الحوثيون يبنون “محور المقاومة” الخاصة بهم
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
إليونورا أرديماني
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، اندمج الحوثيون في اليمن (الذين يطلقون على أنفسهم أنصار الله) بشكل أكبر في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران. وفي الوقت نفسه، يعمل الحوثيون على بناء “شبكة مقاومة” خاصة بهم، وتعميق التعاون وتنمية العلاقات مع الجهات المسلحة غير الحكومية المعارضة للولايات المتحدة وإسرائيل، وخاصة في منطقة البحر الأحمر الأوسع.
وباستغلال المكانة الإقليمية التي اكتسبوها نتيجة لهجماتهم على السفن والأراضي الإسرائيلية، يعمل الحوثيون على توسيع التهديد الذي يشكلونه للملاحة. كما يهدفون إلى تنويع مصادرهم وطرق الحصول على الأسلحة، فضلاً عن تنويع شركاء التهريب والتمويل. والغرض الرئيسي للجماعة الشيعية الزيدية هو تعزيز استقلالية صنع القرار ونفوذها في مواجهة طهران و”محور المقاومة” المجزأ: فالحوثيون لديهم نسبهم الخاص وهم حلفاء لإيران، وليسوا وكلاء لها. ويمكن للتحالفات عبر الإقليمية المكملة لـ”المحور” أن تساعدهم في تحقيق تطلعاتهم، مع تعزيز نفوذهم السياسي في المفاوضات مع المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن.
في المسار السياسي للحوثيين، تعد القدرة على التكيف أمراً أساسياً. فهم يستغلون السياق لتعزيز قدراتهم العسكرية، والتعلم من حلفائهم. ففي عامي 2013 و2014، سمح تحالف المصلحة بين الحوثيين وكتلة القوة اليمنية التي لا تزال موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح لهم بالحصول على دعم قبلي، والحصول على أسلحة الجيش. ومنذ عام 2015، كان دور الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله اللبناني حاسماً في تحويل الحوثيين من حرب عصابات محلية إلى جهات فاعلة إقليمية، حيث زودوهم بالتدريب والمشورة والصواريخ والطائرات بدون طيار والخبرة اللازمة لتجميع مكونات الأسلحة.
كلما زاد نفوذ الحوثيين وطموحاتهم الإقليمية، كلما أصبح من الصعب على أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين فصل الحرب في اليمن عن أزمة الشرق الأوسط الأوسع.
بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان فتح جبهة البحر الأحمر بمثابة علامة على اندماج الحوثيين بشكل أكبر في الكوكبة المسلحة الإيرانية، حيث أصبح دور ممثلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في هيكل القيادة والسيطرة (مجلس الجهاد) حاسماً بشكل متزايد. كما استهدف الحوثيون البحرية الأمريكية ونجحوا في إسقاط طائرات بدون طيار أمريكية تحلق فوق اليمن. ويبدو أن الجماعة اليمنية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها “الوحيدة الناجحة” في المحور، أصبحت الآن أكثر جرأة بفضل ظهورها العالمي وشعبيتها المتزايدة بين الجماهير العربية والإسلامية بسبب هجومها البحري. يتفق الحوثيون مع الأفق الاستراتيجي لطهران بينما يزرعون بشكل متزايد “علامتهم التجارية” الخاصة، بدعم من حملة دعائية فعالة.
وتسلط العديد من المصادر، بما في ذلك أحدث تقرير لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، الضوء على شبكة الحلفاء التي يشكلها الحوثيون بشكل مباشر، دون وساطة إيران. ودخلت العلاقات مع الجماعات المسلحة العراقية مؤخرًا فصلًا متطورًا. في مايو/آيار 2024، أعلن الحوثيون والمقاومة الإسلامية في العراق (تحالف من الميليشيات الشيعية بقيادة كتائب حزب الله) عن تنسيق العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وأعلنوا بشكل مشترك مسؤوليتهم عن بعض الهجمات غير المؤكدة ضد الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط. وافتتح الحوثيون مكتبًا سياسيًا في بغداد، بينما نظمت المقاومة الإسلامية في العراق حملات لجمع التبرعات لهم.
وعلاوة على ذلك، يتعاون الحوثيون الآن مع جماعات مسلحة خارج “محور المقاومة” وهم من السنة وليسوا شيعة، مما يؤكد براجماتيتهم المتطرفة في صنع التحالفات. على سبيل المثال، زاد الحوثيون وحركة الشباب، الجماعة الإرهابية الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، من ” أنشطة التهريب ” التي تنطوي على الأسلحة الصغيرة والخفيفة، مما يشير إلى وجود مورد مشترك – ألا وهو إيران. يأتي هذا في أعقاب تقارير من المخابرات الأمريكية عن محادثات بشأن تسليم طائرات بدون طيار من قبل الحوثيين إلى حركة الشباب.
كما شكلت الحركة المتمركزة في صعدة ” تحالفًا انتهازيًا ” مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، حيث أوقفت القتال وتبادلت الأسرى. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن “المجموعتين [كانتا تنسقان] العمليات بشكل مباشر مع بعضهما البعض” ضد الحكومة المعترف بها دوليًا منذ أوائل عام 2024.
إن التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من شأنه أن يسمح للحوثيين بالوصول إلى بحر العرب وغرب المحيط الهندي، مما قد يسمح لهم بتوسيع التهديد الذي يشكله بالفعل على الأمن البحري في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. ووفقا للأمم المتحدة، فإن الحوثيين يجمعون بالفعل رسوما غير قانونية من “عدد قليل من وكالات الشحن” للسماح لسفنهم بالملاحة دون التعرض للهجوم، مما يجمع حوالي 180 مليون دولار شهريا.
وإلى جانب شبكة حلفائهم، يكثف الحوثيون اتصالاتهم مع روسيا، في هذه الحالة بوساطة إيرانية مع توطيد الشراكة العسكرية بين إيران وروسيا. فقد اجتمعت الوفود عدة مرات في عام 2024. ويتواجد أفراد من الاستخبارات العسكرية الروسية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن؛ ويجري الحوثيون محادثات مع روسيا بشأن توريد الأسلحة، وخاصة الصواريخ المضادة للسفن؛ وقد شاركت موسكو بيانات الأقمار الصناعية حول الشحن مع الجماعة.
كلما تزايد نفوذ الحوثيين وطموحاتهم الإقليمية، كلما أصبح من الصعب على الأطراف الإقليمية والدولية فصل الحرب في اليمن عن الأزمة الأوسع في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، قد تولد شبكة ناشئة يقودها الحوثيون في منطقة البحر الأحمر، في الأمد المتوسط إلى الطويل، ديناميكية جديدة مزعزعة للاستقرار في سيناريو هش بالفعل.
المصدر الرئيس: المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (RUSI)
يمن مونيتور19 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام منتخب اليمن يفوز على سريلانكا وديا الأرجنتين تنسحب من قوات "اليونيفيل" في لبنان مقالات ذات صلة الأرجنتين تنسحب من قوات “اليونيفيل” في لبنان 19 نوفمبر، 2024 منتخب اليمن يفوز على سريلانكا وديا 19 نوفمبر، 2024 الإمارات تهزم قطر بخماسية في تصفيات كأس العالم 19 نوفمبر، 2024 الحوثيون يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر 19 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية الحوثيون يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر 19 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية الأرجنتين تنسحب من قوات “اليونيفيل” في لبنان 19 نوفمبر، 2024 الحوثيون يبنون “محور المقاومة” الخاصة بهم 19 نوفمبر، 2024 منتخب اليمن يفوز على سريلانكا وديا 19 نوفمبر، 2024 الإمارات تهزم قطر بخماسية في تصفيات كأس العالم 19 نوفمبر، 2024 الحوثيون يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر 19 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك الحوثيون يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر 19 نوفمبر، 2024 أطفال اليمن وبلجيكا يحيون اليوم العالمي للطفل 19 نوفمبر، 2024 إصابة طفل بجروح خطيرة بانفجار مقذوف غربي اليمن 19 نوفمبر، 2024 حريق هائل يلتهم ثلاثة منازل في عدن 19 نوفمبر، 2024 أرصاد اليمن…أجواء باردة في المرتفعات وأمطار على أرخبيل سقطرى 19 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 14 ℃ 14º - 14º 35% 1.83 كيلومتر/ساعة 14℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت تصفح إيضاً الأرجنتين تنسحب من قوات “اليونيفيل” في لبنان 19 نوفمبر، 2024 الحوثيون يبنون “محور المقاومة” الخاصة بهم 19 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬477 غير مصنف 24٬192 الأخبار الرئيسية 15٬047 اخترنا لكم 7٬087 عربي ودولي 7٬036 غزة 6 رياضة 2٬369 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬265 كتابات خاصة 2٬090 منوعات 2٬018 مجتمع 1٬845 تراجم وتحليلات 1٬811 ترجمة خاصة 90 تحليل 14 تقارير 1٬620 آراء ومواقف 1٬555 صحافة 1٬485 ميديا 1٬425 حقوق وحريات 1٬332 فكر وثقافة 905 تفاعل 818 فنون 484 الأرصاد 332 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنقالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
أحمد ياسين علي أحمدتقرير جامعة تعز...
Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: محور المقاومة فی الیمن فی لبنان خاصة بهم
إقرأ أيضاً:
حرب الـ8 ساعات وهروب “أبراهام”!
يمانيون – متابعات
في تمام الساعة الـ6:30 مساء بتوقيت صنعاء، من يوم الـ12 من نوفمبر 2024، بث هدهد “سبأ” وشاشات الأخبار ومنصات الإعلام على شريط العاجل نبأً مقتضباً، وُصف بـ”المهم”، كُتب هكذا: “بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية تمام الساعة 7:30م لعملية عسكرية نوعية”.
وفي الساعة السابعة والنصف تماماً بتوقيت القوات المسلحة اليمنية، طلّ العميد يحيى سريع على شاشات الأخبار بهندام الزي العسكري المطرز بالنياشين وعلم الجمهورية اليمنية، وشعار الطير الجمهوري يفرد جناحيه ويحتضن سد مأرب وشجرة البُن على صدره، وعَلم اليمن يرفرف على يمينه وشماله.
صيد الـ8 ساعات
ليُعلن الناطق الرسمي “بيانه العسكري المهم”، المكتوب بلغة الفرط صوتي ولهجة القوة ولكنة النصر، بعد بسم الله الرحمن الرحيم: تعلن القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن” في البحر العربي، ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر.
ثم قال في بيانه المفصل: “استهدفت القوة الصاروخية، وسلاح الجو المسيّر بالقوات المسلحة اليمنية، حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام” المتموضعة في البحر العربي بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وتمت العملية بنجاح”.
وأضاف:” واستهدفت قواتنا المسلحة في عملية أخرى مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، وحققت أهدافها بنجاح”.
وأوضح عميد القوات المسلحة أن “العمليات الهجومية، التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في 8 ساعات، باغتت قوات العدو الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي، وأفشلت خططها بينما كانت تحضر لعمليات عدوانية على اليمن”.
المحسوم في مضمون البيان العسكري، أن محاولات قوى العدوان الأمريكي والبريطاني في سبيل الدفاع عن “إسرائيل” لن تثني استمرار القوات المسلحة اليمنية في مساندة فلسطين ولبنان حتى وقف العدوان ورفع الحصار على غزة والحرب على لبنان.
والمؤكد في لغته العسكرية، إتهام دول العدوان الأمريكي والبريطاني بعسكرة البحر الأحمر، وعليها تحمل عواقب أي تداعيات على حركة الملاحة البحرية.
مجازر الحاملات بالأرقام!!
لمن لا يعرف سلسلة مجازر حاملات الطائرات الأمريكية بأسلحة صنعاء في البحر الأحمر، فليعلم أن الهجوم الأخير على “إبراهام”، في 12 نوفمبر الجاري، ليس الأول ولا الثاني، بل الرابع، وقبله ثلاث مرات على الحاملة “إيزنهاور”، في 31 مايو، و1 يونيو، و 22 يونيو من هذا العام 2024.
قوة الهجوم الاستباقي!
الهجوم يعكس مدى تطور قدرات القوات اليمنية، ودقة عملياتها الهجومية المباغتة، التي كشفت عجز قوات العدو الأمريكي وحليفاته دول الغرب بكل تشكيلات قواتها وقطعها البحرية والحربية في مياه البحرين الأحمر والعربي، وهزت ثقة سيطرتها في منطقة الشرق الأوسط.
لقد شكلت الهجمات اليمنية ضغطا كبيرا على الجيش الأمريكي وقطعه البحرية، وأربكت خطط قادة ساسة وعسكر واشنطن، وهكذا وصفتها مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية بـ”الأزمة الكبيرة للبحرية الأمريكية في مواجهة الهجمات اليمنية”.
تعد عملية تسريب أي معلومات عسكرية توصف بـ”السرية للغاية” ، في قانون العسكر هزيمة استخباراتية مكتملة الأركان ومستوفية شروط إعلان الهزيمة، وهكذا اخترقت صنعاء المنظومات الأمنية والاستخباراتية والدفاعية للعدو الأمريكي، وضُربت قواتها البحرية في بحار الأحمر والعربي بعمليات استباقية نوعية.
.. وهكذا كانت القصة!!
من هنا بدأت فصول قصة اصطياد الحاملة “لينكولن”، وتشكيلات قواتها البحرية – الحربية المرافقة، بعد دخولها مياه بحر العرب في 11 نوفمبر الجاري، وبعد عمليات رصد استخباراتية، نفذت صواريخ اليمن الباليستية والمجنحة ومسيرات سلاح الجو عمليات استباقية من مسافة 650 كم أصابت أهدافها بدقة، أجبرت الحاملة النووية “إبراهام” ومدمراتها “توكنديل” و”سبروينس”، وبقايا أسطول قطعها الحربي على الهروب والاختباء خلف أسطول بحرية الصين، حسب صور الأقمار الصناعية.
.. وهذه رسائل الفرط صوتية!
وفق العرف العسكري، أرسلت قوات صنعاء في عملية الثلاثاء الأسود رسالة عسكرية شديدة اللهجة بلغة البارود لأمريكا، مفادها: ” أينما تكون قواتكم فهي بمرمى صواريخنا ومسيراتنا حتى وقف العدوان الصهيوني وحرب الإبادة، ورفع الحصار على غزة والهجوم لبنان، والعدوان على اليمن”.
كما أرسلت عملية الردع الاستباقي خلال ثمان ساعات، رسائل أخرى بنفس اللهجة واللغة لصقور البيت الأبيض في برقية واحدة، الأولى ترحيبية للرئيس الواصل المجنون ترامب، والثانية توديعية للرئيس المغادر العجوز بايدن، أكدت ثبات موقف القوات المسلحة اليمنية في نصرة غزة ولبنان حتى وقف العدوان الصهيوني، ورفع الحصار على غزة والحرب على لبنان.
وهذه فاتورة الصيد!
خلال عام، استهدفت قوات صنعاء أكثر من 210 سفن تجارية وحربية ومدمرات وبارجات وحاملات طائرات أمريكية وبريطانية و”إسرائيلية” في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، نصرة لغزة وضد العدوان الصهيو – أمريكي – البريطاني على اليمن.
الخلاصة..
وفق تأكيدات وسائل اعلامية، أتمت واشنطن قطع جواز سفر عودة “أبراهام لينكولن” إلى أرض الوطن؛ خوفاً من بطش صواريخ ومسيرات القوات اليمنية.
فهل توقّع ساسة وعساكر أمريكا يوما ما، أن قوة صنعاء ستجبر رمز قوتها العسكرية على الهروب والاختباء خلف بحرية عدوها القادم التنين الصيني..!؟
——————————————-
السياسية – صادق سريع