معركة “أولي البأس” في يومها الـ58: قواعد “رامات ديفيد” و “غليلوت” و “بيت ليد” و “صفد” و “كرمئيل” تحت النار
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تواصلُ المقاومةُ الإسلامية في لبنان، لليوم الـ58 ضمنَ مسار معركة “أولي البأس”، العملَ بمعادلة “إيلام العدو”، مؤكّـدة بلغة النار أن الميدان لم يكن يومًا تحت سيطرته رغم تفوقه الجوي والتكنولوجي، بل وتفرض عليه مراجعة الأداء والإقرار بالهزيمة أمام مجاهدين هم “أولو بأسٍ شديد”.
في التفاصيل؛ وبعد تحقيقها ليل الاثنين، إصابةً مباشرةً في قلب “رامات غان” (إحدى المدن المركزية في منطقة ما يسميها العدوّ تل أبيب الكبرى)، أعلنت المقاومة الإسلامية، الثلاثاء، وضمن سلسلة “عمليّات خيبر”، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، البالغة “30 عملية” حتى كتابة هذا التقرير، استهداف قاعدة “غليلوت” مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 “أمان”، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، في ضواحي “يافا” المحتلّة “تل أبيب”، بصليةٍ صاروخيةٍ نوعية.
وسبق أن شنَّ مجاهدو المُقاومة، صباح الثلاثاء، هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة “رامات ديفيد” (قاعدة جويّة رئيسية في الشمال وتضُم أسراب قتالية حربية)، تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 50 كلم، جنوبي شرقي مدينة “حيفا” المحتلّة، مؤكّـدة إصابة أهدافها بدقة.
وأعلنت شنّ هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواءي الناحل والمظليين)، تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 90 كلم، شرقي مدينة “نتانيا”، وإصابة أهدافها بدقة.
وأكّـدت المقاومة استهداف مدينة “صفد” المحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة، إضافة إلى قاعدة تدريب للواء المظليين في مغتصبة “كرمئيل”، ويواصل رجال الله أبطال المقاومة استهداف تجمعات العدوّ المختلفة، وأصابوا بصلياتٍ صاروخية متنوعة تجمعاته في عدد من المناطق منها: “المنارة وكفار بلوم، وأفيفيم”.
الوضعية العامة في المحور الأول إطار مسؤولية الفرقة “146”:
في هذا المحور وبعد تعثر سيطرته على قرية “شمع”، زاد العدوّ من استعداداته التي زجها في 4 محاور، ووسّع هجومه باتّجاه الشمال الشرقي من مثلث “الجبين – طير حرفا – شمع”، بالتقرب الهجومي من “مجدل زون” مدخلًا عددًا من السرايا المدرعة وسرايا وحدات خَاصَّة الإضافية؛ بهَدفِ خلق ما يشبه “فكَّي كماشة” طرفها الشمالي الشرقي “مجدل زون” وطرفها الجنوبي الشرقي “شمع” ومحورها منطقة المثلث.
وفقًا لتقارير ميدانية، هدفت هذه المناورة إلى عزل جيوب المقاومة القوية المنتشرة بين “شمع ومجدل زون” والتي تستمر بتشويش هجومه من خلال الالتحام المتكرّر والأعمال التعرُّضية الهجومية والكمائن المرتجلة وتهديد معظم استعداداته بالصواريخ الموجهة والعبوات الخَاصَّة والاستهداف المدفعي والصاروخي لتعطيل أية اندفاعة هجومية له غربًا باتّجاه غرب قرية “شمع” بغرض استكمال هجومه الرئيسي باتّجاه “البياضة”، وقرية “مجدل زون”؛ بهَدفِ تطويق جيوب المقاومة المنتشرة بين “شمع ومجدل زون وبين البياضة ومجدل زون”.
بدورها؛ أفادت مصادر المقاومة، بتمكّن رجال الله أبطال المقاومة خلال الـ48 الساعة الماضية، من اعطاب 4 ناقلتَي جند ودبابات، آخرها ليل الاثنين، حَيثُ وقعت قوة مدرعة حاولت التسلل إلى وسط “قرية شمع” للنفاذ إلى “البياضة” إلا أنها لم تفلح.
وأشَارَت إلى أن المقاومة بدأت منذ الأحد، الفائت، تحريك منطقتها الدفاعية الصُّلبة غرب وشمال غرب وجنوب غرب هذا المحور الممتدة من “البطيشية – أبو شاش – غرب طير حرفا – شمع – البياضة – مجدل زون”، مبقية على اتصال من الجهتين الجنوبية الغربية والشمالية الغربية مع الجيب الواقع بين “شمع ومجدل زون” الذي يحاول العدوّ محاصرته منذ 48 ساعة، وشكلت محورًا طوليًّا غرب منطقة “كماشة” العدوّ، يمتد من وسط “شمع إلى الضهيرة” الحدودية جنوبًا ويمتد غربًا إلى البحر عند حدود “المالكية – بيوت السياد” متضمنًا “عارض البياضة”.
وبحسب مراقبين، فَــإنَّ هذا الترتيب يهدّد جميع خطوط الاستعداد وجهود العدوّ في كُـلّ لحظة ويؤمن استنزافًا له في مناطق انتشاره شرقي المحور “الذي يعتبر أقل ارتفاعًا من مناطق انتشار المقاومة”، وعلى هيئة “فَكَّي كماشة” عملاقة؛ تنتظر المقاومة أي خطأ تكتيكي من العدوّ للإطباق عليه ومحاصرته وتشتيته وزرع الفوضى فيه، ويبدو أن الميدان يعد بمفاجآت كبيرة في هذا المحور.
الوضعية العامة في المحور الثاني إطار مسؤولية الفرقة “36”:
بعد تقسيمه محور توغله الشرقي والجنوبي الذي بدأه قبل أسبوع إلى ثلاثة محاور (عيترون – عيناتا – بنت جبيل) اعتمد العدوّ مع المقاومة أُسلُـوب الدفاع المتحَرّك والقتال اللامركزي التي تعتمد على الاستعدادات الصغرى ومهمتها إشغال العدوّ على مدار الساعة وتشويش تحَرّكاته وإيقاع أكبر قدر من الخسائر فيه.
ووفقًا لتقاريرَ ميدانية، يستمرُّ القتال الشرس منذ 72 ساعة؛ تنفيذًا لتدبيرٍ دفاعي أعدته المقاومة؛ بغرض جَرِّ العدوّ واستدراجه عند تطويره هجومَه إلى كمين كبير سيجبره حتمًا على التراجع عن جميع هجماته في ذلك المحور.
كما تشير تقارير عبرية إلى أن جنود “اللواء 188 المدرع” في جيش الاحتلال، المتواجد على الأطراف الجنوبية الشرقية لمنطقة “يارون” باتوا يطفئون جميع أنوار دباباتهم ودروعهم الخارجية؛ بحجّـة عدم كشفها للمقاومين، ويؤكّـد خبراء أن تشغيل أجهزة تدفئة الدبابات في هذا الطقس الهاطل والقارس يجعل منها بصمة حرارية واضحة للراصد والمدافع الجاهز بصواريخه الموجهة التي سيستثمرها قريبًا.
أما على الجهة الغربية للجبهة لا زال العدوّ مشتبكًا مع دفاعات المقاومة الصُّلبة عن “حانين ورشاف وبيت ليف” التي تمنعه من اختراق المحور من نفطتَي “دبل وعين إبل” للوصول عبر الأولى إلى “الطيري”، وعبر الثانية إلى تخوم “بنت جبيل الغربية”، فيما يحاول العدوّ الالتفاف باتّجاه “رشاف” من محور “القوزح – بيت ليف” الذي تدور فيه منذ 72 ساعة معارك ضارية.
الوضعية العامة في المحور الثالث مسؤولية الفرقة “91”:
في هذا المحور تستمر المعارك شرق “مركبا وطلوسة” دون أن تستطيع استعدادات العدوّ التي فاقت كتيبة من الدروع والقوات الخَاصَّة من تجاوز حائط الصد الذي نصبته الوحدة الصاروخية له.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن المقاومة تمكّنت حتى الآن من إعاقة تقدم قوات العدوّ عند هذا المحور بشكلٍ قاطع، لافتةً إلى أن “لواء الكوماندوس 89″، وفي رأس حربته “وحدة الأيغوز” تتولى محاولات اجتياز عائقي “مركبا وطلوسة” دون تحقيق أية إنجازاتٍ مفيدة ومؤثرة على جبهة المقاومة.
الوضعية العامة في المحور الرابع مسؤولية الفرقة “210”:
في هذا المحور وفي مدينة “الخيام”، يعاود جيش العدوّ منذ الـ48 الساعة الماضية، محاولة خرق دفاعات المدينة من الغرب، كما حاول خلال عمليته السابقة التي نفذها قبل أسبوعين، اختبار دفاعاتها على ذلك المحور إلا أنه باء بالفشل، وكان العدوّ قد حاول منذ اليوم الأول لعمليته الهجومية التوغل بـ 10 دبابات من المنطقة الجنوبية إلى قلب البلدة لاختبار الدفاعات الجنوبية للمدينة، وحاول أن يظهر الأمر كأنه استطلاع مستعجل للقوة.
غير أن المعطيات الميدانية تؤكّـد، أنه وبعد ساعتين من المحاولة تعامل رجال الله مع قوة الدبابات المتوغلة لتأكّـدها بأن العملية التي يشنها العدوّ رئيسية وليست استطلاعية بعد رصدهم لوجود تحشيد كبير كافٍ لاحتلال كامل “الخيام” من مغتصبات متاخمة لمسار الهجوم “مرغليوت – كفر يوفال – المطلة – معيان باروخ”.
وتعاملت المقاومة مع تلك الحشود بقوة عبر الصواريخ والمسيرات واستكملت تعرضها للقوة المدرعة المهاجمة التي فرت بعيدًا، وحَـاليًّا يرجح مراقبون أن العدوَّ سيسعى إلى تنفيذ عدة اختراقات في وقتٍ واحد من “التينة، الوطي، وادي العصافير، جنوبي شرق الخيام”، وأنه يحشد قواته المدرعة والمشاة الميكانيكية وكتيبة من “اللواء المظلي 35″؛ مِن أجلِ تنفيذ ذلك.
رسالة عملية “قاعدة تل حاييم” في “تل أبيب”:
في هذا الإطار؛ يرى خبراء عسكريون أن ما جرى بين التاسعة والتاسعة والنصف ليل الاثنين، هي عملية تأديبية استهدفت الأعماق وأحزمة الأمن الثلاثة لدى كيان العدوّ الصهيوني.
وفقًا للمعطيات، فقد استهدفت المقاومة الإسلامية عند الساعة 8:45 مساءًا بتوقيت بيروت، العمق الاستراتيجي للعدو بعمليةٍ معقدةٍ بعددٍ من الصواريخ والمسيرات النوعية؛ دَكَّت “وسط تل أبيب ورامات غان وضاحية بني براك”، ووصل معظمُها إلى الهدف الأَسَاسي المحدّد وهو قاعدة تابعة للاستخبارات العسكرية “أمان” في منطقة “تل حاييم”.
كما استهدفت المقاومةُ عند ما بين (٩:٠٥ و٩:٢٠) مساءً قاعدتَي “شراغا ونيشر” في العمق التعبوي بسربَينِ من المسيَّرات، وعند الساعة ٩:٣٠، استهدفت مجموعة من مستعمرات الحافة في العمق التكتيكي لكيان العدوّ، بصلياتٍ صاروخيةٍ ومجموعة من المسيرات الانقضاضية.
وبحسب الخبراء فَــإنَّ المقاومة هدفت من هذا القصف للأحزمة الثلاثة بالطريقة التي استهدفت فيها ابتداءً من العمق وُصُـولًا إلى الحدود لإيصال رسالة بأنها جاهزة للتصعيد إذَا حاول العدوّ ملاقاة زيارة المبعوث الرئاسي الأمريكي “هوكشتاين” بالتصعيد كما كرّر ذلك في أكثر من زيارةٍ سابقة.
كما هدفت الرسالة إلى إبلاغ من يعنيهم الأمر أن التفاوض تحت النار سيكلِّف العدوّ خسائر كبيرة، وما ردها الثأري لشهداء العدوان على بيروت سابقًا، سوى عيِّنة عما يمكنها فعله كردٍّ على أي تصعيد صهيوني قد تكون تخطط له واشنطن و”تل أبيب” في آن واحد.
عمليات رجال الله تهدّد خطوط استعداد العدوّ وجهوده وتؤمِّن استنزافًا دائمًا له:
في إطار الوقائع ومجريات الأحداث؛ فَــإنَّ عمليات الصد الناجحة المتواصلة في محاور القتال على الحافة الأمامية؛ تُشير إلى نجاح خطة القتال الدفاعي اللامركزي الذي تنفذه المقاومة، في محاولة تشتيت واستنزاف قوات العدوّ وإرباك خططه، وهذا الاستنزاف يُمكن أن يُؤثر على معنويات جنود العدوّ وقدراتهم القتالية، فضلًا عن حافزيتهم وجاهزيتهم القتالية.
كما يُظهِرُ تنوُّعُ تكتيكات رجال الله أبطال المقاومة، من الاشتباك المباشر إلى استخدام الصواريخ والمسيرات، القدرةَ على التكيف مع الوضع المتغير واستخدام الوسائل الأكثر فاعلية في كُـلّ مرحلة من مراحل المواجهة، كما أن صمودهم يؤكّـد فاعلية تحصيناتهم وتكتيكاتهم الدفاعية.
في السياق، أقر جيش الاحتلال، الثلاثاء، بمصرعِ جندي جديد، وإصابة آخرين في معارك جنوبي لبنان، وقال تحت بند “سُمِحَ بالنشر”: إنّ “القتيلَ هو عريف أول احتياط من لواء غولاني، وقُتِلَ جنوبي لبنان”.
وأوضحت “إذاعة جيش العدو” أنّ “حزب الله استهدف جنود لواء “غولاني” بطائرة مسيّرة، بينما كانوا يقومون بعملية إمدَاد لوجيستية للقوات جنوبي لبنان؛ ما أَدَّى إلى مقتل جندي وإصابة 4 آخرين، اثنان منهم بحال حرجة في هجوم شنته مُسيّرة أُطلقت من لبنان على موقع عسكري صباحَ الثلاثاء”.
بدورها؛ أعلنت وزارةُ الصحة التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أنّ حصيلةَ الإصابات التي دخلت مستشفيات الاحتلال، منذ صباح الأحد، حتى صباحِ الاثنين، هي 66 إصابة، مبيّنةً أن عددَ الإصابات الكلّيّة التي دخلت مستشفياتهم منذ الـ10 من أُكتوبر 2023م، بلغ 22240 إصابة.
وعليه؛ فَــإنَّ الموقفَ العسكري العام للمقاومة في عمومِ الجبهة يُظهِرُ اتِّباع استراتيجية مركَّبة تجمَعُ بين الاشتباك المباشر وبين الاشتباك غير المباشر على الحدود، وبين ضرب الأهداف النوعية والحسَّاسة في مختلف الأعماق التكتيكية والتعبوية والاستراتيجية، وهذا التنوُّعُ في العمليات يُصعِّبُ على العدوّ الصهيوني التنبُّؤَ بالخطوات التالية ويُشتت جهوده الهجومية.
—————————————-
المسيرة | عبدالقوي السِّباعي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی هذا المحور رجال الله ومجدل زون مجدل زون بات جاه تل أبیب ة التی إلى أن ف ــإن
إقرأ أيضاً:
عمليات حزب الله.. تصاعد “نوعي وكمي” في السلاح والأهداف
يمانيون – متابعات
تعمل المقاومة الإسلامية في لبنان، على إفشال حملة الضغط الجوية اليهودية الشرسة على لبنان، لتمرير صفقة وقف إطلاق النار، وتعمل على إفراغها من أهدافها، برفع وتيرة القصف المقابل، وفق معادلات الإيلام وعمليات خيبر، في إطار الخطة المرسومة للمواجهة مع العدو الإسرائيلي.
ويوم أمس السبت نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان العديد من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي في العمق، أو في الحافة الأمامية للحدود مع فلسطين المحتلة، ووصلت عدد البيانات العسكرية إلى 26 بيانًا، توزعت بين استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات وتجمعات لجنود العدو في فلسطين المحتلة، وفي أطراف قرى حدودية لبنانية، وجاءت كما يلي:
القواعد العسكرية وعمليات خيبر:
دكَّ سرب من المسيرات الانقضاضية، وعشر صليات صاروخية بينها صواريخ نوعية في عمليات المقاومة يوم السبت عددًا من القواعد والمقرات القيادية الصهيونية، وصلت إلى 11 قاعدة ومركزًا قياديًا، وهي: مقر قيادة كتيبة المشاة التابعة للواء الشرقي 769 في ثكنة راميم مرتين ، وقاعدة “شراغا” (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، موقع هضبة العجل شمال مستوطنة كفاريوفال.
وفي إطار عمليات خيبر، استهدفت المقاومة الإسلامية لحزب الله، سبع قواعد عسكرية للعدو، وصلت لعمق 40 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث قصفت قاعدة “ستيلا ماريس” البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا، بالإضافة إلى مقر وحدة المهام البحريّة الخاصة “الشييطت 13” في قاعدة عتليت، جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، بسرب من المسيرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقة.
وأبرز تلك الهجمات هي التي قصفت خمس قواعد عسكرية في عملية متزامنة، عند الساعة 7:45 بتوقيت بيروت، بعضها تقصف للمرة الأولى، مجموعة من القواعد العسكريّة في مدينة حيفا المُحتلّة ومنطقة الكرمل، على الشكل الآتي:
قاعدة حيفا التقنيّة التابعة لسلاح الجو اليهودي، وتضم كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شرق حيفا المُحتلّة.
قاعدة حيفا البحريّة التابعة لسلاح البحريّة في جيش العدو، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال حيفا المُحتلّة.
قاعدة ستيلا ماريس الاستراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا المُحتلّة.
قاعدة طيرة الكرمل التي تضم فوج وكتيبة نقل المنطقة الشماليّة، بالإضافة إلى قاعدة لوجستيّة بحريّة، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب حيفا المُحتلّة.
وللمرّة الأولى، قاعدة نيشر وفيها محطة غاز تتبع لجيش العدو، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب شرق حيفا المُحتلّة.
تجمعات العدو:
كان نصيب تجمعات القوات الصهيونية كبيرًا في سلسلة العمليات ليوم السبت، بعدد ست عشرة عملية، أربع منها في الحافة الحدودية، واثنتا عشرةَ عملية على تجمعات جنود العدو شمال فلسطين المحتلة، ومنها: تجمع في المقرّ المُستحدث لقيادة “اللواء الغربي” في ثكنة “يعرا”، بالإضافة إلى تجمعات في ثكنة “دوفيف”، وتجمعات في مستوطنات “أفيفيم”، والمنارة، و”سعسع”، وكريات شمونة، و”مرغليوت” و”جلعادي”، وثكنة راميم، كلها قصفت بالصليات الصاروخية، بالإضافة إلى تجمّعٍ في موقع العبّاد، وتجمع قرب حاجزٍ عسكري في مستوطنة “أفيفيم” وتجمع في مستوطنة “يرؤون”، بثلاثة أسراب منفصلة من المُسيّرات الانقضاضيّة، وأصابت أهدافها بدقة.
وفي الشريط الحدودي قصفت المقاومة تجمّعًا شرقي بلدة مارون الراس، وكما قصفت ثلاث مرات، تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، وعند الأطراف الشرقية لبلدة شمع دمرت المقاومة دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
المستوطنات الشمالية:
وفي إطار التحذير الذي وجّهته المُقاومة الإسلاميّة لعددٍ من مستوطنات الشمال قصفت بصليات صاروخية، مستوطنة “كتسرين”، ومستوطنة “كريات شمونة”.
حيفا هدف للمقاومة:
بنظرة سريعة في عمليات المقاومة يوم أمس السبت، وكذلك في الأيام السابقة، يمكن استنتاج أن حيفا أصبحت مثل كريات شمونة، وبالأمس توزعت العمليات، كما سبق بيانه، على كل جهات حيفا المحتلة، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، صحيح أن المقاومة لا تزال تستهدف المقرات والقواعد العسكرية، إلا أن الآثار الناتجة عن ذلك تصيب الاقتصاد والأمن في المدينة بشكل عام، وبالأمس رئيس بلدية المدينة المحتلة، يقول إنها أصبحت مثل كريات شمونة، تتعرض لصواريخ حزب الله على مدار الساعة، واقتصادها يتدهور، والناس تهرب من المدينة، وقبل أيام نقلت وسائل إعلام عبرية أن عدد المستوطنين الذين فروا من المغتصبة ومحيطها وصل إلى 450 ألف مستوطن، وهذه الأرقام ربما تقدم تفسيرًا وليس تبريرًا، للدمار الذي تحاول طائرات التوحش اليهودية إحداثه في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يصل في بعض الأيام إلى عشر بنايات سكنية يتم تدميرها وتسويتها بالأرض.
ويدلل على مدى ما يمتلكه حزب الله من قدرات صاروخية وقدرة المناورة في استخدامها وتوجيهها.
المقاومة أجابت بشكل مختلف على التصعيد ضد لبنان وتعيد رمي الضغط إلى الداخل الإسرائيلي.
التوسيع العسكري في خدمة المفاوض
قبل عمليات السبت تقدمت الولايات المتحدة بورقة مقترحات لوقف إطلاق النار، يبدو أن المقاومة والمفاوض اللبناني لم يقبل بها جميعًا، وهذا شيء منطقي؛ أولًا: لأن التفاوض لا يمكن أن يعطي الأطراف ما تريد، ثانيًا وهو الأهم إن واشنطن ليست وسيطًا أصلًا، بل هي طرف يريد فرض شروط العدو على لبنان ومقاومته.
لهذا وسع العدو من نيرانه ومروحة الدمار من الجنوب إلى البقاع والضاحية، وبالمقابل أيضًا وسعت المقاومة من صلياتها الصاروخية في إطار عمليات خيبر أو عمليات الإنذار للمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، لتقول هذه التطورات أن التفاوض يجري تحت النار، فالعدو الإسرائيلي رفع من وتيرة استهدافاته للمباني السكنية في الضاحية، بالمقابل رفعت المقاومة وتيرة استهدافاتها في حيفا المحتلة، ورغم أن العدو يستهدف الأعيان المدنية إلا أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية لدك معاقله العسكرية، الأمر الذي يدلل على نوع الأهداف التي لا تزال في بنك المقاومة وكذلك العدو الذي أنهى بنك أهدافه التي جمعها خلال ثمانية عشر عاما، بينما المقاومة لا تزال أمامها الكثير في بنك الأهداف، العسكري والأمنية ، وقد تدخل في بنك أهدافها مواقع غير عسكرية، من يدري.
القدرات العسكرية بخير:
كشفت عمليات حزب الله المتواصلة ، والمستمرة في التصاعد النوعي والكمي واختيار الأهداف، عن ترسانة ضخمة لا تزال في جعبة المقاومة الإسلامية في لبنان، تمكنها من الصمود والمواجهة والتصدي للعدوان لزمن أطول مما يتوقعه العدو، الذي يحاول التقليل من قدرة المقاومة والنيل من ترسانتها العسكرية ومخزونها الاستراتيجي، بالادعاء بتدمير نسبة كبيرة منها، تكشف هذه العمليات أنها مجرد دعاية كاذبة ومضللة، ولا أساس لها من الصحة. وأن الأيام القادمة ستكون كفيلة بعون الله وتوفيقه، بالوصول إلى اقتياد هذا الوحش برسنه وإعادته إلى الحظيرة.
——————————————————
موقع أنصار الله . تقرير | علي الدرواني