???? قراءة أعمق في الفيتو الروسي
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
□ هذا الفيتو في ظاهره دعم دبلوماسي غير مسبوق للسودان و هو كذلك، غير أنه في بعد أعمق يشكل مفاصلة تاريخية بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وبداية عهد جديد في السياسة الدولية، وتبلور عالم متعدد الأقطاب سياسيا عقب إطلاق مجموعة البريكست لعملتها و نظام تحويلاتها المالية العالمي الجديد في قمتهم في أكتوبر الماضي اقتصاديا.
□ ومن زاوية ثنائية فقد انتقمت روسيا من الصلف البريطاني والعداء بينهما الممتد لأكثر من ألف عام، وفي التاريخ الحديث 1943 فإن تشرشل هو من اوعز استخباريا وعبر الأمريكان أيضا لهتلر بمهاجمة الإتحاد السوفيتي، بغرض أن يخفف من ضغط الرايخ على جبهة بريطانيا وأوروبا الغربية أيضا توحل هتلر في ثلوج روسيا التي هزمت من قبله نابليون. ونتيجة لهذا فقد قتل أكثر من 30 مليون مواطن سوفيتي، و في العام 83 اوعزت مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا للرئيس الأمريكي رونالد ريجان باحتواء الرئيس السوفييتي جورباتشوف وتفكيك الإتحاد السوفيتي عبر تلك العلاقة المسمومة وقد كان.
□ وتمثلت الإهانة الروسية لبريطانيا في هذه الجلسة في مستوى التمثيل حيث أنه من المعلوم أن بريطانيا تعد لمشروع القرار هذا منذ أشهر توطئة لعرضه عند توليها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، وقد تحمس وزير الخارجية البريطاني العمالي الجديد ليكون هذا الإنجاز الاستعماري على يديه حضوريا في ظل الخداع الروسي و عدم التهديد أو التلويح بالفيتو من قبل الروس. □ وحضر الوزير البريطاني منتشيا وصفعه الروس ليس بعدم حضور وزير الخارجية الروسي لافروف بل غاب حتى المندوب الدائم الروسي في الأمم المتحدة وظهر بديلا عنه نائبه في صفعة دبلوماسية نجلاء للوزير البريطاني أسمر المظهر، مستعبد أبيض المخبر.
□ علينا إستثمار هذا الفتح الدبلوماسي وتطويره من موقف داعم إلى شراكة استراتيجية في المجالات كافة مع روسيا.
السفير/ عبدالله احمد عثمان
19 نوفمبر 2024
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ممثل روسيا في جلسة مجلس الأمن يتفحص هاتفه أثناء هجوم وزير خارجية بريطانيا عليه بشأن “فيتو السودان”
وزير خارجية بريطانيا في جلسة مجلس الأمن الدولي قال ان ”دولة واحدة وقفت في طريق تحدث مجلس الأمن بصوت واحد. دولة واحدة هي المعرقلة. دولة واحدة هي عدوة السلام. إن الفيتو الروسي عار ويظهر للعالم مرة أخرى الوجه الحقيقي لروسيا”.
نيويورك- تاق برس – وكالات – هاجم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي،الذي رأس جلسة مجلس الأمن الدولي امس الاثنين، روسيا لاستخدامها حق النقض “الفيتو” لعرقلة مشروع قرار يتعلق بحماية المدنيين في السودان، واعتبر الخطوة رسالة لأطراف النزاع لـ “التصرف دون عقاب”.
وقال وزير الخارجية البريطاني، في تصريح عقب فشل تمرير مشروع القرار، إن “الفيتو الروسي، الذي يبدو شريرًا وخبيثًا وساخرًا، يرسل رسالة إلى الأطراف المتحاربة مفادها أنها تستطيع التصرف دون عقاب”.
وبينما كان يتحدث وزير خارجية بريطانيا كان نائب ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة يتفحص هاتفه: “أسأل الممثل الروسي، وهو يجلس هناك على هاتفه: كم عدد السودانيين الذين يجب أن يُقتلوا؟ وكم عدد النساء اللاتي يجب أن يُغتصبن؟ وكم عدد الأطفال الذين يجب أن يظلوا بدون طعام قبل أن تتحرك روسيا؟”.
وشدد الوزير على أنه ينبغي لروسيا شرح موقفها لجميع أعضاء الأمم المتحدة، في الوقت الذي تضاعف فيه بلاده المساعدات بينما تمنع موسكو وصولها.
وتابع: “بينما تعمل بريطانيا مع شركائها الأفارقة، تعترض روسيا على إرادتهم. لقد قدمنا هذا القرار لنظهر للشعب السوداني أننا لم ننسه، حيث كان القرار يدعو إلى الاتفاق على وقفات إنسانية لضمان مرور الإغاثة”.
واشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن مشروع القرار، الذي عطلته روسيا، كان من شأنه حشد الدعم للمجموعات المحلية التي تخاطر لحماية مجتمعاتها، وزيادة الضغوط على الأطراف المتحاربة للموافقة على وقف إطلاق النار من خلال دعم جهود الوساطة.
وأوضح أن بلاده وسيراليون حاولتا جمع مجلس الأمن لمعالجة الحالة الإنسانية الكارثية وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات، والدعوة إلى وقف إطلاق النار. لكنه قال: “دولة واحدة وقفت في طريق المجلس، وهي عدو للسلام. إن هذا الفيتو الروسي يمثل عارًا”.
وتعهد الوزير بعدم التوقف عن الدعوة إلى مزيد من الإجراءات لحماية الشعب السوداني، مؤكدًا: “لن أتوقف عن العمل مع شركائنا في أفريقيا وحول العالم للمساعدة. إن المملكة المتحدة لن تنسى السودان”.
وطالب مشروع القرار أطراف النزاع بوقف الأعمال العدائية فورًا والانخراط في حوار للاتفاق على خطوات لخفض التصعيد وحماية المدنيين. كما أدان استمرار اعتداءات قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وولاية الجزيرة، وغيرها من المناطق.
السودانفيتوممثل روسيا في مجلس الامن