عربي21:
2025-03-23@15:59:49 GMT

نحو استعادة البشرية لآدميتها المسلوبة

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

بعد عام ملأت فيه رائحة البارود الدنيا وشغلت الناس في الشرق الأوسط، عادت نيران أوكرانيا لتشعل صفحات الإعلام من جديد، بعد أن صادق الرئيس الأمريكي المنصرف جو بايدن على إمكانية استخدام كييف لصواريخ بلاده الباليستية لدك الأراضي الروسية، في خطوة أعادت لهيب حربي موسكو وكييف إلى مساحة الاشتعال، دونما اكتراث بتعهدات ترامب العائد إلى الحكم ووعوده بإنهاء هذه الحرب خلال أربع وعشرين ساعة.

 

صواريخ بايدن يقول البعض، جاءت لتعطل مطامح ترامب في إخماد حروب الأرض، حسب المقربين من الأخير، بل تقود المشهد نحو الانفجار والمزيد من التعقيد والقتل والدمار، وفي مسعىً لخلط الأوراق وبعثرتها.

وبين الشرق الأوسط وأوكرانيا تفاقمت رائحة البارود، لتتعرف البشرية على صنوف المسيرات والصواريخ الفرط صوتية والباليستية والاعتراضية ومنظومات حيتس وثاد وطائرات أف 35 وأف 15 المطورة وقائمة لا تنتهي من عتاد الموت، في كوكتيل عجيب من أدوات الفتك التي تتباهى بها مصانع الشر، من دون ضمير أو أخلاق أو روادع تذكر.

ليقودنا هذا كله لنعيش تحت وطأة تواصل الصراع الاستعماري على طرق التجارة ومصادر الطاقة ومنابعها ومواطنها، وذلك عبر تخريجات مفبركة، يتم إلباسها ثوباً مزعوماً ومصطنعاً ومغلفاً بالديمقراطية والإنسانية والحرية الواهية.
فدفاع الاحتلال الصهيوني عن الذات، إنما يعني بالنسبة له تدمير الفلسطينيين ومحقهم وسحقهم وطحنهم
معارك تجترح المزيد من الأفكار الشيطانية، والخطط المسمومة، في محاولة لتغليف مضامين تلك الحروب، بأهداف دفاعية كاذبة ومزيفة. فدفاع الاحتلال الصهيوني عن الذات، إنما يعني بالنسبة له تدمير الفلسطينيين ومحقهم وسحقهم وطحنهم وسط عالمٍ صامت، ما زال يرتعد خوفاً من اللوبي الصهيوني، عالم يسعى على مدار اليوم إلى أن يلوث مسامعنا بأسطوانة مشروخة ممجوجة، تشرعن حق الاحتلال المزعوم بقتل البشر والشجر والحجر، قتل النساء والأطفال والشيوخ ودفنهم أحياء من دون أدنى رحمة ولا حتى ذرة إنسانية تحت ذريعة الدفاع عن النفس!

البشرية ليست بحاجة اليوم لكوكتيل السلاح هذا، بل هي في أشد الحاجة إلى وأد الحروب وتجارها ومدمنيها ومصنعيها وداعميها، وما ارتبط بها من توظيف دنيء وبشع وكارثي للتكنولوجيا القذرة، التي يرتبط نجاحها بقدراتها التدمرية، لتكون فاعلية السلاح مقرونة بكم من البشر تستطيع هذه التكنولوجيا أن تقتل. البشرية بحاجة لكوكتيل حرية وكرامة وتطور وتقدم وازدهار، بعيداً عن اللاهثين وراء حقول الغاز والبترول والمعادن الثمينة والراكضين وراء الثروة المجبولة بالحروب ودماء الأبرياء حول العالم.

معدن البشرية الثمين إنما يجب أن يكمن في ما يكمن بكم الخير الذي توجده المجتمعات قاطبة وقدرتها على الإطاحة بطغاة الأرض وقتلتها وملوثيها. لسنا بحاجة لصنوف السلاح بكل مسمياته ومواصفاته بل بحاجة لمن يقود البشر نحو مباطحة قراصنة العصر، من قتلة ومجرمين وتجار لا تعنيهم حياة البشر، وإنما يعنيهم «تسمين» جيوبهم وثرواتهم وودائعهم، فهل ينفض العالم بعد محرقة الشعب الفلسطيني الغبار عن كرامته والمنظومة الآدمية وأخلاقيات الحياة، أم يبقى مدمناً على الاستسلام لجمهور القتلة الأفاقين؟ هل تذهب الشعوب نحو استعادة البشرية لآدميتها المسلوبة؟ أم تبقى رهينة مطامع حفنة من القطط السمان؟ ننتظر ونرى!

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة الاحتلال مجازر الإبادة الجماعية الدعم الأمريكي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عصر جديد يبدأ.. كيرال أول نموذج للذكاء الاصطناعي يقرأ العقل

أعلنت شركة "سينكرون" المتخصصة في تقنيات واجهات الدماغ والحاسوب (BCI)، عن تطوير "كيرال"، أول نموذج تأسيسي معرفي للذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات مباشرة من النشاط العصبي للدماغ البشري، في خطوة وصفت بأنها تمثل نقلة نوعية نحو عصر "الذكاء الاصطناعي المعرفي".  

 

وجاء الإعلان خلال مؤتمر NVIDIA GTC 2025، حيث استعرضت الشركة قدرات تقنيتها الجديدة بالتعاون مع NVIDIA Holoscan ونظارة Apple Vision Pro، ما أتاح للمستخدمين التحكم في البيئات الرقمية والمادية عبر التفكير المباشر باستخدام تقنية Stentrode.

 

وعرضت "سينكرون"مقطع فيديو وثّق تجربة حية لأحد المرضى المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، حيث تمكن من التحكم الكامل في منزله الذكي من دون استخدام اليدين أو الصوت أو حتى اللمس، وذلك عبر الأوامر العقلية فقط.


اقرأ أيضاً.. استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال


وتمكن المستخدم من التحكم بالإضاءة وتشغيل الموسيقى وضبط الحرارة وتشغيل الأجهزة المنزلية عبر تتبع العين والتفكير المباشر.

 

وأوضح الرئيس التنفيذي ومؤسس "سينكرون" الدكتور توم أوكسلي أن النموذج الجديد يعتمد على تقنيات التعلم التوليدي المبني على البيانات العصبية، بهدف تطوير وظائف قادرة على تحسين حياة المستخدمين. وأضاف: "نحن قادرون على جمع بيانات واسعة النطاق بفضل تقنية زراعة الجهاز عبر القسطرة، ما يجعل اعتماد هذه التقنية مستقبلاً شائعًا مثل تركيب الدعامات".

 

وأشارت الشركة إلى أن خارطة الطريق نحو الذكاء الاصطناعي المعرفي تشمل ثلاث مراحل أساسية بالتعاون مع NVIDIA: الأولى تتمثل في تحقيق فك فوري للإشارات العصبية بدقة عالية بفضل Holoscan، والثانية دمج الوعي البيئي عبر منصة Omniverse ونماذج Cosmos، أما المرحلة الثالثة فتتمثل في تدريب نموذج "كيرال" باستخدام بيانات مجهّلة المصدر تم جمعها من التجارب السريرية.

 

أخبار ذات صلة اختبار بنكهة كوميدية.. الذكاء الاصطناعي ينافس البشر في الحس الفكاهي الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل الاستعداد لتنظيم مؤتمر الترجمة الدولي

وأكدت "سينكرون" أن هذه التقنية ستحدث نقلة كبيرة في فهم وتفسير نوايا البشر، مشيرة إلى أن قدرتها على نشر هذه الأجهزة بطريقة طبية روتينية سيساهم في جمع بيانات على مستوى سكاني، ما يسرّع من تطوير نماذج معرفية ذكية تتعلم وتتحسن باستمرار.

 

من جانبه، قال ديفيد نيوولني، المدير الأول لتطوير الأعمال في NVIDIA: "نحن أمام جيل جديد من الحوسبة حيث لا تكتفي التقنية بالاستجابة للبشر، بل تمنحهم قدرات جديدة غير مسبوقة، خاصة لذوي الإعاقة، ما يعزز استقلاليتهم وقدرتهم على التواصل مع العالم".

 

وتوقعت "سينكرون" أن يمثل هذا التطور قاعدة لبناء أول نموذج معرفي ضخم للدماغ، على غرار النماذج الحالية التي تدربت على النصوص والصور، معتبرة أن الخطوة القادمة هي تدريب الذكاء الاصطناعي على إشارات الدماغ البشرية.


اقرأ أيضاً.. دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت

 

يُذكر أن "سينكرون" نفذت منذ 2019 تجربتين سريريتين على البشر، وتستعد لإطلاق تجربة سريرية موسعة تهدف إلى تعزيز استقلالية المرضى ذوي الإعاقات الحركية، في سوق تُقدّر قيمته بنحو 400 مليار دولار.

وأكدت الشركة التزامها بتطوير هذه التقنية وفق مبادئ أخلاقية تضمن الحرية المعرفية وحماية حقوق المستخدمين.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • الرقابة الصحية تنظم عددًا من البرامج التدريبية لتطوير الكوادر البشرية بـ 3 محافظات
  • الوشق المصري أعجوبة الخلق الذي يخشى البشر فلِم عقر جنود إسرائيل؟
  • عصر جديد يبدأ.. كيرال أول نموذج للذكاء الاصطناعي يقرأ العقل
  • بعد معركة القصر والنصر الذي تم
  • حروب البحار.. والإرث الإنساني
  • أعظم إبداعات البشر.. كيف ساهمت الرياضيات في فهم التعقيد المذهل للكون؟
  • وزير الطيران: حريصون على تعزيز التعاون مع الوطنية للتدريب لتأهيل الكوادر البشرية
  • إتصالات أمريكية سرية مع لبنان لتوسيع القرار 1701 ونزع السلاح
  • لقاح حمى لاسا يدخل المرحلة الأولى من التجارب على البشر
  • روان أبو العينين تكشف بالأرقام حجم الكارثة البشرية في غزة «فيديو»