كاتب روسي: التعاون بين كييف وكابل يشكل تحديا لموسكو
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
تعتزم الحكومة الأوكرانية توقيع اتفاقية تعاون العام القادم مع حكومة طالبان تتضمن مشاركة خبراء أوكرانيين في صيانة مرافق الطاقة المائية في أفغانستان، وقد تشمل الاتفاقية أيضا صيانة الطائرات والمطارات الأفغانية.
وينقل الكاتب أندريه سيرينكو، في تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، عن مراقبين قولهم إن هذا التعاون المنتظر بين كييف وكابل قد يحمل في طياته زيادة الأنشطة الاستخباراتية الأوكرانية في وسط آسيا.
وذكر الكاتب أن وزير الطاقة والمياه في حكومة طالبان، الحاج ملا عبد اللطيف منصور -أحد المقربين من زعيم طالبان، هبة الله آخوند زاده– استقبل قبل حوالي 10 أيام وفدا أوكرانيا.
وفي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن المكتب الإعلامي للملا منصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "الخبراء الأوكرانيين مهتمون بالتعاون الفني مع حكومة طالبان بهدف صيانة وإدارة سدود محطات الطاقة الكهرومائية"، مضيفا أنهم أبدوا اهتمامهم بمشروع نقل المياه من ولاية بنجشير إلى العاصمة كابل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير دولي: الأسد يتشبث بالكرسي بينما سوريا تحترقlist 2 of 2طلاب الجامعات الأميركية المؤيدون لفلسطين يشْكون انحياز السلطات ضدهمend of listوجاء في البيان أن الوفد الأوكراني، أثناء لقائه مع وزير الطاقة والمياه في حكومة طالبان، أعرب عن اهتمامه بالتعاون لا سيما فيما يتعلق بـ"الصيانة الفنية والعناية بالسدود" في محطات الطاقة الكهرومائية مثل سدود "ناغلو" و"سروبي" و"درونتا" و"ماهيبار".
ونقل الكاتب أن الوفد الأوكراني اقترح تقديم الدعم الفني لمشروع إمداد العاصمة الأفغانية كابل بالمياه من نهر بنجشير، كما أكد الجانب الأوكراني لوزارة الطاقة والمياه استعداده للمساهمة في تعزيز كفاءة المهندسين والفنيين العاملين في الوزارة.
وخلال الاجتماع الذي عُقد في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، رحّب وزير الطاقة والمياه في حكومة طالبان بـ"إبداء الخبراء الأوكرانيين اهتمامهم بالتعاون الفني"، وأكد "ضرورة توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني" بين الوزارة التي يترأسها والشركاء الأوكرانيين.
الوساطةوأضاف الكاتب أن مصدرا في حكومة طالبان، كشف أن وسطاء هنودا لعبوا دورا بارزا في زيارة الوفد الأوكراني إلى كابل، وقال "مؤخرا أبدت الهند اهتماما متزايدا بأفغانستان، حيث عُقدت لقاءات بين ممثلين هنود وقيادات من طالبان على مستوى رفيع، أثمرت اتفاقات بشأن أولى الاستثمارات".
وفي إطار تنفيذ هذه المشاريع -يتابع المصدر ذاته- بدأ الهنود باستقطاب الشركات الأوكرانية، نظرا لخبرتها في التعامل مع مختلف المنشآت في أفغانستان، خصوصا المنشآت المائية التي شُيد معظمها على يد خبراء سوفيات.
ونقل الكاتب -عن مصدر مطلع آخر في أفغانستان- أن الوفد الأوكراني الذي زار كابل عبّر عن استعداده لتولي مسؤولية صيانة جميع المنشآت المرتبطة بالإرث السوفياتي في البلاد.
وأضاف المصدر "لا يتعلق الأمر فقط بالمنشآت المائية وطائرات المروحية وبعض الطائرات الأخرى، بل يشمل أيضا مطار كابل ومطاحن الخبز وغيرها. والواضح أن الخبراء الأوكرانيين يطمحون إلى الاستحواذ على صيانة البنية التحتية السوفياتية السابقة، التي تعتبر حتى الوقت الراهن من اختصاص الجانب الروسي".
ويقول الكاتب إن خبراء أفغانيين -تولوا في السابق مناصب في أجهزة المخابرات التابعة للحكومة الأفغانية- شككوا في أن تكون الهند هي من لعب دور الوسيط في الاتصالات بين الأوكرانيين وحكومة طالبان.
وترجح هذه المصادر -وفقا للكاتب- أن تكون الولايات المتحدة وباكستان هما اللتان لعبتا دور الوساطة، بحكم العلاقات وثيقة مع كلا الطرفين.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الغموض يحيط بالأطراف التي قد تغطي تكاليف عمل الخبراء الأوكرانيين في ظل تجاوز عجز ميزانية حكومة طالبان نسبة 30%.
وينقل الكاتب عن ضابط استخبارات أفغاني سابق قوله "غالبا ما تعرض طالبان على الأجانب العمل بنظام المقايضة، ولكن من المستبعد أن تثير هذه الآلية البدائية للدفع اهتمام الشركاء التجاريين الجادين من الخارج. وقد يتولى طرف آخر تغطية التكلفة نيابة عن طالبان، ومن غير المعروف هوية هذا الطرف. ربما يتولى الأميركيون المهمة عبر شركات مالية دولية وسيطة".
وحسب الكاتب، يرجح أحد كبار المسؤولين السابقين في المخابرات الأفغانية أن تكون زيارة الوفد الفني الأوكراني إلى كابل مجرد عملية تمويه للتستر على أنشطة أجهزة المخابرات الأوكرانية التي تخطط لتعزيز وجودها في أفغانستان ومنطقة وسط وجنوب آسيا، ضمن مساعيها لتقليص النفوذ الروسي في هذه المنطقة.
ويرى الكاتب في ختام التقرير أن الشركات الأوكرانية قد تبدأ نشاطها في أفغانستان بمساعدة أميركية أو هندية أو باكستانية أو جهات أخرى، للاستفادة من السوق الواعدة التي تمثلها صيانة البنية التحتية السوفياتية المتدهورة، ومن ثم تعزيز الحضور الاستخباراتي الأوكراني الذي يشكل -حسب تعبيره- تحديا كبيرا لروسيا ويفرض اتخاذ رد الفعل المناسب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الوفد الأوکرانی فی حکومة طالبان الطاقة والمیاه فی أفغانستان الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
وزير الطاقة والسفيرة الكندية يبحثان فرص التعاون
استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، اليوم الثلاثاء، سفيرة كندا لدى الجزائر، روبن لين ويتلوفر، وذلك بحضور كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع.
وحسب بيان للوزارة، خصص هذا اللقاء لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر وكندا في مجالات الطاقة، والمناجم، والطاقات المتجددة.
بالإضافة إلى استكشاف فرص الاستثمار المستقبلي وتوسيع الشراكات بين المؤسسات الاقتصادية لكلا البلدين.
وبهذه المناسبة، قدّم الوزير عرضًا حول الإصلاحات التي تبنتها الجزائر، لاسيما عبر القوانين الجديدة الخاصة بالاستثمار، المحروقات، والمناجم.
مؤكّدًا أن هذه الأطر التشريعية تشكل دعامة مهمة لجذب الاستثمارات وتسهيل ولوج المتعاملين الأجانب إلى السوق الجزائرية.
ودعا الوزير الشركات الكندية إلى اغتنام الفرص المتاحة، خاصة في مجالات استكشاف وإنتاج وتحويل المحروقات. والصناعة الطاقوية، وتحلية مياه البحر، وتوطين صناعة المعدات ذات الصلة.
كما استعرض الطرفان إمكانيات التعاون في القطاع المنجمي، خصوصًا في مجالات الدراسات الجيولوجية، رسم الخرائط، واستغلال وتحويل الموارد المعدنية، مع التركيز على المعادن الاستراتيجية والحرجة.
وأكد الوزير رغبة الجزائر في الاستفادة من الخبرة الكندية الرائدة في هذا المجال. باعتبارها من أبرز الدول الفاعلة في الصناعة المنجمية عالميًا.
وفيما يخص الطاقات المتجددة، ناقش الجانبان سبل تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة الريحية، تخزين الطاقة. والحلول التقنية الحديثة، وتطوير الهيدروجين الأخضر، إلى جانب التكوين ونقل التكنولوجيا وتطوير القدرات البشرية.
السفيرة الكندية تُجدد إهتمام الشركات الكندية بالسوق الجزائريةومن جهتها، عبّرت السفيرة الكندية عن ارتياحها لجودة العلاقات بين البلدين. وجدّدت اهتمام الشركات الكندية بتعزيز حضورها في السوق الجزائرية، لاسيما في القطاعات ذات الأولوية.
كما دعت الوزير إلى المشاركة في المنتديات الاقتصادية والاستثمارية التي ستُنظَّم بكندا خلال السنة الجارية. لما تشكله من فرص لتوسيع الشراكة وتبادل الخبرات بين الفاعلين في القطاعات الطاقوية والمنجمية.
وفي ختام اللقاء، أكد الطرفان على وجود آفاق واعدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجزائر وكندا. واتفقا على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل المشترك لتجسيد مشاريع ملموسة تخدم المصالح المشتركة للبلدين.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور