سائق يدهس طلاب مدرسة ابتدائية في الصين وسط تصاعد حوادث العنف العشوائي
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قالت وسائل إعلام صينية إن سائق سيارة رباعية الدفع صدم عددا من المواطنين خارج مدرسة ابتدائية في هونان (جنوب الصين) أمس الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص في الوقت الذي تنتشر فيه المخاوف بشأن سلسلة من الهجمات العنيفة في البلاد خلال الأسابيع الماضية.
قناة "سي سي تي في" الرسمية ذكرت أن الحادث وقع أثناء وصول التلاميذ إلى المدرسة، وأسفر عن إصابة عدد من المارة.
كما أعلنت السلطات إلقاء القبض على رجل يبلغ من العمر (39 عاما) مشتبه به في الحادث، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية حول دوافعه.
WARNING: GRAPHIC CONTENT
A driver in an SUV plowed into students and pedestrians outside a primary school in southern China leaving several people injured, state media said, as worries spread over in the country over the past week https://t.co/X7S6johsuc pic.twitter.com/8ngkZHNK62
— Reuters (@Reuters) November 19, 2024
تأتي هذه الحادثة بعد أيام من هجوم مماثل بسيارة في مركز رياضي بمدينة تشوهاي (جنوب البلاد)، أسفر عن مقتل 35 شخصا وإصابة 43 آخرين.
وكان ذاك الهجوم أحد أعنف الحوادث الجماعية التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة، مما أثار قلقا بشأن تكرار مثل هذه الحوادث.
At least 35 people killed and 43 injured after man drove into crowd at sports centre in southern China, local police sayhttps://t.co/GojGnvWFA1
— BBC Breaking News (@BBCBreaking) November 12, 2024
على الصعيد الرسمي، ذكر بيان -صادر عن النيابة الشعبية العليا على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو"- أن كبار المدعين العامين في الصين اجتمعوا يوم الثلاثاء لمناقشة إصدار الأحكام على "الجرائم الكبرى والوحشية المتطرفة"، فضلا عن تلك التي تعرض الأمن العام للخطر.
وقال المدعي العام يينغ يونغ في منشوره -الذي يعد من أكثر المواضيع تداولا على منصات التواصل الاجتماعي بالصين- "لا يمكن أبدا أن تتراخى اليد الصارمة. ويتعين علينا أن نكون حازمين ومصممين، وأن نعاقب مرتكبي الجرائم بشدة وبسرعة وفقا للقانون لتوفير رادع قوي".
وتشير الإحصاءات إلى زيادة ملحوظة في حوادث العنف العشوائي في الصين، ففي عام 2024، شهدت البلاد 19 حادثا، قُتل فيها 63 شخصا وأُصيب 166، مقارنة بـ16 قتيلا و40 مصابا في عام 2023.
ورغم أن معدل جرائم العنف في الصين يظل أقل من المتوسط العالمي، فإن هذه الزيادة أثارت مخاوف من تصاعد العنف المرتبط بالتوترات الاجتماعية والاقتصادية.
ففي إحدى الحوادث، قُتل 8 أشخاص، وأصيب 17 آخرون في هجوم بسكين في مدرسة مهنية بشرق الصين، ليتبين لاحقا أن المهاجم كان طالبا سابقا لم يتمكن من التخرج.
????????”KNIFE ATTACK IN CHINA”
Eight people were killed and 17 others wounded Saturday in a knife attack at a vocational school in eastern China, and the suspect a former student has been arrested.
????#China pic.twitter.com/WIzprBEV4N
— WORLD AT WAR (@World_At_War_6) November 16, 2024
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل رجل 3 أشخاص وجرح 15 آخرين في حادث طعن وقع في سوبر ماركت بشنغهاي.
ويرجع البعض ارتفاع وتيرة هذا النوع من الحوادث إلى حالة عدم اليقين بشأن المستقبل بين الشباب الصيني، لا سيما مع تباطؤ الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وأزمة العقارات.
وقالت أستاذة السياسة الصينية بجامعة تورنتو الكندية لينيت أونغ لوكالة الصحافة الفرنسية "هذه أعراض مجتمع مليء بالمظالم المكبوتة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رغم الصعوبات اقتصاد الصين ينمو 5% في 2024
في بيانات نُشرت قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب -الذي يلوّح بحرب تجارية– سجلت الصين نموا اقتصاديا نسبته 5% في 2024، في ما يعد أبطأ وتيرة منذ 3 عقود باستثناء فترة "كوفيد-19".
وحددت بكين تحقيق نمو بنحو 5% هدفا لها بعد نسبة 5.2 % في ناتجها المحلي الإجمالي سجلت في عام 2023، مع استمرار أزمة قطاع العقارات وتباطؤ الاستهلاك المحلي والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي العام 2024 وصل الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 134.9 تريليون يوان (نحو 18.4 مليار دولار)، وفقا لتقديرات رسمية نشرها اليوم الجمعة المكتب الوطني للإحصاء.
