يشهد السودان مرحلة اقتصادية حرجة فرضتها تداعيات الحرب التي ألحقت أضرارًا واسعة بالاقتصاد الوطني، وأثرت بشكل مباشر على استقرار العملة والنظام المصرفي.

وفي خطوة تهدف إلى معالجة هذه التحديات، أعلن بنك السودان المركزي استبدال العملة الوطنية كجزء من حزمة إجراءات تهدف إلى استعادة الثقة في الاقتصاد وتحقيق الاستقرار النقدي، وسط جهود متواصلة لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

من جانبه أكد محافظ بنك السودان المركزي، برعي الصديق، أن قرار استبدال العملة الوطنية جاء كإجراء حتمي لمعالجة الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب، والتي شملت انتشار العملات المزيفة ونهب المخزون النقدي.

وأوضح أن القرار استند إلى دراسات دقيقة ونُفذ بالتنسيق مع الجهات الاقتصادية والأمنية، وبإشراف مباشر من مجلس السيادة الانتقالي، بهدف استعادة الثقة في النظام المصرفي وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب، الذي انطلق يوم الثلاثاء في العاصمة الإدارية بورتسودان.

تداعيات الحرب على الاقتصاد السوداني

استعرض الصديق التأثيرات الكارثية للحرب على الاقتصاد السوداني، مشيرًا إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الأنشطة الزراعية والصناعية، ما أدى إلى خروج العديد من المنشآت الإنتاجية من الخدمة.

كما لفت إلى ارتفاع معدلات التضخم وزعزعة استقرار العملة الوطنية بسبب عمليات النهب الواسعة التي استهدفت فروع البنوك والبنك المركزي، بما في ذلك شركة مطابع السودان للعملة، وهو ما أسهم في انتشار العملات المزيفة وتهديد النظام المالي بشكل خطير.

سياسات لمعالجة الأزمة الاقتصادية

وكشف الصديق عن حزمة من السياسات التي أطلقها البنك المركزي للحد من تداعيات الحرب، ومن أبرزها:

ضبط استدانة الحكومة من الجهاز المصرفي للحد من العجز المالي.

ترشيد استخدام النقد الأجنبي لتحسين استقرار السوق.

إعادة تشغيل نظم الدفع المصرفية التي تعرضت للتوقف بسبب الحرب.

وأوضح أن هذه السياسات تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد الوطني تدريجيًا، وتحقيق الاستقرار النقدي.

رؤية للتعافي الاقتصادي

اختتم الصديق تصريحاته بالتأكيد على أن الجهود الحالية تمثل المرحلة الأولى من خطة تعافي الاقتصاد السوداني. ودعا إلى تكاتف كافة الأطراف الفاعلة لضمان تحقيق أهداف التنمية والاستقرار، مشددًا على ضرورة استمرار العمل الجاد لمعالجة التحديات العميقة التي خلفتها الحرب.

وأشار إلى أن البنك المركزي ملتزم بتطوير أدواته وسياساته لدعم استدامة الاقتصاد في المدى الطويل، وتعزيز ثقة المواطنين بالنظام المالي والمصرفي في البلاد.

كيف يُنفذ تبديل العملة؟

سحب العملات القديمة: يتم تحديد فترة زمنية لسحب العملات القديمة من الأسواق وإبدالها بعملات جديدة.

التعامل مع المخاطر: لضمان نجاح العملية، تُصاحبها إجراءات أمنية مشددة لمنع التهريب وعمليات الغش أثناء تبديل العملة.

إدارة السيولة: توفر الحكومة آليات لمنع شح السيولة النقدية أثناء فترة التبديل.

التحديات المرتبطة بتغيير العملة في السودان

1. التكلفة المالية العالية: طباعة عملة جديدة عملية باهظة التكلفة، خاصة في بلد يعاني من عجز مالي حاد.

2. ضعف البنية التحتية المصرفية: هناك مناطق واسعة في السودان تفتقر إلى بنوك أو مراكز مالية، مما يجعل عملية التبديل صعبة.

3. الآثار الاجتماعية: قد يؤدي الإجراء إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لفئات معينة إذا لم يتم تنفيذه بحذر.

التجارب السابقة ومواقف الأطراف

إجراءات محدودة: بعد الثورة، تم سحب فئات كبيرة من العملة لكن لم يُنفذ تبديل شامل.

الدعوات المستمرة: نادت بعض الجهات الاقتصادية والسياسية بضرورة الإسراع في تغيير العملة لمكافحة الفساد وضبط السيولة.

تحديات سياسية: الانقسامات السياسية والظروف الأمنية المعقدة تؤثر على اتخاذ قرارات اقتصادية جذرية مثل تبديل العملة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العملة في السودان الاقتصاد السودان البنك المركزي السوداني

إقرأ أيضاً:

من التيك توك للسجن.. القصة الكاملة لحبس البلوغر سوزي الأردنية

أسدل الستار على قضية البلوغر سوزي أيمن المعروفة باسم "سوزي الأردنية"، بعدما أيّدت محكمة مصرية حكم حبسها سنتين وغرامة 300 ألف جنيه غيابياً، بتهمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة، وسب وقذف والدها في بث مباشر على "تيك توك"، واستغلال شقيقتها من أصحاب الهمم لتحقيق الأرباح والمشاهدات.

كيف بدأت القصة؟

في يناير (كانون الثاني) الماضي، تصدّر اسم سوزي الأردنية ترند محرك البحث غوغل ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في بث مباشر عبر حسابها على "تيك توك"، خلال مشادة كلامية مع والدها، تلفظت خلالها بألفاظ مسيئة.
وانتشر مقطع فيديو يتضمن جملة ردّت بها على والدها في هذا البث وهي "الشارع اللي وراه"، والتي أصبحت "إيفيه" شهير، لدرجة أن بعض الفنانين استخدموه في أعمالهم الدرامية الرمضانية، مثل "العتاولة" و"الكبير أوي 8" و"لانش بوكس" و"فراولة" وغيرهم.
حينها تقدّم عدد من المحامين ببلاغات إلى النائب العام المصري، اتهموا فيها سوزي الأردنية بإنشاء وبث فيديوهات وصفوها بـ"الخارجة عن الآداب العامة والقيم الأخلاقية للمجتمع"، وتحتوي على مضمون يتعدى على القيم الأسرية، فأصدرت النيابة العامة قراراً بضبطها وإحضارها والتحقيق معها، وصولاً إلى إحالتها للمحاكمة.

من هي سوزى الأردنية؟

فتاة مصرية اسمها الحقيقي سوزي أيمن، عمرها 18 عاماً، وتقيم في منطقة المطرية بالقاهرة.
أطلقت على نفسها لقب "سوزي الأردنية" لارتباط عائلتها بالأردن، حيث كان والدها يعمل هناك لفترة زمنية قبل عودتهم إلى مصر، لتحصل على الجنسية الأردنية أيضاً لإقامتها داخل الدولة قرابة 11 عاماً.

لديها شقيقتان، الأولى "مي" وهي فتاة من أصحاب الهمم، وتظهر باستمرار مع "سوزي" في عدد من فيديوهاتها على تيك توك، وهو ما اعتبره البعض استغلالاً لحالتها الصحية لزيادة المشاهدات. أما الشقيقة الصغرى فتدعى "مودة"، ولا تظهر معها كثيراً.
قررت سوزي الأردنية الدخول إلى عالم التيك توك قبل سنوات، لتصور مقاطع فيديو ترصد تفاصيل حياتها اليومية رفقة أسرتها وأصدقائها، قبل أن تصبح واحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وتحقق فيديوهاتها على تيك توك أكثر من ربع مليار مشاهدة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • محافظ بنك السودان يكشف أسباب تغيير العملة ويعلن ستراتيجية بشأن سعر الصرف وتراجع قيمة العملة والتضخم ومحفظة بمبلغ مليار دولار
  • إحالة للجنايات.. القصة الكاملة لضبط نجل داعية شهير بمخدرات وسلاح
  • بنك السودان المركزي يقرر تجميد حسابات قوات الدعم السريع والشركات التابعة لها
  • لاعب السودان: أشكر السعودية التي وقفت معنا منذ بداية الأزمة .. فيديو
  • القصة الكاملة لسرقة هواتف لاعبات فريق كرة قدم في القاهرة| ماذا حدث
  • من التيك توك للسجن.. القصة الكاملة لحبس البلوغر سوزي الأردنية
  • بـ16 مليون جنيه.. ضبط قضايا اتجار في العملة بالسوق السوداء
  • خلال يوم.. «الداخلية» تضبط قضايا اتجار في العملة بـ16 مليون جنيه
  • الإسلاميون والجيش واستراتيجية المليشيات: أدوات السيطرة التي تهدد مستقبل السودان