أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، اليوم (الثلاثاء)، أن قادة حركة «حماس» غادروا الدوحة، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي بالدوحة، إن «قياديي (حماس) الذين هم ضمن فريق المفاوضات، ليسوا الآن في الدوحة، وحسب تصريح هذا المتحدث فهم » يتنقلون بين عواصم عدة ».
بهذا التصريح، أصبح قادة الحركة خارج قطر، وتتناسل مجموعة من الأخبار والقراءات والتأويلات حول العواصم التي من الممكن أن تحتضن قادة الحركة في ظل وضع دولي مضطرب ومعقد، وبالتزامن كذلك، مع الضغوطات القوية مع مجيء ترامب.
أولى الخيارات والسيناريوهات تصب في اتجاه إمكانية انتقال قادة الحركة الى ايران، غير ان اغتيال رئيس الحركة اسماعيل هنية بهذا البلد يوم 31 يوليوز من هذه السنة، يجعل هذا الخيار مستبعدا، إذ باتت إيران توصف في نظر الحركة بأنها مكان غير آمن، ومخترقة بشكل دفع بالسلطات الى شن حملة اعتقالات طالت شخصيات تحتل مناصب قيادية وحساسة في الحرس الثوري والاستخبارات والامن.
ثاني الخيارات، هي تركيا، غير أن حزب اردوغان وباقي المؤسسات السيادية كالجيش والخارجية وصناع القرار، يبدو انهم غير متحمسون لهذه الخطوة، حيث بدت تصريحات بعض المسؤولين الأتراك أكثر وضوحا في رفض استقبال قادة حماس وذلك، في إطار التفاعل مع التسريبات غير الدقيقة التي تحدثت عن إمكانية نقل مكتب حماس من قطر الى تركيا خلال الأسبوعين الماضيين، ويأتي هذا الموقف التركي لتفادي الضغط الامريكي/الاسرائيلي، وحافظا على مصالحها مع الغرب.
ثالث الخيارات تبدو الجزائر، وإن كان الامر، للاستهلاك الاعلامي، وذلك، بالنظر الى التصريحات والشعارات والخرجات الإعلامية للرئيس الجزائري وباقي المسؤولين، الذين ما فتئوا يرددون مقولة » مناصرة فليسطين ظالمة أو مظلومة »، مقولات وخطابات على المحك والاختبار اليوم، سيما وان الوضع الذي تعيشه حركة حماس بعد إغلاق مقرها في الدوحة، وسعيها المضني لايجاد مكان آمن، يجعل الجزائر في موقف محرجا بعدما عملت وبطريقة فجة داخل مجلس الامن باعتبارها عضو غير دائم إبان الحرب على غزة، وخلال القمة العربية الاسلامية الاستثنائية الذي عقدت في السعودية يوم 11 نونبر 2024 ،على إعادة إنتاج بعض الخطابات العاطفية والرنانة لذغذغة المشاعر، التي غايتها رفع السقف لإحراج بعض الدول وممارسة الضغط والمساومة على قضية الصحراء من خلال توظيف ورقة فليسطين والحرب على غزة.
ختاما، تبدو المملكة المغربية أقرب الخيارات، سيما وأن المغرب ما فتىء يناصر القضية الفليسطنية شعبيا ورسميا دون مزايدات أو مساومة، مظاهرات بزخم كبير عرفتها شوارع المغرب طيلة السنة، رسميا، رغم الاتفاق الثلاثي، ظلت المملكة حريصة على إنتاج مواقف متزنة ومناصرة للقضية الفليسطنية، مع اخذ مسافة تراعي المصالح العليا و التوازنات الدولية، ولكن، ما يعقد نجاح الوساطة المغربية هي مدى قدرة قادة حماس في الخارج على إتخاذ قرارات أثناء عملية التفاوض، لاسيما وأن هؤلاء باتوا يشكلون قيادات الصف الثاني والثالث، بينما صار القرار الفعلي يتمركز بيد القيادات الميدانية داخل قطاع غزة.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
كتائب الحركة الإسلامية: تاريخ طويل من القتل والدماء
كتائب الحركة الاسلامية الإرهابية تريد ان تقول (وبالدماء) لشعبنا بأننا موجودون، نحن من ندير المعركة ونجلب الانتصارات ونقضي على المليشيا. ولن يستطيع كائن من يكون أن يقصينا عن المشهد! وأن زمان الثورات قد انتهى ومثلما قال زعيمهم مجرم الحرب المطلوب في لاهاي يوما، أيام هوجة ما عرف بالربيع العربي، قال وهو يحاول ان يطمئن نفسه وتنظيمه الإرهابي: ان الربيع العربي جاءنا في يونيو 1989!
أي ان الإنقاذ بحسب رأيه، كانت هي النسخة الأولى من الربيع العربي وما تلاها بعد عقود هو مجرد محاكاة للثورة (العظيمة)! ولم ينتبه الرجل الذي اشتهر بالكذب، أن الثورات العظيمة إنما تفتح السجون وتخرج سجناء الرأي، بينما حوّلت الإنقاذ السودان كله لسجن كبير: كان أجدر ان تسمى بدلا من الإنقاذ، بثورة بيوت الأشباح!
ليس غريبا جرائمهم ضد المدنيين والأسرى في الجزيرة بعد معركة تحرير مدني، كان ذلك ديدن الإسلاميين، فبعد اقل من عام من نجاح انقلابهم، دفنوا ضباط حركة رمضان التي حاولت الانقلاب عليهم، دون محاكمة! يطربهم منظر الدماء! حتى ان أحد ضباطهم أمر بعدم اسعاف العميد الشهيد محمد عثمان حامد كرار الذي كان ينزف بعد اصابته في المطار، (لأنه سيعدم على كل حال)! ونفس الضابط ابلغ أحد زملائه السابقين من قادة الحركة بوفاة والده، وحين طلب الأخير امهاله لتعزية الأسرة، قال له الإرهابي الذي أصبح يوما نائبا لرئيس الجمهورية: لا داعي لأنك ستلحق به بعد قليل! ثم تواصلت الجرائم حتى لما بعد ثورة ديسمبر حين أقدمت تلك الكتائب على تنفيذ مجزرة فض الاعتصام. وقتلوا المتظاهرين السلميين حين تواصلت الثورة بعد انقلاب البرهان، ودهسوهم بالسيارات في الشوارع. انها نفس الكتائب التي تواصل الحرب الان، ترفض السلام وتستغل الحرب لقتل كل معارضيها بدعوى تعاونهم مع المليشيا.
بيوت الاشباح لم تكن سوى استنساخ لمعتقلات أسرة الأسد مثل صيدنايا وغيرها، فالإسلاميون وان حاولوا ايهام الناس ان (أخوانهم) في سوريا قد حققوا النصر وانهم سائرون في دربهم! لكن الحقيقة انهم كانوا من اشد المعجبين والداعمين لنظام الأسرة الأسدية، وحاولوا استنساخ تجربتهم في السودان باعتبارها وصفة للخلود في السلطة، اقلية تحكم اغلبية بحد السيف الذي هو (اصدق انباء من الكتب).
(أضرب الخارج بالكلاش)! كان ذلك ندائهم المفضل (يعيدون ترداده في برنامج ساحات الفداء) أيام الحرب الجهادية حين يقع أسير ما في يدهم، والنتيجة حين جاءت اتفاقية السلام وأعادت الحركة الشعبية الاسرى، لم يكن هناك من اسير واحد لإعادته للحركة! كانوا يتعجلون حتى موت منسوبيهم، يحتفلون بموته ويسردون قصصا عن رائحة المسك وعن رؤيته مع الحور العين، ثم يتضح بعد أشهر ان الرجل حي يرزق! بينما الرفاق المتعجلون احتفلوا بموته وخلفوه في أهله!
إنها مأساة وطن تسلط عليه تنظيم شيطاني لا تحمه شريعة او خلق، تنظيم يعتاش على الحروب والفتن والدماء.
لا بد من توافق اهل هذه البلاد لوقف الحرب، وعزل التنظيم الشيطاني. كل يوم تستمر فيه الحرب سيكون خصما على وحدة هذه البلاد وانتصارا لمن يسعون لمزيد من الفتن والغبن وهتك النسيج المجتمعي.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
احمد الملك
ortoot@gmail.com