عربي21:
2025-01-20@09:06:32 GMT

ترمب الجديد والمفاجآت المنتظرة

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

صفحة جديدة تفتحها أميركا مع العالم بعودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى الحكم، بعد فوزه الساحق في الانتخابات وحصوله على انتداب من الشعب الأميركي، لتغيير وجهة أميركا داخلياً وفي علاقتها مع العالم. يعود ترمب وهو مقتنع بأن القدر أعاده إلى قيادة أميركا والعالم صانعاً للسلام، وهو عدّ نفسه مرشح السلام خلال الحملة الانتخابية، ولكن ليس أي سلام، إنه السلام عبر القوة.

وهو بهذا يسير في خطى الإمبراطور الروماني هادريان، والرئيس جورج واشنطن، والرئيس تيدي روزفلت، الشهير بقوله: «تكلم بنعومة واحمل عصا كبيرة»، كما كتب مستشاره السابق لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين في مجلة «فورين أفيرز». ومع أن ترمب في ولايته الأولى لم يقدم في السياسة الخارجية ما يمكن وصفه بمبدأ ترمب، إلا أن عبارة روزفلت في عالم ترمب تصبح: «تكلم بلهجة عالية واحمل عصا كبيرة».

ترمب يعود حاملاً العصا نفسها ولكنها عصا لتقود إلى السلام. أعلن أكثر من مرة خلال الحملة أنه سينهي النزاعات والحروب، خصوصاً في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وأنه سيبدأ بذلك حتى قبل أن يتسلم الحكم رسمياً. فهل يفي ترمب بوعوده مع فريق الأمن القومي الذي شكله لتنفيذ أجندة السلام التي وعد بها؟

إذا تذكرنا ولايته الأولى نرى أنه عندما وضع خطاً أحمر عاقب من تعدّاه، وكانت سياسته واضحة، حلفاؤه كانوا واثقين من دعمه وخصومه خافوا من عقابه، كما يذكرنا مستشاروه. صراحته وقوله ما يفكر به صدما الدبلوماسية الدولية، ولكن الجميع كان يعلم أين يقف. كانت كلمة أميركا تُهاب. لا أذكر أن وزير خارجيته زار المنطقة لمدة سنة ولم يخرج بنتيجة كما نرى اليوم.

فأي ولاية جديدة نتوقع من ترمب؟
من الواضح من تعيينات ترمب أن فريقه المقبل يأتي من جناحين في الحزب الجمهوري: بقايا المحافظين الجدد الذين غيروا توجههم ليتماشى مع سياسة ترمب، وهم من الصقور في السياسة تجاه الصين وإيران ومؤيدون لإسرائيل، وأصبحوا من مناوئي التدخل الخارجي إذا كانت تكلفته على الخزينة والمواطن الأميركي، وجماعة «أميركا أولاً» وهم المقربين لترمب ويلعبون دوراً مهماً في تشكيل إدارته والسياسة المستقبلية، وهؤلاء يريدون التركيز على أميركا. ومع أنه يتم وصفهم بمؤيدي العزلة في السياسة الخارجية إلا أنهم مؤيدو أميركا أولاً، ولكن ليس أميركا لوحدها. هم يؤمنون بالدور القيادي لأميركا في العالم ويثمنون الحلفاء؛ ولكن أن يدفع الحلفاء فاتورتهم لا أن تدفعها واشنطن. هؤلاء يرحبون باستمرار الدعم لأوكرانيا مثلاً، لكن أن تكون أوروبا هي من تدفع وليس أميركا.

يعارض هؤلاء تغيير الأنظمة بالقوة. تالسي غابارد مثلاً التي اختارها ترمب لتكون مديرة الاستخبارات الوطنية المقبلة، انتقدت في 2019 «شن أميركا حرب تغيير النظام في سوريا». أما مستشار الأمن القومي المقبل مايكل والتز، فهو يعدّ من الجمهوريين التقليديين، عارض الانسحاب من أفغانستان وصوّت عندما كان في الكونغرس ضد إنهاء الدعم الأميركي للسعودية في اليمن. وعندما ضربت إسرائيل أهدافاً عسكرية في إيران تحسّر لأنها لم تستهدف النفط الإيراني والمنشآت النووية.
وزير الخارجية المقبل، السيناتور ماركو روبيو، مثل ترمب، ينتقد الحلفاء في حلف «الناتو» لأنهم لا يدفعون الكافي للدفاع. ولكنه دعّم تشريعاً في الكونغرس السنة الماضية يمنع أي رئيس أميركي من الانسحاب من «الناتو». وصّوت روبيو أيضاً ضد صفقة المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل قائلاً في حالة أوكرانيا: «إننا نمول حرباً تواجه طريقاً مسدودة»، داعياً إلى إنهاء الحرب. وهو يعتقد أن مستقبل القرن الحادي والعشرين سيتحدد بما سيحدث في المحيط الهندي - الباسفيكي، أي في مواجهة الصين.

وروبيو من أشد الداعمين لإسرائيل وضد وقف إطلاق النار في غزة، ودعم استمرار الحرب وتدمير «كل عناصر (حماس)» الذين وصفهم بـ«الحيوانات الشريرة». وسابقاً قال إن الظروف غير مناسبة لحل الدولتين.

وزير الدفاع الذي اختاره ترمب، بييت هيغسيث، من اليمين المسيحي المتطرف الداعم لإسرائيل، الذي يزين جسده بوشم مسيحي مستوحى من الصليبيين واحتلالهم للقدس، يسميه «صليب القدس». وهو يعارض حل الدولتين، ويعدّ أن بناء معبد يهودي فوق مسجد قبة الصخرة بالقدس سيكون «أعجوبة»، مما يعني تدمير المسجد الأقصى.

سفيرا ترمب المعينان لدى كل من إسرائيل والأمم المتحدة من الداعمين لإسرائيل أيضاً. مايك هاكابي، حاكم ولاية أركنساس المسيحي اليميني المتطرف الذي يقول: «لا يوجد شيء اسمه فلسطيني»، هو أيضاً يدعم المستوطنات الإسرائيلية.

السفيرة المقبلة لدى الأمم المتحدة إليز ستيفانك، التي وصفها ترمب بأنها مقاتلة في صفوف «أميركا أولاً»، من أشد الداعمين لإسرائيل والداعين إلى وقف المساعدات الأميركية لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، وإعادة التقييم الكامل لتمويل الأمم المتحدة إذا عاقبت إسرائيل.

ربما يرى المراقب أن هذا ليس فريقاً مثالياً لجلب السلام! ولكن تجب الإشارة إلى أن هؤلاء يجمعهم شيء واحد؛ هو ولاؤهم لترمب، وسيكون المقرر الأول والأخير في السياسة الخارجية. وترمب سيتبع سياسة واقعية كما يقول أوبراين، وهذا يقوده إلى النظر للمصالح الأميركية الحيوية أولاً.

وفيما يخص الشرق الأوسط؛ ترمب غير آيديولوجي مثل بايدن الذي كان يقول إنه صهيوني. فعلاقة ترمب بنتنياهو ستحكمها المصالح والواقعية، وستختلف وجهتا نظرهما حول السلام في المنطقة، وربما يكون الموقف من ضم الضفة الغربية أول الاختبارات لسياسة ترمب. ولكن يبدو أن التوجه سيكون ترك الحل حول النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لدول المنطقة الفاعلة، وعدم فرض حل من قبل واشنطن. لذلك ستلعب هذه الدول دوراً غير مسبوق في تاريخ النزاع للتوصل إلى هذا الحل، وتترتب عليها مسؤولية تاريخية كبيرة في ذلك. والقمة العربية - الإسلامية التي عقدت في الرياض مؤخراً، ربما تحدد مع نتائجها بوصلة التحرك المستقبلي. ولكن إذا تركت واشنطن الأمر لدول المنطقة، فإن إسرائيل ستستخدم فائض القوة الذي لديها اليوم لإملاء شروطها لفرض الحل الذي تريد. وفيما خص إيران، يبدو أن إدارة ترمب ستعود إلى سياسة «أقصى الضغط» على إيران، بما في ذلك تفليسها كما نشر مؤخراً، لأنها تعدّ أن شرط التسوية هو إعادة إيران إلى حجمها داخل أراضيها. ولكن ترمب يرسل رسائل متناقضة. فاجتماع إيلون ماسك مع السفير الإيراني في نيويورك، وقول ترمب إنه يمكن إدخال إيران إلى اتفاقات إبراهام، يعنيان أنه مهتم بصفقة مع طهران.

ترمب الجديد ربما يفاجئ، لنأمل في أن تكون مفاجأة سارة وتحمل السلام كما يعد!

(الشرق الأوسط اللندنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطيني امريكا فلسطين ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السیاسة

إقرأ أيضاً:

لا يحبون ترامب ولكن يدعمون سياساته.. استطلاع جديد مثير للجدل

أظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، بالتعاون مع "إيبسوس"، أن العديد من الأمريكيين الذين لا يحبون الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يشاركونه تقييمه المتشائم لمشاكل البلاد، ويدعمون بعضاً من أكثر الحلول المثيرة للجدل التي اقترحها لمعالجتها.

وحسب الصحيفة، يبدي أكثر من نصف الأمريكيين، رغبة في أن ينفذ ترامب تهديده الأكثر صرامة بشأن التعامل مع الهجرة غير الشرعية، وهو ترحيل كل من يعيش في الولايات المتحدة دون تصريح.

NYT/Ipsos Poll: Support for Trump's Policies Exceeds Support for Trump --

The country is more aligned aligned with Trump's "America First" agenda than they were during his first term in officehttps://t.co/1tKZRqye9M

— Medium Buying (@MediumBuying) January 18, 2025 آراء الأمريكيين بشأن النظام السياسي

• %59 يرون أن النظام معطل منذ عقود.

• %29 يعتقدون أنه معطل فقط في السنوات الأخيرة.

• %9 يرون أنه غير معطل.

ووفقاً للاستطلاع، الذي أُجري بين 2 و10 يناير (كانون الثاني) الجاري، فإن 55% من الأمريكيين يؤيدون بقوة أو بشكل جزئي ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

وأما بالنسبة لفرض الرسوم الجمركية على دول مثل الصين والمكسيك، التي وعد ترامب بتطبيقها لتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية، فإن الأمريكيين منقسمون. ومع ذلك، يقول 46% إن التجارة مع الدول الأجنبية يجب أن تخضع لمزيد من الرسوم الجمركية.

كما أبدى غالبية كبيرة من الأمريكيين تأييدهم، للجهود الرامية إلى تقييد كيفية معالجة الأطباء للأطفال الذين يعانون من مشكلات في هويتهم الجنسية. وأفاد 71% بأن على الأطباء الامتناع عن وصف أدوية منع البلوغ أو الهرمونات لمن هم دون سن 18 عاماً. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة العليا قراراً بشأن هذه القضية في وقت لاحق من هذا العام.

السياسات الداخلية والخارجية

الاستطلاع يعكس صورة بلد يميل نحو الانعزال، حيث يبدو الناس أكثر توافقاً مع أجندة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب مقارنة بفترته الرئاسية الأولى.

وعلى الرغم من أن ترامب شخصية مثيرة للانقسام - حيث يُنظر إليه بشكل سلبي أكثر من أي رئيس أمريكي آخر قبل توليه المنصب في الـ 70 عاماً الماضية - فإن الدعم لأفكاره لافت للنظر.

وأشار معظم الأمريكيين إلى أن البلاد أهملت مشاكلها الداخلية الخطيرة، بينما انخرطت في صراعات مكلفة بالخارج. وعبّر أغلبهم عن اعتقادهم أن الحكومة تُرسل أموالاً طائلة إلى أوكرانيا، وأن التسامح مع المهاجرين في انخفاض.

وقال خوسيه هيرنانديز (48 عاماً) من أتلانتا، وهو يعمل في سلسلة فنادق: "أنا مهاجر من المكسيك، لكنني انتظرت 25 عاماً وأتيت إلى هذا البلد بطريقة قانونية". وأضاف "لا يوجد سيطرة على النظام".

President-elect Trump has promised a massive overhaul of U.S. immigration policy after he is sworn in next week.

"We should expect the incoming administration to move aggressively and quickly to reshape federal immigration and border policy, including by undoing many Biden… pic.twitter.com/zDY94OQCIL

— CBS News (@CBSNews) January 17, 2025 المواقف تجاه الهجرة

• %87 يؤيدون ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم سجل إجرامي.

• %63 يؤيدون ترحيل المهاجرين الذين دخلوا البلاد خلال السنوات الأربع الماضية.

• %55 يؤيدون ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين.

ووفقاً للاستطلاع، فإن غالبية الأمريكيين تؤيد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم سجل إجرامي. كما يدعم 54% من ذوي الأصول الإسبانية، و44% من الديمقراطيين ترحيل من دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية خلال إدارة بايدن.

ويعتقد 56% من الأمريكيين أن المهاجرين يعززون البلاد، بينما يرى 41% أن المهاجرين يمثلون عبئاً.

التوجه نحو الانعزال

وبحسب الصحيفة، يفضل 60% من الأمريكيين تقليل التدخل في الشؤون الدولية والتركيز على القضايا المحلية.

وفي عام 2019، كان الأمريكيون منقسمين بالتساوي حول هذا الموضوع، وفقاً لمركز بيو للأبحاث. كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن الأمريكيين يحملون الحكومة في واشنطن نظرة متدنية للغاية، حيث يعتقد أغلبهم أن النظام السياسي معطل وأن الاقتصاد يعمل ضدهم.

التوقعات من فترة ترامب الثانية

يتوقع الأمريكيون إلى حد كبير أن يلتزم ترامب بوعوده الانتخابية، بما في ذلك:

• رفع الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك.

• تنفيذ أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي.

• تقليل المشاركة الأمريكية في الحروب الخارجية.

وعلى الجانب الآخر، يعارض 73% من الأمريكيين أن يستخدم ترامب الحكومة للتحقيق مع خصومه السياسيين.

“Now she wants to do transgender operations on illegal aliens that are in prison."

- Donald Trump on Kamala Harris during the debate @cjzero
pic.twitter.com/wWe199HaGw

— The Intellectualist (@highbrow_nobrow) September 11, 2024 قضايا اجتماعية وسياسات الهوية

وفيما يتعلق بحقوق المثليين والمتحولين جنسياً، أظهرت النتائج أن 80% من الأمريكيين يعارضون السماح للرياضيات المتحولات جنسياً، بالمنافسة في رياضات السيدات. وبالنسبة لبرامج التنوع العرقي في المدارس والوكالات الحكومية، ينقسم الأمريكيون بالتساوي بين مؤيدين ومعارضين لإنهائها.

ورغم أن الكثيرين يجدون ترامب شخصية مثيرة للانقسام، فإن البعض يفضل الانتظار قبل الحكم عليه. قالت إحدى المشاركات إنها لم تصوت في الانتخابات الأخيرة لأنها لم تجد بديلاً مقنعاً.

وباختصار، يقدم الاستطلاع صورة معقدة للأمريكيين: دعم ملحوظ لسياسات ترامب، ولكن بحذر تجاهه كرئيس.

مقالات مشابهة

  • إيران: التطورات الأخيرة في غزة بداية المتاعب لإسرائيل
  • انقطاعات الكهرباء في إيران تدمر الصناعة وسط مخاوف من ضغوط ترمب
  • حصول الأرمل على نصيب من راتب زوجته المتوفاة؛ عدالة ولكن.!
  • تحرك عاجل من الأهلي بشأن الصفقة المنتظرة بعد الخسارة أمام أورلاندو
  • ضبط المتهم بقتل زوجته بمنطقة السلام الجديد في بورسعيد
  • إيران تكشف عن قاعدة بحرية تحت الأرض قادرة على ضرب أميركا
  • إيران تكشف عن قاعدة بحرية تحت الأرض “قادرة على ضرب أميركا”
  • اليمن رُمَّانةُ الميزان ولكن..
  • لا يحبون ترامب ولكن يدعمون سياساته.. استطلاع جديد مثير للجدل
  • ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل باستئناف القتال ضد حماس.. ما شروطه؟