سودانايل:
2024-11-20@11:22:32 GMT

السلطة الإنقلابية والتمادي في إضاعة حقوق الوطن

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

بقلم السفير/ عادل إبراهيم مصطفي *

جاء في الأنباء أن وزارة الخارجية الإثيوبية إستدعت السفير السوداني في يوم 13 نوفمبر الجاري لإبلاغه رفضها لتصريح ادلي به وزير خارجية السودان لإحدي قنوات التلفزة المصرية، تضمن تأكيد وقوف السودان إلي جانب مصر ، والتهديد "بخيار الحرب في حال فشل المحادثات حول سد النهضة الإثيوبي وعدم التوصل لإتفاق يضمن حقوق الدول الثلاث ، مصر والسودان وإثيوبيا".

..

لعل أول ما يسترعي الإنتباه في تصريح وزير الخارجية السوداني هو أنه يقتفي أثر الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي في التهديد بزعزعة الأمن والإستقرار في الإقليم في حال المساس بحصة مصر المائية ، وذلك في حديث لسيادته بتاريخ 30/ مارس/2021 ، قال فيه بالحرف الواحد : " ما حدِّش يأدَرْ ياخُد من مصر نؤطَة ميَّة وَحْدَة ، واللِي عَائز يجرِّب" ...

جاء تصريح وزير خارجية السودان في مستهل تسنمه المنصب ليقدم برهاناً جديداً يؤكد تبعية سلطة بورتسودان الإنقلابية لمصر ، وتفانيها في رعاية وخدمة مصالحها فيما يخص قضية مياه النيل ، حتي وإن كانت علي الضد من مصالح السودان . ولإقامة الدليل علي هذه الحجة نتساءل حول عما إذا كان لسد النهضة أي تأثير سالب علي كمية المياه المتدفقة نحو مصر !؟ ونجيب بناءً علي أراءالخبراء والمختصون ، بعدم وجود أي تأثير سالب يذكر بسبب أن إثيوبيا شيدت سد النهضة لإنتاج الكهرباء ، وليس لغرض الزراعة ، بدليل أن المنطقة حول بحيرة السد جبلية ولا تضم أراضي صالحة للزراعة . هذا ، فضلاً عن أن عملية إستخدام المياه المخزنة ببحيرة السد لتوليد الكهرباء ثم إطلاقها ، لا ينقص من كمية المياه المتدفقة نحو مصر ...

وتأسيساً علي أعلاه نتساءل مجدداً حول ماهية المبررات والدوافع التي وقفت وراء تهديد الرئيس المصري بزعزعة إستقرار المنطقة في حال نقصت حصة مصر من المياه قطرة واحدة ، !! !؟ ونجيب بأن دوافعه ، في تقديرنا ، هي المحافظة علي ما تعتبرها مصر حقوقها التاريخية في الهيمنة علي مياه النيل ، وبخاصة حق الفيتو الذي يمنع دول الحوض من إقامة السدود والمشروعات الزراعية علي جانبي النيل قبل الحصول علي موافقة مصر . وعليه ، فإن قضية سد النهضة ما هي إلا جزءً من الخلاف بين مصر وإثيوبيا من جهة ، ومصر وبقية دول حوض النيل عدا السودان ، من جهة ثانية ، حول هذه الحقوق التاريخية التي حصلت عليها مصر بموجب إتفاقيات تم توقيعها في اثناء الحقبة الإستعمارية للقارة الافريقية ، ولم تكن إثيوبيا وبقية دول حوض النيل اطرافاً فيها. وهذا ما دفع هذه الدول لتوقيع إتفاق عنتبي الذي دخل حيز التنفيذ مؤخراً ، كمعاهدة وإطار قانوني جديد لفتح الباب أمام إعادة تقسيم حصص المياه ، وتحقيق الإنتفاع العادل والمنصف من المياه لجميع دول حوض النيل ...

