يمانيون – متابعات
يتعاظَمُ القلقُ الصهيوني في “إسرائيلَ” كما هو لدى المتصهينين العرب من القدرة والتأثير اليمني على كيان العدوّ في المدى القريب والمتوسط، بحضور تقنية تصنيع عسكري لم تعد حكرًا على دولة بعينها، في ظل تعاون عسكري وتمايز للمحاور والقوى الدولية.

في تقرير “إسرائيلي” بعنوان “هل ستبقى الفوضى الحوثية على الممر الهندي –المتوسطي قائمة؟” تحدث الموقعُ الإسرائيلي “تايمز أوف إسرائيل” كالتالي: (إنه بعد وقت قصير من فوز دونالد ترامب في الانتخابات عام 2024، قام مؤثر إماراتي بتداول تغريدة استفزازية تشير إلى أن “الحوثيين” أعلنوا وقف إطلاق النار؛ خوفًا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقد انتشر الخبر بسرعة كبيرة، وخَاصَّة بين مؤيدي ترامب، ولكن سرعان ما تم فضحه؛ باعتبَارها معلومات كاذبة من قبل منصة التواصل الاجتماعي (إكس)، حَيثُ تم تحديد المصدر، وهو حساب مؤيد للسعوديّة معروف بمحتوى مناهض للحوثيين، يروج لرواية ملفقة مفادها أن الحوثيين يخشون الإدارة الأمريكية القادمة).

في الواقع أن مواقف اليمن في ظل النظام الثوري السياسي بصنعاء، قدمت صورة واضحة عن طبيعة وطريقة التعاطي اليمني مع الأحداث.. تجلى هذا بشكل أكبر منذ بدء حرب غزة، وبات جليًّا أن اليمن لا تتأثر بالمتغيرات الأمريكية وصعود الإدارات الحاكمة جمهورية كانت أم ديمقراطية، كما لا تتغير بتصعيد الضغوط أَو حتى بالتحَرّكات الغربية –العربية الموالية لواشنطن على كُـلّ حال.

إلى جانب هذا الثبات في الموقف هناك خط موازٍ يتعلق بالفعل والتحَرّك الفاعل المتنامي، حَيثُ يمكن النظر إليه ضمن مخطّط ورسم بياني أنه يسير في منحنى تصاعدي منذ بداية حرب غزة وحتى اليوم.

فمع تصعيد مستوى الإبادة الجماعية في غزة وحضور المشاريع الصهيونية وانكشاف الأغطية عن مشاريع الترحيل القسري لسكان قطاع غزة والضفة العربية والتطاول على مدينة القدس الشرقية بأعمال الهدم والمصادرة، وقصف لبنان والإعلان الصريح عن مشاريع العدوّ الإسرائيلي في المنطقة لضرب المقاومة الإسلامية وأية حركات ممانعة، مع هذا التصعيد تطور الفعل اليمني في الرد على كيان العدوّ وتحالف الأمريكان المساند له، والمدهش أن يبلغ الموقف والرد اليمني مستوىً متقدمًا من التأثير، حَيثُ طال في بُعدَين عسكري وأمني “استخباراتي” العدوَّ في نقاط حساسة، تجعل التحليل السياسي يقف مدهوشًا من هذا المستوى الجريء من الفعل غير المسبوق في تاريخ المنطقة، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتاريخ الهيمنة الأمريكية على المنطقة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وبالنظر إلى معطيات الواقع اليمني الذي يعيش ظرفَي العدوان والحصار معًا، يمكن فهم حجم التحدي اليمني في مواجهة الهيمنة والاستكبار الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية وفي ظل التدخل الأمريكي المباشر في اليمن والعدوان المعلن عنه منذ يناير 2024م، ضمن تحالف “الازدهار” البحري الذي أضيف كفشل أمريكي جديد بتفاصيل مزعجة لواشنطن وما حمله من مؤشرات على ضعف وتضعضع أمريكي في مسار الصراع الأمريكي –الصيني –الروسي –الإسلامي، وتراجع الهيمنة الأمريكية على المنطقة بما فيها المسطحات المائية والممرات والمضائق التابعة لدول بعينها.

تراكم الرد اليمني:

وبمراجعة سريعة لثبات الموقف اليمني من حرب غزة وإسناد محور المقاومة، في مقابل تصاعد الرد القائم في الأَسَاس على تخطيط وهدف استراتيجي، حَيثُ يمكن فهم جرأة اليمنيين في استهداف ما كان من المستحيل التطاول عليه أَو استهدافه، فاليمن إلى جانب الثبات في الموقف قدَّمَ صورة لتطور الفعل المقاوم بدءًا من تحَرّكه العسكري الجريء في أُكتوبر 2023م بضربة مدينة أم الرشراش “إيلات” المحتلّة، وُصُـولًا إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، وما ترتب على هذا الموقف والفعل المساند لفلسطين من ردود أفعال صهيونية أمريكية غربية، بالعدوان على البلاد، رغم أن واقع أمريكا بعد حربين طويلتين في العراق وأفغانستان، يؤكّـد بحسب ديفيد أوتاي -الباحث في مركز والسن الأمريكي، أنها تمر بمرحلة من الانكفاء عن التدخل العسكري “المباشر”، والاتكال على حلفائها في تنفيذ هذه التدخلات كما حصل مع اليمن في عدوان مارس2015م، والتلويح بالعقوبات وتصنيف القائمة السوداء واللجوء لضغوط اقتصادية وإنسانية ومحاولة إثارة الفوضى عبر أدوات الداخل اليمني.

فيما بقي الموقف اليمني ثابتاُ، معبرًا عن نهج أصيل يستند إلى مرجعية دينية حاكمة، ولا يتغير بتغير أنماط ومستويات التأثير وقوة الفعل الخارجي.

والأكيد أن حسابات السياسة وما يرتبط بها في جوانب اقتصادية وعسكرية، لا وجودَ لها فيما يتعلق بالموقف اليمني من حرب غزة والمسألة الفلسطينية؛ الأمر الذي سهّل فَهمَ تصاعد الفعل اليمني ضد التحالف الأمريكي –الصهيوني؛ فهذا الموقف لا يأخذ بمحاذير التساؤل عن ماذا لو صعدت اليمن من الفعل المساند لفلسطين ولبنان، وأية التداعيات التي سيخلفها هذا التحَرّك غير المألوف عربيًّا على مستوى الأنظمة، حَيثُ إن تحليلات ومآخذَ السياسة قادت بلدانًا وأنظمة فاعلة ومؤثرة عربية وإسلامية نحو مواقف سلبية من قضايا الأُمَّــة ويمكن النظر إلى الحالة التركية والمصرية كمثال واضح، على عكس موقف وتحَرّكات اليمن واسعة النطاق في وجه المشروع الصهيوني الجديد.

توالي الأحداث المرتبطة بحرب عزة وتراكم الرد اليمني بقوة وكثافة ضد تحَرّكات أمريكا والغرب و”إسرائيل” سواءً في البحار أَو في الداخل الفلسطيني ثم اللبناني، رسخ لدى الأمريكان صورة غنية بعناصرٍ حيوية عن اليمنيين وعن سلوك اليمن ضمن قصة الصراع وتفاصيل المواجهات البحرية على مدار عام ونيف وتصورات واحتمالات إمْكَانات الرد مع كُـلّ حدث أَو موقف يرتبط بالأحداث الجارية، مع ما تناوله الإعلام الأجنبي والعربي من تحليلات رسخت صورة اليمن كبلد معقد بتفاصيله وتنوعه الحيوي الغامض بأسراره غير القابلة للتداول، والتي تضعه في وضع القوة الجغرافية المتقدمة.

كما رسخت صورة المقاتل القوي، العنيد، والشجاع، والفعل المصاحب للعمليات الذكية، القوية، الكثيفة، السريعة، المفاجئة، والمميتة، ثم الموقف الثابت، الراسخ والمتحدي والذي صنع من أزماته فُرَصًا للتقدم على سُلَّمِ النهوض في سنوات معدودة ضمن خط استراتيجي محدّد، واضح المعالم، حمل في كُـلّ عام من أعوام الحصار جديدًا نحو تغيير واقع الحصار والعدوان وجديدًا نحو النهوض بالبلد الحضاري.

الشعار أصبح حقيقة:

هذه الصورة التي رسخها ثباتُ وشجاعة الموقف اليمني، ما فسّر الحذر الأمريكي الغربي الواضح في التعامل مع قوة صنعاء الجغرافية والعسكرية والشعبيّة وقوة القيادة، حَيثُ قادت سلسلة عمليات ومواجهات البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وحتى المحيط الهندي رغم اتساعه وصعوبة رصد سفن العدوّ فيه، إلى تجنب سفن تحالف الأمريكي -الإسرائيلي –الغربي المرور في مناطق محتملة للرد الناري للقوات اليمنية، والملفت أن تأثير الردع اليمني ضمن فهم الصورة كان حاضراً حتى ما قبل تشكيل واشنطن لتحالف “الازدهار”، فكان لذلك الردع دور كبير في نأي دول كثيرة بنفسها عن ذلك التحالف، للحد الذي ظهرت فيه أمريكا هزيلة كحال تحالفها الذي لم يصمد طويلاً وسرعان ما غاب ذكرُه وأعلَنَ فشلَه في كسر حصار اليمن البحري ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.

في 31 أُكتوبر، وبعد إطلاق “صنعاء” صواريخ باليستية على “إسرائيل”، وتعهدوا بمواصلة ذلك حتى توقف العدوان الإسرائيلي في ذلك الأسبوع، بحسب جيسون لاو من موقع سوث24، ونشره أواخر أُكتوبر، ارتفعت عمليات البحث على مِنصة “جوجل” عن “الحوثيين” و”من هم الحوثيون” إلى أعلى مستوى لها منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وقبل أُكتوبر، كانت عمليات البحث الشهرية عن “الحوثيين تتراوح بين 10000-100000 في أرجاء الدول الغربية، لكنها زادت الآن إلى عشرة أضعاف ذلك المعدَّل.

وبحسب مجلة “فورين بوليسي” فَــإنَّ شعارَ “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” وقد استُهينَ به من قبل الخصوم، حَيثُ كانوا يعتبرونه “غريبًا وكوميديًّا في الوقت نفسه”، ليتبينَ لاحقًا أن ذلك الشعار أصبح حقيقةً، واسعَ الحضور خارج البلاد مع ثبات الموقف اليمني وجراءة وقوة الفعل في محاربة الأمريكيين والإسرائيليين على وجه الخصوص.

فيما أصبحت العملياتُ اليمنية موضعَ فخر واستلهام لدى كثير من الشعوب الحيّة والحرّة، وُصُـولًا إلى أن دولًا مضطهدةً تسعى لاستنساخ تجربة اليمن المساند لغزة والمقاوم للهيمنة الأمريكية الغربية، على أمل الخَلاصِ من هيمنة قوى الاستعمار خَاصَّة بإفريقيا.
———————————-
إبراهيم العنسي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الموقف الیمنی حرب غزة أ کتوبر

إقرأ أيضاً:

لماذا يتشفّى بعض مرتزِقة “الإصلاح” بجرائم العدوان الأمريكي على المدنيين في اليمن [الحقيقة لا غير]

يمانيون../
جرائمُ العدوان الأمريكي لا تكسرُ إرادَةَ الأحرار والشرفاء، بل تزيدُهم إصرارًا وثباتًا، وهذا ما يؤكّـده الشعبُ اليمني على لسان عدد من المواطنين الجرحى الذين تعرضوا مع أسرهم ومنازلهم للعدوان الأمريكي مؤخّرًا.

العدوّ الأمريكي الذي لا يفهم ثقافة وطبيعة الشعب اليمني، يعتقد أنه بالمزيد من الجرائم يحقّق أهدافه الإجرامية، ويعتقد أنه سيُخضِعُ الشعبَ اليمني، وأنه سيوقف التأييدَ والدعم لغزة، وأنه سوف يوفِّرُ الأمانَ لكيان العدوّ الإسرائيلي، وما يحصل هو العكسُ تمامًا؛ لأَنَّ المجرمَ ترامب كمَّن يحاولُ إيقافَ النار بصَبِّ الزيت عليها.

وكل جريمة جديدة يرتكبها العدوان الأمريكي، تثبت حقد العدوّ الأمريكي وفشله، وتزيد الشعب اليمني وعيًا وإصرارًا وتحَرّكًا في ميادين الجهاد، لمواجهة العدوّ الأمريكي الذي يستهدف منازل المواطنين ويرتكب بحقهم جرائمَ وحشية.

الواضح أن هناك هستيريا أمريكيةً غير مسبوقة، وهي ليست جديدةً على الشعب اليمني؛ لأَنَّ العدوَّ الأمريكي يقتفي أثرَ العدوان السعوديّ على اليمن الذي أُعلِنَ من واشنطن في 26 مارس 2015م، حتى في الأهداف وفي مستوى وطبيعة الجرائم بحق المدنيين، فما قصفه العدوان السعوديّ قبل عشر سنوات، يأتي العدوُّ الأمريكي اليومَ ليقصفَه من جديد.

الشعب اليمني -بالرغم من كُـلّ ما يخسره- لن يتراجع عن الحق، ولن ينجح العدوّ الأمريكي في إجبار الشعب على الركوع والاستسلام، حتى ولو ارتكب أنواعَ الجرائم، ومارس التدميرَ الشاملَ والإبادة، لن يتراجَعَ الشعبُ اليمني عن موقفه ولن يُثنِيَه ذلك.

أصحاب الفطرة السليمة، عندما يرون الخطر والإجرام، لا يهربون من مواجهة هذا الخطر بالاستسلام، بل بالجهاد في سبيل الله، وبالعزم على أخذ الثأر، وبالمزيد من التمسك بالمبادئ والثوابت التي ينتصرون بها على أعداء الله ورسوله والمؤمنين.

وما دام العدوّ الأمريكي يسعى من خلال جرائمه لإجبار الشعب اليمني على التخلي عن موقفه تجاه غزة وأهلها، يكون رد الفعل الطبيعي والإنساني والديني على لسان أبناء اليمن هو التمسك بالموقف والإصرار عليه، إلى أن يصل العدوّ الأمريكي إلى مرحلة ما بعد الإحباط والفشل واليأس.

هذه مجزرة وحشية كبيرة ارتكبها العدوان الأمريكي بحق مركز إيواء الأفارقة في محافظة صعدة، حَيثُ تعرض عشرات اللاجئين والمهاجرين الأفارقة -الذين يتقاطرون إلى اليمن من خلال منافذ التهريب؛ بهَدفِ الوصول إلى مملكة الشر والعدوان السعوديّة- لحمم الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا التي يستخدمها العدوّ الأمريكي الإجرامي، والتي أَدَّت إلى استشهاد وجرح العشرات منهم.

مشاهد المجزرة دامية وقاسية، وإن دلّت على شيء فَــإنَّما تدل على الوحشية والاستباحة من قبل العدوّ الأمريكي الذي يستبيح دماء المسلمين والعرب.

هذه مشاهد لجرحى مجزرة إيواء الأفارقة، بعد أن تم نقل العشرات منهم إلى المستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة لتلقي العلاج. المشاهد توضح وجوه أُولئك الجرحى، وتؤكّـد أنهم ليسوا قيادات “حوثية” كما يزعم ويدّعي العدوّ الأمريكي الذي أصبحت يداه ملطَّختَين بدماء المستضعفين والأبرياء، وليسوا صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، بل مهاجرون أفارقة يبحثون عن لقمة العيش، ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لا حول لهم ولا قوة.

استهدف المجرم ترامب مركز إيواء الأفارقة ليقول للأمريكيين في الداخل، وأمام العالم، إنه دمّـر مخازن سلاح في اليمن، واستهدف مواقع عسكرية، لكن الواقع يشهد أن العدوّ الأمريكي يمارس عدوانًا وحشيًّا وظالمًا على الشعب اليمني، وانتهاكًا سافرًا لسيادة اليمن.

دماء الأبرياء تفضح العدوّ الأمريكي أمام العالم، وتفضح طبيعة الأهداف التي يستهدفها الأمريكي كُـلّ يوم، في إطار عدوانه على الشعب اليمني؛ إسنادًا لكيان العدوّ الإسرائيلي، ليستمر في ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة.

غزة تنتحب وتذرف الدموع، وتنزف الدماء، وتقابلها جرائم العدوان الأمريكي التي تُرتكب بحق الشعب اليمني في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، الذي يشارك غزة الدماء والتضحية، ويمضي في نفس الدرب والمعركة والقضية، ويواجه نفس الأعداء؛ ولهذا فَــإنَّها تعتبر توأم جرائم ومجازر غزة، التي لم تتوقف منذ عام ونصف عام من العدوان الإسرائيلي.

هذه الطفولة في اليمن تشارك الطفولة في غزة ذات المظلومية، وتتعرض لذات الإجرام والوحشية، ففي غزة عدوان إسرائيلي بحماية أمريكية، وفي اليمن عدوان أمريكي بدافع الحقد على الشعب اليمني المساند لأشقائه في غزة، وأيضاً لحماية للعدو الإسرائيلي من صواريخ وطائرات اليمن.

من المؤسف أنه بعد كُـلّ جريمة أَو مجزرة يرتكبها العدوان الأمريكي، في العاصمة صنعاء أَو أية محافظة يمنية، تخرج أصواتُ العملاء والمرتزِقة والخونة المتواجدين في فنادق دول العدوان لتتشفى وتبارك مجازر وجرائم العدوان الأمريكي.

وفيما يخُصُّ الجريمةَ التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق منزل المواطن نبيل الخامري، انطلقت أبواق المرتزِقة، لا سِـيَّـما مرتزِقة حزب “الإصلاح”، يباركون ارتكاب تلك الجريمة، ولما علموا أن صاحب المنزل المستهدف هو صهر المرتزِق حميد الأحمر، رجعوا يتحدثون عن أخطاء غارات العدوان الأمريكي.

لو لم يكن المنزل لشخص له علاقة بالمرتزِق حميد الأحمر، لكانت الجريمة لدى مرتزِقة “الإصلاح” مبرّرة، وأنها ضربة أمريكية موفقة ومسددة في نظرهم؛ لكن لأَنَّه على صلة بالمرتزِق الأحمر خفت حملتُهم، وتراجعت حماستُهم، ولم تعد جريمة العدوان الأمريكي في اليمن عدالة إلهية، كما يقول بعضهم!

هذا أحد مرتزِقة “الإصلاح” في فنادق إسطنبول يصف كُـلّ ما يرتكبه العدوان الأمريكي من جرائم ومجازر بحق الشعب اليمني بأنها عدالة إلهية؛ مرتزِقة “الإصلاح” الذين تاجروا بالدين والقضية الفلسطينية وبالوطن والوطنية خلال سنوات طويلة، اليوم يصفون العدوان الأمريكي على الشعب اليمني بالعدالة الإلهية.

أصبح المرتزِقة يفرحون بما يجري في اليمن، يفرحون حتى بما يصيبُ أطفال اليمن، الذين طالهم العدوانُ الأمريكي وهم في عمر الزهور، وأصبحوا جرحى تحت أنقاض المنازل التي يستهدفُها العدوان الأمريكي نفسه.

موقفُ اليمن موقف شعبي ورسمي؛ فهل هذا جزاء من يناصر المظلومين في غزة؟ لكنّ من يزعم ويدّعي أنه إسلامي وأنه مع غزة، يتكتل مع العدوان الأمريكي والإسرائيلي لقتل وإبادة من يناصر غزة. ما لكم كيف تحكمون؟! هل يعتقد المرتزِقة أن الشعبَ اليمني لا يفكر ولا يعلم أنهم مع العدوان؟

هذا نموذج بسيط عن موقف مرتزِقة “الإصلاح” الذين يدّعون أنهم إسلاميون، وطبيعة تفاعلهم مع العدوان الأمريكي على اليمن، وكذلك الجرائم التي يرتكبها العدوّ الأمريكي بحق النساء والأطفال في اليمن.

ولذلك، من المهم جِـدًّا أن يسمع ويتابع كُـلّ أبناء الشعب اليمني، وأن يدققوا فيما يسمعونه، ليعرفوا أكثر فأكثر أي نوع من العملاء والخونة ابتُلي به هذا البلد. هؤلاء العملاء خلال عقود من الزمن كانوا يقدمون أنفسهم في ثياب الملائكة والوعّاظ ورجال الدين والوطنيين، واليوم أحداث غزة وما يرتكبه العدوّ الأمريكي من جرائم ومجازر في اليمن تكشف حقيقتهم.

ومن المهم للأحرار من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية أن يعرفوا أي نوع من هؤلاء المرتزِقة والعملاء الذين رفضهم الشعب اليمني بثورة 21 سبتمبر المباركة، والذي ما يزال يقف اليوم بالمرصاد لكل العملاء والخونة والمرتزِقة.

رهان العملاء والخونة الذين يعيشون الوهم على العدوان الأمريكي بشكل معلَن ومكشوف في هذه المرحلة ليس كما كان حالهم عندما أيَّدوا العدوان الأمريكي السعوديّ قبل عشر سنوات؛ لأَنَّ المرحلة لم تعد ضبابيةً كما في السابق، بل أصبحت مكشوفة، والظروف تغيَّرت والأحداث تبلورت، وأصبح الجميعُ بين خيارَينِ لا ثلاثَ لهما: إما مع الأحرار وأصحاب الحق، أَو مع الباطل وأصحابه من المرتزِقة والعُمَلاء والخونة.

عباس القاعدي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • حماس تدين الدعم الأمريكي لقرار العدو الصهيوني بحظر الأونروا
  • لقاء قبلي في صالة إعلاناً للنفير العام والجهوزية لمواجهة التصعيد الأمريكي
  • قبائل اليمن تعلن البراءة من الخونة وتؤكد جهوزيتها لمواجهة تصعيد العدوان الأمريكي
  • وقفتان مسلحتان في القناوص والزهرة بالحديدة لنصرة غزة والاصطفاف في مواجهة التصعيد الأمريكي
  • قبائل ماوية تعلن النفير في مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
  • قبائل أفلح اليمن في حجة تعلن الجهوزية الكاملة لمواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي
  • نكف قبلي في إب تأكيدا على ثبات الموقف لمواجهة العدوان الأمريكي
  • لماذا يتشفّى بعض مرتزِقة “الإصلاح” بجرائم العدوان الأمريكي على المدنيين في اليمن [الحقيقة لا غير]
  • من قلب البحر الأحمر.. اليمن يتوشّح النصر ويكسر الكبرياء الأمريكي
  • قبائل أفلح اليمن بحجة تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي