خريطة طريق لإيقاف حرب السودان.. وشرط “محدد” من البرهان
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
عادت الأنظارُ لتتجهَ إلى السودان الذي يعاني الأمرَّين.. نزاع مسلح لا يعرف طريق التهدئة، وكارثة إنسانية تتفاقم مع مرور الوقت، فللمرة الأولى منذ بدء النزاع يزور المبعوثُ الأميركي للسودان توم بيرييلو البلاد ويلتقي في بورتسودان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان.
وناقش الجانبان، خريطة الطريق لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، كما بحثا العملية السياسية كمَخرج نهائي لما بعد الحرب.
هذا ودعا بيريلو، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين طرفي الأزمة. كما دعا إلى زيادة تدفق المساعدات للمتضررين من القتال في أعقاب زيارته للسودان ولقائه بالمسؤولين هناك.
تأتي زيارة المبعوث الأميركي تزامنا مع استخدام روسيا حقّ النقض، الفيتو، لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل في السودان وحماية المدنيين من النزاع.
وكان مشروع القرار يطالب الأطراف بالوقف الفوري للأعمال العدائية والالتزام بحسن النيّة، وفتح حوار من شأنه أن يسمح بالمُضي قدما نحو خفض التصعيد.
حراك دولي لوقف النزاع في السودان
"رادار" على سكاي نيوز عربية، ناقش مع الكاتب والباحث السياسي السوداني، خالد التيجاني، أسباب رفض السودان للمشروع الدولي والموقف العسكري للحكومة السودانية في مواجهة النزاع المستمر.
رفض مشروع القرار الدولي
رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، من جانبه أكد أن بلاده لم توافق على مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن مبينا أن مشروع القرار لم يستجب لمتطلبات السودانيين.
العملية العسكرية السودانية.. هل يمكن تحقيق أهدافها دون تسوية سياسية؟
ناقش التيجاني الموقف العسكري للحكومة السودانية، مؤكدًا أن الجيش السوداني يعتقد أن الدعم السريع هو تمرد من قوة مسلحة تابعة للجيش، وأنه يجب الفصل بين المفاوضات العسكرية والحل السياسي.
وأضاف التيجاني أن السودان شهد العديد من اتفاقات السلام التي فشلت، مشيرًا إلى أن البرهان يرفض منح امتيازات سياسية لأي جهة تستخدم العنف. وأن الحكومة السودانية ترى أن الحل السياسي يجب أن يشمل جميع أطياف الشعب السوداني.
النزاع الإنساني في السودان
في النقاش حول الأزمة الإنسانية، لفت التيجاني إلى أن الحكومة السودانية تعتقد أن هناك مبالغة في تقدير حجم الأزمة الإنسانية في البلاد. ووفقًا له، بينما كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن تمويلات للمساعدات الإنسانية، إلا أن السودان يرى أن هذه المساعدات لا تفي بالاحتياجات المطلوبة.
كما أشار إلى أن هناك تركيزا مفرطا من المجتمع الدولي على معبر أدري مع تشاد بينما يتم تجاهل المعابر الأخرى التي تمت الموافقة عليها من قبل الحكومة السودانية، ما يعزز الاعتقاد بوجود تسييس للعمل الإنساني في السودان.
هل يمكن الوصول إلى تسوية في ظل هذه الظروف؟
وبشأن احتمال الوصول إلى تسوية سياسية في السودان في ظل استمرار الحرب، أكد التيجاني أن الجيش السوداني يرى أن المفاوضات مع الأطراف المسلحة المتمردة ليست الخيار الأمثل في ظل استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية.
وأوضح أن البرهان يرفض تسوية تتضمن مكافأة استخدام العنف، مشيرًا إلى أنه من الضروري إيجاد عملية سياسية شاملة تأخذ في اعتبارها مصالح جميع السودانيين.
التحديات المستقبلية
أشار التيجاني إلى أن الوضع العسكري في السودان يظل معقدًا، مع استمرار الهجمات في مختلف أنحاء البلاد. ورغم أن الحل العسكري يظل ضروريًا لتأمين الحدود، إلا أن الحل السياسي هو الطريق الأهم لإنهاء النزاع.
ولكن، وفقا للتيجاني، فإن الوصول إلى حل شامل يتطلب وقتًا طويلاً ومزيدًا من الجهود من جميع الأطراف الداخلية والداعمة الدولية.
العودة إلى اتفاق جدة
يتضح من النقاش أن السودان يواجه تحديات كبيرة في التوصل إلى تسوية للقتال المستمر. بينما ترفض الحكومة السودانية التدخلات الخارجية، فإن أي خطوة نحو الحل يجب أن تشمل عملية شاملة تضم جميع الأطراف السودانية.
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکومة السودانیة مشروع القرار فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
توقف جميع المطابخ الخيرية جنوبي العاصمة السودانية
الخرطوم - أفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام في السودان، اليوم الأربعاء، بتوقف جميع المطابخ الخيرية “التكايا” في حي الإنقاذ جنوبي العاصمة الخرطوم، بحسب سبوتنيك.
ونقل موقع "الراكوبة نيوز" عن غرفة الطوارئ أن توقف المطابخ الخيرية جاء بسبب العجز المالي ونفاد المواد التموينية اللازمة لتشغيل المطابخ.
يأتي ذلك بالتزامن مع تحذير برنامج الأغذية العالمي من تنامي الاحتياجات الإنسانية لملايين البشر حول العالم، بينما لا توجد استجابة بنفس المقدار فيما يتعلق بالتمويل اللازم لحل تلك الأزمة.
وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج، في تصريحات صحفية، إن معالجة بؤر الجوع حول العالم تحتاج إلى مليارات الدولارات.
ولفتت إلى أن الجوع وعدم الاستقرار مرتبطان ببعضهما بشكل خطير فالجوع يغذي الصراعات، التي استنزفت ميزانية موارد البرنامج في الوقت الذي يشهد فيه العالم أزمة كبرى تتعلق بزيادة مستويات الجوع بشكل غير مسبوق.
وأوضحت أن هناك أزمة كبيرة في سوريا، على سبيل المثال، مشيرة إلى أن الناس سيموتون جوعا إذا لم يتم تقديم مساعدات لهم، وهناك أدلة على ذلك.
وتابعت: "برنامج الأغذية العالمي تمكن من إطعام نحو 70 ألف شخص في سوريا فقط، خلال الشهر الحالي، لكنه يحتاج إلى مزيد من التمويل حتى يتمكن من مواصلة العمل في سوريا والسودان ومناطق أخرى".
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن أهم أسباب عدم القدرة على الحصول على الغذاء ناتجة بصورة أساسية عن الصراعات والأزمات المناخية والكوارث الأخرى، مشيرة إلى أن ما يتم تقديمه من تمويل للبرنامج لا يتجاوز 0.03 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدول الصناعية السبع الكبرى.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
Your browser does not support the video tag.