وأما سؤآلنا الذي يعني السودان أكثر من غيره ، فهو كيف يمكن أن يترتب علي إنشاء سد النهضة نقص في كمية المياه المتدفقة نحو مصر !؟ والإجابة هي أن سد النهضة سيكون سبباً في تنظيم إنسياب المياه في النيل الأزرق والمحافظة علي معدل الإنسياب طوال العام ، الشئ الذي سيتيح الفرصة للسودان لإستغلال كامل حصته من المياه البالغة 18.5 مليار متر مكعب بموجب إتفاقية مياه النيل الموقعة بين السودان ومصر في عام 1959 . وهذه هي مشكلة مصر مع سد النهضة ، لأن إستغلال السودان لحصته من المياه بالكامل يعني أنه سيتمكن من إسترداد نصيبه من هذه الحصة ، الذي ظل يذهب لمصر سنوياً منذ إكثر من 60 عاماً بلا مقابل ، وهو ليس " نؤطَة مَيَّة وَحْدَة " ، بل قدره خبراء المياه بحوالي 6 إلي 7 مليار متر مكعب من المياه في العام . وليس مستبعداً أن تكون مصر قد اضافته إلي حقوقها التاريخية من مياه النيل .. !!! .. وكان شاهداً من أهل مصر قد شهد بهذا الأمر ، وهو ليس من عامة الناس ، بل وزير الري والموارد المائية الأسبق المهندس محمد نصر الدين علام الذي قال في تسجيل بالصورة والصوت ، مبذول في السوشيال ميديا " إن المشكلة الأكبر لمصر إذا إنتظمت مياه النيل علي مدي العام ، هي أنها ستشجع السودان لزراعة موسمين زراعيين بدلاً عن موسم واحد اثناء الفيضان ، الشئ الذي يؤثر في حصة مصر المائية."

وأخيراً لابد من أن نقول إننا إن وجدنا العذر للرئيس المصري علي تهديده أمن وإستقرار الإقليم إن نقصت حصتهم من المياه ، علي إعتبار أنه يدافع عن مكاسب بلده ومصالحها ( بالعديل واللعوج ) كما يقول اهلنا .. فكيف نفسر مواقف وزير خارجية السودان وسلطة الأمر الواقع الإنقلابية في بورتسودان وهم يقفون ضد مصالح بلدهم بالإنحياز الاعمي لمصر ، في الوقت الذي تطالب فيه الحكمة ومصلحة الوطن بالوقوف علي مسافة واحدة بين مصر وإثيوبيا ، والاعتراف بحقوق دول حوض النيل بما فيها إثيوبيا ، في الإستفادة من مواردها المائية ، الأمر الذي يمكن ان يساعد في بناء الثقة ، والدفع في إتجاه التعاون المشترك الذي يرجي أن تكون ثماره تعظيم إستفادة السودان من إيجابيات سد النهضة الذي صار حقيقة ماثلة ، علاوة علي مراعاة حاجة مصر من المياه علي إعتبار أنها ، بعكس دول الحوض الاخري ، لا تتوفر لديها مصادر اخري للمياه بخلاف نهر النيل ، إلي جانب توقف إثيوبيا عن الإجراءات الأحادية في عمليات ملء بحيرة وتشغيل سد النهضة ، التي قد تعود بالضرر علي السودان دون غيره لقرب المسافة بين خزان الروصيرص وبحيرة سد النهضة ..

aaddil.im@gmail.com
------------------
*سفير السودان فى تركيا المُقال من سلطة الانقلاب العسكرى بعد رفضه له

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دول حوض النیل میاه النیل من المیاه سد النهضة

إقرأ أيضاً:

السلطة القضائية تدشن فعاليات ذكرى سنوية الشهيد وتضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الصماد

الثورة نت|

دشنت أجهزة وهيئات السلطة القضائية اليوم الأحد، فعاليات إحياء الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ بفعالية خطابية.

وفي الفعالية اعتبر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين، الذكرى السنوية للشهيد محطة مهمة لاستذكار عظمة الشهداء وبطولاتهم ومآثرهم والمبادئ والقيم التي جاهدوا واستشهدوا من أجلها.

وأشار في الفعالية التي حضرها رئيس المحكمة العليا القاضي عبدالصمد المتوكل، ووزير العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد عبدالله، والنائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي، ورئيس هيئة التفتيش القاضي الدكتور مروان المحاقري، وأمين عام مجلس القضاء القاضي هاشم عقبات، وأمين عام المحكمة العليا القاضي سعد هادي، إلى أن السلطة القضائية نالت شرف المساهمة في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي وأذنابه وقدمت الشهداء، فيما تعرضت منشآتها القضائية لاعتداءات مباشرة أسفرت عن تدميرها وارتقاء الشهداء.

وأشاد بصمود الجبهة القضائية ممثلة بمنتسبيها في الدفاع عن الوطن ومواصلة أداء واجبها في تحقيق العدالة لطالبيها متجاوزة التحديات التي فرضها العدوان والاستهداف الممنهج لمنتسبي السلطة القضائية وبنيتها التحتية.

ولفت رئيس مجلس القضاء، إلى منزلة الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الوطن وما سطروه من ملاحم بطولية في ميادين العزة والكرامة.. مشيرا إلى أن السلطة القضائية وهي تدشن فعالية الذكرى السنوية للشهيد تستحضر قوافل الشهداء من كل فئات الشعب اليمني.

وقال” إن القيادة الثورية هي السباقة في تقديم الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، كما قدمت القيادة السياسية الشهداء وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصماد.

وأكد القاضي شجاع الدين في الفعالية التي حضرها عضو مجلس القضاء القاضي أحمد العزاني، ونائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، أن الشهادة تمثل والحصن الحصين للوطن في مواجهة الطغاة والظالمين.

إلى ذلك افتتحت قيادة السلطة القضائية، معرض صور شهداء السلطة القضائية، واطلعت على ما يحتويه المعرض من صور للشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله ومن أجل نصرة الدين والدفاع عن الوطن بالإضافة إلى مجسمات عن القدرات المتطورة للقوات المسلحة.

وأشاد النائب العام القاضي، بمستوى الإعداد والتنظيم للمعرض الذي يعبر عن مكانة ومنزلة الشهداء وعرفانا بتضحياتهم في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره.

وأشار إلى أهمية إحياء ذكرى الشهيد لاستلهام الدروس من تضحيات الشهداء في الدفاع عن الوطن وسيادته.. لافتا إلى أن تضحيات الشهداء أثمرت عزة ونصراً في مختلف المجالات.

وبين القاضي عبد السلام الحوثي، أن الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الوطن لها نتائج عظيمة وتعزز المبادئ الإيمانية التي ضحى الشهداء من أجلها.. معتبرا ذكرى الشهيد محطة مهمة للتذكير ببطولات الشهداء.

كما زارت قيادات السلطة القضائية اليوم، ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، ووضعت إكليلاً من الزهور على ضريح الشهيد الصماد ورفاقه، وتم قراءة الفاتحة على أرواحهم.

وخلال الزيارة أوضح رئيس هيئة التفتيش القضائي إلى الدلالات والمعاني التي تحملها الذكرى السنوية للشهيد لاستلهام معاني التضحية والفداء والشجاعة، والانتصار لقيم العدالة والعزة والكرامة وسيادة الأوطان.

وأشار القاضي الدكتور المحاقري إلى أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رسخ هذه القيم والمبادئ وسار على نهجه الشهداء الذين قدموا أرواحهم انتصارا لمظلومية الشعب اليمني ومنهم الشهيد الصماد الذي مثّل الأنموذج الأرقى للمدرسة القرآنية والروحية الجهادية والتوجه الوطني الصادق في تحركاته ونشاطه.

وأكد أهمية استلهام الدروس من عطاء وتضحيات الشهداء والسير على نهجهم في الانتصار للحق والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.

تخللت الفعالية التي حضرها رؤساء محاكم ونيابات استئناف الأمانة ومحافظة صنعاء وقضاة ووكلاء ورؤساء دوائر ومنتسبي هيئات السلطة القضائية قصيدة للقاضي عبد الوهاب الشيخ عبرت عن مكانة الشهداء وما سطروه من ملاحم بطولية في ساحات الجهاد المقدس.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة والاعلام “الأعيسر” يتسلم مهامه ويؤكد التعاون مع الجميع لخدمة الوطن
  • توترات بين السودان وإثيوبيا وسط تصعيد جديد.. التفاصيل الكاملة
  • السلطة المحلية بمدينة البيضاء تنظم فعالية خطابية بذكرى سنوية الشهيد
  • نهضة راسخة وولاء يتجدد
  • حرب 15 ابريل 2023م نظرة في الأسباب
  • عنف السلطة ولعنة الذهب
  • السلطة القضائية تحيي ذكرى الشهيد وتضع إكليلاً على ضريح الرئيس الصماد
  • هل تساهم تحالفات مصر مع دول حوض النيل في الضغط على إثيوبيا؟
  • السلطة القضائية تدشن فعاليات ذكرى سنوية الشهيد وتضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الصماد