علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإمام الشافعي رحمه الله: قال «ما حلفت بالله تعالى لا صادقًا ولا كاذبًا قط»، فانظر إلى حرمته وتوقيره لله تعالى، ودلالة ذلك على علمه بجلال الله سبحانه، وسُئل الشافعي رضي الله عنه عن مسألةٍ فسكت، فقيل له: ألا تُجيب رحمك الله؟ فقال: «حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي».
وكان يقول رحمه الله : الكلمة تملكها حتى تنطق بها فهي تملكك.
فانظر في مراقبته للسانه مع أنه أشد الأعضاء تسلطًا على الفقهاء، وأعصاها عن الضبط والقهر، وبه يستبين أنه كان لا يتكلم، ولا يسكت إلا لنيل الفضل، وطلب الثواب.
وقال: أحمد بن يحيى بن الوزير خرج الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يومًا من سوق القناديل فتبعناه فإذا رجلٌ يسفه على رجلٍ من أهل العلم؛ فالتفت الشافعي إلينا وقال: «نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به ؛ فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه لينظر إلى أخبث شيءٍ في إنائه فيحرص أن يُفرغه في أوعيتكم، ولو رُدت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها».
وهنا كان ينبهنا مشايخنا رحمهم الله تعالى قبل أن ينفرط العقد، وينهار الحال الذي نحن فيه إلى أن الاستماع إلى الغيبة، والنميمة، والكذب، والبهتان، والضجيج، واللغو يؤثر تأثيرًا قويًا في القلب، وأن من تأثيره أن يهون المنكر علينا، يعني نرى المنكر وكأنه شيء عادي، وقد كان -يعني هؤلاء الناس- لم يستمعوا، وأصبحنا الآن بين ضرورات؛ فإذا انعزلنا بالكلية عن المجتمع فيكون هذا هروب من مواطن المسئولية، وإذا بقينا وصبرنا على أذية الناس، وغيبتهم، ونميمتهم، وبهتانهم، وكذا إلى آخره فإن هذا يؤثر في القلب، والمخرج من هذا هو ذكر الله؛، فإن نور الذكر يحمي من طَمْس الخنا ،فالذكر هو واجب الوقت فـ {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} لأن الذكر لا يحتاج إلى مؤنة، ولا يحتاج إلى وقت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغيبة النميمة الكذب
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى الله مقيد بالذكر والفكر ... علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان طريقنا هذا مقيد بالذكر والفكر ، فما هو الفكر؟ الفكر هو لله سبحانه وتعالى ، وهذا الفكر ينبغي أن يكون في ملكوت الله، وفي ملك الله، في السموات وفي الأرض، في النفس، وفي الحيوان، وفي النبات، وفي كل شيء يتأتى للإنسان أن يستشعره، وأن يدركه، وأن يفهمه، وأن يعلمه، وأن يطلع عليه، وأن يحصل معناه، أي أن يتفكر الإنسان في كل شيء.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه لابد من أن يؤدي هذا الفكر إلى علم، وهذا العلم يؤدي إلى يقين، وهذا اليقين يؤدي إلى مشاهدة، وهذه المشاهدة تؤدي إلى حضور، وفي الحضور أنس بحضرة القدس، والأنس بالقدس أمر هو في نهاية الفكر، أي أن الفكر سيوصلنا إلى حضرة القدس سبحانه وتعالى ، فهذا هو هدف الفكر.
وليس هدف الفكر التكبر على الناس، ولا هدف الفكر الاعتزاز بالنفس، ولا هدف الفكر الضلال، ولا هدف الفكر الإيذاء، ولا هدف الفكر التعالي!! بل إن هدف الفكر دائماً هو الله.
فينبغي علينا أن نوجه فكرنا ليدفعنا إلى الله، وكل شيء حولناه إلى دلالة على الله في أنفسنا صار علما، وكل شيء لم يكن كذلك لا يكون علما، إنما يكون معرفة لا تنفع، والجهل بها لا يضر.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ". هذا هو العلم الموصل إلى الله سبحانه وتعالى ، لا الذي يؤدى إلى التفاخر بين الناس، ولا إلى الاعتزاز بالنفس، ولا إلى التكبر والتعالي، ولا إلى الإيذاء، ولا إلى الفساد في الأرض، فكل علم وصل إلى الله ووجد الإنسان نفسه يسبح ربه بعده ويقول: سبحان الله الخالق العظيم، ويرى أن كل شيء في الكون وراءه قدرة الله سبحانه وتعالى كما قال قائلهم:
وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ .. تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ
وعليه فإن السالك في سيره إلى الله تعالى ينظر، ويتأمل، ويتفكر، ويستنبط من هذا الترتيب العجيب، في العالم العلوي، والعالم السفلي، ما يوقن معه في الله سبحانه وتعالى يقيناً لا يتزعزع، لا يكون بعده فيه ريب، ويتفكر في مخلوقات الله تعالى، ويتفكر في نفسه، وقديماً قالوا: ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ).
الإنسان يتفكر في نفسه في مولده، وفي حياته، وفي مماته، وفي كل شيء، فإذ به يرى الله سبحانه وتعالى في مقابل ذلك كله، فإذا فعل الإنسان ذلك في الفكر لا تعتريه الريب، ولا تهجم على قلبه الشكوك، وتراه مطمئناً بذكر الله، فالذكر والفكر يكونان الدعامة الأساسية لهذا الطريق مع الله.