موقع 24:
2024-11-20@06:28:35 GMT

البابا وحرب الإبادة

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

البابا وحرب الإبادة

عندما يدعو رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس الذي يمثل 1.4 مليار مسيحي حول العالم إلى تحقيق دولي في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان، فهو لا يمثل بهذه الدعوة مسيحيين في العالم فقط، بل هو يمثل الإنسانية جمعاء باعتباره يتماهى مع رسالة السيد المسيح في الإنسانية والمحبة والسلام ورفض الظلم والعدوان.

وبموقفه هذا يعزز القيم الإنسانية والدينية التي تعطي الإنسان قيمته في الحياة، كما أنه يترجم «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي أبصرت النور في أبوظبي في الرابع من فبراير (شباط) 2019، عندما وقعها مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهي واحدة من أهم الوثائق في مسيرة البشرية من حيث السعي للعيش المشترك بأمان وسلام.
للمرة الأولى يتطرق البابا إلى «الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل، وذلك في كتاب بعنوان «الأمل لا يخيب أبداً»، نشرت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية مقتطفات منه، حيث قال البابا «ما يحدث في غزة يحمل سمات إبادة جماعية. يجب درس ذلك بعناية لتحديد ما إذا كان الوضع يتوافق مع التعريف التقني الذي صاغه الحقوقيون والمنظمات الدولية».
هذه الدعوة تلتقي مع الدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023، وانضمت إليها العديد من الدول أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل «بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية» المبرمة عام 1948 في هجومها على غزة، ما أدى إلى تهجير نحو مليون إنسان وسقوط أكثر من 50 ألف ضحية ونحو 100 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير مدن ومخيمات بأكملها، إضافة إلى المدارس والمستشفيات، وممارسة حرب التجويع لإجبار السكان على ترك أراضيهم ومنازلهم.
إن تهمة الإبادة الجماعية مكتملة المواصفات والأركان والخصائص، وهو ما أكدته المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، رانشيسكا ألبانيز وغيرها من المسؤولين الأمميين، كما أن المحكمة الجنائية الدولية فتحت تحقيقاً مستمراً، كما قامت بتشغيل رابط لتقديم تقارير عن ارتكاب جرائم حرب، وجرائم إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وتعتبر جميعها انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
إن نظام روما الأساسي يعرّف الإبادة الجماعية بأنها «ارتكاب أفعال معينة على نطاق واسع، يتم تنفيذها بقصد القضاء على مجموعة، كلياً أو جزئياً، بناء على هوية هذه المجموعة القومية أو الإثنية أو العنصرية أو الدينية»، وهذه الأعمال تشمل القتل أو التسبب في إلحاق أضرار جسدية أو عقلية جسيمة، أو التسبب في أوضاع معيشية من شأنها أن تؤدي إلى الهلاك الفعلي كلياً أو جزئياً.. وهو ما تمارسه إسرائيل يومياً في قطاع غزة على شكل عقاب جماعي.
لقد سبق للعالم أن شهد عمليات إبادة جماعية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية على يد النازية، وفي البوسنة بين العامين 1992 و1995 ضد المسلمين على يد المتشددين الصرب، وفي رواندا عام 1994 ضد قبيلة التوتسي، وجرت محاكمات طاولت المرتكبين وحكم على بعضهم بالسجن المؤبد، ومات بعضهم في السجن.
كان رد الفعل الإسرائيلي على دعوة البابا، كما كل ردودها على الدعوات أو الانتقادات المماثلة، بأن لها الحق في ارتكاب المجازر وجرائم الحرب «لأنها تدافع عن نفسها»، حسب ادعاء السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان يارون ساينمان الذي قال «أي محاولة لتسميتها بأي اسم آخر تمثل تمييزاً ضد الدولة اليهودية».
إن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، ومرتكبوها لا يستفيدون من الحصانة، مهما تكن مناصبهم سواء كانوا حكاماً أو أفراداً عاديين غير مسؤولين، وفقاً للمادتين الرابعة والثالثة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

"الجارديان" تبرز دعوة بابا الفاتيكان التحقيق في الإبادة الجماعية بقطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على دعوة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لإجراء تحقيق فيما يمكن وصفه بأنه "إبادة جماعية" ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة- في مقال افتتاحي- إلى أن تلك الدعوة من جانب البابا فرانسيس بالتحقيق في ارتكاب "جرائم حرب" في غزة تشي بزيادة وعي المجتمع الدولي بالممارسات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ نشوب الحرب هناك في أكتوبر من العام الماضي، لافتة إلى أن تلك الدعوة تأتي في أعقاب قيام القوات الإسرائيلية بشن غارة جوية مستهدفة مبنى سكنيا في شمال غزة، مما تسبب في مقتل 30 شخصا.
وأضافت الصحيفة أن البابا فرانسيس طالب في دعوته بالتحقق ما إذا كان ثمة مجازر جماعية ترتكب في غزة تحت غطاء الحرب هناك، بالإضافة إلى إخضاع المسئول عن تلك المجازر للمحاسبة، موضحة أن ارتفاع أعداد القتلى جراء القصف الإسرائيلي والتي وصلت إلى ما يربو على 44 ألف شخص تؤكد أهمية تلك الدعوة من أجل محاسبة المسئول عن سقوط كل هؤلاء الضحايا.
ونوهت إلى أن البابا فرانسيس طالما أدان من قبل الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها بفتح تحقيق فيما يحدث في غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن إجراء ذلك التحقيق يتطلب دخول قطاع غزة الذي أغلقته إسرائيل منذ ثلاثة عشر شهرا في تحد واضح لقرار محكمة العدل الدولية بالسماح بدخول القطاع؛ لإجراء تحقيقات في هذا الخصوص.
وفي سياق متصل.. أشارت الصحيفة إلى أن لجنة تابعة للأمم المتحدة أعلنت، الأسبوع الماضي، أن الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة يمكن وصفها بأنها "إبادة جماعية" على ضوء زيادة أعداد الضحايا من المدنيين والأوضاع الإنسانية القاسية التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع.

مقالات مشابهة

  • بابا الفاتيكان يطالب بالتحقيق الدقيق في الإبادة الجماعية بـ غزة
  • البابا فرنسيس يدعو للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزة
  • "الجارديان" تبرز دعوة بابا الفاتيكان التحقيق في الإبادة الجماعية بقطاع غزة
  • أردوغان يدعو لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة
  • ‏السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان تستنكر تصريحات البابا بشأن الإبادة الجماعية في غزة
  • بابا الفاتيكان يقترح التحقيق في جرائم الإبادة الجماعية بغزة
  • بابا الفاتيكان يدعو للتحقيق مع إسرائيل بتهمة “الإبادة الجماعية”
  • بابا الفاتيكان يصف الحرب على غزة بأنها تحمل خصائص الإبادة الجماعية
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف بناية سكنية على رؤوس ساكنيها في بيت لاهيا؛ إمعان في حرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل