الضويني يشارك في فعاليات المجلس الحديثي بالأزهر لختم كتاب «فتح المغيث»
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا نجتمع اليوم في هذا المحفل العلمي لنختم كتابا من أجل كتب «علوم الحديث الشريف»، وهو كتاب «فتح المغيث بشرح ألفية الحديث»، لشمس الدين السخاوي، وهو مصنف عالي الرتبة بين التآليف في علم الاصطلاح، ومن المقرر المعروف أن علم مصطلح الحديث هو أحد العلوم الخادمة للنصوص الشرعية، فهو يؤصل لقواعد قبول المرويات الحديثية، وهذا أمر في غاية الأهمية؛ لما له من أثر في صيانة السنة النبوية الشريفة من الدخيل.
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في فعاليات المجلس الحديثي بالجامع الأزهر لختم كتاب «فتح المغيث» بعد شرح استمر 10 سنوات، أن علم الحديث من العلوم التي أنتجها العقل المسلم لتوثيق النقول، والتثبت من الأخبار؛ إعمالا لقول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } [الحجرات: 6]، ويأتي هذا الكتاب لبنة في هذا الصرح الشامخ الذي شيده جهابذة النقاد من علماء الحديث الشريف، وهو كتاب جرت عادة المحدثين على قراءته ومدارسته في أروقة العلم، وجامعاته في الدنيا شرقا وغربا.
وأوضح الدكتور الضويني أن كتاب «فتح المغيث» لله يمثل موسوعة حديثية كبرى في علوم الحديث؛ بل هو أوسع كتب مصطلح الحديث تأصيلا وبيانا لقواعده، وقد علت همة مؤلفه الإمام شمس الدين السخاوي رحمه الله تعالى بإزاء علو همة ناظم الألفية الحديثية المسماة ب «التبصرة والتذكرة » حيث الإمام الحافظ العراقي، الذي أراد أن ينظم كتاب «علوم الحديث» لابن الصلاح -رحمه الله- في هذه الألفية المباركة، ثم جاء كتاب «فتح المغيث بشرح ألفية الحديث»، للإمام السخاوي شارحا، و شاهدا -للأئمة الثلاثة: ابن الصلاح، والحافظ العراقي، ولمؤلفه السخاوي -بكمال عنايتهم وتمام خدمتهم للحديث الشريف وعلومه.
وأردف وكيل الأزهر أن مما يسعد الخاطر، ويسر الفؤاد أن قام بشرح هذا الكتاب بين أروقة الأزهر وأعمدته علم من أعلام الحديث بالأزهر الشريف، فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، وقد استغرق في شرح هذا الكتاب قرابة عشر سنوات لم ينقطع عطاؤه العلمي عن طلاب العلم وشداة المعرفة، وقد كتب الله لدرسه القبول التام فأصبح الدرس محط نظر وعناية لدى طلاب الحديث الشريف في كل مكان، وانتفع الطلاب والباحثون بآرائه المنهجية، ونقداته الحديثية، واختياراته العلمية التي تدل على سعة اطلاع، وطول باع، وفهم عميق ومعرفة دقيقة لعلل الأخبار، ورواة الآثار.
وبيّن وكيل الأزهر أن عقد مجالس ختم كتب العلم -لا سيما الحديث الشريف- سُنة درج عليها العلماء عبر القرون، وقد اشتهرت بصورة واضحة في القرن التاسع الهجري، فقد ألف الإمام ابن الجزري كتابا في ختم مسند الإمام أحمد، وجاء الحافظ ابن ناصر الدين فألف ختما على صحيحي البخاري ومسلم، كما أن الإمام السخاوي الذي نحتفي بختم كتابه اليوم قد شارك في هذا النوع من التصنيف، فألف ثلاثة عشر كتابا في هذا الباب، مضيفا أننا إذ نقيم هذا الختم المبارك في الجامع الأزهر الشريف؛ فإنما نفعل ذلك وفاء وعرفانا لما قام به هذا الإمام النبيل من جهود حثيثة في هذا الباب، وإحياء لهذه العادة العلمية الكريمة.
دور الأزهر الشريف واضح جلي في صناعة العلموأكد الدكتور الضويني أن دور الأزهر الشريف واضح جلي في صناعة العلم، وتكوين الثقافة الإسلامية الصحيحة، ومواجهة الخرافة، وألوان العنف والتطرف، حيث يأتي هذا المجلس دليلا وشاهدا على ذلك، كما أن هذا المجلس بالإضافة إلى المحاضرات الحديثية بالجامعة، وبأروقة الأزهر في كل مكان يؤكد بحق أن الأزهر الشريف يولي السنة النبوية الشريفة عناية فائقة في بابي الرواية والدراية، وأن علماء الأزهر هم أحد بناة صروح العلم، بصبرهم وجلدهم على تعليم العلم ونشره؛ يبتغون بذلك فضلا من الله ورضوانا ، إنهم يحافظون بذلك على العقول من نزق فكرة متشددة، أو رؤية منحرفة متحللة، ويحافظون بذلك أيضا على أوطانهم ويسعون في رعايتها وبنائها ورقيها.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه قد تجلى دور الرواق الأزهري في نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، والتوعية الدينية المخلصة، والحفاظ على لغة القرآن، وتراث الأمة المجيد، من خلال ما نشهده من حراك ثقافي ومعرفي في عهد فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ، فمنذ أن وجه فضيلته بإعادة تفعيل دور الأروقة عام 2014م، رأينا هذه الجهود العلمية بالجامع الأزهر، وأروقته من خلال هذه الأنشطة العلمية المتنوعة، والدروس النافعة، والملتقيات الهادفة، وهذا الدرس أحد ثمرات هذا التوجيه الكريم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وكيل الأزهر فتح المغيث فعاليات المجلس الحديثي الحدیث الشریف الأزهر الشریف وکیل الأزهر فتح المغیث فی هذا
إقرأ أيضاً:
حصاد الأزهر 2024.. ملوك ورؤساء في حضرة الإمام الطيب
سجل الإمام الطيب مواقف خالدة من أحداث جسام، شهدها عام 2024م، ففتحت مشيخة الأزهر أبوابها مستقبلة ملوك وزعماء العالم، أو طرق الإمام الطيب عددا من أبواب عواصم العالم ليلتقي بملوكها ورؤسائها؛ ليقول الطيب قولته، ويوصل رسالة الأزهر للعالمين خفاقة، فاستقبل الطيب أو التقى 16 ملكا ورئيسا في عام 2024م جاهرًا بقولته في العديد من القضايا التي باتت تؤرق العالم والإنسانية جمعاء.
الأزهر يعقد احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية المجموعة الوزارية تؤكد أهمية التنسيق بين الأزهر والكنيسة لتعزيز مبادئ التنمية البشرية شيخ الأزهر يستقبل رئيس وزراء أرمينيا (مارس 2024).. وفتوى الشيخ سليم البشري حاضرة على مائدة الحوار"استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمقر مشيخة الأزهر، 2024، السيد "نيكول باشينيان"، رئيس وزراء أرمينيا، وبحثا سبل تعزيز العلاقات والتعاون المشترك، وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر عمق العلاقات التي تربط الأزهر بأرمينيا، مذكِّرًا فضيلته بفتوى الشيخ سليم البشري، التي أصدرها عام ١٩٠٩م بشأن إدانة مذابح الأرمن، وأنَّ هذه الفتوى تُمثِّل منهج الأزهر في رفض الاعتداء مطلقًا حتى لو كان المُعتدى عليه غير مسلم.
*"شيخ الأزهر يستقبل الأمين العام للأمم المتحدة (مارس 2024).. وغزة والأونروا محور الحديث"استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، 2024م، السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، يرافقه السيد "فيليب لازاريني" مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ وناقش الطرفان مستجدات الأوضاع في غزة، ورحَّب الإمام الأكبر بالسيد أنطونيو غوتيريش في رحاب الأزهر الشريف، مشيدًا بمواقفه الشجاعة في نصرة الحق الفلسطيني ودعم العدالة وحقوق الإنسان في غزة ومواقفه الواضحة لتحذير العالم من مخاطر هذا العدوان، وما قامت به منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة من جهودٍ كبيرةٍ تجاه اللاجئين والفارين من نيران العدوان، لافتا إلى أنَّ العالم يسير في اتجاه خاطئ بلا قواعد إنسانيَّة أو ضوابط أخلاقية، وأنه على الجميع الاتحاد والتضامن لوقف شلالات الدماء البريئة التي تنتهك في كل ساعة.
استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، 2024م، السيد دينيس بشيروفيتش، رئيس البوسنة والهرسك؛ وناقشا أبرز القضايا والتَّحديات التي تواجه عالمنا الإسلامي، وأكد الإمام الأكبر أنَّ الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في حق إخواننا في غزة، والتي تُعدُّ وصمة عار على جبين الإنسانية، لتذكِّرنا بما تعرض له مسلمو البوشناق في البوسنة والهرسك من جرائم إبادة جماعية، وتذكرنا نحن المسلمين بضرورة اتحادنا، وأنه هو الحل والسبيل الأوحد للخروج بالأمة من تلك الأزمات المتلاحقة.
من جانبه، أعرب الرئيس البوسني عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، مصرحًا: "نفخر بالعلاقة التاريخية التي تربط بلادنا بالأزهر الشريف، هذا الصرح الإسلامي الكبير، ومنذ بدايات القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا؛ تخرَّج أكثر من ٣٠٠ عالم جليل من علمائنا في جامعة الأزهر؛ ليصبحوا علماء أجلاء في بلادنا، وشاركوا في صناعة نهضة بلادنا، ولهم أثر عميق في تاريخ أمَّتنا، وخريجو الأزهر يحظون بتقدير كبير ومكانة عالية لدينا، ويتواجدون في مختلف المناصب القيادية والعلمية والأكاديمية في البلاد".
"شيخ الأزهر يستقبل رئيس أذربيجان (يونيو 2024).. والرئيس الأذربيجاني يدعو شيخ الأزهر لزيارة البلاد والمشاركة في COP29"استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، 2024م، الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، وبحثا سبل تعزيز العلاقات بين أذربيجان والأزهر، ووجَّه الرئيس الأذربيجاني دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلاد، والمشاركة في قمتي الأمم المتحدة من أجل المناخ COP29، وقمة قادة الأديان من أجل المناخ؛ حيث رحب فضيلة الإمام الأكبر بالدعوة.
"شيخ الأزهر في ماليزيا (يوليو 2024).. الملك يستقبله ورئيس الوزراء يحتفي به"شهدت زيارة الإمام الأكبر، أحمد الطيب، شيخ الأزهر لماليزيا، 2024م، العديد من المحطات المهمة، حيث استقبله جلالة الملك إبراهيم بن السلطان إسكندر، ملك ماليزيا، في القصر الملكي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، وناقشا سُبُل استفادة ماليزيا من خبرات الأزهر في مجالات مكافحة التطرف، وذلك بعدما أوقف زيارته المقررة إلى ولاية جوهور خصيصًا للقاء شيخ الأزهر.
فيما افتتح الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والسيد داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، مجلسًا خاصًّا لعلماء وشباب الباحثين الماليزيين؛ للتناقش والحوار حول وسطية الإسلام وسماحته، والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوَّة والوئام في المجتمعات. كما ألقى الإمام الأكبر محاضرة في الجامعة الإسلامية العالمية، تناولت سبل مواجهة التحديات المعاصرة التي تعصف بالعالم الإسلامي.
"شيخ الأزهر في تايلاند (يوليو 2024).. يلتقي ملك البلاد ورئيس الوزراء ويزور البرلمان"
حظيت زيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى مملكة تايلاند، 2024م، بترحيب رسمي وشعبي مميز يعكس مكانته كرمز عالمي للإسلام، فالتقى فضيلته الملك ماها فاجيرا لونجكورن والسيدة قرينته، حيث دار بينهما حديث عميق حول أهمية تعزيز قيم التسامح الديني والتعايش السلمي في المجتمعات التي تتميز بتعدد الثقافات، كما اجتمع شيخ الأزهر برئيس الوزراء التايلاندي، سريتا تافيسين، وبحثا سبل توثيق التعاون بين الأزهر وتايلاند في مجالات التعليم والتدريب الديني.
فيما نظَّم المركز الإسلامي بالعاصمة التايلاندية بانكوك، لقاءً جماهيريًّا لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمسلمي تايلاند؛ حيث حرص آلاف المسلمين التايلانديين على الحضور من ٤٥ محافظة، بحضور فضيلة الشيخ آرون بون شؤم (محمد جلال الدين بن حسين)، رئيس هيئة كبار العلماء في مملكة تايلاند، وكبار القيادات الدينية في تايلاند، وأئمة تايلاند.
ولأول مرة تاريخياً.. شيخ الأزهر يزور «البرلمان التَّايلاندي» ويلتقي رئيس البرلمان وعددًا من النواب، ورحَّب رئيس البرلمان التايلاندي بشيخ الأزهر، مؤكدًا أنَّ زيارة فضيلة الإمام الأكبر للبرلمان التايلاندي هي صفحة تاريخيّة مضيئة في سجلات البرلمان التايلاندي، وأنَّه يشعر بالفخر والامتنان لكون هذه الزيارة هي أول زيارة لشيخ من شيوخ الأزهر للبرلمان التايلاندي، وهو أمر سيتذكره التايلانديون، وسيظل محفورًا في ذاكرة البرلمان التايلاندي.
"شيخ الأزهر في إندونيسيا (يوليو 2024).. يلتقي الرئيس ووزير الدفاع (الرئيس المنتخب) ويتواجد وسط الجماهير"زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إندونيسيا خلال الفترة من 8 إلى 11 يوليو 2024م، وشهدت الزيارة جدولاً حافلاً بالفعاليات واللقاءات أكدت على الدور المحوري للأزهر الشريف في تعزيز الوسطية والتعاون الإسلامي، فبدأت الزيارة باستقبال رسمي مهيب في مطار سوكارنو هاتا بالعاصمة جاكرتا، حيث كان في استقبال شيخ الأزهر عدد من المسؤولين الحكوميين والدينيين البارزين، إلى جانب احتشاد الآلاف من أعضاء الجمعيات الإسلامية الكبرى مثل جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، في لفتة رمزية مليئة بالتقدير، وتقليد يعكس التواضع والاحترام العميق لشخصية فضيلته.
وخلال الزيارة، التقى شيخ الأزهر بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في القصر الرئاسي، وناقشا سبل تعزيز التعاون بين الأزهر وإندونيسيا في مجال التعليم، وتوسيع برامج المنح الدراسية للطلاب الإندونيسيين بالأزهر، إضافة إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع جامعة الأزهر، ورحَّب الرئيس الإندونيسي بشيخ الأزهر في إندونيسيا، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة الملهمة والمهمة للشعب الإندونيسي، وذلك لما يحظَى به شيخ الأزهر من محبَّة واحترام كبيرين في نفوس الإندونيسيين، فالأزهر الشريف هو المرجعيَّة الأولى لمسلمي إندونيسيا في العلوم الشرعية والعربيَّة، وهو الحصن المنيع الذي يساعد على حماية بلاده وشبابها من الأفكار المتطرفة.
كما اجتمع فضيلته مع وزير الدفاع والرئيس المنتخب برابوو سوبيانتو، وناقشا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، كما عقد الإمام الأكبر لقاءات مع أئمة المساجد ووعاظ إندونيسيا، ركزت على نقل خبرات الأزهر في الدعوة إلى قيم السلام، ودوره في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
"شيخ الأزهر في الإمارات (سبتمبر 2024).. يلتقي رئيس الدولة ويناقشان سبل تعزيز السلام في العالم"زار الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، العاصمة الإماراتيَّة أبوظبي، والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحث الجانبان تعزيز التَّعاون بين الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة وكل من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لترسيخ القيم الإنسانيَّة المشتركة وتأصيل ثقافة التَّعايش والحوار الحضاري والسِّلم بين مختلف الثقافات والشعوب في العالم، وذلك انطلاقًا من مبادئ وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقَّعها شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة خلال شهر فبراير عام 2019م في أبوظبي، كما تطرَّق اللقاء إلى مبادرة مجلس حكماء المسلمين التي يبحث إطلاقها لتعزيز دور علماء الأديان ورموزها في دعم جهود التَّنمية والسلام في العالم تحت عنوان "تحالف الأديان من أجل التنمية والسلام" بالتَّعاون مع جمهورية إندونيسيا، كما تبادل شيخ الأزهر ورئيس دولة الإمارات وجهات النَّظر بشأن عددٍ من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
لبى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دعوة رسمية من الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP29) وحملت الزيارة رسالة واضحة تؤكد التزام الأزهر الشريف بالقضايا البيئية والإنسانية التي تمثل تحديات مشتركة للعالم أجمع.
وخلال المشاركة، ناقش الإمام الأكبر مع الرئيس الأذربيجاني تعزيز التعاون الثنائي ودعم القضايا الإنسانية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على المدنيين في غزة ولبنان، فيما صرح الرئيس الأذربيجاني أن مشاركة شيخ الأزهر في COP29 هو تشريف لأذربيجان.
كما التقى شيخ الأزهر رئيس الحكومة في بنجلاديش وناقشا سُبُل تعزيز التعاون الدعوي والعلمي، فيما صرح رئيس الحكومة البنجلاديشي بأن فتوى الأزهر بشأن "بنك الفقراء" أنقذت فقراء بنجلاديش، داعيًا شيخ الأزهر لزيارة البلاد، كما ناقش شيخ الأزهر ورئيس طاجكستان سُبُل تعزيز العلاقات المشتركة، فيما دعا رئيس طاجكستان شيخ الأزهر لزيارة البلاد مؤكدًا تطلع الشعب الطاجاكي إلى هذه الزيارة.
وعربيا، التقى شيخ الأزهر الرئيس العراقي في أذربيجان وأكدا ضرورة وحدة الصف الإسلامي والعربي لوقف العدوان على غزة ولبنان، فيما جدد الرئيس العراقي دعوة بلاده لشيخ الأزهر لزيارة العراق. كما التقى شيخ الأزهر الشيخ محمد بن زايد وناقشا سبل التعاون في مجال تعزيز الحوار والتَّفاهم على المستويين الإقليمي والدولي وأوربيا، التقى شيخ الأزهر رئيس المجلس الأوروبي وناقشا المآسي الإنسانية المعاصرة، مصرحا لرئيس المجلس الأوروبي عن اعتداءات الكيان الصهيوني: "من واقع إيماني بعدله -جل وعلا- يمكنني القول إن من يصمت عن هذه الجرائم والمذابح اليوم، ستصيبه بعض منها غدًا أو بعد غد"
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، 2024م، السيد ألار كاريس، رئيس جمهورية إستونيا، وبحثا سبل تعزيز التعاون المشترك، وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لموقف إستونيا من إدانة العدوان الصهيوني على غزة، وتصويتها لصالح قرار منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا الموقف يعكس التزام إستونيا بالمبادئ الإنسانية والعدالة الدولية، ويعزز الأمل في دعم المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية المشروعة، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه المواقف في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني.
من جانبه، عبر رئيس إستونيا عن سعادته بتواجده في الأزهر الشريف، المؤسسة الإسلامية العريقة، وتقديره لمبادرة فضيلة الإمام الأكبر بتخصيص منح دراسية لأبناء إستونيا للدراسة في الأزهر الشريف، مشيرًا إلى رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها بالأزهر.
استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أخاه معالي أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، ورحب فضيلة الإمام الأكبر برئيس الوزراء الماليزي والوفد المرافق له في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا متانة العلاقة التي تربط الأزهر بماليزيا وخصوصيتها، والتي لعب الطلاب الماليزيون الوافدون للدراسة في الأزهر دورًا محوريًّا في تعزيزها وتقدمها، واتفق شيخ الأزهر ورئيس الوزراء الماليزي على تعزيز التعاون بين الأزهر ودول جنوب شرق آسيا، بما يخدم التعريف بمواقف الأزهر من مختلف القضايا في هذه الدول، وتعزيز التبادل العلمي والثقافي، والاستفادة من صوت الأزهر لنقل تجارب هذه الدول الرائدة في مجالات الاقتصاد والتطور التكنولوجي بما يخدم تقدم الشعوب الإسلامية ولمّ شمل الأمة ووحدتها.
هكذا انطلق الإمام الطيب في 2024م، فجاب العالم مدافعًا عن قضايا الإنسانية العادلة أو مبلغًا لرسالة الأزهر في الوسطية والسلام، محذرًا من أزمة غياب الضمير السياسي والدولي في بعض قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها قضية القضايا (فلسطين).