“حين تنغمس القلوب في زيف الأضواء “
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
في عصرنا الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نافذة مفتوحة على عالم مليء بالصور البراقة والكلمات المعسولة، التي قد تبهر العيون وتغوي القلوب. ولكن في خضم هذا العالم الافتراضي المثالي، تُثار تساؤلات جدية حول تأثيره على العلاقات الزوجية واستقرار الأسرة.
كيف لامرأة متزوجة أن تتعامل مع سيل التعليقات الجميلة التي تنهال على منشوراتها: “أنتِ رائعة”، “متألقة”، “ما أجملكِ”؟ كلمات قد تزرع مقارنة خادعة بين واقع حياتها اليومية وبين هذا الثناء الافتراضي.
تذكري قوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32]إنما الحقيقة المؤلمة أن هذا العالم الافتراضي ليس إلا وهمًا مزيفًا، حيث لا تعكس الكلمات المبهرة صدقًا أو التزامًا، وإنما تكون غالبًا موجهة بغرض الإغواء أو التسلية. وأنتِ، أيتها الزوجة، التي تحملين اسم زوجك وشرفه، عليك أن تتذكري دائمًا أن الاحترام المتبادل والحفاظ على أسرتك هما من أعظم الواجبات التي تؤدينها في حياتك.
“رسالة إلى كل زوجة “لا تدعي ضغوط الحياة اليومية أو بريق الكلمات الزائفة تؤثر على تقديرك لزوجك. تذكري أن وراء تعبه وصمته قلبًا ينبض بالحب، ومسؤولية يحيا بها لأجلكِ وأجل أطفالكما. قد لا يُظهر مشاعره بالكلمات، لكنه يجسدها بالأفعال. فإن غاب عن لسانه التعبير، فلا يغيب عن قلبه الوفاء.
احذري أن تجعلي من عالم التواصل الاجتماعي سبيلاً لتدمير أسرتك. فهو عالم عابر، بينما بيتك وزوجك وأطفالك هم الحقيقة التي يجب أن تصونيها. فلنتذكر دائمًا أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى صبر وتفاهم، وإلى تعزيز الثقة، لا إلى زعزعتها بوهم مثالي لا وجود له.
“ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.”
تلك الكلمات القرآنية الكريمة تحمل رسالة واضحة لكل زوجة وزوج؛ فالتقوى والصبر هما الأساس الراسخ لبناء حياة أسرية مستقرة ومليئة بالرضا. حين تضعين هذا المبدأ في قلبك، ستدركين أن زوجك، رغم قلة كلماته أو مظاهر تعبه، هو نعمة تستحق الامتنان.
ذكري أن الحب الحقيقي لا يُقاس بالكلمات المرسلة أو المظاهر الزائفة، بل يُقاس بالتضحيات اليومية والوفاء الصادق. زوجك الذي يسعى صباحًا ومساءً لتأمين حياة كريمة لك ولأطفالك قد لا يتقن قول “أحبكِ” أو “أنتِ جميلة”، لكنه يقولها بطرق أعمق: بتعب جبينه، وبكل خطوة يخطوها من أجلك، وبكل تحدٍ يواجهه ليبقيكِ مكرمة ومحفوظة.
” إلى الزوج “قد ترى أن زوجتك تتأثر أحيانًا بمظاهر العالم الافتراضي، وهذا طبيعي في زمن أصبحت فيه المقارنات تغزو القلوب والعقول. لكن لا تجعل ذلك ذريعة للتقصير في احتوائها أو في التعبير عن حبك لها. كلمة طيبة منك قد تكون جسرًا لإعادة بناء جسور الثقة والطمأنينة بينكما.
نصيحة خالصة لكلا الطرفين، تذكرا أن الحياة الزوجية ليست خالية من التحديات. بل هي رحلة طويلة تحتاج إلى تفاهم، وتقدير، ومواجهة مشتركة لكل ما يهدد استقرارها. اجعلا الله محور علاقتكما، فهو الضامن الأول لاستمرارها ونجاحها.
وفي النهاية، لا تدعي الأضواء الوهمية تأخذكِ بعيدًا عن دفء بيتكِ، ولا تجعل ما ترينه على الشاشات يطمس حقيقة أن السعادة تكمن في البساطة وفي القلوب التي تبذل وتضحي لأجلك. فكل بيت سعيد هو ثمرة حبٍ صادق وصبرٍ طويل، وليس نتاج إعجابٍ عابر أو مدحٍ زائف.
“حافظي على أسرتكِ، فهي أمانة تستحق أن تُصان.” سمير السعد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وزارة الثقافة تغلق الأضواء في ساعة الأرض دعما للاستدامة البيئية
في إطار التزامها بدعم الجهود العالمية للحفاظ على البيئة، شاركت وزارة الثقافة المصرية في المبادرة الدولية “ساعة الأرض”، حيث قامت بإطفاء الأضواء في عدد من المعالم الثقافية والتراثية مساء اليوم، السبت 22 مارس 2025، وذلك لمدة ساعة واحدة من 8:30 إلى 9:30 مساءً.
وشمل الإطفاء دار الأوبرا المصرية، المتاحف الفنية والقومية، والمراكز الثقافية والمسارح، مع استمرار الفعاليات والأنشطة الرمضانية التي تقام داخل هذه المؤسسات.
أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن مشاركة الوزارة في “ساعة الأرض” تأتي في إطار التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة البيئة، لضمان تحقيق أهداف الاستدامة البيئية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة تعمل جنباً إلى جنب مع مختلف المؤسسات الوطنية لدعم المبادرات البيئية، من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي تسلط الضوء على قضايا المناخ والاستدامة، مؤكداً أن الثقافة والفنون تلعبان دوراً رئيسياً في بناء وعي مجتمعي مستدام يحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
جدير بالذكر أن “ساعة الأرض” تعد من أكبر المبادرات البيئية في العالم، حيث يتم خلالها إطفاء الأضواء في المعالم البارزة والمباني الحكومية والمؤسسات الخاصة، بهدف تسليط الضوء على أهمية ترشيد استهلاك الطاقة ودعم الاستدامة البيئية.