحهم وأجسادهم، وأن الشفاء ليس مرادفا للنسيان".
صعوبة تفهم المحيطينتقول اختصاصية أمراض النساء والتوليد، كيرن غولدبرغر، لموقع "هيلث كليفلاند" "إن الحمل يعد عاملا قويا لإعادة تحفيز ارتباط الأم بالطفل المفقود وتعزيز مشاعر الحزن، غير أن المحيطين غالبا لا يفهمون مشاعرها المختلطة ويتوقعون أنها قد تخطت كل ما حدث".
وتبين غولدبرغر أن هذه النظرة الشائعة تزيد من صعوبة الأمر وقد تسمح للبعض بقول عبارات حساسة ومؤذية والخوض في مناقشات تعزز مشاعر الحزن والصدمة لدى الأم مثل الحديث عن الإجهاض أو المحادثات حول الأحفاد أو الأقارب الذين هم في نفس عمر الطفل الذي مات.
كيف تتخطى الأم المشاعر السلبية؟ الرعاية الذاتية وتقبل المشاعر المتضاربة: اعتني بنفسكِ من خلال المشاركة في الأنشطة التي تشجع على الراحة والشفاء والاستمتاع بمراحل الحمل، وقد يكون ذلك بتخصيص 10 إلى 15 دقيقة يوميا للقيام بشيء يجعلك تشعرين بالراحة، كذلك يجب أن تحترمي حزنك مع توفير مساحة له وعدم ترك الآخرين يحددون لك كيف تحزنين. نظام دعم قوي: من خلال الاستعانة بدعم الزوج وأفراد العائلة والأصدقاء الذين يمكن الاعتماد عليهم خلال هذا الوقت، أو الانضمام إلى مجموعات الدعم والتواصل مع آخرين مروا بتجارب مماثلة. ممارسة التأمل: يعد وسيلة فعالة لإدارة مخاوفكِ وتعزيز الإيجابية العاطفية والاستقرار. الاحتفال بمراحل الحمل: مثل الاحتفال بتصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية، وأول عملية شراء تقومين بها لطفلك، قد يدعم ذلك ارتباطك بالحمل ويخفف مخاوفك ويعزز شعورك بالامتنان. تدوين اليوميات: تدوين مشاعرك وعواطفك قد يخلصك من المشاعر السلبية. استشارة اختصاصي الصحة النفسية: ينبغي التواصل مع المعالج الخاص إذا زاد قلقكِ وحزنك بشكل يتداخل مع أنشطتك اليومية وأداء مهامك.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أثناء الحمل قوس قزح من خلال
إقرأ أيضاً:
زينة الكنائس القبطية في أسبوع الآلام.. طقوس تتجاوز الشكل إلى الروح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحولت الكنائس القبطية إلى مشهد مهيب تغمره الأقمشة السوداء، التي تغطي المذابح والأيقونات والجدران، في مشهد لا يُرى إلا خلال أسبوع الآلام، ورغم بساطة الزينة، إلا أنها تحمل دلالة عميقة، تعبر عن مشاركة الكنيسة لشعبها في آلام المسيح وليس مجرد الحزن على صلبه.
في هذا الأسبوع، تغيب الألوان الزاهية تمامًا، وتختفي الورود المعتادة، لتحل محلها رموز الصمت، الترقب، والتأمل في سر الفداء.
في مقابل السواد الطاغي، تضاء الشموع في أركان الكنيسة كرمز للنور الخارج من الألم، والرجاء المتولد من الصليب ، لا تستخدم الإضاءة الكاملة، بل تكتفي الكنائس غالبًا بضوء الشموع، ما يمنح صلوات “البصخة” طابعًا خاصًا من الخشوع والسكينة.
يقول أحد الخدام: “الزينة مش رفاهية، دي وسيلة للتعبير عن اللي مش بنعرف نقوله.. وكل تفصيلة مقصودة، علشان تعيشنا في أجواء الأسبوع العظيم ده”.
من الزينة الخارجية لزينة القلبلا يقتصر دور الزينة السوداء على تغيير شكل الكنيسة فقط، بل تمهّد لرحلة داخلية يعيشها كل مُصلي، ينتقل فيها من مظاهر الحزن الظاهري إلى زينة القلب بالتوبة والصلاة.
فالكنيسة، بلونها الأسود وصمتها العميق، تدعو أبناءها للتجرد من الزينة الخارجية المعتادة، والالتفات إلى أعماقهم، حيث تبدأ الزينة الحقيقية من الداخل، استعدادًا لفرح القيامة.