موقع النيلين:
2025-01-20@13:00:31 GMT

“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.

ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.

في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .

في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .

في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .

الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .

أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.

الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.

إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .

حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تطبيق “تيك توك” يعلن وقف خدماته في الولايات المتحدة

أعلن تطبيق “تيك توك” توقفه عن العمل في الولايات المتحدة اعتباراً من يوم الأحد 19 يناير، نتيجة لدخول قانون أميركي يحظر المنصة حيز التنفيذ.
وأعربت الشركة، في بيان، عن أسفها لهذه الخطوة، ووصفت التعليق بأنه “مؤقت”، مؤكدة التزامها بالعمل على استعادة الخدمات في أقرب وقت ممكن، مؤكدة أنها “تبذل جهوداً نشطة لإيجاد حلول، ووجهت شكرها لدعمهم المستمر خلال هذه الفترة الصعبة”.
كما أبلغت الشركة، المستخدمين في الولايات المتحدة أن تطبيقها للتواصل الاجتماعي “لن يكون متاحاً مؤقتاً” اعتباراً من الأحد عندما، يبدأ سريان القانون الذي يحظر التطبيق في البلاد.
وقالت في رسالة: إذا حاول المستخدمون الولوج إلى التطبيق، فسوف يجدون رسالة تقول إن القانون “أجبرنا على تعليق خدماتنا مؤقتاً.. نعمل على استعادة الخدمة في الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن”.

ترمب يلمح إلى منح “تيك توك” مُهلة
وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، إنه سيمنح “على الأرجح” تطبيق “تيك توك” مهلة لمدة 90 يوماً من “الحظر المحتمل” بعد توليه منصبه يوم الاثنين، وذلك وسط ترقب لمصير التطبيق الذي يضم 170 مليون مستخدم أميركي قبل الحظر المقرر سريانه الأحد.
وفي مقابلة أجراها عبر الهاتف مع شبكة “NBC News”، أوضح ترمب أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن المسألة، مشيراً إلى أنه يفكر في منح تمديد لمدة 90 يوماً للموعد النهائي المقرر الأحد، والذي يلزم الشركة الأم لـ”تيك توك”، “بايت دانس” (ByteDance)، التي تتخذ من الصين مقراً لها، ببيع حصتها في إدارة العمليات داخل أميركا لمشترٍ غير صيني، أو مواجهة الإغلاق القسري للتطبيق بحلول 19 يناير.
وأضاف: “أعتقد أن هذا سيكون بالتأكيد خياراً ننظر فيه، التمديد لمدة 90 يوماً هو شيء من المرجح أن نقوم به‎، وذلك لأنه مناسب، لكن علينا أن ننظر فيه بعناية، الموقف كبير للغاية، إذا قررت القيام بذلك، فمن المحتمل أن أعلن عن الأمر الاثنين”.

حظر تيك توك
وكانت الشركة المالكة للتطبيق أعلنت، الجمعة، أنها ستوقف إمكانية الوصول إلى خدماتها لأكثر من 170 مليون أميركي بحلول الأحد، ما لم تتخذ إدارة الرئيس جو بايدن إجراءات عاجلة لضمان عدم معاقبة الشركة بسبب انتهاك شروط الحظر الوشيك، بعد تأييد المحكمة العليا لقانون يحظر تيك توك في الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي إذا لم تبعه الشركة المالكة.
ويأتي هذا القرار بعد توقيع بايدن على قانون مدعوم من الحزبين في أبريل الماضي، يلزم تيك توك ببيع عملياتها لمشترين أميركيين قبل حلول الأحد، وإلا ستواجه حظراً كاملاً في الولايات المتحدة. وأيدت المحكمة العليا، الجمعة، هذا الحظر.
بدورها، أكدت إدارة بايدن أنها ستترك مسألة تطبيق الحظر للرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتم تنصيبه الاثنين. وأكد مسؤول في البيت الأبيض، مساء الجمعة، أن موقف الإدارة من القضية “كان واضحاً بما فيه الكفاية”.

الشرق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المفوضية القومية لحقوق الإنسان تدين إستهداف المدنيين السودانيين بمدن جنوب السودان
  • الشهادة السودانية كرقصة التانغو (1-2)
  • تطبيق “تيك توك” يعلن وقف خدماته في الولايات المتحدة
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • أدت القسم أمام نائب البرهان .. لجنة التحقيق في أحداث “كمبو طيبة” تكشف تفاصيل خطة عملها
  • هل بدأت رياح ترمب تهب في السودان ؟
  • راشد عبد الرحيم: عقوبات نمر الورق
  • مواطن جنوب سوداني يناشد مواطني بلاده بعدم الاعتداء على السودانيين ويقول: “كفاية”
  • الخارجية السودانية تعبر عن قلقها إزاء الأحداث في جوبا إثر الاعتداءات التي استهدفت أشخاص وممتلكات المواطنيين السودانيين
  • بالفيديو .. البرهان من عطبرة يهدد ويتوعد .. “بِندخِل ليه صاروخ”