سرايا - حالة من الاستبشار تسود الشارع المصري بعد مشاهد احتراق "تل أبيب" قبل أيام، وهي المشاهد التي عدها البعض دليلا على أن الكيان بدأ العد التنازلي للانهيار.


فكيف كانت الردود؟
د.يمنى الخولي أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة تعبر عن استبشارها من مشاهد احتراق "تل أبيب".


وتضيف، أنه تم الترويج لفكرة الحرب مع "اسرائيل" المدعومة بأمريكا بأنها مستحيلة وهى الجنون بعينه، وبالتالي لا مفر من التطبيع الذي هو العقل بعينه!


وتقول إن هذه المشاهد تثبت زيف تلك الفكرة من أساسها، وتؤكد أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت.


من جهته يرى د. مصطفى النشار أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة أن العرب كلهم باتوا في وضع حرج جدا ، وهم الآن تحت مجهر العالم كله، لأن الجميع يتساءل من الأصدقاء قبل الأعداء عن سر هذا الصمت العربي باستثناء الأصوات التي تشجب وتدين وتستغيث هنا وهناك دون مجيب.


ويضيف أن كل الأبعاد تكشفت أمام الزعماء والقادة العرب ، وسقطت في ظل الأحداث الجارية الآن كل الأقنعة سواء أقنعة عدوهم اللدود "إسرائيل" التي كشفت على لسان شمشونها الجديد نتنياهو جل خططها سواء في محو غزة والضفة وسكانها من الوجود أو في رفض قيام دولة فلسطين مرة أخرى ، وبداية اجتياح لبنان بحجة القضاء على حزب الله وعساكره ومعداته ، أو أقنعة حليفتها أمريكا التي كشفت عن وجهها الحقيقي القبيح وتناست كل ما روجت له من قيم زائفة على مدار أكثر من مائتي عام في الدفاع عن الحرية والتحرر وحقوق الانسان ..الخ وأعلنت من البداية أنها ستدافع عن "إسرائيل" وكأنها احدى ولاياتها وسخرت كل امكاناتها لذلك مرسلة رئيسها ووزرائها الى الحبيبة "إسرائيل" للمواساة وإعلان المساندة والتأييد لمجرد تجرؤ شعب فلسطين الصابر الأعزل منذ سبعين عاما على أن يُسمع صوته للعالم و تحريك قضيته العادلة في طلب الاستقلال والتخلص من المحتل!


ويقول إن الولايات المتحدة فتحت مخازن أسلحتها وأرسلت أحدثها وأساطيلها الى "إسرائيل" والمنطقة وكأن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت.


ويتابع “النشار” متسائلا: هل وصلت كل تلك الرسائل الى الزعماء والقادة العرب أم لايزالون يتصنعون الجهل بما يجري وبما يحدث تحت أبصارهم ؟!


وقال إن اللعبة أصبحت مكشوفة وسقطت كل أوراق التوت التي كانت تخفي عورات كل الأطراف، لافتا إلى أن السؤال الملح الآن: متى يستفيق العرب من هول تلك الصدمات والمفاجآت التي ربما لم يكونوا يتوقعونها أو لا يتمنون حدوثها؟!

وأوضح “النشار” أن الضربات المتوالية منذ عام تقريبا على الذهنية العربية التي كادت تنسى قضية فلسطين والقدس من شأنها أن توقظ الوعي العربي.

واختتم مطالبا بعدة أمور يراها لازمة الآن، وهي: -سحب المبادرة العربية للسلام ردا على تصريحات زعماء وحكومة "إسرائيل" المتطرفة بشأن عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. -وقف قطار التطبيع الذى حدث من بعض الدول العربية دون التعلل بأن لمصر اتفاقية سلام وعلاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني فهذه علاقات ترتبت على معاهدة سلام استراتيجية حصلت بموجبها مصر على كامل أراضيها ولم يترتب عليها أي نوع من التقارب أو التطبيع الشعبي!

وقال إنه ليس سرا أن كل الشعب المصري يدرك جيدا ولم ينس أن "إسرائيل" كيان عنصري مصطنع لم يقبل بعد العيش في سلام مع جيرانه العرب بدليل الإصرار على مواصلة الاستيطان والاستيلاء على الأرض الفلسطينية قطعة بعد أخرى!
وقال إن من الضروري انذار "إسرائيل" بضرورة الوقف الفوري للحرب والإعلان في ذات الوقت عن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك في حال عدم رضوخ "إسرائيل" للقرارات الدولية بشأن وقف الحرب ومواصلة عدوانها غير المبرر على الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وأنهى متسائلا: فهل ننتظر الاستفاقة من القادة العرب أم سنظل نترك أمرنا بيد قوى خارجية لا يهمها في النهاية الا مصالحها واستنزاف ما بقى من الموارد العربية والتهام ما يمكن التهامه من الأرض العربية؟!

من جهته أشاد الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب بضربات المقاومة الموجعة لـ "إسرائيل" وآخرها ضرب تل أبيب، مؤكدا أنها ضربة كان لها أثرها البالغ.

ويضيف أن "إسرائيل" هي التي صرخت أولا، لافتا إلى وجود أزمة داخلية حادة في "إسرائيل".

وتوقع حدوث تصعيد في الأيام القادمة قد يستمر إلى يوم تسلم ترامب مقاليد السلطة.

واعتبر “حسين” مجيء المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم إلى بيروت بعد إبلاغه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس تأجيل زيارته لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية، هو دليل على أن "إسرائيل" موجوعة، وهي التي تسعى لوقف التصعيد.

وعن حالة الصمت الرهيب التي يمر بها الشارع المصري ، يقول رئيس تحرير صحيفة الشعب إن هذا الشعب منذ أربعين سنة ويزيد يقع تحت غسيل مخ إعلام كامب ديفيد الذي لم يكف يوما عن الدعوة للتخلي عن فلسطين.

ويضيف أن الشعب المصري مظلوم وهو آخر من يمكن محاسبته، لافتا إلى أن عدونا واحد: يذبحنا هنا بالاقتصاد(صندوق النقد الدولي الذي يسعى لتجويع المصريين وخنقهم) ويذبح هناك رسميا وعلى مسمع ومرأى من العالم في (فلسطين ولبنان).

ويتابع قائلا: “ما معنى أن يذهب أعضاء لجنة مناصرة فلسطين لمسؤول فلسطين في الخارجية لعمل زيارة للمعبر؟”.
ويلفت أن فكرة عمل عام دون تضحيات وفكرة الخوف مرفوضة، موضحا أنه من أجل غزة ينبغي عدم إثارة خلافات ، لأن معركتنا الرئيسية الآن هي دعم غزة: فتح المعبر بالقوة، منع المساعدات عن القتلة الإسرائيليين، غلق السفارة الصهيونية.

وقال حسين إن هذه هي المطالب التي يجب على المصريين أن يطالبوا بها، مشيرا إلى أن على النخبة أن تحرّض الشعب على حمل العلم الفلسطينى ولو كان الجزاء السجن.

وتابع متسائلا مستنكرا: هل السجون عندنا من أجل نزع رجولتنا؟
ما قيمة الحياة ونحن نرى إخواننا جيراننا -الذين كنا مسئولين عنهم حتى عام ٦٧- يسحلون ويقتلون كل يوم بالعشرات والمئات؟”.

وقال إن "إسرائيل" كلما يزيد فشلها عسكريا، تنتقم من المدنيين أكثر، مؤكدا أن الصامت على ما يحدث خاسر بمعياري الدنيا والآخرة.

 

رأي اليوم 

إقرأ أيضاً : ترامب يعين هاورد لوتنيك وزيرًا للتجارةإقرأ أيضاً : “نرجسية” ترامب وهوسه بـ”الولاء الشخصي” يُطيحان باستقرار السياسة الخارجية .. فهل يستبدل “بن غفير الأمريكي”؟إقرأ أيضاً : زيلينسكي يُحذر: أوكرانيا ستُهزم إذا قطعت عنها أمريكا المساعدات العسكرية وما ننتجه ليس كافيًا



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#فلسطين#مصر#ترامب#لبنان#أمريكا#القاهرة#اليوم#الله#الحرية#القدس#الدفاع#غزة#أحمد#الشعب#حسين#الجميع#لمصر#رئيس



طباعة المشاهدات: 806  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 20-11-2024 10:45 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
أصيبت بورم .. الملكة كاميلا تودع كلبتها "بيث" منازل إيطالية للمنزعجين من فوز ترامب مقابل مقابل يورو واحد فقط نتيجة مفجعة .. سقوط تلفريك من ارتفاع 3000 متر في جبال الألب بسبب مرض نادر .. بريطانية تعزل نفسها لعامين لطفي الزعبي يوجه انتقادًا لاذعًا لفئة من الجماهير... الحكومة تعفي المركبات المنتهي ترخيصها لأكثر من عام... مطالب للنائب "اندريه" بالاعتذار بعد وصفه... رغم إيقاف تشغيلها .. 4 أجهزة تستمر في استهلاك... التعادل الثاني على التوالي للنشامى بعد نهاية... ترامب يعين هاورد لوتنيك وزيرًا للتجارة“نرجسية” ترامب وهوسه بـ”الولاء الشخصي” يُطيحان...زيلينسكي يُحذر: أوكرانيا ستُهزم إذا قطعت عنها...5 شهداء في جنين والاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة...مشروع قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف حرب غزة وإطلاق...ترامب يرشح محمد أوز لإدارة مراكز الرعاية الطبيةالعراق يتأهب لعدوان إسرائيلي "مُخطط له""بينهم ضابط كبير" .. إعلام عبري يكشف...العدوان على غزة يدخل يومه 411 وخسائر جديدة للاحتلال... "مختلّة عقلياً" .. نجمة عالمية متهمة... خبر طلاق ديانا كرزون يضج .. وهذه هي حقيقته مجوهرات نادرة .. قصة سرقة مقتنيات كوكب الشرق بسبب دين ركين سعد تظفر بجائزة “جيل المستقبل” في مهرجان... أنقذها حفيدها .. نهال عنبر تنجو من حريق كبير... يزيد أبو ليلى يغيب عن الملاعب 3 أسابيع لإصابته بشعر في عظم الفك تعادل بطعم الخسارة .. ووسم" الأردن والكويت" يعتلي منصات التواصل في الأردن سلامي: الفاخوري لا يتحمل المسؤولية والنقطة أفضل من هزيمة التعادل الثاني على التوالي للنشامى بعد نهاية مباراتهم مع ⁧‫الكويت‬⁩ 1-1 لينفرد ⁧‫العراق‬⁩ بوصافة المجموعة خماسية إمارتية قاسية في مرمى المنتخب القطري فاتورة باهظة لمطعم الشيف بوراك في مصر تثير ضجة: هذه حقيقتها موظفة سابقة في "ديور" و"لوبوتان" تسرق بضائع بقيمة تتجاوز 1.5 مليون يورو رغم إيقاف تشغيلها .. 4 أجهزة تستمر في استهلاك الكهرباء دون أن تشعر "شاب بين فكي دب ضخم" .. مشهد أفزع زوار حديقة حيوان مخلوق بقاع المحيط يثير حيرة العلماء .. قد تظنه "رموشاً صناعية لامعة" "مزحة انتحار" تنتهي باعتقال أفراد عائلة عراقية فاتورة طعام بمطعم الشيف بوراك في مصر تثير جدلاً واسعاً .. ما القصة؟ أمريكية تقاضي فايزر: حقنة منع الحمل وراء إصابتها بأورام في الدماغ جزر عضوي يتسبب بوفاة شخص .. والسلطات الاميركية تتدخل ناطحة سحاب من دون نوافذ .. ما الغرض من بنائها؟

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القاهرة القاهرة العالم الجميع غزة فلسطين لبنان الله أمريكا الدفاع الحرية فلسطين فلسطين فلسطين القدس لمصر مصر الشعب الدفاع أحمد حسين رئيس الشعب ترامب اليوم رئيس لبنان رئيس الشعب الشعب الشعب العالم فلسطين فلسطين غزة حسين الشعب العالم فلسطين مصر ترامب لبنان أمريكا القاهرة اليوم الله الحرية القدس الدفاع غزة أحمد الشعب حسين الجميع لمصر رئيس وقال إن تل أبیب

إقرأ أيضاً:

إعادة تعريف طبيعة وأطراف الصراع مع إسرائيل

إعادة تعريف طبيعة و #أطراف #الصراع مع #إسرائيل

بقلم : د. #لبيب_قمحاوي

التاريخ 17/ 11/ 2024

إن إعادة تعريف طبيعة وأطراف الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني قد أصبح أمراً هاماً ومُلِحاً خصوصاً بعد أن تمكن الطرف الإسرائيلي من فرض رؤيته الخاصة على طبيعة هذا الصراع ضارباً ، من أجل ذلك ، بعرض الحائط بالقانون والأعراف الدولية والقيم الإنسانية ، وبعد أن تحول الدور الأمريكي من شريك من خلف ستار إلى عدو معلن مباشر لا يتوانى عن استعمال أشرس أشكال الدعم العسكري والأمني والإستخباري والسياسي وعلى مدى أكثر من عام وبشكل متزايد وبوقاحة غير مسبوقة من قِبَلْ دولة عظمى في حربها على شعب أعزل ومحتل ومحاصر كالفلسطينيين لا يملك من أمره إلاّ الإرادة الوطنية والإيمان بالحق .

مقالات ذات صلة الثأر للكرامة والانتقام من العدو . . ! 2024/11/16

إن أقسى ما يمكن أن يصيب أي شعب أو أمة هو الضعف الذي يحولها إلى مُتـَلَقّى للضربات والصدمات والأوامر القادمة من الآخرين بإنصياع حتى ولو كان مصدر تلك الضربات والأوامر هم ألدّ الأعداء . إن تحول الصراع الإسرائيلي – العربي إلى صراع إسرائيلي – فلسطيني ثم تحوله التدريجي مؤخراً إلى صراع شرق أوسطي ، يعكس حقيقة تطور المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة إنتهاءً بوصولها إلى ما هي عليه الآن . وفي هذا السياق ، فإن دعوة إدارة ترمب الجديدة إلى وقف الحروب هي في واقعها دعوة لتثبيت المكاسب العسكرية الإسرائيلية وتحويلها إلى أمر واقع وهي دعوة تتجاوز في ابعادها إسرائيل وفلسطين والعالم العربي إلى منطقة الشرق الأوسط ومن ثم إلى الساحة الدولية وبشكل يساهم في تعزيز المصالح الإقتصادية والتكنولوجية الأمريكية على المستوى الدولي وفي تغليب تلك المصالح الاقتصادية على الخلافات السياسية أو الوطنية أو العقائدية بشكل عام بإستثناء ما يتعلق منها بإسرائيل .

تعتبر الحرب على إقليم غزة الفلسطيني ومن ثم على لبنان هي الوسيلة الأكثر دموية ووحشية في التاريخ المعاصر والتي طبقتها أمريكا وإسرائيل في سعيهما لتغيير طبيعة الصراع بحسمه فلسطينياً من خلال إلغاء القضية الفلسطينية ومكوناتها عوضاً على حلها كلياً أو جزئياً ، وتفكيك “محور المقاومة” الذي ملأ الفراغ الذي نتج عن الإنسحاب العربي من القضية الفلسطينية . وهكذا ، فإن تغيير طبيعة الصراع من المنظور الأمريكي – الإسرائيلي تتمثل في إلغاء القضية الفلسطينية عوضاً عن حلها وذلك بتدمير مكوناتها والأسس التي تقوم عليها تلك القضية وهي بمضمونها العام :-

أولاً : العمل على إلغاء صفة “الأراضي المحتلة” عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتحويلها من خلال الضم والإخلاء السكاني والإستيطان إلى “أرض إسرائيلية” .

ثانياً : العمل على إلغاء وتدمير كافة مخيمات اللاجئين أينما وجدت بإعتبار أن وجود اللاجئين الفلسطينيين يعني أن اراضيهم قد تم احتلالها وهو ما يناقض الرؤية الأمريكية –الإسرائيلية .

ثالثاً : العمل على إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بإعتبارها المؤسسة الوحيدة المعترف بها دولياً والتي تقوم على رعاية اللاجئين الفلسطينيين وابنائهم وتؤشر على حقهم في العودة إلى فلسطين .

رابعاً : العمل على استصدار قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإلغاء القرار الأممي رقم 194 والقاضي بحق العودة أو التعويض للفلسطينيين ، مستذكرين في هذا السياق نجاح أمريكا وبمساعدة عربية ملحوظة في إلغاء القرار الأممي رقم 3379 والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية .

الزحف الطوعي نحو المجهول الأمريكي يعكس قمة الضعف والهوان العربي. فأمريكا قد أعلنت عن نفسها عملياً من خلال الحرب على إقليم غزة الفلسطيني منذ أكثر من عام بأنها الشريك الأهم لإسرائيل والداعم العسكري والسياسي الرئيسي لها مما يعني تحولها إلى كونها العدو الأول والأهم والأكبر للفلسطينيين وقضيتهم وأن إسرائيل هي بالنتيجة أداة تنفيذية “وممسحة زفر” للمصالح والسياسات الأمريكية في المنطقة وهي بالتالي العدو التابع لأمريكا وليس العكس كما يعتقد البعض . ومن هنا فإن إدارة الصراع، حتى تكون بشكل مجدي ، يجب أن تكون مباشرة مع العدو الأكبر وهو أمريكا ، مما يعني عدم حصر العداء بالعدو الأصغر وهو إسرائيل . وأي محاولة أمريكية للتنصل من ذلك الدور تعكس خبثاً أمريكياً مُحمَّلاً بنوايا خطرة جداً على المصالح العربية والفلسطينية خصوصاً وأن عملية فك ارتباط العرب بالقضية الفلسطينية هي انجازاً أمريكياً أكثر منه إسرائيلياً تـَطَلـَّبَ الكثير من التآمر على الأنظمة العربية الملتزمة بالقضية الفلسطينية بإعتبارها قضية العرب الأولى .

من السخف اللامتناهي إستمرار بعض العرب في إعتبار أمريكا حليفاً استراتيجيـاً، منتظرين بسذاجة واضحة أن تأتي تلك الأوهام والآمال في النجدة من إدارة عملت في السابق على وَهْبِ مدينة القدس العربية لدولة الإحتلال مجاناً ، وعلى الإعتراف بسيادة الإحتلال الإسرائيلي على الجولان العربي السوري المحتل عام 1967 . إن التعلق بحبال الهواء وانتظار أن تأتي النجدة من هذه الإدارة الأمريكية أو تلك هي أوهام يجب على العرب التوقف عن تعاطيها لأنها لن توصلهم إلاَّ إلى الكوارث كما أثبتت العقود الماضية . علاقة أمريكا بإسرائيل هي علاقة استراتيجية في حين أن علاقتها بالعرب هي علاقة مصلحية متذبذه ، وهذا ما يجب على العرب أن يفهموه ويستوعبوه .

إن انتظار الصدقات من يد عدو لئيم هي من أقصى درجات الخنوع والإنحلال الوطني وفقدان الكرامة ، علماً أن إدارة ترمب الجديدة تنتظر إتمام إسرائيل لأهدافها السياسية عسكرياً حتى تدعو إلى وَقـْفٍ لإطلاق النار ومطالبة العرب بدفع ثمن ذلك الوقف وإن كان ذلك من خلال جعل التنازلات العربية تبدو وكأنها انتصار كونها قد أدت إلى فـرض وقـف إطلاق النار على إسـرائيـل .

إن سياسة اللعب بالكلمات التي تمارسها إدارة ترمب الجديدة هي سياسة مكشوفة وواضحة نتيجة للوعي الشعبي الفلسطيني والعربي والدولي المتزايد لخطورة المخططات الإسرائيلية ولهول جرائم القتل والابادة والتدمير الإسرائيلي التي دعمتها أمريكا من أجل تنفيذ ذلك المخططـات . فتصريح الرئيس الأمريكي المنتخب ترمب والمتعلق بالوعد بإنهاء الحروب هو تصريح غامص لا يُفْهَمْ منه كيفية التعامل مع ذيول تلك الحروب خصوصاً في غزة ولبنان. وربما يوضح تصريح ترمب يوم السبت الموافق 9/11/2024 بالطلب من نتنياهو “بإنهاء المهمة في غزة” قبل استلام ادارته للحكم ، دون المطالبة الواضحة بوقف إطلاق النار، ودون أي إيضاح لطبيعة وأبعاد المهمة التي يطالب ترمب من نتنياهو إنهاءها قبل استلام إدارته للحكم ، وكذلك دون أي إشارة إلى مطلب الإنسحاب من إقليم غزة سواء كلياً أو جزئياً مما يؤشر إلى غموض وبالتالي ضعف الإلتزام الذي قدمه ترمب أمام الجالية الأمريكية العربية وكذلك المسلمة عشية الانتخابات الأخيرة .

إن أقصى ما تسعى الأنظمة العربية إلى الحصول عليه الآن ضمن الإمكانات والظروف المتاحة والتطورات الأخيرة هو الحصاد السياسي في غياب الإنجاز العسكري أو القدرة عليه . الحصاد السياسي في الحالة العربية سوف يكون سلبياً ولكن بمظهر ايجابي . فالمكاسب السياسية العربية سوف تكون شكلية ، في حين أنها تحمل في مضمونها الحقيقي تنازلات مؤلمة في الجوهر . ومثال على ذلك عنوان حل الدولتين بإعتباره المدخل إلى تصفية القضية الفلسطينية. “حل الدولتين” قد يدخل في مفهوم “الخدعة الكبرى” التي تهدف إلى إقناع العرب بأن الأعطيات المرافقة لحل الدولتين هي المكسب متناسين ما سوف يتم التنازل عنه مقابل ذلك . التنازلات سوف تأتي من الطرف الفلسطيني والعربي ولن تأتي من الطرف الإسرائيلي . وأمريكا تسير ضمن هذه الرؤية. وبالنسبة لأمريكا فإن غزة والضفة الفلسطينية (الغربية) هي قضايا يتم التعامل معها بإعتبارها قضايا إسرائيلية داخلية وبالتالي يجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس، وليس بإعتبارها جزأً من القضية الفلسطينية والمصالح العربية .

إن إستيعاب العرب لأهمية إبتعادهم عن أوهام صداقة أمريكا والغرب وعن أهمية تحالفهم معها يصبح أمراً في غاية الأهمية خصوصاً وأن عليهم أن يتذكروا دائماً بأن وجود الكيان الإسرائيلي مرتبط بشكل كامل ببقاء النظام الدولي السائد برئاسة الولايات المتحدة ، تماماً كما كان إنشاء دولة إسرائيل مرتبطاً بنشوء النظام الدولي نفسه عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية . فبداية سقوط الدولة الإسرائيلية مرتبط عضوياً ببداية سقوط النظام الحالي واستبداله بنظام دولي جديد متعدد الأقطاب ومتوازن وأكثر عدلاً من النظام أحادي القطب السائد حالياً .

lkamhawi@cessco.com.jo

مقالات مشابهة

  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟
  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟ - عاجل
  • نادين نجيم: كنت أتباهى باللهجة المصرية أمام صديقاتي في المدرسة
  • سرايا “أولياء الدم” العراقية تستهدف إسرائيل “بعملية نوعية” من خارج حدود العراق (فيديو)
  • العالم في 24 ساعة.. تل أبيب تحترق ودولتان تستعدان للحرب وأزمة خطيرة داخل إسرائيل وتصعيد روسي أوكراني (فيديو)
  • إسرائيل تقر مشروع قانون يحظر رفع علم فلسطين على مؤسسات تمولها تل أبيب
  • صحف عالمية: اغتيال عفيف يعكس مدى توسع هجوم إسرائيل ضد حزب الله
  • سرايا القدس تبث مشاهد قصف مربض مدفعية للاحتلال شرقي قطاع غزة
  • إعادة تعريف طبيعة وأطراف الصراع مع إسرائيل