لم تهدأ الاتصالات والمشاورات في اليوم الاول من مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ،بالتزامن مع استمرار المواجهات الميدانية بين اسرائيل وحزب الله وتوجيه إسرائيل رسالة دموية إلى الجيش ليلا فاستهدفته في الصرفند حيث سقط له عدة شهداء.
وفي خلال الاجتماع مع هوكشتاين جدد ميقاتي التأكيد على أن «الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية».


اضاف: أنّ الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم، ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية».
وشدد على «تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب».
واكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع جيد مبدئياً و أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكستين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك»، مكرراً أن الأمور «جيدة».
وأكد بري أن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين. وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإسرائيليين، أجاب الرئيس بري: «هو (هوكستين) يقول إنه نسق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة»، لكن بري استدرك قائلاً: «إنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم».

وكتبت" النهار": أحاط الغموض الكثيف الذي ظللته آمال ضعيفة مشوبة بشكوك قوية بأحدث وربما آخر زيارة يقوم بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت ساعياً وراء اختراق صعب بوقف نار يوقف الحرب بين إسرائيل و"حزب الله". 

ولعل غياب الوضوح تسريباً وتصريحاً عن نتائج "المفاوضات" التي دارت في عين التينة وأعقبتها جولة مكملة في السفارة الأميركية في عوكر بين هوكشتاين وممثل عن بري هو مستشاره الاعلامي علي حمدان لتذليل ما يمكن تذليله، مما قد تعتبره إسرائيل اطاحة بمشروع وقف النار يتحمل الجانب اللبناني المفاوض تبعته عكس التعقيدات التي كانت لا تزال تعترض المفاوضات، علماً أن إرجاء كلمة كانت مقررة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم جاء في اطار إزالة عقبات اللحظة الأخيرة أمام وساطة هوكشتاين. 

ولكن الإسرائيليين سارعوا إلى زرع مزيد من الشكوك حين بثت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، "لم نتلق تأكيداً بوصول هوكشتاين لإسرائيل غداً (اليوم) وهذا يعتمد على التطورات في لبنان". واعتبر الرئيس بري رداً على استيضاحات "النهار" أن هوكشتاين يقوم بالمحاولة الأخيرة قبل تسلّم الجمهوريين الحكم. وأبدى بري ارتياحه إلى ما توصل إليه مع الموفد الأميركي ولكن تبقى العبرة في التنفيذ. ولفت إلى أنه كان تلقى اشارات إيجابية منه وأن الاتصالات ظلت مستمرة بينهما حتى بعد الظهر. ورأى بري أنه في حال وافق نتنياهو على خلاصة ما توافقنا عليه مع هوكشتاين يكون قد تحقق شوط كبير وإذا تم التوصل إلى وقف النار تصبح مهمة انتخاب رئيس الجمهورية أسهل و"تكون خاتمة الأحزان".

وسعى هوكشتاين إلى اظهار مسحة تفاؤلية من عين التينة من باب إظهار أن مهمته تأخذ طريقها نحو الإيجابية وأنه يمكنه تقريب المسافات الخلافية بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي انطلاقاً من قاعدة القرار 1701 الذي يشكل حجر الأساس في ترتيب الامور الأمنية أقله في منطقة جنوب الليطاني ومن دون أن يوافق "حزب الله" على توسيع "شعاع" الورقة الأميركية على طول الخريطة اللبنانية.
وقد لفت هوكشتاين في معرض حديثه إلى أن من حق لبنان أن يعترض على نقاط في اقتراحه لكن ما يضعه اللبنانيون من اعتراضات "ليس في مرتبة القداسة". وبعد زيارته لعين التينة كانت هناك جولة ملحقة بالمحادثات في السفارة الأميركية يبدو أنها خصصت لصياغات وتعديلات حيال بعض ما طرح بين هوكشتاين وبري وبعدما أخذ الأخير موقف "حزب الله" منها. 

وكتبت" نداء الوطن": بكلمتين، اختصر أحد الذين التقاهم الموفد الأميركي آموس هوكستين، أجواء لقاءات الأخير في بيروت: "إيجابية بحذر"، الكلمتان تختصران تهيُّب الموقف مما سمعه هوكستين والذي سينقله إلى إسرائيل، بعد أن يكون قد وضع اللمسات الأخيرة على الملاحظات اللبنانية، مع مستشار الرئيس بري، علي حمدان، فالجو في بيروت لا يُكمِل الصورة التي تحتاج إلى "نصفها الآخر" من تل أبيب.
لقاء هوكستين مع قائد الجيش ركز على الشق التقني العسكري ودخل الموفد الأميركي مع العماد جوزيف عون بالتفاصيل، خصوصاً أن وقف إطلاق النار وأي تسوية أخرى ستترافق مع بسط الجيش سيطرته على الجنوب والمرافق الأساسية. وانطلاقاً من كل هذا سأل هوكستين العماد عون عن مدى جهوزية الجيش للانتشار والخطط التي أعدتها القيادة لتعزيز هذا الانتشار في الجنوب، ومدى قدرة الجيش على سد الثغرات وعدم السماح بحدوث خروقات في المرحلة الأولى إذا تمت التسوية. وقدم عون شرحاً لهوكستين عن الخطط التي وضعها الجيش للمرحلة المقبلة وما سيرافقها من زيادة العديد عبر التجنيد، والتأكيد على تطبيق الخطة بعد الوصول إلى الاتفاق.
ومساءً وجهت إسرائيل رسالة دموية إلى الجيش اللبناني فاستهدفته في الصرفند حيث سقط له عدة شهداء.
وفي مؤشر لافت في توقيته أيضاً، تعرضت قوات الطوارئ الدولية لثلاثة حوادث منفصلة أبرزها مع "حزب الله"، وقد أصيب أربعة من الجنود الغانيين بصاروخ أطلقته على الأرجح "جهات غير حكومية داخل لبنان" (في تلميحٍ إلى "حزب الله" من دون تسميته). وقد جرى نقل ثلاثة من الجرحى إلى مستشفى في صور لتلقي العلاج.
وكتبت" البناء": لم يتمسّك هوكشتاين بصيغة اللجنة المشرفة على القرار 1701 وبدأ بالتراجع عن مشاركة ألمانيا وبريطانيا ثم قبل ربطها بنصوص القرار ومرجعيّته العائدة لمجلس الأمن الدوليّ، ومثلها فعل بالنسبة لنص حق الدفاع، وانتقل النقاش مع علي حمدان مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري في السفارة الأميركيّة في عوكر ليلاً، بوجود خط ساخن مفتوح مع تل أبيب يتمّ عبره نقل كل النقاش لرئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، حيث البحث بتفاصيل الانسحابات الحدوديّة والمناطق المتنازع عليها والصياغات المناسبة، ووقف الانتهاكات للأجواء والمياه اللبنانية، بعدما سحبت أيضاً مطالب حريّة التحرّك العسكريّ والأمنيّ للاحتلال ومعها مطالب تدويل الحدود اللبنانيّة السوريّة.
وأشارت مصادر مطلعة على أجواء التفاوض أن “هناك جدية واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، ولفتت إلى أن هوكشتاين التقى مساء أمس، في السفارة الأميركية مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، استكمالاً للقاء الأول مع رئيس المجلس حيث ناقشا في أهمية تأكيد الالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه جدياً فضلاً عن أنهما عملا على صياغة البند المتعلق بلجنة المراقبة للقرار وكيفية إشراك الأميركي والفرنسي فيها.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اظهار الإيجابية في اجتماعات المبعوث الأميركي آموس هوكشتين مع المسؤولين اللبنانيين بشأن التقدم في إنجاز وقف إطلاق النار يستدعي ترجمة، وقالت إن هناك قناعة لدى الجانب اللبناني أن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لن يتم بين ليلة وضحاها وإن العدو الإسرائيلي مصمم على مخطط وضعه منذ اليوم الأول لبدء العدوان، وسيتم إبلاغ الوسيط الأميركي بملاحظاته التي ترتكز على ما يخدم امنه وفق ما ينقل عنه أيضا. 
وأوضحت المصادر أن ما بعد زبارة هوكشتين إلى إسرائيل تصبح الصورة أكثر وضوحا لاسيما بالنسبة إلى مصير الأتفاق لاسيما أن الأجوبة ستقدم والتي لن تخلو من تمسك إسرائيل من أي عمل تدافع فيه عما تعتبره تهديدا لها ولمواطنيها.
وكتبت" الديار": كل المعطيات تأخذ في اتجاه ان الساعات المقبلة حاسمة، فعلى الرغم من الايجابية التي عبر عنها رئيس مجلس النواب، والحذر الذي ابداه رئيس حكومة تصريف الاعمال، فان العقبات لا تزال كثيرة،حتى ان بعضها زاد حجمه في ظل الايضاحات الاميركية، وسط التحذيرات المبطنة من سقوط الفرصة الاخيرة، في ظل الاتجاه الاسرائيلي لانهاء الحرب في القطاع، والتركيز على لبنان، بغطاء اميركي، الامر الذي يضعه تحت خطر مضاعف.
فالزيارة التي حملت معها المحاولة الاخيرة لانجاز سياسي لادارة بايدن، تتقدم ببطء،وفقا لمصدر دبلوماسي اطلع على خلاصتها، مع اصرار لبنان والمقاومة على «ثلاث ثوابت: ضرورة وقف الحرب، حماية السيادة اللبنانية، ألّا يحصّل الاحتلال في السياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان»، وهو ما يصر عليه العدو الاسرائيلي.
وراى المصدر ان هوكشتاين مدد فترة وجوده في بيروت، الى صباح اليوم، لحمل ورقة نهائية الى تل ابيب، تاركا لفريقه استكمال التفاوض مع عين التينة، علما ان الاروقة الجانبية لساحة النجمة شهدت اجتماعات ومحادثات في هذا الخصوص، وسط قرار اميركي بعدم الرغبة بالسير بمفاوضات مكوكية بين الطرفين تنتهي الى الفشل، استنادا الى تجربة غزة.
ووفقا لمصادر مطلعة على اجواء لقاء عين التينة وما دار فيه من مشاورات، فان ايا من النقاط العالقة والمتحفظ عليها لم يجر حلها، رغم المسلم به من نقاط وهي: وقف العمليات العدائية، تطبيق القرار 1701، انسحاب اسرائيل من المناطق التي دخلتها، مقابل تراجع حزب الله الى منطقة شمال الليطاني، عودة النازحين الى الجنوب يقابله عودة المستوطنين الى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
وكشفت المصادر، ان الخلاف الجوهري يكمن في النقاط التالية، حيث بدت الامور معقدة اكثر مما كان يتوقع في ظل الايضاحات التي قدمت من الجانب الاميركي، والتي تتوجب مزيدا من التشاور للرد على استفهاماتها، وابرزها:
-البند المتعلق بحق الطرفين المعنيين في الدفاع عن النفس، والذي يعتبره لبنان، بمثابة تفويض وتشريع مبطن لاسرائيل بالتحرك، في وقت يكون فيه حزب الله قد بات خارج منطقة جنوب الليطاني، وبالتالي وضع الجيش اللبناني في المواجهة،وبالتالي ضرورة توضيح مسالتي «مضمون حق الدفاع عن النفس، ومن هي الجهة التي تحدد حالات تفعيل هذا الحق وما اذا كانت تعود لاسرائيل حصرا»، وهي امور ترفض تل ابيب ادخال اي تعديلات عليها بموجب اتفاق ثنائي معقود بين واشنطن وتل ابيب حصلت بموجبه الاخيرة على مجموعة من الضمانات التي تكفل لها حرية التحرك، وهو ما اقر به الجانب الاميركي تلميحا، واعتبرت عين التينة ان من حقها الاطلاع على الاتفاق في حال وجوده. ورات المصادر ان تل ابيب لن تتنازل عن هذا البند او تعدل فيه. بالمقابل لبنان والمقاومة لن يقدما اي تنازل للعدو الاسرائيلي على حساب السيادة اللبنانية.
-البند المتعلق بلجنة مراقبة مندرجات الـ 1701، لجهة تشكيلها وصلاحياتها، خصوصا تلك المتعلقة بمسائل «الاشراف» على المعابر الحدودية الجوية والبحرية والبرية، حيث ان هوكشتاين لم يقدم التوضيحات المطلوبة، حول سبب تشكيلها والاطراف المشكلة منها وآلية عملها، وسبب غياب اطراف عربية ودولية عنها.
وعلم على هذا الصعيد ان اكثر من طرح قدم لازالة «الريبة» حول دورها، ابرزها ضم دولة عربية اضافة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، وعلى ان توضع بتصرف الامين العام للامم المتحدة، بوصفها هيئة استشارية، الا ان الاقتراحات كلها سقطت، ما اعتبره الثنائي بمثابة «تعديلات» على القرار 1701.
وتشير مصادر اميركية في هذا الخصوص الى ان هذا البند بشكله الحالي جاءت صياغته من قبل فريق الرئيس دونالد ترامب، المصر على ان يكون هناك في الفترة المقبلة اشراف اميركي مباشر على الترتيبات الامنية.
- «الريبة» من قطبة مخفية قد يكون هدفها طلب سحب حزب الله لمنطقة الاولي، على مراحل تدريجية، مع تقدم تنفيذ الاتفاق.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی السفارة الأمیرکی الموفد الأمیرکی وقف إطلاق النار مجلس النواب عین التینة علی حمدان القرار 1701 نبیه بری حزب الله تل ابیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

تفاؤل الشركات الصغيرة بأميركا.. هل يعكس تفاؤل بعودة ترامب؟

وسط أجواء من التفاؤل الحذر، تشهد الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة موجة من الأمل بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للبلاد. فقد ارتفع مؤشر التفاؤل لدى هذه الشركات إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2018، مع توقعات بسياسات اقتصادية أكثر ملاءمة في ظل الإدارة الجديدة.

هذا الارتفاع يعود إلى التوقعات بتحسن الظروف الاقتصادية ووضوح الرؤية بشأن المسار السياسي المستقبلي، وبينما يواصل أصحاب الأعمال التعبير عن مخاوفهم بشأن التضخم وجودة العمالة، يبدو أن هناك استقراراً في قضايا التوظيف والأسعار. ولكن، هل يعكس هذا التفاؤل حقبة جديدة من النمو الاقتصادي في أميركا؟ وهل ستسهم سياسات ترامب في تعزيز هذا الانتعاش المأمول؟

وبحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" واطلعت عليه سكاي نيوز عربية، مدد التفاؤل بين الشركات الصغيرة الأميركية ارتفاعه في ديسمبر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2018، مدفوعاً بتوقعات سياسات مواتية في ظل الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وارتفع مؤشر الأمل في الاتحاد الوطني للأعمال التجارية المستقلة 3.4 نقطة الشهر الماضي إلى 105.1، بعد أكبر زيادة شهرية قياسية في نوفمبر الماضي. تحسن سبعة من بين عشرة مكونات للمؤشر، بقيادة قفزة قدرها 16 نقطة في صافي حصة الشركات التي تتوقع ظروفاً تجارية أفضل - مما رفع هذا المقياس إلى أعلى مستوى في البيانات الشهرية منذ عام 2002.

 ثقة الشركات الصغيرة في ارتفاع مستمر  

الزيادة الشهرية البالغة 11.4 نقطة هي الأكبر في البيانات الشهرية التي تعود إلى عام 198، بحسب الاتحاد الوطني للأعمال التجارية المستقلة، وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر عدم اليقين التابع للمجموعة 12 نقطة أخرى - وهو ما يمثل أكبر انخفاض متتالي على الإطلاق - نظراً لزيادة الوضوح بشأن المسار الاقتصادي بعد الانتخابات الرئاسية وسيطرة الجمهوريين على الكونغرس.

وقال كبير الاقتصاديين في NFIB بيل دونكلبرغ في بيان: "يستمر التفاؤل في الشارع الرئيسي في النمو مع تحسن الآفاق الاقتصادية بعد الانتخابات. يشعر أصحاب الأعمال الصغيرة بمزيد من اليقين والأمل بشأن الأجندة الاقتصادية للإدارة الجديدة".

كما تعززت توقعات المبيعات، حيث ارتفعت حصة المستجيبين الذين يتوقعون ارتفاع المبيعات 8 نقاط إلى أعلى مستوى لها منذ يناير 2020. كما كان لدى الشركات رغبة أكبر في التوسع بسبب المناخ السياسي، في حين لا يزال أصحاب الأعمال يعتبرون التضخم القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم، يبدو أن التغييرات الأخيرة والمخطط لها في الأسعار تستقر عند مستويات مرتفعة إلى حد ما.

وفيما أظهرت بيانات حكومية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 2.9 بالمئة على أساس سنوي خلال ديسمبر الماضي، مقابل 2.7 بالمئة في نوفمبر، وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في أميركا بنسبة 0.4 بالمئة، مقابل 0.3 بالمئة في نوفمبر، مما يؤكد تفضيل الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي، طبقاً لتقرير الوكالة الأميركية.

كما تستقر أيضاً القضايا المتعلقة بجودة العمالة، لا سيما فيما يتعلق بصعوبة الشركات في العثور على متقدمين مؤهلين وعدم قدرتها على ملء الوظائف الشاغرة.

واستندت نتائج مسح NFIB إلى 513 استجابة من عينة من 5000 مالك - مما يجعل معدل الاستجابة 10.3بالمئة.

تنافسية أفضل

في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" قال الخبير الاقتصادي الدكتور نضال الشعار، كبير الاقتصاديين في شركة "ACY": "إن الشركات الصغيرة والمتوسطة ستكون الفائز الأول من السياسات الحمائية التي وعد ترامب بتطبيقها في ولايته المقبلة". وأوضح أن هذه السياسات ستخفف من حدة المنافسة التي تواجهها هذه الشركات، نظراً لعدم قدرتها الاقتصادية على مواجهة المنافسة القادمة من الصين، والاتحاد الأوروبي، وحتى الدول الناشئة الأخرى.

وأضاف: "إن فرض رسوم جمركية على البضائع المستوردة، سواء من الصين أو الاتحاد الأوروبي أو غيرهما، سيضع هذه الشركات في موقع تنافسي أفضل، مما يمنحها هامش ربح أكبر يساعدها على التوسع والنمو وتحقيق أرباح أعلى، بالإضافة إلى زيادة أسعار أسهمها في الأسواق المالية إذا كانت مدرجة".

وأشار الدكتور الشعار إلى أنه من بين الشركات المستفيدة ستكون شركات التكنولوجيا والشركات التي تتعامل في العملات الرقمية، خاصة مع التوجه نحو الاقتصاد الرقمي الذي ظهر خلال حملة ترامب. كما أشار إلى أن الشركات العملاقة مثل شركات البترول والوقود الأحفوري ستستفيد أيضاً".

ومع ذلك، حذر الخبير الاقتصادي الدكتور الشعار من أن ارتفاع سعر صرف الدولار، نتيجة السياسات الحمائية، قد يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم، مما قد يدفع البنك المركزي الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة. وأوضح أن هذا الارتفاع سيؤثر على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تعتمد بشكل كبير على الاقتراض للنمو، حيث ستزداد تكلفة الاقتراض، وستصبح السلع الأميركية أكثر تكلفة، مما يقلل من قدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية.

وأكد الشعار أن تنفيذ هذه السياسات يعتمد على مدى جدية ترامب، مشيراً إلى أنه من المرجح أن يسعى إلى حلول وسطى بدلاً من تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة بالكامل، مما قد يوفر للشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة جيدة للاستفادة والنمو.

تفاؤل كبير بتكرار نجاحات ترامب

بدوره، أكد طارق الرفاعي، الرئيس التنفيذي لمركز "كروم للدراسات الاستراتيجية"، في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن هناك تفاؤلاً كبيراً بين الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة. وأشار إلى أن الفترة السابقة من ولاية ترامب بين عامي 2016 و2020 شهدت نمواً قوياً في الاقتصاد الأميركي، إلى جانب انخفاض في الضرائب ونمو ملحوظ في سوق العمل.

وأضاف الرفاعي: "إن هذا التفاؤل ينبع من الاعتقاد بقدرة ترامب على تكرار نجاحاته السابقة، خاصة في ظل الأداء المتواضع لولاية الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بنمو قطاع الشركات الصغيرة".

وأوضح أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في الولايات المتحدة تستعد الآن لاستقبال سياسات ترامب مرة أخرى، خصوصاً فيما يتعلق بارتفاع الرسوم الجمركية التي أثبتت نجاحها سابقاً للشركات الأميركية، لا سيما في القطاع الصناعي.

مكاسب تجارية

وأشار الرئيس التنفيذي لمركز "كروم للدراسات الاستراتيجية"، إلى أن هناك من يرون في ارتفاع الرسوم الجمركية تهديداً بالتضخم وحروباً اقتصادية غير مثمرة، لكنه يرى أن هذه التهديدات تأتي كوسيلة ضغط من ترامب، موضحاً أن الدول الأوروبية وبعض الدول الآسيوية ستأخذ هذه التهديدات بجدية، ما سيدفعها إلى البحث عن حلول تجارية تناسب الولايات المتحدة، وهو ما سيصب في صالح الاقتصاد الأميركي.

واختتم الرفاعي حديثه بالقول: "إن هذا النهج قد يكون له تأثير سلبي على بعض الدول، خاصة في القارة الأوروبية، ولكنه سيؤدي إلى تحقيق مكاسب تجارية ممتازة للولايات المتحدة".

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: على إسرائيل أن تتعلم من فشلها في الحسم مع حماس وحزب الله
  • علي ماهر: مهمة صعبة تنتظر المصري في ربع نهائي الكونفدرالية
  • آية ترفع من معنوياتك وتزيدك تفاؤلًا وثقة بالله.. رددها كثيرا
  • بالفيديو: أبو عبيدة يوجه رسائل مهمة بأول كلمة عقب وقف إطلاق النار بغزة
  • هل حنث يمين الحلف على الأبناء له كفارة؟.. الإفتاء توضح التفاصيل
  • آلاف الشاحنات تنتظر ساعة الحسم لإدخال المساعدات لغزة .. فيديو
  • تفاؤل الشركات الصغيرة بأميركا.. هل يعكس تفاؤل بعودة ترامب؟
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار التي دوت وسط البلاد ناجمة عن إطلاق صاروخ من اليمن
  • تفاؤل حكومي حذر وموقف الثنائي بعد الاطلاع على التشكيل
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة