"بداية جديدة لبناء الإنسان".. البحوث الإسلامية تواصل فعاليات الدعوة بسوهاج
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قال الدكتور حسن يحي الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة والإعلام الديني، إن دور المرأة في تحقيق العمران موضوع من الأهمية بمكان، فالمرأة المسلمة دائما ما تتعرض لسهام التشويه والتشويش لإفساد دورها، كونها المرأة المسلمة التي أعدت أبطالا وأجيالا كل في مجاله، وهي المرأة التي أراد البعض وضعها في دائرة ضيقة تعاني فيها ظلما وضعفا، كما دأبوا على طمس دورها الذي أقره لها الإسلام وإسهاماتها في العمران وبناء المجتمع بناء سليما لا ثغرة فيه ولا خلل.
وأكد الدكتور حسن يحي خلال كلمته في فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الدعوة الإسلامية الذي جاء بعنوان " دور المرأة في العمران"، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والإبنة، متسائلا هل يتحقق أي عمران بمعزل عن المرأة؟، الإجابة لا، بل للمراة عظيم الأثر ودور فاعل لكل إنجاز وإعمار، لذلك شغلوها بالحريات الزائفة، كأن تأخذ أجرا مقابل واجباتها، فأنزلوها منزلة الأجيرة، وجعلوا منها سلعة رخيصة، وغنيمة أينما كانت يظفر بها اللئام.
من جانبه، أوضح الدكتور أبو زيد محمد شومان، أستاذ البلاغة والأدب بكلية الدراسات الإسلامية بنات بسوهاج، أن المتأمل في كتاب الله وسنته نبيه وأقوال الفقهاء والعلماء؛ يجد أن القرآن الكريم لم يفرق في الخطاب بين رجل وامرأة في كثير من النصوص، خاصة في قضايا الإعمار والتنشئة، قال الله -تعالى- "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن النساء شقائق الرجال.
ولفت أستاذ البلاغة أن سهام العلمانية والإلحاد والتغريب صُوبت نحو المرأة المسلمة بزعم نجدتها من الجهل ورد حقوقها المسلوبة، لكن المتجول بين النصوص يجد أن المرأة ملكة متوجة في بيتها ومجتمعها، ينظر إليها زوجها نظرة احترام ومحبة وينظر إليها أولادها نظرة إجلال وتوقير، مؤكدا أن المرأة عماد البيت وعقل الأسرة، ولم ينظر الإسلام للمرأة يوما على أنها كم مهمل لا قيمة له، وفي المقابل نجد الغرب يريد من حرية المرأة أن تكون حرة في ممارسة الشذوذ والمثلية، أما فيما يحافظ على كرامتها ومكانتها فهم مجتمعات أشد فتكا بها وسلبا لحقوقها.
وأضاف الدكتور محمد عمر أبو ضيف عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، أننا لو استعرضنا الحضارات القديمة لوجدنا المرأة كلأ مباحا ومستباحا، وأنها بالنسبة للرجل كالعبد للسيد، حتى في بعض الحضارات الحديثة لم تحظ المرأة المكانة الراقية التي تليق بها، لافتا أنه في حال حدوث خلل في تطبيق ما أمر به الشرع به في الحفاظ على حقوق المرأة، فهذا يرجع إلى من طبق أمر الشرع، والشرع من ذلك براء.
وعن من يطالب بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، أكد "أبو ضيف" أن في المساواة التامة ظلم كبير للمرأة، حيث أن للمرأة أشياء تصلح لها وبها، وهناك من الحقوق ما ميزها الشرع فيها عن الرجل، كما بادرت المرأة في كل زمان ومكان في عمران الأرض والعلم والجهاد، فهذه الأميرة فاطمة إسماعيل أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وهذه الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد وهي المعروفة بالحكمة وحبها لخدمة الناس خصوصا الفقراء، أمرت بإنشاء برك المياه والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام، ومن النساء من أسهم في العمران العسكري، ومنهن من جاهد في سبيل الله.
وفي نهاية الندوة تم فتح باب النقاش والتساؤلات بين علماء الأزهر الأجلاء وطلاب الجامعة، دارت حول العديد من الأمور الدينية والدنيوية التي تشغل بال الشباب في الآونة الأخيرة، وتُختم غدا سلسلة ندوات أسبوع الدعوة الإسلامية بندوة عن "الشباب بين عمران النفس وعمران الكون.. توجيهات إسلامية" والتى يحاضر فيها كل من، الدكتور محمود الهواري الأمين العام لشؤون الدعوة والإعلام الديني والدكتور أحمد همام مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.
تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الثالث، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسبوع الدعوة الإسلامي المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الانسان
إقرأ أيضاً:
أوروبا في مواجهة تحديات جديدة: هل تعود إلى السباق النووي لبناء الردع العسكري؟
إن بناء رادع نووي من الصفر ليس بالأمر اليسير، ولكن مع اتساع الهوّة بين الولايات المتحدة وأوروبا، بدأ هذا الموضوع يطفو على السطح من جديد.
في وقت سابق من هذا الشهر، دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أمام البرلمان البولندي إلى ضرورة سعي بلاده للحصول على أحدث القدرات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية والأسلحة الحديثة غير التقليدية. وقال: "هذا سباق جاد – سباق من أجل الأمن، وليس من أجل الحرب".
جاءت تصريحات توسك في وقت حساس، حيث تشير إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تراجع دور الولايات المتحدة في حماية أوروبا، ما أثار مخاوف من احتمالية انتشار الأسلحة النووية في القارة، وهو ما يتناقض مع عقود من السياسة الأوروبية التي كانت ترتكز على إلغاء التسلح النووي في المنطقة.
ومع استمرار التساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بدورها كضامن للأمن النووي في أوروبا، تقوم الصين بتوسيع ترسانتها النووية، بينما تواصل روسيا، التي تمتلك أكبر مخزون من الرؤوس النووية الحربية في العالم، تهديداتها باستخدام أسلحتها النووية لتحذير حلف الناتو والاتحاد الأوروبي من التورط العسكري المباشر في أوكرانيا.
وتثير هذه التحولات أسئلة مهمة حول مستقبل الرادع النووي في أوروبا: كيف يمكن للقارة الحفاظ على قدرة ردع فعالة؟ وهل يمكن أن تنضم دول أوروبية أخرى إلى النادي النووي؟
التحديات التقنية لبناء القدرات النوويةرغم أن بعض الدول الأوروبية تمتلك العناصر الأساسية لتطوير قدرات نووية مستقلة، يعتقد الخبراء أن الفرص ضئيلة لانضمام دول أخرى إلى النادي النووي في الوقت الحالي. وتشير التقديرات إلى أن التحديات التقنية ستشكل عقبة كبيرة أمام أي محاولة لامتلاك أسلحة نووية في القارة.
يقول فابيان رينيه هوفمان، الباحث في مشروع أوسلو النووي، إن الدول الأوروبية التي تسعى لتطوير أسلحة نووية ستواجه تحديات تقنية هائلة. ويوضح هوفمان لـ"يورونيوز" بالقول: "حتى لو كانت إحدى الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي حريصة على تطوير أسلحتها النووية الخاصة بها، فإنها ستجد نفسها في بداية الطريق".
ويضيف هوفمان أن المشكلة الرئيسية تكمن في نقص البنية التحتية النووية المدنية اللازمة لدعم برنامج التسلح النووي. على سبيل المثال، لا تمتلك دول مثل فنلندا والسويد مفاعلات قادرة على إنتاج البلوتونيوم، المكون الأساسي لصنع الأسلحة النووية. وحتى لو رغبت هذه الدول في إطلاق برنامج نووي، فإن بنيتها التحتية الحالية لا تكفي لتحقيق ذلك في المستقبل القريب. وأشار هوفمان إلى أنه "لن يتمكنوا من القيام بذلك ببنيتهم التحتية الحالية، على الأقل على المدى القصير".
رغم ذلك، اعترف هوفمان بوجود استثناء قد يكون مثار جدل، وهوألمانيا. على الرغم من أن برلين لا تمتلك بنية تحتية نووية مدنية كبيرة، إلا أنها لا تزال تمتلك مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم عالي التخصيب لأغراض البحث. ومن الناحية النظرية، يمكن إعادة استخدام هذا المخزون في بعض الجهود لإنتاج مواد انشطارية صالحة للاستخدام في الأسلحة. لكن هذا المخزون سيكفي فقط لإنتاج ما بين 5 إلى 15 رأسًا نوويًا، وهو ما لا يكفي لتطوير رادع نووي قوي.
ما هي التوجهات المستقبلية للقوى النووية الأوروبية؟بينما تواجه المملكة المتحدة وفرنسا قرارات مصيرية بشأنمستقبلهما النووي، يظل الرادع النووي البريطاني في وضع غير مستقر. فأسطول الغواصات النووية البريطاني أصبح متقادمًا ومن المقرر استبداله قريبًا، في حين أن الأسلحة النووية البريطانية تُخزن في قاعدة أمريكية، مما يعني أن الرادع البريطاني يعتمد بشكل غير عادي على مشاركة دولة أخرى.
أما الرادع النووي الفرنسي، فيتمتع بمزيد من الاستقلالية مقارنة بنظيره البريطاني، حيث يمتد إلى خيارات أخرى قد تسمح بنقل الأسلحة النووية إلى مواقع أخرى في أوروبا. ولكن هذه الخطوة، كما يوضح هوفمان، ليست بسيطة كما قد تبدو، حيثُ أنه: "يجب بناء بنية تحتية في الدول المضيفة، وخاصة المخابئ"، مشيرًا إلى أن نشر الأسلحة النووية الفرنسية في ألمانيا لن يكون ذا فائدة كبيرة، بل يجب نشرها في دول المواجهة المباشرة مع روسيا، مثل بولندا.
وفي ضوء هذه التطورات، بدأت وارسو في التعبير عن رغبتها في نشر رؤوس نووية أمريكية على أراضيها، مما يطرح تساؤلات حول المستقبل المحتمل للرادع النووي في أوروبا.
Relatedماذا تحمل عودة ترامب إلى البيت الأبيض لإيران وبرنامجها النووي؟غياب المظلة الأمريكية... هل يكفي الردع النووي الفرنسي لحماية أوروبا؟ماكرون يعزز الردع النووي بـ40 رافال وتحديث قاعدة جوية بـ1.5 مليار يورو بسبب تهديدات واشنطن وحلفائها.. كيم جونغ أون يتوعد بتوسيع البرنامج النووي لكوريا الشماليةبولندا والعودة إلى الخيار النوويبعد نهاية الحرب الباردة وزوال حلف وارسو، تخلت معظم دول أوروبا، بما في ذلك بولندا، عن الأسلحة النووية السوفيتية التي كانت متمركزة على أراضيها. منذ ذلك الحين، التزمت بولندا بعدد منالاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية، مثل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. ومع ذلك، في حال قررت وارسو أو أي دولة أوروبية أخرى تطوير أسلحة نووية خاصة بها، فإن ذلك سيمثل تحولاً جذرياً في سياسة استمرت لثلاثة عقود.
ويظل نظام منع الانتشار النووي العالمي يركز على تقليص برامج الأسلحة النووية في دول مثل كوريا الشمالية، ومراقبة عمليات التخصيب المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية في إيران، بالإضافة إلى التحكم في تدفقات المواد النووية الحساسة مثل اليورانيوم والبلوتونيوم.
ورغم أن احتمال تطوير دولة أوروبية لأسلحة نووية كان محلّ شك، فإن أي محاولة لذلك لن تتم دون مراقبة دقيقة. كما يشير فابيان رينيه هوفمان: "لن تتمكن أي دولة أوروبية غير حائزة للأسلحة النووية من الانتشار سراً". ويرى أن "البنية التحتية النووية في أوروبا تخضع لضمانات صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يعني أن أي تحولات في هذا المجال ستتم ملاحظتها بسهولة".
في ظل هذه الضوابط، يواجه المراقبون تحديات جديدة بسبب التقنيات الحديثة التي قد تسهل انتشار الأسلحة النووية بطرق غير قانونية.
ما يثير القلق بشكل خاص في الوقت الحالي هو التصنيع المضاف، أو الطباعة ثلاثية الأبعاد. فقد حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي من أن هذه التقنيات قد تساهم في "خلق مسارات متقلبة للقدرات والأسلحة النووية"، حيث قد ينجح الطامحون في الانتشار النوويمن التهرب من التدقيق المعتاد من خلال طباعة مكونات يصعب استيرادها بشكل مباشر.
حتى الآن، ركزت الجهود الدولية ف هذا المجال على جعل الأمر صعبًا قدر الإمكان على أي دولة "مارقة" لتطوير سلاح نووي. لكن مع ظهور تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي، قد يتعين على العالم إعادة النظر في وسائل منع الانتشار التي تعتمد عليها الدول لمنعها من تطوير أسلحة نووية بشكل غير مشروع.
ويبرز في هذا السياق مثال تاريخي مهم. في منتصف القرن العشرين، بدأ نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في اختبار أجهزة نووية، وأنتج في النهاية ستة رؤوس حربية يمكن تركيبها على صواريخ باليستية عابرة للقارات. الأهم من ذلك، أن البلاد استخدمت عملية فصل دائمة لتخصيب اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية، وهي عملية كثيفة الطاقة لكنها رخيصة نسبيًا. ويخشى بعض الخبراء من أن هذه الطريقة قد تُستخدم اليوم لتخصيب كمية صغيرة من اليورانيوم الانشطاري.
اليوم، تعتبر جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة في التاريخ التي طورت أسلحة نووية ثم تخلت عنها، مع انتهاء نظام الفصل العنصري والحرب الباردة. لكن جهودها في تطوير أسلحة نووية بتكلفة منخفضة تشهد على حقيقة أن الدولة المصممة على بناء رادع نووي يمكنها نظريًا العثور على طرق لتنفيذ ذلك داخل حدودها، حتى في ظل التدقيق الدولي المكثف.
أما بالنسبة لسؤال ما إذا كانت أي من الدول الأوروبية ستتخذ خطوة مماثلة، وتدخل في نادي الدول النووية مثل كوريا الشمالية، فهو أمر مفتوح للنقاش. لكن في النهاية، قد يكون سلوك الولايات المتحدة وروسيا في المستقبل القريب العامل الحاسم في تحديد مسار الانتشار النووي في أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يكشف عن طائرة "اف47" المقاتلة من الجيل السادس خامنئي يرد على ترامب: التهديدات الأمريكية ضد إيران لن تجدي ولن تحقق أي نتائج مكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمرار للأزمة؟ جنوب أفريقياروسيابولنداأسلحة نوويةحلف شمال الأطلسي- الناتو