عزة الأمة وكرامتها ما بين “الشهادة والانتظار”
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
الذكرى السنوية للشهيد مناسبة غنية بالمعاني والقيم، حيث يستذكر فيها تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله من أجل الدفاع عن الدين والوطن وقيم ومبادئ الحرية والعدالة، وتعتبر الذكرى محطة تزويد، وفرصة يتجدد فيها العهد بالاستمرار في حمل روحية الشهادة والاستشهاد كقيمة أساسية في الحياة.
في هذا الإطار، أجرى موقع أنصار الله استطلاعًا شاملًا مع كوكبة من العلماء والشخصيات المجتمعية والكتّاب والمحللين، حيث تمحور الاستطلاع حول عدة نقاط رئيسية حول تأثير الذكرى السنوية للشهيد على الوعي الجماعي، ودور هذه الذكرى في تحفيز الأفراد على الالتزام بقيم الفداء والعطاء. كما تناول المتكلمون كيفية إيجاد سبل لتعزيز الروح الجهادية وترتيب الأولويات والأهداف، وأهمية ترجمة معاني الشهادة إلى أفعال تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
الاستطلاع يهدف إلى الإسهام في تعزيز الوعي بأهمية ثقافة الشهادة والعمل على ترسيخ وحماية قيمها في واقع أجيال الأمة المتعاقبة، فإلى الحصيلة:
المواجهة مع قوى الاستكبار
البداية كانت مع العلامة فؤاد ناجي، والذي وصف الذكرى السنوية للشهيد بمحطة استذكار تعكس الأمة من خلالها احترامًا عميقًا للتضحيات التي قدمها شهداؤنا العظماء، الذين بفضلهم نستشعر اليوم عبق الحرية.
وأوضح ناجي أن الشهداء هم قادتنا وأساتذتنا، وأن فضلهم بعد الله والأنبياء لا يُقدر بثمن. إذ تنبع قوتنا وعزيمتنا اليوم من دروس تغرسها تضحياتهم في قلوبنا وعقولنا, فهذه الذكرى تُعيد ترتيب أولوياتنا وتستحث الهمم، مما يساعدنا على الوفاء بالعهد الذي قطعناه لهم: السير على الدرب الذي بذوره بدمائهم وأرواحهم.
وأعتبر العلامة ناجي حياة الشهداء مدرسة عظيمة، يُدرّس فيها الشهداء دروسًا لا تُنسى، كتبت على صفحات التاريخ بنقوشٍ من دمائهم, إنهم أساتذة الأجيال الذين أبدعوا في صقل الهوية، وتقديم نماذج تُحتذى في الشجاعة والإيثار, دروسًا تفوق في عمقها وثرائها كل ما يمكن أن تجده في سائر المدارس.
وأدرج خلال حديثه إشارات من القرآن الكريم، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى قد كرم الشهداء بلقبهم الخاص، فكانوا “الشهداء في سبيل الله” بدلًا من “القتلى”, وهو التكريم الذي عبر عن انتقالهم من حالة الفناء إلى حالة الحضور الدائم في عالم الشهادة، بما يتضمنه من شرف ورفعة.
أشار العلامة ناجي إلى أن الشهداء هم بالفعل حاضرون في مقعد صدق عند مليك مقتدر، يجسدون معنى الشهادة ويشهدون يوم القيامة على الأوفياء الذين حملوا الراية، في حين يبرزون أيضًا كحجة على الآخرين الذين قصروا في الوفاء بالعهد.
ودعا العلامة ناجي إلى تجديد العهد ومواصلة الإخلاص في العمل من أجل تحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها أولئك العظماء، مؤكدًا أن الالتزام بمبادئهم يظل أمانة في الأعناق، ويجب أن نتذكر دائمًا أنهم يمثلون ضمير الأمة وقلبها النابض.
وأوضح أن الشهداء هم شهود على صدق أحوال الناس، يشهدون للذين وفوا بالعهد ويشهدون أيضًا على من قصروا وتخلفوا عن نصرة الحق.
وتابع قائلاً: “يشهدون، كما قال الله: ‘فإذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا”. مشيرًا إلى أنه في يوم القيامة سيكون الشهداء شهداء على من تنازلوا عن مبادئهم، ولن يفلح أولئك الذين فرطوا أو بدلوا في ذلك اليوم العظيم.
شهداء القضية العادلة
وأكد العلامة فؤاد ناجي أنه عندما نحيي ذكرى الشهداء، فنحن نجدد العهد لهم بأن نكون أوفياء لدمائهم وتضحياتهم, واستعرض بشكل واضح أن شهداءنا هم شهداء قضية عادلة، مستشهدًا بأنهم يمثلون الحق والمظلومية والإنسانية والإسلام, إنهم شهداء لفلسطين وللقرآن، وللراية التي حملوها في مسيرتهم نحو القدس، والذين واجهوا قوى الاستكبار بعزيمة وإصرار.
وأشار العلامة ناجي إلى دور الشهداء في توحيد الأمة، حيث اختزلوا الجغرافيا وجعلوا القضية المركزية هي المسجد الأقصى. فقد التقى الدم الفلسطيني بالدم اليمني والعراقي واللبناني والإيراني في معركة واحدة، من أجل قضية واحدة ضد عدو واحد.
ولفت إلى تلك الوحدة التي اتسمت بها الساحات، فلم يعد هناك فرق بين سنة وشيعة، أو شرق وغرب. فقد تبلور المشهد حول محورين أساسيين: محور القدس ومحور الولايات المتحدة, وتتجلى رايتان فقط في الأفق: راية الأقصى وراية الصهاينة، وينقسم الناس أمام هذا المشهد إلى فريقين: فريق مع القدس وفريق مع إسرائيل وأمريكا.
وواصل العلامة ناجي بالقول: “هنيئًا لشهدائنا أنهم كانوا في هذا الخط، وأنهم خاضوا هذا الدرس العظيم”.
إن تضحياتهم ومواقفهم تظل درسًا لكل الأجيال، تحث على المقاومة والتضحية في سبيل القضايا العادلة. وبذلك، تبقى ذكرى الشهداء قدوةً لنا جميعًا، تدفعنا لاستمرار المسيرة نحو تحقيق الحقوق واسترداد المقدسات.
كما تطرق العلامة فؤاد ناجي إلى مفهوم الشهادة وأهميتها في تعزيز الروح الجهادية لدى الأمة. وأكد أن الدرس الأعمق الذي يمكن استخلاصه من هذه الذكرى هو ضرورة حمل روح الجهاد والاستشهاد. وبيّن أن أعظم وفاء يمكننا تقديمه للشهداء هو التمسك بهذه الروحية، التي تشكل خط الدفاع الأول أمام مخططات الأعداء.
عزة الأمة وكرامتها ما بين الشهادة والانتظار
وفي كلمته، التي ألقاها في الفعالية التي أحيتها مؤسسة بنيان التنموية وأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل صباح الأحد الموافق 15 جمادي أول 1446هـ، أشار العلامة ناجي إلى أن الله قسم الصادقين إلى قسمين: “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه”: وهم الشهداء الذين قضوا نحبهم، و”منهم من ينتظر”: وهم أولئك الذين ينتظرون الشهادة بشغف للحاق برفاقهم, فهؤلاء ينتظرون موعدهم للالتحاق بحضيرة القدس ومقعد الصدق عند الله، وهذه الروحية برأيه، هي الاستراتيجية التي يعجز الأعداء عن مواجهتها.
وأضاف مستشهدًا بكلمات قائد الثورة: “الأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن للأعداء أن يخيفوها أو يهزموها”, فكيف يمكن تهديد أمة تتوق إلى الشهادة وتعتبرها أقصى أمانيها؟ إن روح الشهادة تستدعي الصدق في العهد، والوفاء لتضحيات الشهداء، والاستمرار في خط الجهاد دون انحراف.
واستعرض ناجي ثلاث حالات قد يتعرض فيها الإنسان للاستبدال من قبل الله، مشددًا على أهمية عدم التبديل في الروح الجهادية.
الحالة الأولى : تتعلق بالبخل عن الإنفاق في سبيل الله، حيث قال الله تعالى: “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم”.
الحالة الثانية: تتعلق بترك الجهاد والمرابطة، محذرًا من العذاب الذي قد ينزل على من يقصر في هذا الواجب, بينما الحالة الثالثة: تنبه على خطر الانزلاق عن هدى الله، مما قد يستدعي الاستبدال.
وأوضح أن التبديل الخطير ينطلق من تغييرات نفسية وثقافية، وعدم الاستجابة لنداء الجهاد. فالإنسان الصادق بعهد الله هو من لا تُغريه الدنيا ولا تتلاعب به الشبهات، بل يظل ثابتًا في إيمانه رغم التحديات.
