خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال منذ بدء التوغل البري في لبنان
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
#سواليف
أصدرت غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة في #لبنان، بيانا حول التطورات الميدانيّة لمعركة “أولي البأس”، والتي تضمنت رواية #المقاومة حول الكمين النوعي الذي تعرض له #ضباط و #جنود الكتيبة 51 في لواء #غولاني عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون بتاريخ 13-11-2024.
وأكدت #المقاومة_الإسلامية، أن مقاوميها يواصلون تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش الاحتلال خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المُواجهة عند الحافّة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلّة.
وعن عملية حيفا المحتلة النوعية، قالت المقاومة الإسلامية، إن هذه العملية تأتي في سياق الوعد الذي أعلنته غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة بتزخيم ورفع وتيرة سلسلة عمليّات خيبر النوعيّة، وفي سياق دحض مزاعم وادعاءات قادة الاحتلال عن تدمير القوّة الصاروخيّة للمُقاومة.
مقالات ذات صلة من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه! 2024/11/20أما عن خسائر جيش الاحتلال، فأكدت: بلغت حصيلة الخسائر التي تكبّدها جيش الاحتلال منذ إعلانه عن بدء “المرحلة الثانيّة” من العمليّة البريّة في جنوب لبنان في 12-11-2024 وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة أكثر من 18 قتيلا و32 جريحًا (إصابات بعضهم حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكريّة، لتصبح الحصيلة التراكميّة لخسائر العدوّ الإسرائيلي منذ 01-10-2024 وحتى تاريخ اليوم: مقتل أكثر من 110 وجرح أكثر من 1,050 من ضباط وجنود جيش العدو، وتدمير 48 دبابة ميركافا، و9 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند، وإسقاط 6 مُسيّرات من طراز “هرمز 450″، ومُسيّرَتين من طراز “هرمز 900″، ومُحلّقة “كوادكوبتر”، مشيرة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر الاحتلال في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة.
وقالت في بيانها، مساء اليوم الثلاثاء، إن المُقاومة ومن خلال عمليّة حيفا النوعية أكدت أنها لا تزال تمتلك القدرة على استهداف قواعد العدو العسكريّة بمختلف أنواعها بوقت واحدٍ ومُتزامن، وبصلياتٍ كبيرةٍ من الصواريخ النوعيّة التي أمطرت مدينة حيفا المُحتلة، وحققت أهدافها بدقّة، حيث وصلت صواريخ المُقاومة إلى القواعد العسكريّة الخمسة التي أُعلن عنها، وأدخلت العمليّة أكثر من 300,000 مستوطن إلى الملاجئ.
وشددت، أن المستوطنين يدفعون ثمن انتشار القواعد التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل المُستوطنات والمُدن المُحتلّة وقرب المصالح التجاريّة والاقتصادية، كما أعدّت المقاومة العدّة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ هذا النوع من العمليّات في حيفا، وحتى ما بعد حيفا، ولمدًى زمني لا يتوقعه الاحتلال.
وبشأن إعلان الاحتلال عن بدء المرحلة الثانية من العمليّة البريّة في جنوب لبنان، قالت المقاومة الإسلامية، إنه بعد تراجع العمليّات الجويّة والبريّة لجيش الاحتلال في المنطقة الحدوديّة بنسبة 40 % بسبب عدم قدرة وحدات جيش الاحتلال على التثبيت داخل الأراضي اللبنانيّة، سارع الاحتلال إلى إعلان المرحلة الثانية من العمليّة البريّة في جنوب لبنان.
وأكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أن العمليّات الدفاعيّة المُركّزة والنوعيّة التي نفذتها خلال “المرحلة الأولى” من العملية البرية لجيش الاحتلال هي التي أجبرت قوّاته على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتْهم القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدوديّة.
وأوضحت، أنه لا يزال سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال يعتدي يوميًا على القرى الحدوديّة – التي يزعم السيطرة عليها – بعشرات الغارات من الطائرات الحربيّة والمُسيّرة، عدا عن الرمايات المدفعيّة وعمليّات التمشيط بالأسلحة الرشاشة من المواقع الحدودية على العديد من هذه القرى، تؤكد هذه الاعتداءات عدم تمكن جيش الاحتلال من التثبيت داخل الأراضي اللبنانيّة، وما يحصل من محاولة تقدم باتجاه مناطق جنوب مدينة الخيام – التي كان قد حاول الدخول إليها سابقا وانسحب منها تحت ضربات المجاهدين – هو دليل إضافي على فشل المرحلة الأولى.
وأكدت أن مُجمل العمليّات – المُعلن عنها – التي نفذها مجاهدو المقاومة الإسلامية ضد قوّات الاحتلال بلغ منذ بدء العمليّة البريّة وحتى تاريخ إصدار هذا البيان أكثر من 350 عمليّة على الأراضي اللبنانيّة، وأكثر من 600 عمليّة نارية على مناطق مسؤولية الفرق العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، تلقّى خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة.
وأكدت المقاومة الإسلامية، لضباط وجنود جيش الاحتلال أن ما لحق بالكتيبة 51 لواء غولاني عند أطراف مثلث عيناثا – مارون الراس – عيترون، ليس إلّا البداية، “وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان، وكما قال شهيدنا الأقدس ستدخلون عاموديًا وتخرجون أفقيًا”.
وبشأن المواجهات الميدانية، في القطاع الغربي، فعمدت قوّات الاحتلال إلى التقدّم باتجاه بلدة شمع في القطاع الغربي بهدف السيطرة عليها في إطار الضغط على بلدات النسق الثاني من الجبهة لتقليص رمايات المُقاومة الصاروخيّة على مدينة نهاريا ومنطقة حيفا المُحتلّة.
كما وتسللت قوّات الاحتلال من أحراش اللبونة مروراً بأحراش بلدات علما الشعب وطيرحرفا باتجاه بلدة شمع، ووقعت القوّات المُتقدّمة في سلسلة من الكمائن التي كان قد أعدّها مجاهدونا عند تخوم البلدة وداخلها.
وخلال تسلّل طاقم بمستوى سرية مدرّعة نحو محيط مسجد البلدة ومبنى البلديّة (شرقي موقع اليونيفل) استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالصواريخ الموجهة، ما أسفر عن تدمير دبابتي ميركافا وجرافة كانت ترافق القوّة، كما استهدفوا قوّة مشاة في محيط مقام النبي شمعون الصفا وسط البلدة بصاروخ موجه أوقع عدد من الإصابات في صفوفها.
واشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية، من مسافات قريبة مع قوات الاحتلال في محيط مقام النبي شمعون الصفا، ومبنى البلديّة والمسجد وخَراج البلدة أكثر من 5 مرّات بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدويّة والقذائف الصاروخيّة، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الإصابات، تدخلت على إثرها قوّات الإسعاف الإسرائيليّة عبر استدعاء زوج مروحي لإنقاذ وإخلاء الإصابات، وقامت بإطلاق وسائل إنارة لتعيين موقعها في مدرسة البلدة.
وعند الأطراف الغربيّة لبلدة الجبين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية دبابة ميركافا بصاروخ موجه، ما أسفر عن مقتل وجرح طاقمها، بالإضافة الى دكّ منطقة العمليّة بقذائف الهاون من عيار 120 ملم و 81 ملم.
وأوضحت، أنها تستهدف من خلال القوّة الصاروخيّة في المُقاومة مسارات ونقاط تموضع جنود وآليات جيش الاحتلال على هذا المحور بعشرات الصليات الصاروخيّة وقذائف المدفعيّة.
أما في القطاع الأوسط (مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون)، فدحضًا لرواية الاحتلال عن الكمين الذي وقعت فيه قواته عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون، وسعيًا منها لنقل البطولات التي يسطرها مجاهدونا على محاور الاشتباك، أعلنت غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة أن مجاهديها رصدوا قوّة من الكتيبة 51 لواء غولاني التابع للفرقة 36 تتسلل عند ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 13-11-2024 من المنطقة الحدوديّة بين بلدتي عيترون ومارون الراس، باتجاه الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة بنت جبيل، بهدف تنفيذ مهام استطلاعيّة عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون، وبالرغم من الحملات الجويّة الكثيفة التي كان ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي على المنطقة، وقعت القوّة في كمين محكم لمجموعة من مجاهدي المُقاومة.
وأضافت المقاومة الإسلامية: وصلت القوّة المعادية إلى منطقة الكمين عند الساعة 09:50 صباحًا، حيث كانت مجموعة من مجاهدينا تتموضع في منزل مُتضرر بفعل العدوان، وفي المنطقة المحيطة به، وفور اقتراب القوّة الإسرائيلية من نقطة المقتل فتح مجاهدو المقاومة الإسلامية النار عليها من مختلف الاتجاهات بالأسلحة الرشاشة ما أجبر القوّة على الانتشار في المكان، ودخلت مجموعة من القوّة المعادية إلى منزل في المنطقة للاحتماء به من نيران مجاهدو المقاومة الإسلامية وانتشر باقي الجنود في محيطه.
وأشارت إلى أنه بعد استقرار القوّة في المنزل، و”بنداء لبيك يا نصر الله، استهدف مجاهدونا المنزل بشكل مُركّز بعددٍ من قذائف الـ “RBG” المضادة للأفراد والدروع ما أدّى إلى تدمير أجزاء من المنزل على القوّة التي احتمت بداخله”.
وأوضحت، أنه بالتزامن مع انهيار المنزل، ووسط حالة الذعر التي أصابت باقي القوّة الإسرائيلية المُنتشرة في محيطه، فتح مجاهدونا النار من أسلحتهم الرشاشة على من تبقى من القوّة في محيط المكان، واستمرّت الاشتباكات في المنطقة لأكثر من 3 ساعات، وجرت عمليّة إخلاء الإصابات تحت غطاء دخاني وناري كثيف، واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط و5 جنود من الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني بالإضافة إلى سقوط 4 جرحى، وأكدت المقاومة الإسلامية أنه لم يُسجل أي نشاط برّي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة بعد انتهاء الحدث وحتى تاريخه.
وأشارت إلى أنه وخلال عدوان تموز 2006، وقعت قوّة من كتيبة غولاني 51 عند الأطراف الشرقيّة لمدينة بنت جبيل في كمين للمُقاومة أسفر عن مقتل 8 جنود وجرح أكثر من 25 آخرين، واعتُبرت المعركة حينها واحدة من المعارك الرئيسيّة في تاريخ لواء غولاني، وأصعب معركة في “حرب لبنان الثانية”.
أما في القطاع الشرقي، فكثّف الاحتلال من عدوانه على مدينة الخيام ومحيطها خلال الأيام الأخيرة تمهيدًا لإعادة التقدّم باتجاه المدينة بعد فشل محاولته الأولى منذ أكثر من 10 أيام بفعل الضربات القوية التي تلقاها على أيدي المجاهدين، واشتبك مجاهدو المقاومة مع القوّات المُتقدّمة فور وصولها إلى منطقة وطى الخيام جنوبي المدينة، بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة، بالإضافة إلى استهداف دبابتي ميركافا بالصواريخ الموجهة، ما أدّى إلى إحراقها ومقتل وجرح من كان بداخلها.
وقالت المقاومة الإسلامية، إنه بعد سلسلة العمليّات الصاروخيّة المركّزة والاشتباكات المُباشرة التي خاضها مجاهدو المقاومة مع القوّات المُتقدمة باتجاه مدينة الخيام من الجهتين الشرقيّة والجنوبيّة، وبفعل الخسائر الكبيرة التي مُني بها جيش العدو، وتحت ضربات المجاهدين، انسحب جيش الاحتلال للمّرة الثانيّة، بشكل جزئي من النقاط التي تقدّم إليها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف لبنان المقاومة ضباط جنود غولاني المقاومة الإسلامية مجاهدو المقاومة الإسلامیة جیش الاحتلال الإسرائیلی الم قاومة الإسلامی ة بالأسلحة الرشاشة لجیش الاحتلال الاحتلال من ات الاحتلال لواء غولانی مارون الراس فی المنطقة الصاروخی ة من العملی الحدودی ة فی القطاع العملی ات غرفة عملی الم حتل ة أکثر من أسفر عن عملی ات فی محیط فی الم ة التی ة حیفا القو ة
إقرأ أيضاً:
فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
– لا يستطيع قادة الغرب وكيان الاحتلال إنكار أن هذه الحرب التي تشارف على نهايتها في قطاع غزة، كانت حربهم معاً، وأنه لولا حجم انخراط الغرب مباشرة فيها إضافة إلى التمويل والتسليح والاستنفار وجلب الأساطيل لما استطاع الكيان الصمود حتى هذه الأيام، ولا يستطيع أيّ منهم إنكار أنهم وضعوا ثقلهم معاً سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً ومالياً للفوز بهذه الحرب التي تدور على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً فقط، ما يعادل حياً صغيراً في أي مدينة كبرى، وأن الضربة الأولى في هذه الحرب يوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م كانت كافية لزعزعة عناصر قوة الكيان، ما أجبر الغرب كله على الهرولة إلى المنطقة بقادته وجيوشه وماله وسلاحه، واستنفار آلته الإعلاميّة والدبلوماسية لضمان أفضل مستويات الدعم والإسناد لجبهة الكيان بوجه غزة.
– تحوّلت الحرب قضية أولى على جدول أعمال الساسة والقادة والإعلام والشعوب على مساحة العالم، ورغم الخذلان العربي والإسلامي لغزة على مستوى الحكومات والشعوب، فقد نجحت غزة باستنهاض حلفاء لها يساندونها بجبهات قاتلت قتالاً ضارياً بلا هوادة، وتحمّلت تضحيات جساماً، خصوصاً في جبهتي لبنان واليمن، حيث تكفلت جبهة لبنان بإنهاء قدرات جيش الاحتلال على خوض حرب برية، وأجبرته على المجيء إلى وقف إطلاق للنار بدون مكاسب وهو يعترف ببقاء المقاومة على سلاحها، وما يعنيه ذلك من قبول مبدأ العودة إلى التساكن مع قوى المقاومة المسلحة على الحدود، رغم دروس الطوفان التي أجمع عليها قادة الكيان لجهة أن هذا التساكن يعني أن الخطر الوجودي على الكيان قائم وأن المسألة مسألة وقت، ومَن يقبل بالتساكن على الحدود الشمالية يقبل مثله على الحدود الجنوبيّة.
