السينما الكورية: من البدايات المتواضعة إلى الريادة العالمية
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
وليد السبيعي
شهدت السينما الكورية رحلة رائعة من بداياتها المتواضعة في صناعة الأفلام إلى أن أصبحت قوة ثقافية وسينمائية عالمية بفضل قصصها الفريدة، ورؤاها العميقة في المجتمع، وجمالياتها الجريئة، تركت الأفلام الكورية أثراً كبيراً على الجماهير والنقاد في مختلف أنحاء العالم.
بدأت السينما الكورية رحلتها في أوائل القرن العشرين خلال فترة الاحتلال الياباني (1910-1945).
بعد الحرب الكورية (1950-1953)، دخلت السينما الكورية فترة “العصر الذهبي” في الخمسينيات والستينيات، حيث شهدت زيادة في إنتاج الأفلام. كان من بين المخرجين البارزين في هذه الفترة كيم كي-يونغ، الذي قدم فيلمه الكلاسيكي الخادمة عام 1960، وهو فيلم محلي ودولي حاز على شهرة واسعة بسبب تصويره المظلم لانهيار أسرة وما يتضمنه من تعليق معقد على الهياكل الاجتماعية.
المخرج كيم كي يونغ Kim Ki-young الذي اشتهر بأفلام الرعب والتلاعب بالأعصاب بوستر لفيلم The Housemaid الذي أنتج عام (1960) للمخرج كيم كي يونغواجهت السينما الكورية فترة من التحديات والتراجع في السبعينيات والثمانينيات بسبب الأنظمة العسكرية التي فرضت قوانين صارمة للرقابة، ما أدى إلى كبت الإبداع الفني. خلال هذه الفترة، كانت الصناعة تعاني من المنافسة مع الأفلام الهوليوودية. ومع ذلك، شهدت التسعينيات انتعاشًا تدريجيًا بعد الإصلاحات الديمقراطية التي سمحت بمزيد من الحرية الإبداعية.
مع الحرية الجديدة، بدأ المخرجون في استكشاف أنواع مختلفة من الأفلام وطرح قصص جريئة. برز مخرجون موهوبون مثل إيم كوان-تيك، الذي حاز على الإشادة من خلال فيلم سوبونجي (1993) الذي استكشف موسيقى تقليدية كورية بعمق شعري، مما أظهر الجانب الفني والعاطفي للسينما الكورية.
المخرج إيم كوون تايك Im Kwon-taek الحائز على العديد من الجوائز العالمية والذي ساهم بجذب الانتباه العالمي للسينما الكورية فيلم Sopyonje الذي أنتج عام (1993)
شهدت السينما الكورية مع بداية الألفية الجديدة قفزة وذروة سينمائية بدأت تجذب انتباه العالم، خلال هذه الفترة، برز مخرجون مؤثرون مثل كيم جي-وون، وبارك تشان-ووك، الذين استخدموا أساليب سرد قصصي مبتكرة، مما جعل الأفلام الكورية دعامة أساسية في المهرجانات السينمائية العالمية.
Kim Jee-woon فيلم A bittersweet life (2005) للمخرج
Kim Jee-woon فيلم A tale of two sisters (2003) للمخرج
Kim Jee-woon
برز المخرج بارك تشان-ووك بشكل خاص كرمز للسينما الكورية. عُرف بأفلامه ذات الطابع البصري المميز والمواضيع المكثفة، وساهم بشكل كبير في دفع حدود السينما. يُعتبر فيلمه Oldboy عام 2003، وهو الثاني في “ثلاثية الانتقام”، مثالًا رائعًا على أسلوبه الفريد الذي يجمع بين الجماليات البصرية والقصص المثيرة للانتقام والنقد الاجتماعي، فاز الفيلم بجائزة الجراند بري في مهرجان كان السينمائي، مما رسخ مكانة بارك كمخرج عالمي.
المخرج بارك تشان ووك Park Chan-wookمن بين أعمال بارك البارزة سلسلة أفلام “ثلاثية الانتقام”
من بين أعمال بارك البارزة سلسلة أفلام “ثلاثية الانتقام” التي ابتدأت مع فيلم Sympathy for Mr. Vengeance (2002) مسلطا الضوء على قصة عامل تم فصله من عمله فيختطف ابنة مديره ويطلب تعويضا مقابل إعادتها لكي يتمكن من علاج أخيه المريض، فيتلاعب عبر هذه القصة بمفاهيم الخير والشر والقضايا الأخلاقية، وتلا هذا الفيلم الجزء الثاني من الثلاثية بعد عام واحد عبر فيلم Oldboy (2003) الذي يتحدث عن رجل مخطوف دون سبب واضح لسنوات طويلة يتم إطلاق سراحه فجأة ومكافأته بالأموال والجاه على أن يستمر صراعه مع خاطفه المجهول، فيثير المخرج عبر هذا الفيلم أسئلة الجزاء والعقاب وغيرها من القضايا الأخلاقية والفلسفية، أما خاتمة الثلاثية فكانت مع فيلم Lady Vengeance (2005) والذي أكمل عبره المخرج تناوله لمثل هذه الموضوعات والأسئلة الأخلاقية، وتميزت الثلاثية بتغطيتها مواضيع الانتقام والعدالة والغضب البشري بطريقة فنية عميقة ومظلمة، مع التركيز على الآثار النفسية والأخلاقية للانتقام على الضحايا والجناة على حد سواء، أما فيلم Thirst (2009) فيقدم رؤية إنسانية فريدة وغير معتادة لنوع أفلام مصاصي الدماء.
فيلم Sympathy for Mr. Vengeance (2002) للمخرج Park chan-Wook فيلم Oldboy (2003) للمخرج Park chan-Wook فيلم Lady Vengeance(2005) للمخرج Park chan-Wook فيلم Thirst (2009) للمخرج Park chan-Wookتتبوأ السينما الكورية اليوم مكانة متقدمة في الثقافة السينمائية العالمية، وقد برهنت على نجاحها من خلال فوز المخرج “بونغ جون-هو” التاريخي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 2020 عن فيلم Parasite ، وهو أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يفوز بهذه الجائزة. أظهر هذا الإنجاز تقدير العالم المتزايد للأفلام الكورية وكرس مكانتها في السينما السائدة، ومن افلام المخرج “بونغ جون-هو” المميزة أيضاً فيلم Memories of Murder (2003) وفيلم Mother (2009)
المخرج بونغ جون هو Bong Joon-ho فيلم Parasite (2019) للمخرج Bong Joon-Ho فيلم Memories of Murder (2003) للمخرج Bong Joon-Ho فيلم Mother (2009) للمخرج Bong Joon-Hoفي السنوات الأخيرة، واصل المخرجون الكوريون تحدي الحدود السينمائية، واستكشاف موضوعات مثل الفجوة الاقتصادية، والهوية، والتكنولوجيا، وحافظ مخرجون مثل لي تشانغ-دونغ وهونغ سانغ-سو على وجود قوي في المهرجانات العالمية من خلال أفلامهم التي تتميز بالسرد القصصي العميق والأساليب الفنية البسيطة.
كما توسعت الصناعة الكورية على المستوى العالمي، حيث عرَّفت المنصات الرقمية الجمهور الأوسع بالأعمال الكورية. أفلام مثل Train to Busan (2016)، وهو فيلم إثارة زومبي أخرجه يون سانغ-هو، وفيلم Minari (2020)، الذي يروي قصة عائلة كورية أمريكية تكافح لتحقيق حلمها، أكدت على قوة الرواية الكورية.
فيلم Train to Busan (2016) للمخرجYeon Sang-ho فيلم Minari (2020) للمخرج Lee Isaac Chung
من بداياتها المتواضعة التي اتسمت بالرقابة والاضطرابات السياسية إلى صعودها المذهل على الساحة العالمية، تجسد السينما الكورية مثالًا على المرونة والعبقرية الفنية، وفي قلب هذه الرحلة يقف بارك تشان-ووك، الذي تواصل أعماله إلهام وتحدي الجماهير في جميع أنحاء العالم، ومع استمرار صناع الأفلام الكوريين في دفع حدود السرد القصصي، يبدو مستقبل الصناعة مشرقًا، واعدًا بمزيد من الإسهامات المتميزة للسينما العالمية.
الوسومأفلام ثقافة سينما كورياالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: أفلام ثقافة سينما كوريا السینما الکوریة
إقرأ أيضاً:
10 سباقات دولية لـ الفيصل الزبير في الحلبات العالمية
"عُمان": أعلن المتسابق الدولي الفيصل بن خالد الزبير مع فريقه المنار للسباقات، عن برنامج موسمه الجديد للعام الحالي 2025 وذلك في أمسيةٍ حصرية أقيمت برعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد، الأمين العام بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، بفندق كمبينسكي مسقط، وسط حضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ووسائل الإعلام المحلية والخارجية.
وستكون هناك 10 محطات في مختلف الحلبات العالمية للفيصل الزبير وفريق المنار لهذا الموسم بين سباقات التحمل وسباقات السبرنت، وستكون أولى تلك المحطات بالمشاركة في سباق بول ريكارد، وتميزت تلك الأمسية بالاحتفال بالإنجازات التي حققها الفيصل الزبير خلال مسيرته الاحترافية، مع فوزه بعدة بطولاتٍ منذ بدء مسيرته في الكارتينج قبل عدة أعوامٍ، واستعرض خلالها الإنجازات والجوائز التي تحققت عبر عرض جوائزه وكؤوسه في ساحة صالة الحفل التي لاقت الإقبال والاستحسان من الحضور بالتجول بين تلك الجوائز التي حصدها مع سيارة البورشه والمرسيدس في المواسم الماضية.
ويمثل موسم 2025 بداية فصلٍ جديد للفيصل وفريق المنار للسباقات، مع تحالفهم مع أحد أنجح الفرق في تاريخ سباقات "جي تي"، فريق دبليو أر تي، واستهل الفريق شراكته الجديدة في 2025 بفوزٍ مذهلٍ بسباق دبي 24 ساعة مطلع العام الحالي في الفئة الذهبية، حيث أصبح الفيصل أول عُماني وعربي يحقق الفوز الإجمالي، ومؤكدًا أن لديه الإمكانيات لتحقيق المزيد من الإنجازات الاستثنائية.
وسيشهد هذا التحالف المشاركة في تحدي فاناتيك جي تي العالمي في جولات التحمل وسباقات السبرينت "القصيرة"، حيث ستكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيها الفيصل الزبير بسباقات السبرينت بعد مشاركته فقط في سباقات التحمل العام الماضي.
واكتسب الفيصل مع فريقه المنار للسباقات خبرة لا يستهان بها العام الماضي، تمثلت في الفوز بفئة الكأس الذهبي في سباق كراودسترايك سبا 24 ساعة، لتثبيت أقدامه كأحد نخبة سائقي سباقات التحمل، وأصبح أول عُماني يحقق هذا الإنجاز، كما أن تحقيقه لأربع منصات تتويج في خمسة سباقات ضمن تحقيق الفيصل مركز الوصافة في موسم 2024.
وترافقت مسيرة الفيصل الزبير في رفع علم سلطنة عُمان في العديد من المحافل الدولية والعالمية التي شارك فيها، حقق خلالها إنجازات مختلفة في عدد من حلبات العالم، حمل معها الفيصل مسيرة الأبطال الرياضيين العمانيين في المحافل الخارجية والدولية، وتسهم إنجازات الفيصل الزبير في دعم سمعة سلطنة عُمان وتاريخها العظيم، بالترافق مع دعم الممول الوحيد، فريق المنار للسباقات، الذي كان الممول الأساسي عبر هذه الأعوام الماضية.
جلسة حوارية
وفي جلسة حوارية للفيصل الزبير خلال حفل تدشين الموسم مع الإعلامي ومعلق السباقات الأردني فراس النمري، استعرض خلالها الفيصل مسيرته الرياضية في عالم المحركات، واستعرض كذلك برنامج الموسم الجديد والتحديات التي تواجهه في حلبات السيارات، وكذلك تحدث عن أهمية المرحلة القادمة في الموسم الجديد وما تحقق من إنجازات خلال المواسم الماضية، وأبرزها سباق دبي 24 ساعة قبل فترة وجيزة، وشهد اللقاء الصحفي كذلك ردًا على العديد من أسئلة الصحفيين والحضور.
وقال الفيصل الزبير: "أنا فخور بالإعلان عن برنامج مشاركاتي لموسم 2025، الذي بدأ بطريقة مثالية مع فريق جديد وسيارة جديدة من خلال فوزنا بسباق 24 ساعة في دبي، وأنا سعيد لأنني سأحمل راية سلطنة عُمان وراية العرب، وهدفي مواصلة إنجازات العام الماضي".
وأضاف: "العام الماضي حققت مركز الوصافة، لكن في موسم 2025، ستكون هناك شراكة بين فريق المنار للسباقات مع أهم وأفضل فريق جي تي على مستوى العالم وهو فريق دبليو أر تي، ولذلك من الطبيعي أن يكون هدفنا تحقيق المركز الأول، والفوز الذي كان في دبي جاء بتوقيت مثالي في أول مشاركة لي مع الفريق، وحقق شحنة للمعنويات ودفعة كبيرة للموسم".
وأضاف: "قمتُ في الأعوام الثلاثة الماضية بقيادة سيارة مرسيدس، بينما أنتقلت في 2025 إلى المشاركة على متن سيارة بي أم دبليو جي تي 3 إيفو، التي سأستخدمها للتنافس في جميع جولات تحدي فاناتيك جي تي العالمي".
موسم مختلف
وقال الفيصل الزبير: الموسم الجديد مختلف عن العام الماضي لأنني سأشارك في 10 جولات من تحدي فاناتيك جي تي، وهي تشمل سباقات التحمل الطويلة و"السبرنت" القصيرة، حيث سأنافس على الفوز بلقب بطولتي السبرنت والتحمل، وأيضًا الفوز بلقب الترتيب العام، ونتوقع أن تكون البطولة صعبة، خاصة مع السيارة الجديدة، وجميع الفرق تستعد بشكل جيد لهذا الحدث، وهذه المشاركة تختلف عن المواسم الماضية، حيث شاركت في الموسم الماضي في 5 سباقات، أما الموسم الجديد فسنشارك في 10 سباقات، ونأمل أن نوفق في مشوارنا القادم، وبعد أن شاركنا في سباقات التحمل، نتجه هذا الموسم للمشاركة في السباقات القصيرة، وسيتناوب معي في الفريق كل من زميلي جينس كلينجمان وبين تاك، وهدفنا إحراز لقب بطولة كأس الفئة الذهبية، وأنا أنتظر انطلاق الموسم على حلبة بول ريكار الفرنسية الشهر المقبل بفارغ الصبر".
ويتكون برنامج تحدي فاناتيك جي تي العالمي من 10 محطات، حيث أقيمت المرحلة التمهيدية على حلبة بول ريكار خلال الفترة من 10 إلى 11 مارس الجاري، بينما ستقام الجولة الأولى على حلبة بول ريكار (كأس التحمل) خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل المقبل، وتقام الجولة الثانية على حلبة براندزهاتش (كأس السبرينت) خلال الفترة من 3 إلى 4 مايو المقبل، أما المرحلة التمهيدية على حلبة سبا 24 ساعة فستقام خلال الفترة من 13 إلى 14 مايو المقبل، وتقام الجولة الثالثة على زاندفورت (كأس السبرينت) خلال الفترة من 16 إلى 18 مايو المقبل، بينما تقام الجولة الرابعة على حلبة مونزا (كأس التحمل) خلال الفترة من 30 مايو إلى الأول من يونيو المقبلين، وتقام الجولة الخامسة على حلبة سبا 24 ساعة خلال الفترة من 26 إلى 29 يونيو المقبل، أما الجولة السادسة فستقام على حلبة ميزانو (كأس السبرينت) خلال الفترة من 18 إلى 20 يوليو المقبل، وتقام الجولة السابعة على حلبة ماني كور (كأس السبرينت) خلال الفترة من 1 إلى 3 أغسطس المقبل، بينما تقام الجولة الثامنة على حلبة نوربرجرنج (كأس التحمل) خلال الفترة من 29 إلى 31 أغسطس المقبل، وتقام الجولة التاسعة على حلبة فالنسيا (كأس السبرينت) خلال الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر المقبل، ويختتم الفيصل الزبير مشواره في البطولة بالمشاركة في الجولة العاشرة والأخيرة التي ستقام على حلبة برشلونة (كأس التحمل) خلال الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر المقبل.