وارتفعت مبيعات التجزئة -وهي مقياس رئيسي لمعنويات المستهلكين- بـ3.5% وهو معدل أدنى بكثير من نسبة 7.2% التي سجلت في عام 2023، في وقت زاد الناتج الصناعي بنسبة 5.8% في 2024 مقابل 4.6% بالعام السابق.
ورغم تحقيقها أهداف النمو فإن بكين أقرت اليوم بأن الاقتصاد الصيني لا يزال يواجه "صعوبات وتحديات".
وقال المكتب الوطني للإحصاء -وهو هيئة حكومية- "تتزايد التأثيرات السلبية من البيئة الخارجية، والطلب المحلي غير كافٍ، وبعض الشركات تعاني صعوبات في الإنتاج والتشغيل، ولا يزال الاقتصاد يواجه صعوبات وتحديات".
إعلانوحققت الصين النمو المستهدف عند 5% بفضل الصادرات وجهود التحفيز.
وتسارعت وتيرة الصادرات مع اندفاع الشركات والمستهلكين للتغلب على الزيادات المحتملة في التعريفات الجمركية التي قد يفرضها دونالد ترامب على السلع الصينية.
وواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال السنوات الأخيرة توترات تجارية وجيوسياسية متزايدة الشدة مع الولايات المتحدة.
رسوم ترامب التجارية قد تؤثر بشكل سلبي على نمو اقتصاد الصين (غيتي إيميجز) ماذا عن المستقبل؟وقدّر المحللون استطلعت وكالة الصحافة الفرنسية آراءهم أن ينخفض النمو إلى 4.4% في عام 2025، وحتى إلى ما دون 4% في العام التالي، فالصين لم تتعافَ بعد من تبعات الجائحة، وما زال الإنفاق المحلي في حالة ركود والحكومات المحلية مثقلة بالديون، وكلها عوامل تواصل الضغط على النمو.
ورغم ذلك فإن الزيادة بنسبة 5.4% في النمو الاقتصادي التي سجلت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة تجاوزت بكثير التوقعات التي عولت على 5% في استطلاع وكالة بلومبيرغ، وكانت أفضل بكثير من الفترة نفسها في عام 2023.
وقال تشيوي تشانغ رئيس شركة بينبوينت لإدارة الأصول إن البيانات توجه لنا "رسائل مختلطة"، مضيفا أن التحول الأخير في سياسة بكين "ساعد الاقتصاد على الاستقرار في (الربع الأخير)، لكنه يتطلب تحفيزا كبيرا ومستمرا في السياسات لتعزيز الزخم الاقتصادي واستدامة التعافي".
من جهته، قالت زيتشون هوانغ الخبيرة الاقتصادية الصينية في "كابيتال إيكونوميكس" إنها تتوقع أن "يستمر النمو في التسارع خلال الأشهر المقبلة".
وأضافت "يبدو أن تدابير دعم قطاع العقارات التي اتخذتها الحكومة توفر بعض الارتياح مع تباطؤ وتيرة انخفاض أسعار المساكن وتسجيل بعض التعافي في مبيعات المساكن الجديدة".
الصين ألمحت إلى أن أسعار الفائدة ستخفض بشكل كبير في 2025 لتحفيز الاقتصاد (شترستوك) إجراءات تحفيزيةومع ذلك، يحذر المحللون من الحاجة إلى مزيد من الجهود لتنشيط الاستهلاك المحلي، في ظل حالة عدم اليقين بشأن آفاق الصادرات الصينية.
وتخطط الصين لتسجيل نمو مماثل العام 2025 من خلال المزيد من الإجراءات التحفيزية لمواجهة تأثير زيادة متوقعة للرسوم الجمركية الأميركية.
وألمح البنك المركزي الصيني إلى أنه سيخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في العام 2025 كجزء من تحول رئيسي يتميز بموقف "مرن إلى حد ما" للسياسة النقدية.
إعلانوقال هاري مورفي كروز من شركة "موديز أناليتيكس" إنه "من غير المرجح أن يؤدي دعم السياسة النقدية وحده إلى تصحيح الاقتصاد"، وكتب "تعاني الصين من أزمة ثقة وليس من أزمة ائتمان".
من جانبه، قال تينغ لو كبير خبراء الاقتصاد الصيني في نومورا إن بكين -التي "شجعها" تحقيق هدف العام الماضي- من غير المرجح أن تغير هدفها السنوي للنمو البالغ نحو 5% للعام المقبل.
وكتب لو "نحن قلقون من أن بكين قد لا تكثف جهودها بما يكفي للقيام بالعمل الدؤوب المتوقع منها بعدما سجلت نجاحا على المدى القصير".
ورأى أنه على الرغم من البيانات المتفائلة التي نشرت اليوم الجمعة فإن الوقت ليس مناسبا لأن ترتاح بكين معتمدة على أمجادها.