– نجح اليمن بتحدّي القوة الأمريكية والغربية البحرية بكل ما لديها من حاملات طائرات وسفن حربية ومدمرات وغواصات، وفرض إرادته رغماً عنها منجزاً حصاراً بحرياً على ميناء إيلات حتى تمّ إقفاله، وتسببت صواريخ اليمن وطائراته المسيّرة بتأكيد ما فرضته صواريخ لبنان وطائراته المسيّرة، لجهة عجز القبة الحديديّة بكل تقنياتها المتطورة رغم تدعيمها بشبكة صواريخ ثاد الأمريكية، فبقي المستوطنون يهرولون بمئات الآلاف إلى الملاجئ، وسقطت نظرية الأمن الإسرائيلية، وفشلت كل محاولات إخراج اليمن من موقعه كجبهة إسناد لغزة، بل إن أحد أسباب السير باتفاق ينهي الحرب كان اليقين بأن هذا هو الطريق الوحيد المتاح للتخلص من العقدة اليمنية وما تسببه لواشنطن وتل أبيب من إحراج.
– عوّضت التداعيات التي ترتبت على حرب غزة عالمياً عن الخذلان العربي والإسلامي، مع ظهور حركة الجامعات الغربية بحيويتها وحضورها المميز، وتطورها نحو إطلاق مد ثقافي فكري تاريخي لإثبات الحق الفلسطيني بكامل التراب الوطني الفلسطيني، وتوسّعت حركات المقاطعة الاقتصادية، وتسبّبت بتغييرات هيكلية في شبكة علاقات الشركات العالمية الكبرى بالكيان، وامتلأت شوارع عواصم الغرب بالملايين تهتف بالحرية لفلسطين، كما شهد العالم إعادة تموضع سياسية ودبلوماسية ونهوض حركة مساءلة قانونية بوجه جرائم الكيان ووحشيته، رغم التهديدات الأمريكية بالعقوبات، فقطعت دول علاقاتها بالكيان وأغلقت سفاراتها لديها وسحبت سفراءها من عاصمته، واعترفت دول أخرى بالدولة الفلسطينية، وذهبت دول لمقاضاة الكيان أمام المحاكم الدولية، وتحرّكت المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة الكيان.
– عادت القضية الفلسطينية إلى وهجها كقضية دولية إنسانية وقانونية، لكن أيضاً كقضية استراتيجية يتوقف على حلها بصورة يقبلها الشعب الفلسطيني استقرار الشرق الأوسط، وتالياً سوق الطاقة واستقرار العالم، ولم يعُد العالم كما لم تعُد القضية الفلسطينية بعد هذه الحرب كما كان الحال قبلها، وهكذا حقق الطوفان أهدافه، وكانت عيون العالم على الطريقة التي سوف تنتهي من خلالها الحرب، لتحديد سقوف السياسة ومقدار القوة التي سوف ينجح الفلسطينيون في انتزاعها في ظل الضوء الأخضر الممنوح للكيان بتدمير كل ما يتصل بالحياة في غزة، وها هم يفرضون اتفاقاً لا يطال سلاح مقاومتهم، ولا يمنح الاحتلال أي امتيازات أمنية وجغرافية في قطاع غزة، ويجد أنه مجبر على إعلان انتهاء الحرب، وسوف يكون سقف تباهي حكام واشنطن وتل أبيب بما أنجز في غزة ولبنان واليمن هو ما قاله أنتوني بلينكن عن إنجازات أميركا وإسرائيل في لبنان، وسقفها إبعاد حزب الله عن الحدود، وقطع إمداده عبر سورية، لكن قوته باقية ولذلك فالإنجاز كما يقول إنه تمّ حرمان حزب الله من تشكيل تهديد راهن؛ بينما بعض الحمقى والمهابيل في لبنان يحتفلون بأن نزع سلاح حزب الله على الطاولة، وهكذا سوف يقولون عن غزة، تحييد التهديد الراهن؛ بينما يحتفل بعض مهابيل وحمقى الأجهزة في السلطة الفلسطينية بالحديث عن هزيمة المقاومة وحتمية نزع سلاح المقاومة.. ويبقى الأهم ما تقوله واشنطن وتل أبيب لا ما يردده أيتام الوحدة 8200، إن القضية هي منع التهديد اليوم وليس آلة القوة وأسباب القوة، لكن ماذا عن الغد، والاحتلال لن يحلم في أي منازلة مقبلة، وهي مقبلة حكماً، ما يشبه ما ناله في هذه الحرب ولم ينجح بتحقيق النصر؟.
رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية