هذه هي حكاية إسرائيل مع مساعي وقف النار
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
"اسمع تفرح. جرّب تحزن". "ما تقول فول حتى يصير بالمكيول". المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين". من جرّب المجرب بيكون عقلو مخرّب".
هي أمثال لبنانية مقتبسة من واقع عاشه اللبنانيون على مدى سنوات قبل أن تصبح على كل شفة ولسان. وهي تنطبق اليوم أكثر من أي يوم آخر على الواقع اللبناني المذري، الذي أصبح فيه عدّ الشهداء الذين يسقطون كل يوم بالعشرات كـ "شربة المي".
التجارب السابقة مع إسرائيل لا تشجّع كثيرًا على التفاؤل، الذي يجب أن يكون حذرًا. إلاّ أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية قبل سنتين وشهر تقريبًا، والذي لمع فيه اسم آموس هوكشتاين، يسمح للبنانيين بأن يتفاءلوا بحذر. وهذا التفاؤل الحذر هو واقع ينطلق منه كل من الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري، لأنهما يعرفان مسبقًا نوايا إسرائيل العدوانية. ففي الوقت، الذي كان الموفد الأميركي مجتمعًا مع رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء كانت إسرائيل تدّك أكثر من منطقة لبنانية في الجنوب والبقاع. ويُسأل هوكشتاين إذا ما كان متيقنًا فعلًا من أن إسرائيل تريد التوصل إلى اتفاق. فإذا كان جوابه بـ "نعم" فلماذا لم توقف إذًا قصفها القاتل والمدّمر؟
في المرّات السابقة، التي كان هوكشتاين يأتي فيها إلى المنطقة كان يبدأها بزيارة تل أبيب قبل أن يتوجّه إلى بيروت لينقل إلى كل من الرئيسين ميقاتي وبري نتيجة محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين. لكن هذه المرّة بدأ جولته من بيروت. ومنها سيتوجه إلى تل أبيب حاملًا معه الردّ اللبناني، الذي وصف لقاءه به بإنه كان بنّاء للغاية، مؤكدًا "أننا أمام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية للنزاع، والنافذة مفتوحة الأن". وأشار إلى أنه "ملتزم بالقيام بكل ما بوسعي للوصول إلى نهاية لهذا النزاع. لقد أجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق".
فما سمعه هوكشتاين في بيروت يطمئن. ولكن ما قد يسمعه في تل أبيب يدعو إلى الريبة. وهذه الريبة ليست مجرد محاسبة على النوايا، بل هي نابعة من اعتقاد مطلق بأن إسرائيل ستحاول "اللعب" على عامل الوقت وعلى التناقضات، خصوصًا أن لها باعًا طويلة في هذا المجال. وما قد يسمعه من رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو سبق له أن سمعه قبل أن يستقّل طائرته من واشنطن إلى بيروت. وما سمعه هذه المرّة متطابق مع ما اعتاد أن يسمعه في كل مرّة. ولو أتى هذا الكلام من دون أن تصحبه موجة جديدة من القصف لكان وقعه أقل سوءًا وأقّل ضررًا على المسار التفاوضي.
ما يهمّ اللبنانيين هو وقف لإطلاق النار يليه مباشرة إلزام الجميع تطبيق القرار 1701 من دون زيادة أو نقصان، وتعزيز تموضع الجيش في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وقد أمست معظم القرى فيها منكوبة. هذا ما ابلغه الرئيس ميقاتي لهوكشتاين. وهذا الكلام هو خارطة طريق لعودة الاستقرار إلى كل لبنان والمباشرة بعملية مسح الأضرار تمهيدًا لإعادة البناء، التي تتطلب وقتًا ليس بقصير، مع ما يُفترض أن يُعمل من أجل تأمين الحاجات الضرورية للنازحين قبل عودتهم الآمنة والسالمة إلى قراهم وأرزاقهم.
فلبنان أعطى جوابه المدروس بدّقة وعناية. ويبقى أن تعطي إسرائيل جوابها على ما ورد في الورقة الأميركية وما تضمّنه الجواب اللبناني. فهل تفعل؟
التجارب السابقة مع إسرائيل لا تدعو إلى الكثير من التفاؤل حتى ولو كان حذرًا، إذ أن لها "حكاية طويلة" مع مساعي وقف النار في غزة، التي لا تزال تعاني حتى اليوم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قبل أن
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين يصل إلى لبنان بحثاً عن وقف إطلاق النار
وصل الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان،الثلاثاء، لاستكمال مفاوضات وقف النار مع إسرائيل، وسط تقديرات بوجود فرصة تزيد عن 50% للتوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن حقائب هوكستين خضعت للتفتيش الدقيق عملاً بالاجراءات المتبعة في مطار رفق الحريري في بيروت.
بحسب الأنباء الواردة حتى الآن، سيجتمع هوكستين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري. وبعد بيروت، من المتوقع أن يصل إلى إسرائيل يوم الأربعاء أو الخميس.
فيما قال إعلام عبري إن هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى تسوية.
وقال موقع “واينت” إن زيارة هوكشتاين إلى بيروت من المتوقع أن تكون “رحلة مصيرية تتعلق بالتسوية مع لبنان”، لافتا إلى أنه بحسب التقييم الأمريكي للوضع فإن هناك احتمالا يزيد عن 50% للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف الموقع العبري بأن هوكشتاين لم يكن ليأتي إلى بيروت لو كان قد رأى أنه لا توجد فرصة. وقد تلقى ردود فعل إيجابية من لبنان جعلته يعتقد أن بإمكانه القدوم إلى المنطقة.
ولفت “واينت” إن “هوكشتاين جاء في الواقع، لإغلاق الحدود وليس لجولة أخرى من المفاوضات. لقد تم إنجاز الكثير من العمل خلف الكواليس ولم تكن هناك فجوات كبيرة”.
ومن المرتقب أن يتوجه هوكشتاين إلى إسرائيل يوم الأربعاء أو الخميس.
وقال الموقع إن “وصول هوكشتاين إلى لبنان يعني أن الاتفاقيات أصبحت قريبة، ويمكن الإعلان عن ذلك خلال وقت قصير نسبيا – لكن ليس من الواضح ما إذا كان هوكشتاين سيعلن وقف إطلاق النار من لبنان أم من إسرائيل.
واعتبر “واينت” أنه “إذا نجح هوكشتاين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن المغزى من ذلك سيكون بعيد المدى: هناك بالفعل فصل بين لبنان وغزة للمرة الأولى.
وحتى الآن، اشترط حزب الله وقف إطلاق النار بوقف الحرب في غزة. وهنا يبدو أن حزب الله يتخلى عن مطلبه الأساسي”، وأضاف أن “إسرائيل تريد الاستفادة من وقف إطلاق النار في لبنان لتوجيه رسالة إلى حماس: أنتم آخر من تبقى من الفلسطينيين ـ والآن هو الوقت المناسب لصفقة الرهائن. وتأمل إسرائيل أن يؤدي هذا إلى دفع حماس إلى التوصل إلى اتفاق، بحيث تنقلب العلاقة ـ فوقف إطلاق النار في لبنان من شأنه أن يعزز وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن في غزة”.