العطف الغربي على مسيحيي لبنان معدوم.. ورفض للتقسيم والحزب المتضرر الاول
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بعد شهور من الخلاف السياسي بين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل و"حزب الله" والذي رفع من منسوب التوتر في البلد بفعل الانقسام العمودي والطائفي والذي تظهر في الكثير من الملفات المتصلة بالعمل الحكومي والتشريعي فضلاً عن استحقاق رئاسة الجمهورية الحدث الأهم الذي ترك ذيولا سلبية على "تفاهم مار مخايل"، عاد الحوار مجددا على خط ميرنا الشالوحي – حارة حريك عله ينجح في إعادة ترتيب العلاقة بشكل جديد ومختلف نظراً إلى أن كلا الطرفين يرى في الحوار ضرورة له ولو كان قائماً على مصالح وتحقيق مكاسب.
وضع رئيس" التيار الوطني الحر" شروطه الرئاسية على رأسها قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسَّعة، وقانون الصندوق الائتماني، على طاولة حزب الله الذي بدوره سوف يبلغ باسيل عبر مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا خلال الاجتماع الرابع الذي سيعقد بينهما إجابات الحزب على كل ما هو مطروح، وذلك بناء على نقاش داخلي حصل حول هذه المطالب، ومع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أيضاً.
يقول باسيل، وفق مصادره، أن ما يطرحه ليس صفقة أو مقايضة، إنما يمكن وضعه في خانة التحركات السياسية التي من شأنها أن تعيد إحياء المؤسسات بطريقة مختلفة عما كانت عليه ربطاً ببرنامج العهد الرئاسي أيا يكن الرئيس، من دون أن يعني ذلك أن لبنان القوي ابتعد عن المعارضة، إذ أن التقاطع معها لا يزال قوياً.
في عهده شكل الرئيس الأسبق ميشال سليمان اللجنة الخاصة باللامركزية الإدارية بموجب قرار صادر من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بتاريخ 7 تشرين الثاني 2012 برئاسة وزير الداخلية الأسبق زياد بارود، وخلصت دراستها إلى نقل صلاحيات ومهام واسعة من السلطة المركزية إلى مجالس الأقضية. والمشروع يأخذ بالإجماع اللبناني حول اللامركزية الموسعة انطلاقاً من اتفاق الطائف. وإذا كان المشروع يعطي فعلاً أوسع الصلاحيات للمناطق، فهو يبقيها ضمن الدولة الواحدة الموحدة بعيداً من أي منحى تقسيمي. ويعتمد المشروع اللامركزية فعلاً لا قولاً من حيث استحداث مجالس منتخبة بالكامل وإعطاؤها ليس فقط الاستقلالين الإداري والمالي وإنما أيضاً التمويل والواردات اللازمة (وهي العصب) ويحصر الرقابة إلى أقصى حد ويجعلها لاحقة لا مسبقة، علما أنه يبقي على البلديات كوحدات لامركزية أساسية ولا يمس بصلاحياتها أو بأموالها ويعتمد القضاء كمساحة لامركزية، نظراً إلى شرعيته التاريخية والى تأمينه الحاجات التنموية. كما أن المشروع يستحدث صندوقاً لامركزياً يحل محل الصندوق البلدي المستقل ويكون أعضاء مجلسه منتخبين ويعمل وفقاً لقواعد منهجية ولمعايير توزيع تعتمد مؤشرات (indices) موضوعية تراعي ضرورة الإنماء المتوازن وتحفيز النمو المحلي.
هذا المشروع طرح على مجلس النواب في العام 2017 لكنه سقط نتيجة عدم التصويت عليه، وهذا يؤشر إلى أن مطبات كثيرة تعترض إقرار اللامركزية الموسعة، وسط معلومات نقلا عن مصدر سياسي بارز أن حزب الله لن يقبل بما هو مطروح من قبل باسيل في هذا الشأن، لأنه يضعفه، فهو يرفض بالمطلق أي طرح يتعلق باللامركزية السياسية أو المالية الموسعة. ولذلك فإنه يحاول قدر الامكان ضبط العمل البلدي وعدم توسيع صلاحياته المالية أو الأمنية.
من هنا يظن البعض أن باسيل يكابر في طروحاته وخياراته بتأكيده أن اللامركزية الادارية تكون لامركزية مالية وإلا لا تكون، في حين أنه على علم مسبق بمواقف الثنائي الشيعي من اللامركزية المالية. فحزب الله المتوجس من طروحات التقسيم والفيدرالية يعتبر ان اللامركزية المالية مقدمة للذهاب إلى خيارات كهذه لا تصب في مصلحة أحد، ويشدد بحسب مصادره على انه لن يقبل بأي تقسيم مباشر أو غير مباشر والبلد لا يتحمل فيدرالية أو تقسيم الذي يعتبر مشروع حرب أهلية، بيد أن العاملين على خط اللامركزية الإدارية يرون أن الفدرالية نظام سياسي يوزّع السلطات بين الوحدات الجغرافية، في حين أن اللامركزية الإدارية تمنع الوصول إلى الفدرالية أو التقسيم.
وسط ما تقدم، يؤكد مصدر سياسي بارز لـ"لبنان 24" ان الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، قد يأخذ مغزى آخر، باعتباره ان الحزب هو المتضرر الاول من طروحات باسيل، فمناطقه لا تتمتع بالاستقلال الذاتي المتصل بمراكز سياحية وتجارية وتربوية ودبلوماسية ومواصلات رغم أنه طبق اللامركزية الأمنية فيها.
يبقى الأكيد أن طروحات التقسيم والفيدرالية، بحسب المصدر نفسه، ومهما علت الأصوات المحلية الداعية لها، لن تبصر النور، ومرد ذلك عدم وجود أي عطف غربي على المسيحيين، فالأوروبيون لن يقبلوا أسوة بروسيا أيضاً بفيدرالية في لبنان، ويؤكدون عبر أوساطهم الدبلوماسية أن فكرة إعادة رسم خريطة لبنان غير مطروحة من الغرب أو الشرق.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اللامرکزیة الإداریة
إقرأ أيضاً:
رئيس جهاز التعمير يتفقد ليلا مشروع حديقة تلال الفسطاط بالقاهرة
قام اللواء مهندس محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، بجولة تفقدية ليلا لمتابعة سير الأعمال بمشروع حديقة تلال الفسطاط بمنطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة، والتي تجاور متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص ويتم تنفيذها من خلال "الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير القاهرة الكبرى "، يرافقه خلال الزيارة المختصون من الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير القاهرة الكبرى والإستشاري العام للمشروع ومسئولو الشركات المنفذة، وذلك فى إطار المتابعة المستمرة لسير العمل والموقف التنفيذى للمشروعات الجارى تنفيذها.
وأوضح اللواء محمود نصار، أنه تتم إقامة حدائق تلال الفسطاط على مساحة (500) فدان فى موقع مركزى بقلب القاهرة التاريخية ( كان يستخدم سابقاً مقلبا للمخلفات )، وتعتبر من الحدائق الأكبر من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يتضمن المشروع عدداً من الأنشطة التي تعتمد على إحياء التراث المصري عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، فضلا عن مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية والخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، بالإضافة إلى منطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية، كما تتوسطها هضبة كبيرة تتيح التواصل البصرى الفريد مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة.
وصرح رئيس الجهاز المركزي للتعمير، بأن المشروع يوفر حوالي ( 20 ) ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وتقوم 12 شركة مقاولات مصرية بتنفيذ المشروع بمعني أدق أن المشروع يسهم في جهود الدولة للحد من أعداد البطالة.
وأضاف اللواء مهندس محمود نصار، أن المشروع يضم عدد 8 مناطق كالآتي: المنطقة الثقافية وتقع مقابلة للبوابة الرئيسية للدخول لمشروع حديقة تلال الفسطاط على طريق صلاح سالم، وتعد احدى المناطق المميزة، وبها محور رئيسى على متحف الحضارة ويحيط بها مجموعة من الساحات التى تشمل أنشطة ثقافية ومطاعم، وغير ذلك من الخدمات، ومن المقرر أن تُقام بها احتفالات على مدار العام، ويشتمل نطاق الأعمال بالمنطقة الثقافية على أعمال البوابة الرئيسية إلى جانب ( 4 مطاعم وكافتيريات بمسطح مبنى 216 م2، وعدد 3 نوافير، بالإضافة إلى أعمال البنية التحتية والزراعات لمسطح 26,864 م2 )، ومنطقة التلال والوادى : وتنقسم منطقة التلال بمشروع حديقة تلال الفسطاط إلى ثلاثة تلال متباينة الارتفاعات يمر بينها الممر المائى (النهر)، وتتدرج فى مجموعة من المصاطب تبدأ من حافة النهر وتنتهى حتى قمة التلة بحيث تجعل من قمة التلال مطلات على المشروع والمنطقة المحيطة وقلعة صلاح الدين والأهرامات.
وتضم "تلة القصبة" المنشأة على مساحة 13000م2 ( فندق سياحي – مباني خدمية – مواقف سيارات – بحيرة صناعية ) ومدرجات ومناطق جلوس مطلة على الشلال، وكوبرى مشاة للربط، وكافيتريا، وشلال، و"تلة الحفائر" الجاري العمل بها من خلال الجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية بهدف إكتشاف وإظهار أول عاصمة إسلامية لمصر ( مدينة الفسطاط القديمة )لتصبح المنطقة مزارا أثريا سياحيا ثقافيا متكاملا من خلال الكشف عن بقايا مدينة الفسطاط على مساحة حوالي 47 فدانا للوصول للتكوين المعماري للمدينة الأثرية وترميمها،والكشف عن بقايا سور صلاح الدين الأيوبي وحصر وتجميع القطع الأثرية المكتشفة وترميمها ثم النشر العلمي لما سيتم اكتشافه ، مع إنشاء ممشى بطول 1كم بارتفاع 1,5 م عن منطقة الحفائر حول مدينة الفسطاط الأثرية ( الحفائر ) لربط المباني الخدمية السياحية بالموقع العام لإستثمار المنطقة التراثية كمنطقة سياحية ذات طابع متميز، فيما تضم "تلة الحدائق التراثية" مدرجات ومبانى للزوار ومطاعم وفراغا خشبيا يطل على البحيرة مستعرضاً المخططات التفصيلية لتلك التلال وما تحوية من مسارات وحدائق متنوعة، ومناطق للمطاعم والاحتفالات والترفيه.
وقال: توجد بالحديقة المنطقة الاستثمارية التي تقع على مساحة 131000م2 وتطل على بحيرة عين الحياة وتضم ( 12 مطعما – 4 مولات تجارية – 4 جراجات للسيارات ) ومن خلفها منطقة تسمح بإقامة العديد من الاحتفالات الرسمية الكبيرة بها المسرح الرومانى والنافورة المائية وأعمال تنسيق موقع، بالإضافة إلى منطقة المغامرة وبها عدد من المباني الخدمية والبحيرات والزراعات، وتشتمل الحديقة على منطقة الأسواق وهى عبارة عن منطقة تجارية بمساحة 60000 م2 الهدف منها هو تنشيط السياحة ودعم اقتصاد الدولة وتنشيط الحرف اليدوية والتراثية أبرزها أعمال الزجاج، والسيراميك، والشمع، والغزل والنسيج ،ويتم تنفيذ منطقة الأسواق على 3 مراحل وتتكون من( 19 محلا تجاريا - مواقف سيارات - بحيرة صناعية - مساحات زراعية - فندق 3 نجوم ).
وأضاف: تشمل أعمال المشروع تطوير منطقة النادى المصرى القاهرى من خلال إنشاء (مبنى إدارى – حمام سباحة اوليمبى –حمام سباحة للأطفال ، موضحاً أنه يوجد للحديقة أكتر من 14 بوابة (بوابات رئيسية وفرعية بها" أبواب معاصرة – أبواب تاريخية – أبواب حدائقية")، حيث إن الحديقة مقامة على مساحة 500 فدان معظمها مناطق خضراء وتمت مراعاة أن تكون المساحات الخضراء كبيرة مقارنة بالمساحة المخصصة للمباني.
وأشار إلى أن المشروع قد اشتمل على أعمال تطوير ساحة جامع عمرو بن العاص: ويدخل المشروع ضمن خطة الدولة لتطوير العشوائيات ويشمل إنشاء ساحة جديدة لمسجد عمرو بن العاص باجمالى مساحة تقريبية 12000م2 لخدمة المصلين وإقامة الاحتفالات والشعائر الدينية وتنشيط السياحة وبها : ( 3 نوافير – غرف طلمبات – نصب تذكارى – 6 حوائط زراعة متدرجة – 12 حوض زراعة و174 حوض نخيل – بوابتان – "خزان حريق ، خزان وقود ، غرف كهرباء ، محطة رفع للصرف الصحى" – مبنى بديل للخدمات وإدارة المفرقعات – تشطيب مشايات وجلسات الساحة من الرخام والجرانيت – الأعمال الكهروميكانيكية – دار مناسبات مسجد عمرو بن العاص – مبنى خدمات مسجد عمرو بن العاص – مكاتب هيئة الآثار وقاعة اجتماعات – مبنى ادارة الدفاع المدني – المركز الطبى لمسجد عمرو بن العاص – موقف هيئة النقل العام – أسوار المبانى)، بالإضافة إلى أعمال ترميم ورفع كفاءة جامع عمرو بن العاص، وقد اشتملت الأعمال على (رفع كفاءة "شبكات الإنارة - شبكة الصوتيات - المآذن – القبة – المراقبة" – تنفيذ شبكات "مطر - حريق - تخفيض منسوب المياه" - أعمال ترميم"للأسقف - الأعمدة - دكة المبلغ – الفوارة - المنابر- المحراب" - أعمال تشطيبات داخلية وخارجية تغيير أرضيات بصحن المسجد لرخام كرارة – عزل للأسطح - إنشاء مبنى إدارى.
وأكد اللواء مهندس محمود نصار، زيادة معدلات العمل وتكثيف العمالة والمعدات اللازمة بالمشروع للإنتهاء من تنفيذ الأعمال في التوقيتات المحددة .
جدير بالذكر أنه قد تم الانتهاء من أعمال تطوير ساحة جامع عمرو بن العاص ورفع كفاءة الجامع ، والانتهاء من المنطقة الثقافية والنادى المصرى القاهرى ،والمخزن المتحفي ، وتم ملء المرحلتين الأولى والثانية من النهر وجار ملء المرحلة الثالثة ، وجارٍ العمل في زراعة التلال والانتهاء من باقي مكونات المشروع