انتقد موقع إنترسبت الإخباري الأميركي حملات القمع والتمييز ضد الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والمؤيدة للقضية الفلسطينية، داخل مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة.

جاء الانتقاد على خلفية اعتقال شرطة ولاية كليفلاند 4 من طلاب جامعة "كيس ويسترن ريزيرف" بتهم جنائية تتعلق بتخريب ممتلكات عامة خلال احتجاجهم ضد الحرب على غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: حاخام يعتبر رفض الحريديم للتجنيد فريضةlist 2 of 2الصواريخ بعيدة المدى.. لوتان: الروس بين الخوف والتحدي بعد الضوء الأخضر الأميركيend of list

وذكر الموقع في تقريره أن الطلاب نُقلوا إلى سجن سيئ الصيت في مقاطعة كوياهوغا في أوهايو، يُشتهر بإساءة معاملة المعتقلين وبظروفه غير الإنسانية.

وتأتي هذه الاعتقالات الأخيرة وفق إنترسبت- في إطار حملة قمع واسعة النطاق أنفقت خلالها الجامعة أكثر من ربع مليون دولار على شراء معدات لإزالة مخيمات الاحتجاجات واللافتات والرسوم الجدارية ومسح الشعارات المكتوبة على الجدران، داخل حرم الجامعة.

طالب واحد -من بين الأربعة الذين اعتُقلوا وأُفرج عنهم لاحقا- أُوقف عن الدراسة في فصل الخريف يُدعى يوسف خلف، رئيس فرع حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين – فرع جامعة كيس ويسترن ريزيرف، وقد مُنع أيضا من دخول الحرم الجامعي حتى ربيع عام 2026.

وصرح خلف لإنترسبت أنه عومل بشكل مختلف عن المتظاهرين الآخرين، وأن قضيته هي الوحيدة التي استعانت فيها الجامعة بشركة خارجية تُسمى "بيكر هوستيتلر".

وبدورها، قالت شذى شاهين -وهي طالبة في السنة الثالثة بكلية الحقوق في كيس ويسترن ورئيسة فرع الكلية في حركة طلاب من أجل العدالة في فلسطين- إن الجامعة حاولت أن تجعل من خلف عبرة لمن يعتبر.

مدروس ومحسوب

واعتبرت مريم العصار، وهي محامية من ولاية أوهايو، أن أسلوب التعامل مع الاحتجاجات "مدروس ومحسوب تماما"، وأن التباين في المعاملة بين المنظمين المؤيدين للفلسطينيين والمجموعات الأخرى "صارخ".

واتهم الموقع الإخباري الجامعات لإظهارها استعدادا للاستجابة لمطالب المانحين في محاولة للسيطرة على حرية التعبير بين الطلاب، مضيفا أن إداريين في جامعة كيس ويسترن "جُن جنونهم لأن المانحين منزعجون مما يحدث، وكانوا يتخيلون أن بإمكانهم السيطرة على هؤلاء الطلاب"، وفق ما نقلت عنهم المحامية العصار.

ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة عامها الثاني، فإن خلف من بين آلاف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين لا يزالون يتعرضون لحملات قمع "عنيفة" تمارس التمييز وتستهدف الاحتجاجات وحرية التعبير والاستقلال الأكاديمي.

ويخوض طلاب الجامعات وأساتذتهم معارك على الإنترنت وفي ساحات الحرم الجامعي، وفي الإجراءات التأديبية الداخلية، وفي المحاكم.

ويقول منظمو تلك الاحتجاجات إن الجامعات تنتقم منهم بسبب نشاطهم وتقيّد حرياتهم المدنية وحرية التعبير بينما تدعي أنها تدعم كليهما.

وفي حين يواجه بعض الطلاب المحتجين انتقاما من مسؤولي الجامعات، يفيد آخرون بأنهم تعرضوا أيضا للتمييز في الحرم الجامعي. بل إن رجلا من ولاية نيوجيرسي اتُّهم، في أبريل/نيسان، بتخريب مركز "لايف" الإسلامي في جامعة روتجرز في عيد الفطر، طبقا لتقرير إنترسبت.

وفي الشهر نفسه، قدمت اللجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، شكوى فدرالية ضد جامعة روتجرز بدعوى أنها أظهرت نمطا من التحيز ضد الطلاب المسلمين والعرب.

المئات من طلاب جامعة روتجرز ينظمون مخيمًا تضامنيًا مع غزة لمدة 4 أيام في حرم جامعة نيو برونزويك (الصحافة الأميركية)

وكذلك تقدم طلاب روتجرز بعشرات الشكاوى على أساتذة لتحيزهم ضد الطلاب العرب والمسلمين.

ونقل الموقع الأميركي عن طالب في جامعة ماريلاند وعضو في حركة طلاب من أجل العدالة في فلسطين، اسمه أبيل أمين، قوله إن رئيس الجامعة و إدارييها وعدوهم بأنهم سيحمون حقهم في التظاهر بمناسبة الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، لكنهم سرعان ما أشاروا إلى أنهم يتعرضون لضغوط عبر البريد الإلكتروني، من منظمات صهيونية مختلفة داخل الحرم الجامعي وخارجه، لإلغاء المظاهرة.

وأضاف أمين أنه على الرغم من أن المحكمة الفدرالية أجبرت الجامعة على السماح للطلاب بتنظيم الاحتجاجات، فإن الجامعة استمرت في اتخاذ إجراءات منعت التظاهر.

وأوضح أن إجهاض الاحتجاجات أظهر انحياز الجامعة ضد الناشطين من أجل فلسطين، وضد القوى المؤيدة للحرب، مشيرا إلى أن جامعة ميريلاند تروج لشراكاتها الإستراتيجية مع شركات تصنيع الأسلحة مثل لوكهيد مارتن ونورثروب غرومان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الحرم الجامعی کیس ویسترن من أجل

إقرأ أيضاً:

محسن مهداوي طالب فلسطيني تعتقله السلطات الأميركية قبيل التجنيس

محسن مهداوي، أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأميركية، بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة بيرزيت بمدينة بيت لحم، وفي عام 2021 انضم إلى جامعة كولومبيا لدراسة الفلسفة، وكان من المقرر أن يتخرج في مايو/أيار 2025، غير أن السلطات الأميركية اعتقلته عند وصوله إلى مكتب الهجرة لأداء امتحان الجنسية الأميركية.

المولد والنشأة

ولد محسن المهداوي في أحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وسط شرقي فلسطين المحتلة.

انتقل لاحقا إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني لاستكمال مسيرته الأكاديمية، كما حصل على بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد).

الدراسة والتكوين

بدأ محسن مهداوي مسيرته الأكاديمية في جامعة بيرزيت بمدينة بيت لحم الفلسطينية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب عام 2014.

وفي عام 2016، التحق بكلية دارتموث في الولايات المتحدة، ودرس علوم الحاسوب ضمن برنامج أكاديمي مكثف امتد حتى عام 2017.

لاحقا، واصل دراسته في جامعة ليهاي في علوم الحاسوب، وفي الوقت نفسه قاد أنشطة طلابية، كما أسّس وترأس منظمة "طلاب من الشرق الأوسط"، وكان عضوا في مجلس الطلبة، وأطلق "اتحاد ليهاي"، وهو إطار طلابي يسعى إلى تعزيز التنوع الثقافي وتحقيق العدالة الطلابية بمبادرات مؤثرة، أبرزها مشروع "السلام عبر السرد القصصي".

في عام 2021، انضم إلى جامعة كولومبيا لدراسة الفلسفة، وكان من المتوقع أن يتخرج في مايو/أيار 2025.

النشاط الطلابي

كان محسن مهداوي أحد أبرز الوجوه القيادية في الحركة الطلابية المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا، وكان له دور محوري في الحشد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني داخل الحرم الجامعي، غير أنه أعلن لاحقا الابتعاد جزئيا عن المشاركة النشطة في تلك الحركة، مفضلا التركيز على تعزيز الحوار وبناء جسور التفاهم مع رابطة اليهود داخل الجامعة، حينها تبنّى نهجا يهدف إلى التقريب بين وجهات النظر وتعزيز الفهم المشترك، دون أن يتخلى عن قناعاته السياسية أو دعمه للقضية الفلسطينية.

إعلان

شارك مهداوي في تأسيس جماعة "دار" الطلابية الفلسطينية، وهي جمعية طلابية تُعنى بالتفاعل مع الثقافة والتاريخ والهوية الفلسطينية، وذلك بإقامة الفعاليات والبرامج الثقافية.

وكان من قادة حملة جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري، وهي مبادرة طلابية سلطت الضوء على ازدواجية المعايير والانتهاكات الواقعة بحق الفلسطينيين. إضافة لذلك ساهم مهداوي، إلى جانب الطالب محمود خليل، في تأسيس اتحاد الطلاب الفلسطينيين في كولومبيا عام 2023، وهو كيان يعنى بتنظيم الاحتجاجات والمبادرات المناصرة للقضية الفلسطينية.

محسن مهداوي (وسط) أثناء احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا في أكتوبر/تشرين الأول 2023 (أسوشيتد برس) الاعتقال

في 15 أبريل/نيسان 2025، توجّه الناشط الفلسطيني محسن مهداوي إلى مكتب الهجرة في وايت ريفر، بولاية فيرمونت الأميركية، لإجراء امتحان الحصول على الجنسية الأميركية، بعد أن أمضى عشر سنوات من الإقامة القانونية في أميركا. إلا أن عددا من المسلحين بلباس مدني ووجوه مغطاة، قيدوا يديه بالأصفاد واعتقلوه على الفور، رغم حصوله على البطاقة الخضراء التي تضمن له حق الإقامة القانوني.

ووفقا لما نشرته صحيفة "ذا إنترسبت"، شرعت سلطات الهجرة الأميركية في إجراءات ترحيله إلى الضفة الغربية المحتلة، وبذلك أصبح ثاني ناشط طلابي مشارك في الحراك الاحتجاجي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة يُعتقل ويواجه خطر الإبعاد، رغم وضعه القانوني الرسمي في البلاد.

احتجاز غير قانوني

وفي تصريح لموقع ذا إنترسبت وصفت المحامية لونا دروبي، احتجاز موكّلها محسن مهداوي بأنه "غير قانوني"، مؤكدة أن السبب الوحيد وراء توقيفه هو "هويته الفلسطينية". وتابعت "جاء محسن إلى هذا البلد على أمل أن يكون حرا في التعبير عن الفظائع التي شهدها، لكنه يُعاقَب الآن على هذا الحق الأساسي".

وأشار الموقع إلى أن مهداوي كان قد تعرض لهجمات من نشطاء مؤيدين لإسرائيل، على خلفية نشاطه الرافض للحرب على غزة.

إعلان

وفي هذا السياق، قدّم محامو مهداوي طعنا رسميا في قانونية احتجازه، متهمين الحكومة بانتهاك حقوقه الدستورية بمعاقبته على خلفية مواقفه العلنية بشأن العدوان على الفلسطينيين.

وأشار الالتماس إلى أن الترحيل المحتمل يتم استنادا إلى بند قانوني مبهم، استُخدم مؤخرا في قضايا مشابهة، يتيح لوزير الخارجية ماركو روبيو تصنيف بعض المقيمين على أنهم "تهديد للسياسة الخارجية الأميركية".

ويأتي اعتقال مهداوي بعد 3 أيام فقط من إصدار قاضية هجرة أميركية، قرارا يسمح لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالمضي قدما في ترحيل الطالب بجامعة كولومبيا والناشط الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقل بمدينة نيويورك في مارس/آذار 2025.

ردود الفعل الأميركية

أثار الاعتقال موجة من الإدانات السياسية، إذ وصفته النائبة الأميركية رشيدة طليب بأنه "اختطاف صريح"، وكتبت على منصة إكس "وزارة الأمن الداخلي اختطفت فلسطينيا آخر يحمل إقامة قانونية دائمة، فقط بسبب نشاطه النبيل في مواجهة الإبادة الجماعية. استهدفوه لحظة اقترابه من نيل الجنسية الأميركية. يجب أن تتوقف هذه الممارسات القمعية. أطلقوا سراح محسن الآن".

من جانبه، عبّر السيناتور الأميركي بيرني ساندرز عن رفضه القاطع للاعتقال، معتبرا أن احتجاز مهداوي على يد إدارة الهجرة والجمارك "غير قانوني"، ومؤكدا أن مهداوي مقيم شرعي ويستحق كل حقوقه القانونية، بما في ذلك الإفراج الفوري.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تهدّد بمنع جامعة هارفرد من تسجيل طلاب أجانب
  • إدارة ترامب تهدد بمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب
  • إدارة ترامب تهدد بحرمان هارفرد من قبول الطلاب الأجانب
  • إدارة ترامب تهدد بمنع جامعة هارفرد من تسجيل طلاب أجانب
  • ترامب يصعد هجومه على جامعة هارفرد: مهزلة وتعلّم الكراهية والغباء
  • رئيس جامعة حلوان: نثق في مجلس اتحاد طلاب الجامعة لصناعة أنشطة تليق باسم جامعتهم
  • محسن مهداوي طالب فلسطيني تعتقله السلطات الأميركية قبيل التجنيس
  • رئيس جامعة حلوان يجتمع باتحاد الطلاب لوضع خارطة طريق جديدة للأنشطة
  • أوباما يعبر عن تأييده لهارفارد ويدعو الجامعات الأخرى لمقاومة سياسات ترامب
  • السلطات الأمريكية تعتقل قائد الاحتجاجات على الحرب ضد غزة في جامعة كولومبيا