تذكروني كشخص جيد من مايوكا..أسطورة التنس رافاييل نادال يودع الملاعب الترابية ويطوي سنينًا من الأمجاد
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
طوى ملك الملاعب الترابية آخر صفحة من مسيرته المهنية التي تعجّ بالذكريات والأمجاد، حيث بكى أسطورة التنس رافاييل نادال يوم الثلاثاء معلنًا اعتزاله اللعبة، وأبكى معه جميع من واكبه وهو يصعد القمة، خصمًا ومحبًا.
كان الجميع يعلم، وهو ينظر إلى دموع نادال التي حاول حبسها بصعوبة، وهو يقف إلى جانب زملائه في كأس ديفيز من أجل النشيد الوطني الإسباني يوم الثلاثاء، أنها ستكون آخر مباراة في مسيرة عملاق التنس.
وبعد ساعات من خسارته أمام الهولندي بوتشيتش فان دي زاندشولب، ودعت الملاعب صاحب الـ22 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى للتنس للمحترفين بهتافات الجماهير التي وصلت إلى أعماقه بطريقتها، والملعب يعرض على شاشاته أبرز ما قدمه خلال عقدين من الزمن، مرفقًا بشهادات من لاعبين حاليين أو منافسيه الثلاثة الكبار: روجر فيدرر، ونوفاك ديوكوفيتش، وسيرينا ويليامز، وكونشيتا مارتينيز، وآندي موراي، بالإضافة إلى نجوم من رياضات أخرى مثل سيرجيو جارسيا لاعب الجولف وديفيد بيكهام لاعب كرة القدم.
وقال الأسطورة أمام الحضور ممازحًا: "خسرت مباراتي الأولى في كأس ديفيز، وخسرت مباراتي الأخيرة". وأضاف: "لذا أغلقنا الدائرة". وأردف: "الألقاب والأرقام موجودة، لذا ربما يعرف الناس ذلك، ولكن الطريقة التي أود أن يتذكرني بها الناس هي أن يتذكروني كشخص جيد من قرية صغيرة في مايوركا... كمجرد طفل اتّبع أحلامه وعمل بأقصى جهد ممكن. لقد كنت محظوظًا جدًا".
نادال شاكرًا جمهوره ومودعًا إياه عبر حسابه على إكسروجرر: لقد هزمتني أكثر مما استطعت هزيمتهوفي تغريدة عبر حسابه على "إكس"، كتب روجر فيدرر مودعًا نادال: "قد أبدو عاطفيًا ربما، لكن بينما تستعد للتخرج من التنس، لديّ بعض الأشياء التي أود مشاركتها... لقد هزمتني أكثر مما تمكنت من هزيمتك، وتحديتني بطرق لم يستطع أحد آخر فعلها... جعلتني أبذل جهدًا أكبر مما كنت أعتقد أنني أستطيع القيام به لمجرد الحفاظ على موقعي... جعلتني أعيد تخيل لعبتي - حتى أنك جعلتني أذهب إلى حد تغيير حجم رأس المضرب، أملًا في أي ميزة... لأنك كنت فريدًا ومميزًا على نحو خاص. لقد جعلتني أستمتع باللعبة، وسأظل أشجعك بصخب".
تغريدة الاسطورة روجر فيدرير السويسري في وداع نادالوفي وقت سابق، ودعه العملاق نوفاك ديوكوفيتش بنشر صورة لهما على أرض الملعب عبر "إنستغرام"، قائلًا: "سيفتقدك التنس".
شخصية لا تنسى ومجد طويلطيلة عقدين من الزمن، حفر نادال شخصيته على أرضية الملعب بشكل لا يُنسى، ابتداءً من عصبة رأسه الحمراء، وضربة يده اليسرى، وسلوكه النبيل الذي كان يكشف دومًا عن طفل عاشق في داخله، لا يزال يمارس اللعبة وكأنها المتعة الوحيدة في الدنيا. حيث قال نادال يومًا: "عندما كنت صغيرًا، قال لي عمي: إذا ألقيت مضربك، سأتوقف عن تدريسك. إذا أخطأت في تسديدة، فالخطأ خطأي، وليس خطأ المضرب".
View this post on InstagramA post shared by Novak Djokovic (@djokernole)
نوفاك يودع نادال على إنستاغرام ويكتب" سيشتاق التنس لك"بدأ نادال مسيرته الاحترافية في سن 14، وظهر لأول مرة في ويمبلدون عام 2003 عندما كان عمره 17 عامًا.
وفي سن 18، أصبح نادال جزءًا من الفريق الإسباني الذي فاز بكأس ديفيز، حيث لعب وفاز بمباراة فردية واحدة في النهائي.
أما في عام 2005، ففاز نادال بأول لقب كبير له في بطولة فرنسا المفتوحة بعد يومين من بلوغه 19 عامًا، وفاز بآخر لقب كبير له، وهو الرابع عشر في رولان غاروس، بعد 17 عامًا.
ومنذ أن خطت قدماه أراضي الملاعب الترابية، لم يتوانَ عن حصد الألقاب، حتى حقق نادال 92 لقبًا، وكان بطلًا أولمبيًا مرتين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بايدن يأذن بتزويد أوكرانيا بسلاح ألغام جديد تحرّمه 160 دولة من أجل صدّ التوغل الروسي سحابة من الضباب الدخاني السام تغلف نيودلهي: توقف البناء وإغلاق المدارس 20 % من الأمريكيين يعتمدون في الأخبار على ما يكتبه مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي الرياضيينروجر فيدريررافاييل نادالنوفاك ديوكوفيتشإسبانيارياضةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 روسيا الحرب في أوكرانيا حركة حماس فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كوب 29 روسيا الحرب في أوكرانيا حركة حماس فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الرياضيين رافاييل نادال نوفاك ديوكوفيتش إسبانيا رياضة كوب 29 روسيا الحرب في أوكرانيا حركة حماس فلاديمير بوتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جو بايدن إسرائيل تركيا الاتحاد الأوروبي زراعة فولوديمير زيلينسكي یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
ليلة القضاء على خُط الصعيد الجديد.. البلاك كوبرا تنهى أسطورة ساحل سليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب صعيد مصر، وبين الجبال الوعرة التي كانت حصنه المنيع لعقود، سقط محمد محسوب، الذي اشتهر بلقب "خط الصعيد الجديد"، في مواجهة أمنية وصفت بأنها الأكثر ضراوة منذ سنوات، وتزامنًا مع انتشار أخباره والفيديوهات التي كان ينشرها على صفحته بالفيس بوك معتزمًا فيها بجرائمه؛ ومع تواجد قوات "البلاك كوبرا" والأمن المركزي أثناء عملية الاقتحام، أعادت هذه المشاهد لذاكرتنا فيلم "الجزيرة" بطولة الفنان أحمد السقا، الذي جسد القصة الحقيقية لعزت حنفي، زعيم عصابة المخدرات الذي فرض سطوته على إحدى قرى الصعيد قبل سقوطه في مواجهة مماثلة مع الشرطة عام 2006.
بين الواقع والسينمالم يكن محمد محسوب مجرد اسم عابر في عالم الجرائم، بل كان أسطورة مخيفة في قرية العفادرة بمركز ساحل سليم في محافظة أسيوط، لأكثر من عقدين، بسط نفوذه وفرض سطوته على المنطقة، حتى أصبح رمزا للخروج عن القانون، اسمه تردد كثيرًا في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عقب إعلان وزارة الداخلية تصفيته، في عملية أمنية وصفها البعض بأنها "معركة مكتملة الأركان".
أحكام بإجمالي 191 سنةبحسب التحقيقات، كان محسوب زعيم تشكيل عصابي خطير، ومطلوبا في 44 قضية، شملت القتل، وتجارة المخدرات، والسرقة بالإكراه، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، كما صدرت بحقه أحكام بالسجن المؤبد بإجمالي مدد بلغت 191 عامًا، لكنه ظل هاربا طيلة تلك السنوات، محصنًا داخل قلعته المحاطة بالمتاريس والخنادق.
مطارد بين الجبالبدأ محسوب الذي وُلد عام ١٩٧٢ نشاطه الإجرامي عام 2004، حينما تورط في مشاجرة استخدم فيها سلاحا ناريا، ليُحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، لكنه لم يقضِ العقوبة، إذ تمكن من الهرب والاحتماء بمنزله، الذي كان آنذاك أقل تحصينًا مما هو عليه اليوم، ومع مرور الوقت، توسعت إمبراطوريته الإجرامية، مستفيدًا من الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ومتسلحًا بولاء أقاربه الذين وفروا له الحماية.
تحول منزله إلى حصن عسكري مجهز بكل وسائل الدفاع، ولجأ إلى المناطق الجبلية، حيث كان يختبئ لفترات طويلة قبل أن يعود إلى معقله المحصن في العفادرة.
ظل طوال سنوات يفرض سيطرته بقوة السلاح، حتى باتت الشرطة تعتبره الهدف الأخطر في الصعيد.
هاجس الرعب الذي بثّه "خط الصعيد الجديد" في نفوس الأهالي لم يكن مجرد حكايات تتناقلها الألسنة، بل حقيقة مُرّة عاشتها القرية، حيث بات اسمه كابوسًا يطارد الجميع.
ومع تصاعد جرائمه وتحصنه وسط أتباعه المدججين بالسلاح، أدركت القيادات الأمنية أن المواجهة معه لن تكن تقليدية بالمرة، بل تحتاج إلى قوة خاصة قادرة على اقتلاع جذوره من الأرض.
البلاك كوبرا تحسم الأمروهنا جاء القرار الحاسم: الاستعانة بوحدات "البلاك كوبرا"، النخبة المدربة على تنفيذ المهام التي تصنف كـ"مستحيلة"، رجال لا يعرفون التراجع ولا تهاب قلوبهم الخطر، يخضعون لبرامج تدريبية استثنائية تمنحهم الأفضلية في أصعب المعارك.
60 ساعة قتالمع دخول قوات "البلاك كوبرا" إلى ساحة المواجهة، تغيرت ملامح المعركة، احتشد الأهالي في بيوتهم يراقبون من خلف الأبواب والنوافذ، قلوبهم تنبض بالخوف والرجاء مع كل طلقة رصاص تمزق سكون الليل، 60 ساعة من الاشتباكات العنيفة، وقرية بأكملها تحبس أنفاسها. أصوات الطلقات لم تهدأ، ووهج الانفجارات كان يُضيء سماء الليل كأنها إشارات لملحمة تُسطر بدماء الأبطال.
بدأت المواجهة بحصار قوات الأمن لمعقل محسوب، حيث كان يتحصن مع رجاله، الذين لم يكن في نيتهم الاستسلام بسهولة، إذ بدأت المعركة بإطلاق كثيف للنيران من قبل العصابة، التي استخدمت ترسانة من الأسلحة الثقيلة، شملت قذائف "آر.بي.جي"، وبنادق آلية، وقنابل يدوية، وحتى أسطوانات الغاز التي فُجِّرت لعرقلة تقدم القوات، دام الاشتباك لأكثر من ٦٠ ساعة، وسط قصف متبادل كثيف.
هدوء ما بعد العاصفةوفي اللحظة الحاسمة، جاء الصوت الذي انتظرته القرية كلها، صوت أحد القادة الميدانيين وهو يصرخ وسط الدخان والغبار: "الخُط مات يا رجالة!".. انتشر الخبر في أرجاء البلدة كالنار في الهشيم، ليحمل معه بشرى الخلاص، ومعه تنفست القرية الصعداء.
أخيرًا، عاد الأمان، وانتهت أسطورة "محسوب الإجرامية" على يد أبطال الداخلية، وقوات"البلاك كوبرا" الذين أثبتوا أن العدالة قد تتأخر لكنها لا تموت.
إصابة ضابط أمن مركزيوخلال هذه المداهمة؛ أُصيب ضابط شرطة من قوات الأمن المركزي في قدمه أثناء تبادل اطلاق النيران، بينما نجحت القوات من اقتحام المعقل بعد القضاء على محسوب وسبعة من رجاله، من بينهم ابنه وشقيقه.
آر بي جي.. چيرنوف.. قنابل F1 .. مضبوطات الخطوفق تحريات قطاع الأمن العام بمشاركة أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن أسيوط، أسفرت العملية عن ضبط (كمية كبيرة من المواد المخدرة المتنوعة – وعدد كبير من الأسلحة النارية "أر بى جى – 2 جرينوف – 73 بنادق آلية - رشاش متعدد- 11 بندقية خرطوش – 62 فرد محلى " – 8 قنابل f1 – عدد كبير من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة ). تم إتخاذ الإجراءات القانونية.
تمشيط المنطقة وإزالة حصن الخطوبعد انتهاء المأمورية مشطت قوات الأمن المنطقة، بينما أزالت الأجهزة التنفيذية في محافظة أسيوط، منزل محمد محسوب، وقبل ذلك، انتهت فرق الحماية المدنية من تفكيك أسطوانات الغاز والعبوات المتفجرة التي حصن بها منزله لمنع وصول قوات الأمن.
وبعد تأمين الموقع، بدأت النيابة العامة تحقيقاتها، حيث انتدبت الطب الشرعي لتشريح جثث المتهمين، وأمرت بدفنهم عقب الانتهاء من الإجراءات.