البرهان: خطاب من قلب المزبلة التاريخية !!
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
صدّق آو لا تصدق أن البرهان قال إن الذين يقفون ضد الحرب سيذهبون إلى (مزبلة التاريخ)..! انه يتحدث من داخلها..ولكنه لا يعرف موضع قدميه..! فهو يقف (بالضبط )في قلب المزبلة العمومية..ولكنه (ضيق البصيرة) الذي يلخصه المثل الشعبي البليغ (رازّة ونطّاحة)..!
إنها البقرة الغاطسة في الطين..وكلما اقترب منها أحد لإخراجها أومأت برأسها وكأنها تريد نطحه.
لو كان للرجل بقية من عقل كان يمكنه الحديث في أي شئ في الدنيا (عدا التاريخ والمزابل).!
خطاب البرهان بالأمس (بعد فرحته بالفيتو الروسي) كان في مجمله (هترشات من الشرق والغرب) وهلاويس (بزرميط) لا يربط بينها رابط من رشد أو منطق؛ إنما هي قصاصات وجذاذات متنافرة ورقع متشاكسة في جبة مهترئة من التفتيق والتلتيق والتلفيق..!
قال إن قرار مجلس الأمن الذي وافق عليه العالم والعرب والعجم والأفارقة والصين الشعبية (صيغة استعمارية)..!
رجعنا إلى نص القرار فوجدنا إنه كان بصيغة لا تحتمل أي رفض من أي مخبول..حيث انه يدعو فقط إلى: ( وقف الأعمال العسكرية في السودان والتزام طرفي الحرب بتعهداتهما الخاصة بحماية المدنيين)..!
يتحدث البرهان عن المؤتمر الوطني (المحظور بموافقة البرهان وتوقيعه) ويقول إن هذا الحزب (يريد عقد مجلس الشورى) ..! ولكن عندما قال البرهان ذلك أمس كان مجلس شورى الحزب المحظور قد انعقد بالفعل (بحضور كرتي واحمد هارون وهما هاربان من السجن ومطلوبان لدي القضاء السوداني والدولي) وأصدر توصياته في عطبرة التي تقع في الأراضي التي تسيطر عليها حكومة الانقلاب..!
ألم يكن البرهان يعلم ذلك..؟! أم أن عطبرة أصبحت من الأراضي التي تنازل عنها البرهان للكيزان وحزبهم المحظور..؟!
قال البرهان (لن نسلم رأسنا لأحد)..ولكنه نسى انه سلّم قيادة الجيش ورسن حكومته (صرة في خيت) للكيزان..بل سلّم نفسه "هو شخصياً" لهم منذ أن خرج (بسفنجته) هارباً من القيادة العامة ولم يستطع العودة إليها حتى الآن..! ولكنه في خطاب الأمس جدد تعهداته الخائبة بالقضاء على التمرد (قريباً)..وهو لم يستطع تحرير زملائه المحبوسين في القيادة ولا يستطيع العودة للخرطوم..!
ثم يتحدث البرهان عمن وصفهم بالمتجولين الذين يبحثون عن حلول خارجية ودعاهم للعودة والجلوس بالداخل..! هل هناك احد تجوّل بالخارج مثل هذا الجنرال التائه الذي طار شرقاً وغرباً حول العالم...وعندما طلبت قوى الحرية والتغيير اللقاء به رفض (بأمر الكيزان)..وبلع تعهده السابق (على الريق) كما هي عادته..!
نفى البرهان وجود انتهاكات في المناطق التي تسيطر عليها قواته وتجاهل كل تلك المذابح والمحارق ولم يذكر ضحايا القصف بكلمة (حتى ولو الاعتذار بأنه نتيجة أخطاء فنية متواصلة)..! ونفى وجود تشريد وجوع في مناطق سيطرته ولم يتحدث عن (سرقات الإغاثة الموثقة) التي قام بها أركان حكومته..!
هذا هو شتيت الخطاب الذي ألقاه الرجل في بورتسودان احتفالاً بتعطيل روسيا لمشروع حماية المدنيين السودانيين..! وهذه هي البشرى التي نقلها البرهان للشعب في ذات الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الصحة في حكومته الانقلابية بياناً عن تسجيل (328) إصابة جديدة بالكوليرا، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى (38 ألف إصابة) بينها ألف و72 حالة وفاة (1,072) منذ عودة استفحال الوباء في أغسطس بسبب حركة النزوح من شرق ولاية الجزيرة إلى ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل..!
الحمد لله أن البرهان وزمرته وهذه الأصناف من البشر ظهرت في الدنيا بعد اكتشاف البنسلين و(المضادات الحيوية)..!
هكذا يقف البرهان عاريا (وسط مزبلته) يعلن للسودانيين عن تعهد صريح باستمرار القتل والتشريد والخراب والجوع والموت..! وطوبى لأنصار الحرب من كيزان ومنتفعين..و(حمقى مساديد)..ومثقفين لامعين.. الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يؤكد عمق وترابط العلاقات التاريخية بين مصر عمان
أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، عمق وترابط العلاقات التاريخية بين دولتي مصر وعمان، حيث شهدت تطورًا كبيرًا في شتى المناحي خلال العقود الأخيرة، وذلك بفضل تلك الروابط الوثيقة خاصة في ظل التقاء الرؤى بين القيادتين الحكيمتين للبلدين.
جاءت ذلك خلال كلمة ألقاها نيابةً عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، حيث نقل نيابةً عن مصر قيادة وحكومة وشعبًا أسمى آيات التهنئة والمباركة إلى سلطنة عُمان الشقيقة قيادةً وشعبًا بمناسبة العيد الوطني الـ 54، والذي يمثل لحظة هامة في تاريخها العريق ويجسد مسيرة طويلة من التطور والنهضة تحت قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله وطيب ثراه– ثم قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق أطال الله عمره.
وكانت الاحتفالية بحضور من عدد الوزراء والشخصيات البارزة، منهم المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية، والسيد محمد جبران وزير العمل، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المستشار أحمد عبود رئيس مجلس الدولة، والسيد محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، وعدد من الشخصيات العامة الأخرى.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء، أن هذا اليوم يُعد رمزًا عظيمًا ومصدر فخر للشعب العُماني الشقيق، حيث يُحيِّ ذكرى كفاح الأجداد في سبيل تحقيق استقلال البلاد، كما يصادف هذا اليوم ذكرى ميلاد جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، الذي قاد سلطنة عُمان الشقيقة نحو نهضة شاملة في شتى المجالات، ويُعد وبحق مؤسس النهضة العمانية الحديثة.
واكد نائب رئيس مجلس الوزراء فى كلمته على أن العلاقات المصرية العمانية تعد مثالاً يحتذى به في العلاقات العربية العربية بل والعلاقات الدولية بشكل عام، حيث بنيت على أسس متينة من الأخوة والتضامن، وتشهد تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، وقد تجسدت هذه العلاقات في الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، لتتضافر جهودهما مع جهود الأشقاء صوتًا واحدًا يدعم قضايا المنطقة.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء، الى أن الزيارات المتبادلة والاتفاقيات الثنائية اكدت على عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وعمان، والتي تستهدف تحقيق التكامل في مختلف المجالات، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، ورؤية عمان 2040 تحقيقًا لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشاد نائب رئيس مجلس الوزراء، بجهود الدولتين (مصر- عمان) وحرصهما على تحسين مستوى حياة الشعبين الشقيقين ، حيث توجه بالشكر إلى سلطنة عمان على تعاونها المستمر مع مصر بوجهٍ عام، وفي مجاليّ الصحة والتنمية البشرية على وجه الخصوص، فقد كانت عمان دائمًا شريكًا استراتيجيًا في دعم القضايا الصحية العالمية والإقليمية، بما في ذلك تنفيذ استراتيجيات الصحة العامة التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المنطقة.
كما جدد أشادته بدور دولة عمان، حيث كان لها تأثير إيجابي كبير في الفعالية الجانبية التي نظمتها مصر على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان "معالجة تحديات مقاومة مضادات الميكروبات بما في ذلك المجتمعات المهاجرة واللاجئة" مضيفًا أن هذا الاهتمام يؤكد ريادة سلطنة عمان وحرصها على دعم الجهود المصرية المشتركة في مواجهة التحديات العالمية.
سلطنة عمان كان لها دورًا بارزًا في تقديم التعاون المشترك مع مصروأضاف "نائب رئيس مجلس الوزراء"، أن سلطنة عمان كان لها دورًا بارزًا في تقديم التعاون المشترك مع مصر، لدعم القضية الفلسطينية، حيث نوه إلى أن الدعم المستمر من سلطنة عمان لفلسطين، سواء على الصعيدين السياسي أو الإنساني، يعكس التزامها المبدئي الراسخ بالمواقف العربية والإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وكذلك أشاد بدورها في استقبال عدد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين عبروا حدود مصر لتلقي العلاج، واستقبلتهم عمان لاستكمال رحلة العلاج التي بدأوها بمصر، وتُعد مواقفها تعبيرًا صادقًا عن العزم المستمر لدعم الشعب الفلسطيني في محنته، مما يعزز روابط التضامن العربي والإسلامي بين بلدينا.
فيما أكد أن هذه المناسبة تُعد فرصة لتجديد الالتزام بتوطيد وتطوير دعائم تعاوننا المشترك في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على شعوبنا الشقيقة جميعها ويعزز من جهودنا المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
واختتم نائب رئيس مجلس الوزراء كلمته، بتمنياته لسلطنة عمان الشقيقة المزيد من التقدم والازدهار، كما جدد تأكيده على حرص البلاد لتقديم استمرار الدعم الكامل لعمان، في كل ما فيه الخير لشعبها وللأمة العربية بأسرها.