العراق: لم يحن وقت الاستغناء عن الوجود العسكري الأمريكي!
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بقاء الأمريكيين في العراق يكمل حلقة الوجود الأمريكي في سوريا
هذا العنوان ليس موقفاً، بل هو قراءة موضوعية لوضع العراق المحاصر بين انتمائه وتكوينه العربيين، والنفوذ الإيراني الممذهب والمتغلغل في ثنايا النسيج الاجتماعي الطائفي والمناطقي العراقي. صحيح أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني المنتمي إلى فريق "الإطار التنسيقي" القائم حول تركيبة ميليشيات "الحشد الشعبي" الموالية للنفوذ الإيراني يؤكد في الآونة الأخيرة عدم حاجة العراق إلى قوات قتالية أجنبية، متماهياً بذلك مع دعوات فصائل "الحشد الشعبي" وأحزاب "الإطار التنسيقي" التي تدار استراتيجياً من قبل "فيلق القدس".
لكن ما غاب عن تقديرات السوداني أن دور القوات الأجنبية، أي الأمريكية في العراق، والنفوذ الأمريكي فيه يستبطن وظيفة أخرى غير قتال تنظيم "داعش"، ألا وهي إقامة توازن بالحد الأدنى مع النفوذ الإيراني المهمين هيمنةً كبيرةً على المكوّن الشيعي العراقي، وبالتالي على الحكومة العراقية، والقوات المسلحة، إضافة إلى ميليشيات "الحشد الشعبي" المموّلة من الدولة العراقية، وقد ارتفع عدد المنتسبين والمتمتعين برواتب حكومية أكثر من 250 ألف عنصر. والتوازن الذي نتحدث عنه في العراق لا يمكن إلا للأمريكيين أن يقيموه، ويدافعوا عنه لمنع استفراد الإيرانيين بالساحة العراقية وتحويل البلاد إلى محمية إيرانية خالصة، وخاضعة لهم بالكامل.
فالسيطرة الأمريكية على موارد العراق المالية، ووجهة إنفاق الدولة، وتسليح القوات المسلحة الرسمية (غير "الحشد الشعبي") مسألة حيوية، حالت وتحول دون الاستتباع التام للقرار الإيراني. وثمة شرائح عراقية واسعة ترفض خروج الأميركيين من البلاد، وتركها بيد "فيلق القدس" والفصائل الولائية العاملة لحساب طهران، لا سيما أن تحرير ثلث العراق من تنظيم "داعش" تميز بقيام فصائل "الحشد الشعبي" بعمليات تطهير طائفي في المناطق الوسطى من البلاد ذات الغالبية السنّية، وقتل فيها عشرات الآلاف من المواطنين الآمنين الذي جرى الاقتصاص منهم لأسباب طائفية تحت شعار محاربة الإرهاب وتنظيم "داعش". ومن المعلوم أنه لولا الدعم العسكري للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لما تحررت الموصل، ولما تمكن الجيش ولا "الحشد الشعبي" من حسم المعركة من دون تكبد خسائر هائلة بالعتاد والرجال. وربما ما انهزم تنظيم "داعش" قبل أعوام وأعوام.
غير أن الأهم من "داعش"، ومحاربة الإرهاب، تبقى حماية البقية الباقية من التنوع العراقي، ومعها البقية الباقية من الهوامش العراقية الوطنية التي لم تسقط بعد بقبضة النفوذ الإيراني. فإقليم كردستان العراق سيكون مهدداً بالسحق فيما لو خرج الأميركيون في المدى المنظور. كما أن ما تبقى من هوامش الدولة العراقية لا تملك بمواجهة التمدد الإيراني سوى هذا الوجود الأمريكي والتحالف الدولي، أكان في المؤسسات، أو في معادلة التنوع الطائفي، أو حتى في معادلة الاعتراض داخل الطائفة الشيعية على الهيمنة الإيرانية المتعددة الطبقات.
إن مسالة بقاء الأمريكيين في العراق، مرتبطة في جانب آخر بالتوازن في المنطقة. بحيث إنها تكمل حلقة الوجود الأمريكي في سوريا الذي يبقى حتى إشعار آخر جزءاً من التوازنات الدولية المطلوبة في الإقليم التي تحول دون استكمال إيران وضع يدها على المشرق العربي من بغداد إلى بيروت. من هنا ستبقى خطب المسؤولين العراقيين، أكان رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني أو غيره، شعارات غير قابلة للتطبيق العملي. وسيبقى الأمريكيون على الأرض، لأن بقاءهم حاجة استراتيجية أميركية وغربية، مثلما هو حاجة عراقية داخلية. غير ذلك مجرد كلام للاستهلاك السياسي والشعبي!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني غزو العراق العراق الحشد الشعبی فی العراق
إقرأ أيضاً:
تراجع أسعار النفط بعد إعلان ترامب خطة لتعزيز الإنتاج الأمريكي
شهدت أسعار النفط انخفاضًا في التعاملات الآسيوية اليوم الثلاثاء، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قراره تأجيل فرض الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك.
أسعار النفط تواصل الصعود مع توقعات شح المعروض الروسي ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثير العقوبات الأمريكية على المعروض ارتفاع أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي روسيا ترد على مزاعم إتلاف الكابلات: يستهدفون منعنا من تصدير النفط
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتًا، أي بنسبة 0.14%، لتصل إلى 80.04 دولار للبرميل، العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط انخفضت 67 سنتًا، لتصل إلى 76.72 دولار للبرميل.
كما تم الإعلان عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك إلى 1 فبراير، بدلًا من فرضها فورًا. وهذا التلميح من ترامب ساعد في دفع أسعار النفط للانخفاض، بينما كانت الأسواق تتوقع فرض الرسوم بسرعة.
وتجدر الإشارة إلى أن عقود النفط الأمريكية لم تشهد تسوية في الجلسة السابقة بسبب العطلة العامة، ما أدى إلى انخفاض في النشاط خلال بداية هذا الأسبوع.أعلنت شركة نفط الوسط العراقية يوم الإثنين عن اكتشاف أكبر خزين نفطي في حقل شرق بغداد، بالتعاون مع شركة (EBS) الصينية. هذا الاكتشاف يُتوقع أن يضيف أكثر من ملياري برميل إلى الاحتياطيات النفطية للعراق.
في بيان له، قال مدير عام الشركة محمد ياسين حسن إن الاكتشاف جاء تنفيذاً لتوجيهات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط حيان عبد الغني السواد، في إطار جهود تكثيف الاستكشافات وتطوير الحقول النفطية، بما يتماشى مع البرنامج الحكومي الذي يهدف إلى تعزيز القدرات الإنتاجية لقطاع النفط العراقي.
وأشار حسن إلى أن "اختبار البئر الاستكشافية الرئيسة" في حقل شرق بغداد قد حقق نجاحًا كبيرًا، مع تدفق نفطي عالي الإنتاجية من النفط المتوسط والخفيف.
وأضاف أن هذا الاكتشاف يمثل أكبر اكتشاف نفطي في وسط العراق، ويُتوقع أن يكون له تأثير كبير على الاحتياطيات الوطنية من النفط.أكد محمد ياسين حسن، مدير عام شركة نفط الوسط العراقية، أن الاكتشاف النفطي الجديد في حقل شرق بغداد يُعد اكتشافًا استراتيجيًا هامًا للعراق. وأوضح أن هذا الاكتشاف يُضاف إلى رصيد العراق النفطي الذي يحتل المرتبة الخامسة عالميًا في الاحتياطيات المؤكدة، مما يُعزز من قدرات العراق الإنتاجية في مجال النفط.
وأضاف أن هذا الإنجاز يساهم بشكل كبير في دعم دور العراق المحوري كأحد الأعضاء المؤسسين والمُؤثرين في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مما يعزز مكانته في سوق الطاقة العالمية.
وأختتم بالقول إن هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة نحو تعزيز قدرة العراق على الوفاء بالتزاماته في أسواق النفط الدولية، مع زيادة إسهاماته في تلبية احتياجات الطاقة العالمية.