«فين لين عمو؟».. طفلة فلسطينية تتلقى أنباء استشهاد 3 صديقات صباحا ومساءً
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
مُزق قلبه 21 مرة، حين استشهد 20 شخصًا من أسرته، والكسرة الأخيرة عندما جاءته طفلة عمرها 13 عامًا، تسأله عن ابنتيه اللتين استشهدتا منذ نحو عام تقريبًا، برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
كان مهند سكيك، داخل بيته وسط قطاع غزة، وسمع أحدًا يطرق بابه، وحين فتح وجد طفلة صغيرة تقف أمامه، وتسأله بلهجة فلسطينية: «عمو في هون واحدة صاحبتي اسمها لين.
أجاب «مهند» أن ابنته نائمة، لكن الطفلة عادت لتسأله عن شقيقتها قائلة: «طيب وأختها الشقراء وين.. اسمها لما»، ليرد عليها الأب بسؤال آخر عن علاقتها ببناته، ومنذ متى لم تراهما؟
بلهفة كبيرة واشتياق يظهر على ملامحها، قالت الطفلة إنها صديقتهما من المدرسة، وجاءت إلى وسط غزة نازحة رفقة أسرتها، وآخر مرة تواصلت مع إحداهما قبل الحرب عبر تطبيق «واتساب»، ومن وقتها لا تعلم شيئا عن صديقتيها.
يروي الأب لـ«الوطن» شعوره حين تحدثت الطفلة عن بناته: «هنا خفق القلب واقشعر البدن ومكثت حائرا للحظات ماذا أرد عليها؟.. وقلت لها تقصدين لين وألما، قالت ايوة هما وحده قمحاوية و التانية شقراء، قلت لها أنا والدهم بس هما نايمين».
الأب يخبر الطفلة باستشهاد ابنتيهلم يقدر الأب «مهند» على كتم دموعه، إلا لثوان قليلة، حتى عاد موجها حديثه لصديقة ابنتيه: «لين وألما استشهدوا».
حدقت الطفلة عينيها لأعلى، وعادت مسرعة إلى بيتها باكية ترتجف في أحضان والدتها، و«مهند» يسير ورائها مسرعًا ليعرف بيتها، حتى وصل إلى والد صديقة ابنتيه، ليعرف منه أن الطفلة تلقت صدمتين في يوم واحد.
والد الطفلة أبلغ «مهند» أن ابنته ذهبت صباحًا لإحدى بيوت عائلة «عمار»، تسأل عن صديقتها، لتجد أنها استشهدت، وعادت عصرًا إلى بيته لين وألما، لتجد أنهما استشهدتا أيضًا، ما جعل تدخل في حالة من البكاء الشديد.
ينوي «مهند» الذهاب صباحًا إلى بيت الطفلة، التي لم يعرف اسمها من هول الموقف، لتقديم لها هدية، تساعدها على تحمل الصدمة النفسية، مضيفًا: «المشكله الصدمة صدمتين، كانت عند بيت صاحبتها أيضا بنفس الشارع ولقيتها مستشهدة، وجاية تحكي لبناتي عن صاحبتها اللي استشهدت، ولقت بناتي أيضا استشهدوا».
صدمة «مهند» ليست هينة، فهو فقد 20 شخصًا من أسرته، من بينهم أولاده الثلاثة «أنس، لين، ألما»، والدته وزوجته وإخوته وأبنائي إخوته وزوجاتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين طفلة طفلة فلسطينية غزة
إقرأ أيضاً:
تحت القصف والأنقاض.. عائلات فلسطينية في غزة تتخذ من الجامعة الإسلامية المدمرة مأوى لها
لجأت مئات العائلات الفلسطينية النازحة إلى أنقاض الجامعة الإسلامية في غزة، التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية خلال العام الماضي، بحثًا عن مأوى وسط استمرار القصف المكثف على القطاع.
وأظهرت لقطات نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" يوم الجمعة، لعائلات أقامت خيامًا داخل قاعات المحاضرات المدمرة، بينما لجأ آخرون إلى المساحات المفتوحة المحيطة بالجامعة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية ونقص أماكن الإيواء.
وفي هذا السياق، قال إياد مصلح، نازح فلسطيني، إنهم يعانون :" من قلة الأكل والشرب واللبس والنظافة والبرد الشديد، كل هذه معاناة كبيرة لنا بالنسبة كنازحين."
وترزح المستشفيات في غزة تحت وطأة وضع كارثي مع زيادة كبيرة في أعداد الجرحى ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في ظل استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 من مارس.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن نية تل أبيب توسيع "العمليات البرية" في شمال ووسط القطاع، بالتزامن مع عملية برية في مدينة رفح جنوبي غزة.
Relatedمئات المتظاهرين في القدس يطالبون نتنياهو بوقف الحرب على غزة وإعادة الرهائنغارات إسرائيلية متواصلة على غزة توقع قتلى وجرحى ودعوات دولية لوقف إطلاق النار"جنود الاحتياط يرفضون العودة".. الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة في التجنيد مع استئناف الحرب على غزةغزة تحت النار وكاتس يأمر بالاستيلاء على مناطق جديدة في القطاع وتهجير السكاندبلوماسياً، ذكرت وكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة منحت "موافقة مبدئية" على مقترح مصري لوقف إطلاق النار في غزة. ووفقًا للتقارير، يتضمن المقترح تحديد جدول زمني لإطلاق سراحالرهائن الإسرائيليين المتبقين، إلى جانب وضع موعد نهائي لانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع، بضمانات أميركية، وهو ما قد يفتح بابًا أمام جهود التهدئة في ظل استمرار التصعيد العسكري.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد قُتل أكثر من 591 فلسطينيًا، وأُصيب 1042 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، منذ استئناف القصف الإسرائيلي المكثف يوم الثلاثاء الماضي. كما قُتل 85 شخصًا على الأقل منذ فجر الخميس وحده، في واحدة من أعنف موجات القصف التي يشهدها القطاع منذ بدء الحرب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي أهداف نتنياهو من استئناف الحرب على غزة وإلى أين تتجه المنطقة؟ "مفاوضات تحت النار'"... نتنياهو يقول إن استئناف الحرب على غزة "ليس سوى البداية" إسرائيل تستأنف حربها على غزة بأمر من نتنياهو.. غارات تحصد أرواح أكثر من 400 فلسطيني أزمة إنسانيةقطاع غزةضحاياقصفإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني