عقب نجاحها في الانتخابات الأمريكية.. منصات التنبؤ بالعملات المشفرة تواجه مستقبلا غامضا
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
تناول تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، دور أسواق التنبؤ بالعملات المشفرة في الانتخابات الأمريكية، مسلطا الضوء على النجاح اللافت لمنصة "بولي ماركت" في التنبؤ بفوز دونالد ترامب، مقابل إخفاق العديد من شركات استطلاعات الرأي التقليدية.
وأكدت الوكالة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن بولي ماركت أثبتت فعالية كبيرة في توقع نتائج الانتخابات، وقد حقق المتداول المجهول "ثيو" أرباحا استثنائية بفضل تركيزه على مؤشرات تجاهلها المحللون، لكن المنصة المنصة تواجه الآن مستقبلاً غامضاً، في ظل تصاعد الرقابة من الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وفرنسا.
وأشار التقرير، إلى أن عمليات التفتيش التي طالت "بولي ماركت"، بما في ذلك تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي، قد أثارت مخاوف بشأن دوافعها السياسية، معتبرا أن هذه التحديات تدفع إلى إعادة النظر في التوقعات المتفائلة لمؤيدي أسواق التنبؤ، والذين يعتبرونها بداية "عصر جديد" لهذه الصناعة.
آلية التنبؤ
وأوضحت الوكالة، أن الفكرة الأساسية وراء أسواق التنبؤ تكمن في أن الأموال التي يستثمرها المراهنون تقدم معلومات أكثر دقة مقارنة باستطلاعات الرأي التقليدية، إذ يتم تحفيز المتداولين من خلال المكافآت المالية.
وكما هو الحال في الأسواق المالية، فإن فرص الربح المتغيرة تعمل باستمرار ويمكن تطبيقها على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك رهانات غريبة مثل تلك التي طرحتها "بولي ماركت" حول احتمال حدوث انفجار نووي في عام 2024، وفقا للتقرير.
وأشار التقرير، إلى أن لهذه الأسواق حدودا واضحة، ليس فقط بسبب الغموض القانوني المتعلق بالمراهنات على الانتخابات، بل أيضا بسبب اعتماد هذه الأسواق على رهانات وليست استطلاعات، ما يحد من فعاليتها كأداة لقياس الرأي العام.
كما أن هذه الأسواق عرضة للخطأ، تماماً مثل استطلاعات الرأي التقليدية. فعلى سبيل المثال، عندما فاز جورج بوش الابن على جون كيري منذ عقدين، اعتُبر ذلك بداية عهد جديد للمراهنات السياسية، إلا أن صدمتي 2016، بفوز دونالد ترامب والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أظهر محدودية هذه التوقعات.
مخاطر سوق التنبؤات
وأضاف، أن أسواق التنبؤ ليست بمنأى عن خطر التلاعب، إذ إن الحوافز المالية لا تجذب الباحثين عن الحقيقة فحسب، بل قد تكون محفزاً لنشر الشائعات لتحقيق أرباح.
وذكر عالم السياسة دان كاسينو مثالا من التاريخ على المراهنات التي جرت لقرون على الانتخابات البابوية في روما، والتي أدت إلى فضائح بسبب الاستفادة من نشر معلومات مضللة.
وفي سياق حديث، تطرق الموقع إلى المراهنات الكبيرة على ميت رومني في انتخابات 2012، التي جعلت المنافسة تبدو أكثر شراسة مما كانت عليه في الواقع.
وحذرت الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة من المخاطر التي تهدد نزاهة الانتخابات، حيث فرضت في عام 2022 غرامة على منصة "بولي ماركت" بسبب تشغيل سوق غير قانونية للمشتقات المالية.
ورغم أن المنصة تشير في شروط استخدامها إلى أنها مسجلة في بنما ولا تتوفر في الولايات المتحدة، إلا أن تقارير بلومبرغ كشفت عن استخدام متداولين أميركيين لها، مما يجعل تحذير "احترس أيها المراهن" غير كافٍ لحماية النزاهة.
كما أوضح التقرير، أنه رغم الانتقادات الموجهة لصناعة استطلاعات الرأي، فإنها ليست وحدها المسؤولة عن المفاجآت الانتخابية. فهذه الانتخابات قد تكون الثالثة على التوالي التي يظهر فيها أن الخبراء قللوا من شأن ترامب وحظوظه.
وفي تطور لافت، صاغت شركة أبحاث السوق "إبسوس إس إيه" مصطلح "العدمية الجديدة" لوصف عام 2024، مشيرة إلى التراجع في أحلام الاستقلال المالي وامتلاك المنازل بين الأجيال الشابة، ورأت الشركة أن هذا المصطلح يعكس الواقع بشكل أدق من استطلاعات الرأي التقليدية.
وذكر، أنه لا ينبغي التقليل من إخفاقات شركات استطلاعات الرأي. في هذا السياق، يقول جوزيف كامبل، مؤلف كتاب "ضائع في غالوب"، إن استطلاعات الرأي كانت أدق هذا العام مقارنة بعامي 2020 و2016، اللذين كانا من أسوأ الاستطلاعات في الأربعين عاماً الماضية.
وأشار إلى أنه تم إجراء العديد من التجارب على نماذج جديدة لتعكس دعم ترامب بشكل أكثر دقة، معتبرا أن الخطأ النهائي الذي لا يتجاوز 1-2 نقطة مئوية هو نتيجة يمكن أن يُحسد عليها. ومع ذلك، من الواضح أن شركات استطلاعات الرأي قد قللت مرة أخرى من تقدير دعم ترامب هذا العام.
بدائل أخرى للاستطلاعات
ويقول بيتر كيلنر، الرئيس السابق لمؤسسة "يوغوف"، إن معدلات الاستجابة في استطلاعات الرأي التقليدية قد تراجعت مع تراجع استخدام الهواتف الثابتة، وأن لوائح الاستطلاعات باتت رهينة لمن ينضم إليها. وأضاف أن الاستطلاعات أصبحت تدور حول النمذجة، وقد يكون هذا هو أفضل ما يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن.
ووفقا لكيلنر، قد يكمن أحد الإجابات المحتملة خارج عالم أسواق التنبؤ، في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة كميات ضخمة من البيانات، مما قد يكشف عن علاقات لم يفكر فيها أحد؛ ومنها إنشاء نماذج أكثر دقة للاستفادة من البيانات غير الديموغرافية، مثل عمليات مسح بطاقات الائتمان، وتحليل الاستطلاعات الحالية لاكتشاف الفجوات والأخطاء.
وختم، أن الذكاء الاصطناعي له مخاطره أيضا، مثل إمكانية التلاعب بالرأي العام، فقد حذرت شركة "مايكروسوفت" من مخاطر التضليل أثناء الحملة الانتخابية، ولكنه قد يحمل أيضاً جوانب إيجابية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي اقتصاد الإنتخابات الأمريكية العملات المشفرة المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يعيد تشكيل مستقبل العملات المشفرة
تُبشّر فترة ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترامب الثانية بتحولات جذرية في سياسات الولايات المتحدة تجاه العملات المشفرة، مع سلسلة من الترشيحات والتعيينات الاستشارية التي تعكس رؤية واضحة لتعزيز الابتكار التكنولوجي ودعم الأصول الرقمية.
يتولى ترامب منصبه يوم الاثنين المقبل وسط آمال من قِبل مجتمع العملات المشفرة بأن إدارته ستخفف من القيود التنظيمية التي واجهتها الصناعة في السنوات الماضية.
توجه جديد للعملات المشفرة
بعد سنوات من الصراع مع دعاوى قضائية وإجراءات إنفاذ صارمة من قبل الحكومة الأمريكية، تأمل صناعة العملات المشفرة في أن تمثل إدارة ترامب القادمة نقطة تحول كبيرة، فمع تعيين شخصيات بارزة مناصرة للتكنولوجيا الناشئة، تشير المؤشرات إلى دعم أوسع للنمو والابتكار في هذا القطاع.
تعيينات بارزة تعكس رؤية داعمة
سكوت بيسنت: وزير الخزانة
اختير سكوت بيسنت، مدير صندوق التحوط الملياردير، لتولي وزارة الخزانة. يشتهر بيسنت بمواقفه الإيجابية تجاه العملات المشفرة، حيث صرّح في مقابلة سابقة مع قناة فوكس نيوز أن العملات المشفرة تتعلق بالحرية وأن الاقتصاد المشفر باقٍ.
ووفقًا لإفصاح مالي حديث، يمتلك بيسنت أسهمًا في صندوق تداول بيتكوين تديره بلاك روك بقيمة تتراوح بين 250,000 و500,000 دولار. وأكد أنه سيبيع مصالحه في هذا الصندوق وغيره من الاستثمارات خلال 90 يومًا من توليه المنصب.
هوارد لوتنيك: وزير التجارة
تم اختيار هوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد، لتولي منصب وزير التجارة. يُعد لوتنيك من أشد المؤيدين للبيتكوين، حيث صرح في مؤتمر بيتكوين 2024 قائلاً: "هل أمتلك بيتكوين؟ بالطبع أمتلكه. وكمية كبيرة أيضًا". شركته تُدير مليارات الدولارات من سندات الخزانة الأمريكية لشركة تيثير، التي تُصدر العملة المستقرة USDT.
إيلون ماسك: وزارة كفاءة الحكومة
أسندت إدارة ترامب لإيلون ماسك قيادة وزارة جديدة تهدف إلى خفض التكاليف الحكومية تحت اسم "وزارة كفاءة الحكومة". لطالما كان ماسك مناصرًا قويًا للعملات المشفرة، حيث دعّم البيتكوين والدوجكوين بشكل ملحوظ. حتى أن اختصار اسم الوزارة (DOGE) يُعد إشارة لعملة الدوجكوين، التي أصبحت الآن سابع أكبر عملة مشفرة في العالم.
ديفيد ساكس: قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة
عيّن ترامب ديفيد ساكس، أحد مؤسسي "كرافت فينتشرز"، لقيادة الجهود الرامية إلى وضع إطار قانوني شامل لدعم الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة. ساكس لديه خبرة واسعة في هذا المجال، حيث استثمرت شركته في العديد من شركات التشفير مثل BitGo وBitwise.
فيفيك راماسوامي: مستشار في وزارة كفاءة الحكومة
سيقود راماسوامي، رجل الأعمال والمرشح الرئاسي السابق، جهود دمج البيتكوين في محافظ الاستثمار الأمريكية. شركته، Strive Asset Management، تقدمت بطلب لإطلاق صندوق متداول في البورصة للاستثمار في سندات مرتبطة بالبيتكوين.
ستيف ويتكوف: مبعوث الشرق الأوسط
ستيف ويتكوف، رجل الأعمال العقاري، أسس شركة World Liberty Financial التي تروج للعملات المشفرة وتُخصص نسبة من أرباحها لدعم مبادرات إدارة ترامب.
أفراد عائلة ترامب: دعم شخصي للعملات المشفرة
إريك ترامب ودونالد ترامب جونيور وبارون ترامب أعربوا عن دعمهم للعملات المشفرة، مؤكدين أن التكنولوجيا تمثل "ثورة مالية".
وفقًا للمتحدث باسم الإدارة، فإن فترة ولاية ترامب القادمة ستشهد تخفيفًا للقيود التنظيمية، ما يُتيح للولايات المتحدة أن تصبح عاصمة العملات المشفرة عالميًا. كما يُتوقع أن تتخذ هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) نهجًا أقل صرامة تجاه الأصول الرقمية، مع تعيين بول أتكينز، المحامي والمسؤول السابق بالهيئة، لرئاستها.
يرى العديد من الخبراء أن إدارة ترامب قد تفتح آفاقًا جديدة لتبني العملات المشفرة، مع التركيز على تقليل الضرائب وتعزيز الابتكار. بينما تظل هناك تساؤلات حول مدى تأثير هذه السياسات على المدى البعيد، فإنها تُبشر بحقبة جديدة من النمو والريادة في عالم الأصول الرقمية.