زيارة هوكشتاين عزّزت الأجواء التفاؤليّة والعِبرة في عدم مراوغة نتنياهو
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": هل بدّدت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان الاجواء التشؤمية، أم عزّزت الأجواء الإيجابية التي سادت قبلها بشأن التوصّل الى اتفاق حول مسودة المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار بين حزب الله و إسرائيل؟
ما أظهره المسؤولون اللبنانيون (أي برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون)، خلال محادثاتهم مع هوكشتاين الثلاثاء، على ما تؤكّد مصادر سياسية مطّلعة هو "تيسير وتسهيل تنفيذ القرار 1701"، الأمر الذي كان المبعوث الأميركي ممتناً منه خلال كلامه عن أنّ "المحادثات كانت بنّاءة وإيجابية جدّاً"، وأنّ "ثمّة بحث جدّي للوصول الى صيغة تتناسب مع مطالب جميع الأطراف"، في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار بين حزب الله و "إسرائيل".
وثمّة خشية كبيرة ممّا سيكون عليه الموقف "الإسرائيلي" الذي سيتبلّغه هوكشتاين اليوم خلال وجوده في "تلّ أبيب"، على ما تلفت المصادر، وسط ما تبديه إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن حرصها على الالتزام بما سيشمله الاتفاق بين لبنان و "إسرائيل"حول وقف إطلاق النار. فضلاً عن الدعم الذي تبديه فرنسا لوقف إطلاق النار في لبنان قريباً، من ضمن المحاولات الخارجية لإنهاء الحرب قبل وصول ترامب الى البيت الأبيض. فالكرة في ملعب "الإسرائيلي" اليوم، والقرار هو رهن إجابته على الاستيضاحات اللبنانية بشأنّ "الحقّ في الدفاع عن النفس"، ولا سيما أنّ لبنان لن يوافق مطلقاً على أي اتفاق يمسّ بسيادته، وإن طالت الحرب لأكثر من عام. ويريد بالتالي ضمان عدم خرق "إسرائيل" للأجواء اللبنانية، على ما كان يحصل دائماً خلال الحرب والسلم، سيما أنّها غالباً ما استخدمت الأجواء اللبنانية لتنفيذ ضربات داخل سوريا، مسجّلة خروقات فاضحة للسيادة اللبنانية. كما يرفض أن يتحوّل الى الضفّة الغربية الثانية.
وفي ما يتعلّق برفض لبنان إدخال بريطانيا وألمانيا الى لجنة مراقبة الإشراف على تنفيذ القرار 1701، والحديث في وقت لاحق عن قبوله بهذه النقطة، أوضحت المصادر "أنّ موقف لبنان شكلي فيها. وهو ينطلق في ردّه من أنّ لهاتين الدولتين دور ضمن قوّات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان"، ويمكن بالتالي للأمم المتحدة الإشراف على تطبيق القرار المذكور.
وإذ تساءل البعض عمّا إذا كان باستطاعة هوكشتاين فعلاً إجراء اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، ونحن على قاب شهرين من تسلّم ترامب السلطة في البيت الأبيض، الأمر الذي لم يُحقّقه طوال العام الذي مرّ على بداية هذه الحرب، اعتبرت المصادر نفسها أنّ زيارة هوكشتاين الى كلّ من بيروت و "تلّ أبيب" لن تؤدّي بالضرورة الى وقف إطلاق النار بعدها مباشرة. فهي خطوة على طريق المفاوضات، كما على طريق عودة اللبنانيين الى قراهم وبلداتهم.
وتقول انّ الإيجابية ظهرت من كلام هوكشتاين، ومن القبول المبدئي من لبنان بالمقترح الأميركي ما استدعى عودة هذا الأخير الى المنطقة لإيجاد الحلول لبعض المسائل. ولكن هل ستقود هذه الإيجابية الى وقف العمليات العسكرية بشكل مباشر؟ الإجابة مرهونة بالمعنيين الأساسيين، وفق المصادر السياسية، وهما "إسرائيل" من جهة، وإيران من جهة أخرى. والسؤال هنا: لماذا توقف "إسرائيل" هذه الحرب اليوم، وهل ستأتي بشروط إضافية؟ هل تريد تحقيق المزيد من المكاسب؟ ولماذا ستُهدي إدارة بايدن التي تهمّ بالرحيل مثل هذه الهدية؟ يبدو أنّ الصورة لم تنجلِ بعد بين إدارة ترامب وإيران.
من هنا، تلفت الى أنّه ليس هناك ما يشير الى أنّنا ذاهبون الى وقف لإطلاق النار قريباً. والثابت أنّ نتنياهو يُراوغ كعادته. فهو يتحدّث من جهة عن أنّه مع قرار وقف إطلاق النار، ويقول من جهة ثانية إنّه أمام "معركة وجودية". ويجد نفسه بالتالي أمام لحظة تاريخية مفصلية لن تتكرّر، بين اندثار "دولة إسرائيل" التي يحلم بوجودها، وإنقاذ هذه الدولة وتوسيعها ويُحارب عن العالم وعن "قيمه"، من وجهة نظره، معتقداً أنّه "الملك داود الذي سيُنقذ إسرائيل". كما ذكر بأنّ الإتفاق "مجرّد ورقة"، ما يعني أنّ بإمكانه تمزيقها متى يشاء... وقد سبق وأن وافق نتنياهو على تنفيذ البيان الدولي العربي المشترك لوقف النار، ثمّ عاد ليرفضه. ولهذا يُطالب لبنان اليوم بضمانات أميركية ودولية بشأن التزام "إسرائيل" باتفاق التسوية. هذا الإتفاق الذي سيستتبعه، وفق المعلومات، مساراً طويلاً من المفاوضات لتثبيت الحدود البريّة، برعاية الأمم المتحدة خلال المرحلة المقبلة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار من جهة
إقرأ أيضاً:
ماكرون يشدد على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وفق المهلة المحددة
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إلى تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفق المدة المحددة، مطالبا إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني جوزيف عون في زيارته الأولى إلى بيروت بعد انتخاب رئيس للبلاد.
وأكد ماكرون -عقب انتهاء محادثاته مع عون في قصر بعبدا- أن إسرائيل يجب أن تنسحب من جنوب لبنان، مشددا على أن يكون السلاح بيد الدولة اللبنانية فحسب.
وطالب بالإسراع في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ضمن المهل المتفق عليها، إذ تنتهي مهلة الشهرين لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وفق بنود الاتفاق في 27 من الشهر الجاري.
مساندة فرنسيةفي الوقت نفسه قال الرئيس الفرنسي إن بلاده ستواصل مساندة لبنان ليبسط سيادته على كل الأراضي اللبنانية، مضيفا أن نشر القوات العسكرية اللبنانية يمثل دعامة لسيادة لبنان ومحفزا لفرض احترام وقف إطلاق النار.
وأردف أن بقاء لبنان بمنأى عن التدخلات الخارجية شرط لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
كما شدد الرئيس الفرنسي على أن بلاده ستكون إلى جانب لبنان لمساعدته على تنفيذ كل الإصلاحات وفق آليات تضمن الحوكمة الشفافة.
إعلانكذلك أعلَن عن مؤتمر دولي قريب في باريس حول إعادة الإعمار في لبنان، ودعا المانحين للالتزام بوعودهم لمساعدة النازحين بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وقال أيضا "وجودي هنا فرصة لتكريم الشعب اللبناني وآلاف الضحايا بسبب الحرب الإسرائيلية التي فُرضت على لبنان"، وفق قوله.
وتوجه ماكرون للرئيس اللبناني قائلا "أنهيتم الفراغ السياسي الذي شهده لبنان وأنتم تضعون البلاد على طريق التعافي"، وفق تعبيره.
زيارة ماكرون إلى بيروت تأتي في إطار عمل بلاده على تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته (الفرنسية) "لبنان عاد"من جانبه، قال الرئيس اللبناني لنظيره الفرنسي "أتمنى منكم أن تشهدوا للعالم كله، بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت".
وأضاف جوزيف عون أن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة، "لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد".
يذكر أن فرنسا تترأس مع الولايات المتحدة اللجنة التي تضم كذلك قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مع لبنان وإسرائيل لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتهدف زيارة ماكرون إلى مساعدة نظيره اللبناني، الذي انتُخب قبل أسبوع بعد أكثر من سنتين على شغور سدة الرئاسة، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته، حسب ما أعلن الإليزيه.
وترى الدبلوماسية الفرنسية في تعيين نواف سلام رئيسا للحكومة انتصارا يكرس جهودها، لأن القاضي الدولي الذي يحظى باحترام كبير كان مرشحها للمنصب، لكن تسميته بقيت تواجه تحفظات من حزب الله، الذي شكل القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.