قال إيهود إيلام، وهو باحث متخصص في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، إن "إسرائيل وإيران كان شريكين حتى عام 1979، ثم بعد الثورة الإسلامية في إيران بدأ صراع بينهما، والآن تقترب طهران من إنتاج أسلحة نووية، وهي مصدر قلق كبير لتل أبيب، لأن إيران هددت بتدمير إسرائيل".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، فيما تقول طهرن إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

وأضاف إيلام، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "قد تبدأ حرب نووية بين إيران وإسرائيل لأسباب عديدة، بما في ذلك الحسابات الخاطئة من جانب أحد الطرفين أو كلاهما، وستكون التداعيات على الدولتين مروعة، لذلك يجب على إسرائيل أن تحاول منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن كحل أخير، قد يقصف سلاح الجو الإسرائيلي المواقع النووية الإيرانية".

ولفت إلى أنه "في أوائل أغسطس/ آب الجاري، أقر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنه في أعقاب الأزمة السياسية (جراء خطة الحكومة لتعديل القضاء)، رفض بعض قوات الاحتياط الخدمة. وهذا يضر باستعداد الجيش، وإذا استمر سيؤثر على فرص إسرائيل في إلحاق ضرر كبير بالمواقع النووية الإيرانية".

اقرأ أيضاً

إيران داخل ترسانة الدفاعات السورية.. مخاوف إسرائيلية وتداعيات إقليمية

كيه سي- 46

كما "تبعد إيران أكثر من ألف كيلومتر عن إسرائيل، لذا فإن الطيران الإسرائيلي يحتاج إلى ناقلات جوية جديدة من طراز "كيه سي- 46" (KC - 46)، لكن من المتوقع أن ترسها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في 2025"، بحسب إيلام.

وأردف: "ربما تحاول إسرائيل الهجوم بالاعتماد على الناقلات القديمة جدا، لكنها ستجعل المهمة أكثر تعقيدا وخطورة، وقد تفقد الطائرات بسبب نفاد الوقود".

ولفت إلى أن "إيران تمتلك "إس- 300" (S-300) الروسي، وهو نظام دفاع جوي متطور قد يسقط الطائرات الإسرائيلية ويعطل عملياتها، لكن قد تتغلب إسرائيل على بطاريات هذا النظام دون أن تفقد الكثير من الطائرات".

واستدرك: "غير أن إيران تسعى للحصول على "إس-400" (S-400)  وهو نظام متقدم للغاية، مما يجعل من الصعب على إسرائيل مهاجمة إيران، لكن طهران قد تستغرق عامين لاستيعاب النظام الجديد، لذا يجب أن تهاجم إسرائيل خلال العامين".

إيلام اعتبر أن "ذلك يعتمد على حسابات مثل هل تستطيع مقاتلات الشبح الإسرائيلية "إف-35" (F-35) التعامل مع "إس-400"؟ وما هي التكلفة؟ خاصة وأن إسرائيل حساسة للغاية بشأن الضحايا، بمَن فيهم أسرى الحرب، لكنها مهمة حاسمة لدرجة أن إسرائيل قد تكون على استعداد لدفع ثمن باهظ".

وزاد بأن "إيران تمتلك مقاتلات قديمة مثل "ميج- 29" و"إف- 14"،  وقد تحصل في أقرب وقت على مقاتلات أفضل مثل "سيخوي- 35"، وهي مقاتلة ذات قدرة عالية".

واستدرك: "مع ذلك قد يكون من الأسهل على طائرات "إف-35" و"إف-151" و"إف-161"، التابعة لسلاح الجوي الإسرائيلي، التعامل مع "سيخوي- 35".. صحيح أن تزويد إيران بـ"سيخوي-35"  يضيف بعض الضغط على إسرائيل للهجوم قبل أن تحصل عليها إيران، لكنه ضغط أقل مقارنة بحصول طهران على نظام "إس-400".

اقرأ أيضاً

إيران تتوصل إلى تقنية صواريخ كروز أسرع من الصوت.. هل يجب أن تخشى إسرائيل؟

سيخوي- 35

وتمتلك إيران، كما تابع إيلام، مواقع نووية محصنة جيدا مثل تلك الموجودة في فوردو، فيما يمتلك الجيش الأمريكي "إم أو بي" (MOP)، وهو جهاز اختراق الذخائر الضخمة، لتدمير حماية تلك المنشآت".

واستدرك: "لكن في 2023، تبني إيران موقعا نوويا جديدا من المحتمل أن يكون من الصعب على السلاح الأمريكي اختراقه، وعلى كل حال لم تحصل إسرائيل على "إم أو بي"، ولديها قنابل خارقة أصغر بكثير".

وقال إنه "بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، يمكن للأخيرة الرد بعدة طرق، إذ تمتلك إيران "سيخوي- 35"، وهي طائرة هجومية بعيدة المدى، لكنها قديمة جدا وقد يعترضها سلاح الجو الإسرائيلي قبل أن تصل إلى هدفها".

وزاد إيلام بأن "إيران تتمتع بفرص أفضل فيما يتعلق بصواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي تسببت في 14 سبتمبر/ أيلول 2019 في أضرار جسيمة لمنشآت النفط السعودية، وقد تضرب إيران مواقع مماثلة في إسرائيل".

وأردف: "كما يمكن لإيران إطلاق صواريخها الباليستية بعيدة المدى. ومن المفترض أن تعترضها أنظمة "آرو" الإسرائيلية المضادة للصواريخ. وفي أغسطس/ آب 2020، اختبرت إسرائيل بنجاح صاروخ  "آرو 2" (Arrow 2) في إسقاط صاروخ محاكاة بعيد المدى كان بمثابة صاروخ باليستي إيراني".

وأضاف أن "أقوى حليف لإيران هو حزب الله، وهي جماعة مقرها لبنان بالقرب من إسرائيل، وتمتلك  150 ألف صاروخ وقذيفة يمكنها ضرب جميع أنحاء إسرائيل، كما قد يشن حزب الله غارات برية على شمالي إسرائيل (...) وبشكل عام، يجب على إسرائيل مهاجمة إيران فقط إذا لم يكن يوجد خيار أفضل وإذا كانت إيران على وشك إنتاج أسلحة نووية".

اقرأ أيضاً

رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست: إسرائيل قد تقبل تفاهما نوويا بين أمريكا وإيران

المصدر | إيهود إيلام/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل إيران سلاح نووي هجوم الولايات المتحدة على إسرائیل على إس

إقرأ أيضاً:

المؤرخ بيتر فرانكوبان: طريق الحرير قصة تفاعلات حضارية معقدة

استضافت فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بيتر فرانكوبان المؤرخ البريطاني الشهير، ومدير مركز الدراسات البيزنطية بجامعة أكسفورد، في جلسة حوارية حول طرق الحرير الذي استحوذ على اهتمام الكتاب والروائيين، وحتى رجال الأعمال والسياسيين على مدار التاريخ، وأخذ فرانكوبان جمهور الجلسة في رحلة معرفية شائقة لاستكشاف الأهمية التاريخية لطريق الحرير، وجاذبيته الدائمة في الكتابة الخيالية والواقعية. وتطرق لمسألة التبادل الثقافي والمغامرة، وأثر الطبيعة على التطور الإنساني.
استهلت مقدمة الندوة الدكتورة مانيا سويد الندوة بتوجيهِ سؤال لفرانكوبان حول العلاقة بين الثقافة والتجارة والاقتصاد، حيث أوضح المؤرخ البريطاني الكبير في سياق إجابته أن ما يربط بين الثقافة والتجارة والاقتصاد هو السفر، وقال: «كان السفر عبر الطرق التجارية القديمة هو أساس التواصل بين الشعوب والحضارات، حيث لم تكن تلك الطرق مجرد مسارات لنقل البضائع، بل جسوراً لنقل الأفكار والثقافات والعادات، لذلك أرى أن التجارة لم تسهم فقط في تنمية الاقتصاد، بل خلقت تفاعلات ثقافية عميقة تركت بصماتها على الفن، واللغة، والعادات الاجتماعية في مختلف المجتمعات».

 تاريخ جديد للعالم
تطرق بيتر فرانكوبان إلى كتاب له صدر بعنوان «طريق الحرير تاريخ جديد للعالم»، لافتاً الانتباه إلى أن تصوير طريق الحرير غالباً ما يجيء مجتزأً أو رومانسياً في الكتب والروايات، حيث يختزل هذا الطريق إلى قصص عن الكنوز الغامضة والمغامرات المثيرة والسفن الغارقة المحملة بالفخار والذهب، بينما طريق الحرير يعد بمثابة شبكة واسعة من الطرق الحيوية التي ربطت بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وساهمت في انتقال العلوم والأفكار والأديان بقدر ما ساهمت في نقل البضائع، وقال: «طريق الحرير هو قصة تفاعلات حضارية معقدة، مليئة بالتحديات السياسية والصراعات والتبادلات الثقافية، وهو محور حقيقي للتاريخ العالمي، حيث تشكلت الهويات والثقافات على طول مساراته».في ختام ندوته، تحدث فرانكوبان عن كتابه «الأرض المتحولة.. تاريخ غير مروي»، الذي قدم فيه سرداً مبتكراً لتاريخ البشرية على مدار 5 مليارات عام، لكنه تناوله من منظور بيئي، حيث استعرض فرانكوبان مع جمهور الندوة كيف أثرت التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية عبر العصور على تطور الحضارات والثقافات، والدور الحاسم الذي لعبته البيئة في تشكيل مسارات التاريخ، وما سببته من تغييرات جذرية على المستويين الاقتصادي والسياسي، مثل انقراض بعض المجتمعات وازدهار أخرى. 

أخبار ذات صلة محمد بن راشد يطلق مشاريع شرطية جديدة بقيمة 2 مليار درهم كاسيرتانو.. نموذج ملهم في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو

مقالات مشابهة

  • لاريجاني لبري: نؤكد وقوف إيران إلى جانب لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي
  • حزب الله يقصف أهدافا عسكرية إسرائيلية في طير حرفا وتل أبيب
  • الجيش الإسرائيلي: قصفنا مباني عسكرية ومقرات قيادة لـ "حركة الجهاد الإسلامي" في سوريا
  • عراقجي: إيران مستعدة لإجراء محادثات نووية لكن ليس تحت الضغط والترهيب
  • اعتقال مسؤول بـ ‘CIA’ بتهمة تسريب وثائق عسكرية حساسة عن خطط إسرائيل ضد إيران
  • «القاهرة الإخبارية»: صواريخ من جنوب لبنان تستهدف مواقع وأهداف عسكرية إسرائيلية
  • صواريخ اليمن تبطل سحر أمريكا: مواجهة استباقية تُربك حسابات واشنطن وحلفائها
  • خبير شؤون عسكرية: الجيش الإسرائيلي في مأزق على الحدود اللبنانية
  • المؤرخ بيتر فرانكوبان: طريق الحرير قصة تفاعلات حضارية معقدة
  • للمرة الأولى.. قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في مرمى نيران الحزب