كما أكد العلامة أن حمل روح الشهادة لا يعني العزوف عن الحياة أو الإحباط، بل هو تعبير عن الاستنفار الدائم والاستعداد للقاء الله في أي لحظة. إن انتظار الشهادة يعبر عن الصدق في العهد مع الله، ويجب أن يكون الإنسان جاهزًا للقاء الله بدون خوف، إلا في حالة الذنوب التي تهدد لقاءه.
أكد ناجي أن روحية الشهداء تعكس حب الحياة في سبيل الله، فهم لم يكونوا محبطين بل أكثروا من الخير، وآثروا التضحية من أجل المستضعفين ورفع راية الحق., هذه المبادئ تبقى نابضة في قلوبنا، تدفعنا للاستمرار في مسيرتنا نحو الجهاد من أجل القضايا العادلة.
مجاهد الجبهتين، وحامل الرايتين
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله، أكد نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي ماهر على ضرورة وحدة موقف ودور الأمة الإسلامية بأكملها، محذرًا من التحديات التي تواجهها, ورغم القول: بأن الولايات المتحدة، بكل ترسانتها العسكرية وقوتها الظاهرة، لا تعدو كونها “قشة” في مهب الريح، فقد تجلى مصداقه في واقع المواجهة الراهنة، التي ترصدها القوات المسلحة اليمنية. فهذه القوات، بشجاعة وإقدام، تواجه أعتى الأساطيل الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، بما تحمله من بوارج ومدمرات وحاملات طائرات.
ولعل المفارقة الموجعة هي أن معظم الأنظمة العربية والإسلامية، بدلاً من الوقوف في صف قضايا الأمة، اختارت أن تقف ضد نفسها ودينها، وتحيد عن القضية المركزية للأمة. ففي الوقت الذي يسعى فيه أبطال المقاومة للدفاع عن الحق، تفتح هذه الأنظمة أبواب المجون والفساد، وتستقبل الخلاعة في بيوت الله، متجاهلةً القيم والمقدسات.
والأكثر إيلامًا أن هذه الأنظمة تحالفت مع قوى الشر والطغيان، ممثلة بأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب. فتقديم الشعوب والثروات كمقابل للمصالح الأمريكية يعد خيانة لا تغتفر، حيث تسعى لتحقيق وعود باطلة بالحماية، من دون أن تسأل: من يحمي من، وكيف ستفعل ذلك؟ وهم الذين عجزوا عن حماية أنفسهم وأساطيلهم.
إن هؤلاء الشهداء، بفضل بطولاتهم وتضحياتهم، يظلون حاضرين في قلوبنا، يُلهموننا الطريق، ويدفعوننا للوفاء بعهودنا. نحن ماضون على دربهم، متصلون بنهجهم الاستشهادي، ونحمل راية جهادهم، عازمين على حفظ الأمانات التي أُوكلت إلينا، حتى يأذن الله لنا بشرف اللحاق بهم.
الشهادة في مرضاة الله حياة أبدية وخالدة
في السياق، أشار فضيلة العلامة عبد الكريم عبدالله الشرعي، عضو رابطة علماء اليمن، إلى مكانة الشهادة العظيمة في الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل فضل الشهادة في المرتبة الثانية بعد مرتبة الأنبياء والأولياء والصديقين. وعرض الشرعي هذه الفكرة بمزيد من الإيضاح، موضحًا أن يوم القيامة يُعتبر يومًا عظيمًا، حيث يفصل الله -عز وجل- بين الخلائق، مؤكداً أن أول ما يُحكم به في ساحة المحشر هو الحُكم بين الشهداء والنبيين، كما قال سبحانه وتعالى: “﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾[ الزمر: 69].
تظهر هذه المكانة الرفيعة للشهداء عظمة تضحياتهم وصمودهم، فبدونهم لا تستطيع الشعوب أن تحيا بكرامة، ولتلاشت قيم الدفاع عن الأرض والعرض, وحذر الشرعي من المخاطر المحدقة التي تتعرض لها الشعوب نتيجة غياب هذا الصمود، مشبهًا الوضع القائم في غزة ولبنان بما عاشه اليمن من أهوال.
كما استعرض الشرعي، في حديث خاص لموقع أنصار الله، الظروف الصعبة التي مر بها اليمن، مستشهدًا بالتفجيرات “الإرهابية” التي استهدفت الأبرياء، من المفخخات والعبوات الناسفة، وما أُحيط به الطيارون وكبار الضباط من اغتيالات ممنهجة, تلك الأعمال الإرهابية، التي لم تسلم منها حتى مواقع حتى وزارة الدفاع في العرضي بالعاصمة صنعاء، وكافة الأماكن العامة، ومن ضمنها المستشفيات والمساجد كجامع بدر وجامع الحشحوش، كانت تُمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار. ولكن بعون الله وتأييده ثم بصمود الشهداء وتضحياتهم الجسام، تجاوز اليمن تلك المرحلة المظلمة، ليبدأ العيش في أمن واستقرار.
مؤكدًا أن الشهادة تُعد أحد أشرف المنازل عند الله، حيث يكرم الله الشهداء باستضافتهم إلى جواره، ويمنحهم حياة أبدية ورزقًا مستدامًا إلى جوار الأنبياء والصديقين: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
إن الدروس المستفادة من تضحيات هؤلاء الأبطال تظل نبراساً يُضيء الطريق للأجيال القادمة، مُشجعاً المجتمع على تقدير عطاءاتهم والاحتفاء بذكراهم. مشددًا “يتوجب علينا جميعًا أن نستمر في تكريم شهدائنا، وتقدير كل ما بذلوه من أجل الوطن، مستلهمين من صمودهم العزيمة على البناء والتطوير، لنتفوق على التحديات ونحقق الأمن والاستقرار الذي يستحقه شعبنا”.
الاستعداد خصوصية يتميز بها المجاهد
“في عالم الإيمان والجهاد، تبرز قيمة الشهادة كنجم ساطع، لا تحجبها زينة الدنيا ولا ملذاتها”، بهذه العبارة استهل القاضي جميل عبدالعزيز الشرعي – مدير عام استئناف الجوف – تصريحه لموقع أنصار الله، مؤكدًا أن الشهادة تمثل الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المؤمن، وعليه أن يكون واعيًا بأن التبديل الخطير يكمن في المواقف والأخلاق والمبادئ. فالإنسان، إذا لم يتدارك نفسه ويستغفر الله سبحانه وتعالى، قد يتعرض لاختلالات متعددة تمس جوانب حياته كافة، العقلية والشخصية، بل والروحانية التي يحملها المجاهد والشهيد.
مشيرًا إلى أن المجاهد الذي يحمل روح الجهاد والاستشهاد لا يتأثر بمظاهر الدنيا، لأنه يبذل جهده في سبيل هدف سامٍ، وهو نيل الشهادة, وفي ذلك تأكيد على أن الشهادة ليست مجرد لفظ يُقال، وإنما تجسيد للإرادة الصادقة والعزم الثابت.
لافتًا إلى أن على المجاهد أن يعمل بلا كلل لمواصلة مسيرته، مع تعزيز موقفه عند الله بالتحلي بالتقوى والصلاح ليكون أهلًا لضيافته وكرامته.
وحث الشرعي الأجيال الناشئة من رحم التضحية التي قدمها الشهداء، على الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الاستعداد هو الخصوصية التي يتميز بها المجاهد عمن سواه، والتذكير بأن الشهداء إنما سبقوا, وأنهم يمثلون القدوة في الإصرار والعطاء. مشيرًا إلى أن هذا الاستعداد هو ما يمنح الإنسانية القوة للثبات, محذرًا “ليس هناك مكان للكسل أو التفريط في روح الجهاد, فالأشخاص الذين يستسلمون لداء الأعذار والشكوك هم بعيدون عن روح الشهداء والمجاهدين. في المقابل، تظل شجاعة المجاهد هي النور الذي يضيء دربه، حتى في أحلك الظروف”.
وقال: “في ذكرى الشهداء، يُدعى كل من يعيش تحت سماء الأقصى إلى التأمل في نفسه، ليقيس مدى استعداده للبذل والعطاء من أجل قضيته, فإننا في خضم معارك ضارية، نحتاج إلى تمسك قوي بمبادئ الجهاد والعمل الجاد، حتى نواجه التحديات بشجاعة وإيمان, يكمن جمال الموقف في من يجدد العزم، ويسعى لتغيير الواقع رغم المعوقات”.
مضيفًا “علينا أن نستثمر كل لحظة في تأمل أحوالنا وذكر الشهداء, فالمجالس التي تذكّرنا بشهاداتهم وتشعل فينا جذوة الحماس هي وجهتنا, إنها فضاءات للتفاعل والتأمل، وتذكير دائم بأن الجهاد ليس صراخًا فقط، بل هو أيضًا التزام دائم وتجديد للعهد مع الله والشهداء”.
—————————————-
أنصار الله. استطلاع: يحيى الربيعي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مشیر ا إلى أن فی سبیل الله أن الشهداء أنصار الله مؤکد ا أن من أجل
إقرأ أيضاً:
في زمن تتقاطع فيه الجراح وتتلاقى فيه المعارك على خط المقاومة.. صنعاء ترفع صوت المقاومة وتجدّد العهد بأن “فلسطين” هي البوصلة
مفتاح: المؤتمر سيقدم شهادات حية وصادقة تكشف الحقائق المظلمة للاحتلال الصعدي: فرصة مهمة لتعزيز وعي الأمة المولد: المؤتمر يعكس ثبات الموقف اليمني تجاه القضية المركزية العماد: تحميل الأمة مسؤوليتها تجاه فلسطين في مواجهة التطبيع والخنوع عامر: المؤتمر رسالة قوية للشعب الفلسطيني: “لستم وحدكم” شرف الدين: على الأمة الالتفاف حول قضيتهم المركزية
وسط تصاعد العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، واستهداف اليمن في مشهد يُعيد رسم خريطة المواجهة في المنطقة، تنطلق في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” تحت شعار “لستم وحدكم”، بمشاركة واسعة من شخصيات سياسية وفكرية وثقافية من مختلف الدول العربية والإسلامية، إلى جانب حضور دولي بارز.
وفي لحظة سياسية شديدة التعقيد، تقف صنعاء بثباتها المعروف، وتفتح أبوابها لمؤتمر يُجدد العهد مع فلسطين، ويعيد توجيه بوصلة الأمة نحو القضية التي لم ولن تُمحى من الوعي. المؤتمر، الذي يأتي بالتزامن مع اقتراب يوم القدس العالمي، يُعقد في ظل ظروف استثنائية، حيث تحوّلت غزة إلى عنوان للبطولة والدم، واليمن إلى جبهة أخرى في ذات المعركة.
وفي إطار مواكبتها للاستعدادات النهائية وتدشين فعاليات المؤتمر، أجرت صحيفة “الثورة” سلسلة من اللقاءات مع عدد من القيادات السياسية، والنخب العلمائية، والمثقفين، لرصد انطباعاتهم وتعليقاتهم حول أهمية انعقاد المؤتمر الدولي الثالث. لمعرفة دلالات التوقيت، وقراءة الرسائل العميقة التي يحملها المؤتمر، وفهم أبعاد الاصطفاف الشعبي والسياسي الذي تشهده صنعاء في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة.
الثورة /ماجد حميد الكحلاني
في البداية التقت صحيفة (الثورة) النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح والذي تحدث حول أهمية المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، مؤكداً أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل المستجدات الأخيرة التي تمر بها المنطقة.
وأضاف أن المؤتمر هذا العام يحمل طابعًا خاصاَ، مختلفاً من حيث الشكل والمضمون، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” والملحمة الفلسطينية الكبرى، إلى جانب الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الأمريكي والصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح أن المؤتمر يمثل صرخة عالمية في وجه هذا الطغيان، وأن حضور وفود من مختلف بلدان العالم، بما في ذلك من لم يتمكنوا من الحضور، يعكس المستوى الكبير لهذا الحدث وأهميته في هذه المرحلة الحساسة.
ونوه النائب الأول لرئيس الوزراء بأن التوقعات من المشاركين تتمثل في إيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات، مؤكدًا أن المشاركين سيعملون على كسر حاجز التعتيم الذي يسعى الاحتلال الأمريكي والصهيوني إلى فرضه على جريمته النكراء، وذلك عبر نقل الصور الحقيقية للواقع الفلسطيني. مؤكداً أن المؤتمر سيعكس زخماً كبيراً وسيكون له صدى واسع، حيث سيقدم شهادات حية وصادقة تكشف الحقائق المظلمة التي يحاول الاحتلال التستر عليها، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يُترك وحده في معركته.
توقيت بالغ الأهمية
وكان لقاء خاص مع معالي وزير التربية والتعليم والبحث العلمي، الأستاذ حسن عبدالله الصعدي، الذي تحدث بدوره عن أهمية انعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها الأمة. حيث أكد أن أهمية المؤتمر تتجلى في مواجهة التخاذل الكبير الذي نشهده على مستوى القيادات والشعوب في البلدان العربية والإسلامية، وهو تخاذل خطير يعكس تراجعًا كبيرًا في الوعي الإسلامي والقيم الإنسانية. ولفت معاليه إلى أن ما يحدث اليوم في غزة من حصار وتجويع وقتل مستمر هو وضع مخز بكل المقاييس، ويستدعي تحركًا قويًا من الأمة لإحياء الوعي بالقضايا الأساسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف الصعدي أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يعيد الأمة إلى وعيها ويذكرها بقضاياها المحورية، مشيرًا إلى أن ما كان يجب أن يكون واضحًا أصبح بحاجة إلى أبحاث ودراسات لإثباته وتوضيحه، مثل مظلومية الشعب الفلسطيني وجرائم العدو الإسرائيلي.
وتابع معاليه أن المؤتمر أيضاً يتزامن مع التصعيد الكبير في غزة والموقف اليمني المتميز الذي يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود، مؤكداً أن الموقف اليمني يقدم درسًا للعالم حول كيفية مواجهة الظلم، ويُظهر كيف أن اليمن، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها من حصار وضعف الإمكانيات، قد نجح في تقديم نموذج قوي من المقاومة.
وأشار الوزير الصعدي إلى أن هذا المؤتمر يُعد فرصة مهمة لإعادة الأمة إلى قيمها الإسلامية الحقيقية، ويُعزز الوعي بضرورة التحرك الجماعي في مواجهة العدو الإسرائيلي. وأضاف أن هذا الحدث يضيء على المواقف الثابتة لليمن ويُبرز قوة التأثير الذي يمكن أن تحققه الأمة إذا تحركت بشكل موحد.
وفي ختام حديثه، أمل معاليه أن يكون لهذا المؤتمر صدى واسع بين مثقفي الأمة وجماهيرها، وأن يصل الصوت إلى العالم بأسره ليعكس قوة ومصداقية القضية الفلسطينية.
العدوان لن يُثني اليمن
بدوره أكد معالي وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولد أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في العاصمة صنعاء يأتي في توقيت بالغ الحساسية، ويُعد محطة محورية تؤكد على ثبات موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية، رغم التحديات الجسيمة والعدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني المتواصل على اليمن وغزة.
وأوضح معاليه أن المؤتمر يحمل رسالة قوية وواضحة للعدو الصهيوني وأدواته، مفادها أن موقف الشعب اليمني لن يتزحزح ولن يتراجع، وأن العدوان لن يُثني اليمن عن نصرة فلسطين ودعم المقاومة، مهما كانت التضحيات والضغوط.
وأشار إلى أن أهمية المؤتمر لا تقتصر فقط على التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تصويب بوصلة الأمة، في وقت كادت فيه بعض الأنظمة أن تطمس هذه القضية من الوعي العربي والإسلامي، من خلال الانخراط في مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ونوّه الوزير بأن الشعب اليمني يرتبط وجدانيًا وعقائديًا بفلسطين وبأهلنا في غزة، ويستمد موقفه من قيادة ثورية مؤمنة وعلى رأسها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي قدّم نموذجًا في الثبات والتوكل على الله ومواجهة قوى الاستكبار العالمي.
وأضاف أن القوات المسلحة اليمنية والقيادة الثورية أثبتت جاهزيتها وقدرتها في الميدان، سواء في الرد على العدوان أو في دعم معركة الأمة ضد المشروع الصهيوني، عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة والعمليات النوعية المتواصلة حتى يتم رفع الحصار عن غزة.
وفي حديثه عن واجب الأمة، وجه معاليه رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية، داعيًا إياها إلى التحرك وتحمل المسؤولية تجاه فلسطين، معتبرًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الشعوب لا من القيادات التي لم يعد يُعوّل عليها.
وقال: “ندعو الشعوب لأن تقتدي بتجربة اليمن، قيادة وشعبًا، في الاعتماد على الله، واتخاذ موقف واضح وشجاع في دعم فلسطين. فالله وعد بالنصر لعباده إن نصروا قضاياه، كما في قوله تعالى: ‘إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم’.”
وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أن فلسطين ليست وحدها، وغزة ليست وحدها، وأن صمود اليمن وانخراطه في هذه المعركة سيستمر حتى يتحقق النصر وترتفع راية الحرية على كل شبر من أرض فلسطين المحتلة.
حالة وعي متجذرة
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ علي علي العماد، ، أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في صنعاء يمثل امتدادًا لمسار واعٍ ومسؤول اختطّته القيادة اليمنية، وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في تبني القضية الفلسطينية كموقف مبدئي وثقافي وعقائدي جامع، وليس مجرد موقف عاطفي أو آنٍ.
وقال العماد إن أهمية المؤتمر لا تقتصر على جانب الدعم العسكري والمساندة العملياتية لغزة، وإنما تكمن في خلق حالة وعي متجذرة تجاه خطورة المشروع الصهيوني والأمريكي على الأمة والبشرية عمومًا، وفي مواجهة آلة التضليل والبروباغندا الإعلامية التي يروجها العدو لطمس الحقائق وتزييف الوعي.
وأشار إلى أن اليمن، من خلال هذا المؤتمر، يؤكد مجددًا على مسؤوليته الأصيلة والمستقلة في مناهضة العدو الصهيوني، ويثبت أن المعركة ليست فقط بالسلاح، بل هي معركة ثقافية وفكرية وحضارية تتطلب بناء وعي قرآني وراسخ بعدالة القضية وفهم عميق لخطورة العدو الذي لا يريد للأمة خيرًا، ويسعى لتفكيكها وضرب قواها من الداخل.
وأضاف: “المؤتمر اليوم يأتي في ظل عدوان مزدوج: صهيوني أمريكي على غزة، وأمريكي مباشر على اليمن، ومع ذلك يُعقد، ويُرفع الصوت اليمني عاليًا ليؤكد أننا ماضون في طريق المقاومة والثبات، وأننا لن نتراجع عن نصرة فلسطين، مهما بلغت التحديات.”
وفي رده على سؤال حول الرسائل التوعوية التي يحملها المؤتمر، أوضح العماد أن من أبرز ما يسعى المؤتمر لترسيخه هو ثقافة العداء الواعي والمنهجي تجاه العدو الصهيوني، وضرورة أن تتحرك الأمة من منطلق التوحد والعمل المشترك، بعيدًا عن الطائفية والمناطقية والانقسامات التي يخدم بها العدو مشروعه التوسعي والإجرامي.
وأكد أن المؤتمر يجسد نموذجًا فريدًا في التحرك الجماعي للأحرار من مختلف دول العالم، من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا، إلى محور المقاومة في الوطن العربي، ليعلنوا موقفًا موحدًا في وجه العدوان الغربي الأمريكي الصهيوني.
وختم العماد حديثه قائلًا “اليوم لا توجد أعذار، الصمت خيانة، والتخاذل مشاركة في الجريمة، على كل الأمة، بكل أطيافها، أن تتحرك ضمن مشروع جامع يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية ويواجه المشروع الصهيوني كعدو مشترك وخطر على كل البشرية.”
القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة العالمية
وفي تصريح لـ “الثورة” حول أهمية المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ، الأستاذ نصر الدين عامر، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظرف استثنائي وحساس، حيث يواجه اليمن العدوان الأمريكي الشرس والتصعيد الإسرائيلي على غزة.
وأوضح عامر أن اليمن في هذا المؤتمر لم يعد مجرد جبهة مساندة، كما كان في العام الماضي أثناء “طوفان الأقصى”، بل أصبح اليوم في طليعة المواجهة، يدافع عن القضية الفلسطينية ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بشكل كبير وفاعل.
وأضاف رئيس وكالة سبأ أن المؤتمر هذا العام سيكون له تأثير كبير، حيث تشارك فيه دول متعددة من أنحاء العالم، بما في ذلك مشاركة واسعة من الدول الأجنبية، ما يعكس الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية. كما أشار إلى أن المؤتمر سيبعث برسالة قوية للشعب الفلسطيني مفادها: “لستم وحدكم”، مؤكداً أن كل الجهود ستسخر لخدمتهم ودعم قضيتهم العادلة.
وفيما يتعلق بتقوية جبهة المقاومة في مواجهة التطبيع، أكد نصرالدين عامر أن المؤتمر يساهم في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة العالمية.. مشيراً إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من قبل أجهزة مخابرات دولية لمنع تداول القضية الفلسطينية، واصفًا المؤتمر بأنه خطوة مهمة لمواجهة محاولات محو القضية من الأذهان وفرض حالة الاستسلام.
أما عن أبرز الرسائل التوعوية التي يحملها المؤتمر، فقد أوضح أن المؤتمر سيكون منصة علمية تقدم أوراقًا بحثية غنية تعزز الوعي بالقضية الفلسطينية. مشيراً إلى أهمية المؤتمر في السنوات التي لا تشهد مواجهة عسكرية، حيث يعمل على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان من خلال الأنشطة الفكرية والثقافية، وتزامنه مع يوم القدس العالمي يعزز من مكانته كمحور رئيسي في الحفاظ على القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.
المؤتمر محطة محورية
كما تحدث حول أهمية انعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمود محمد إسماعيل شرف الدين، مؤكداً أن المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية، في ظل الهجمات المسعورة التي يشنها العدو الأمريكي والصهيوني على غزة واليمن. مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يمثل محطة محورية في معركة الأمة ضد أعداء الإسلام، الذين يسعون لزعزعة استقرار المسلمين وتقويض قوتهم.
وأوضح شرف الدين أن المؤتمر يهدف إلى استنهاض الأمة بكل شرائحها، سواء الاجتماعية أو العلمية والفكرية، ليكون لهم دور فاعل في هذه المواجهة بين الإيمان والكفر.. مشدداً على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي يجب على الجميع الالتفاف حولها والعمل على دعمها بكل الوسائل. وأشار إلى أن دول محور المقاومة ستكون لها الريادة في مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي، وأنها ستظل صامدة في معركة الحق.
وفي ختام حديثه، دعا شرف الدين إلى أن يحقق المؤتمر أهدافه في توعية الأمة بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المقاومة ستنتصر بإذن الله، كما شهدنا انتصارات متتالية ضد العدو في مختلف الجبهات. وأكد أن المؤتمر سيكون خطوة كبيرة نحو تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، وأنه سيسهم في تعزيز تماسك الأمة في مواجهة التحديات القادمة.
أهمية رمزية وروحية كبيرة
بدوره أكد الكاتب والباحث السياسي عبدالعزيز أبو طالب، أن انعقاد المؤتمر الدولي الثالث لدعم القضية الفلسطينية في العاصمة صنعاء، يُمثل رسالة قوية موجهة إلى قوى الاستكبار والطغيان، بأن اليمن ماضٍ بثبات في موقفه المقاوم والداعم للشعب الفلسطيني، رغم كل التحديات والعدوان المتواصل.
وأوضح أبو طالب أن هذا المؤتمر يتزامن مع قرب حلول يوم القدس العالمي، ما يمنحه أهمية رمزية وروحية كبيرة، خصوصاً كونه يعكس تمسّك اليمن بمركزية القضية الفلسطينية في وجدانه وفي صميم مشروعه القرآني والأخلاقي، خاصة بعد ما تعرضت له غزة من مجازر إبادة وحصار خانق في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”.
وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية حساسة، حيث تكالبت قوى عديدة على غزة، في وقت صمد فيه اليمن وأعلن بوضوح موقفه المبدئي والداعم للمقاومة، متحديًا كل الضغوط والعقوبات والتحديات.
ولفت إلى أن المؤتمر الثالث يُعقد كذلك في ظل استهداف مباشر لليمن من قبل العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني، من خلال الغارات الجوية التي طالت صنعاء وعددًا من المحافظات.. مشدداً على أن انعقاد المؤتمر رغم العدوان هو انتصار معنوي ورسالة تحدٍ للطغاة، بأن صوت اليمن لا يمكن كتمه، ولا يمكن عزله عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
وفي رسالته إلى محور المقاومة، قال عبدالعزيز أبو طالب، إن “المقاومة ليست خياراً عابرا، بل فكرة ومشروع وحق مشروع لكل من يتعرض للعدوان. لا يمكن لأي تطورات أو انتكاسات أن تطفئ شعلة الجهاد والمقاومة، فهي مستمرة، ووحدة الساحات باتت واقعًا راسخًا، وسنظل ماضين في هذا الطريق حتى تحرير كامل فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة من براثن العدو الصهيوني والأمريكي، بإذن الله تعالى”.