٢٦ سبتمبر نت:
2025-03-26@01:19:02 GMT

قراءه في العقيدة النووية الروسية المحدثة ..

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

قراءه في العقيدة النووية الروسية المحدثة ..

حيث تأخذ في اعتبارها التهديدات المتزايدة من القوى الغربية وحلفائها، وتُعلن عن استعداد روسيا لاستخدام أسلحتها النووية كوسيلة ردع في حالة تهديد وجودي.

المرسوم الذي صدر في 19 نوفمبر 2024 جاء ليؤكد الطابع الدفاعي للسياسة النووية الروسية، وهو ما يختلف عن التوجهات الهجومية التي قد تُفسر في بعض الأحيان بشكل خاطئ.

 العقيدة تُؤكد أن استخدام الأسلحة النووية سيكون في إطار سياسة الردع، وهي خطوة يُنظر إليها باعتبارها إجراء أخيرا وحتميا في مواجهة تهديدات خطيرة. وبذلك، تعكس روسيا موقفا حذرا، حيث تضع خطا أحمر واضحا في مواجهة التهديدات المباشرة ضد سيادتها، وهو ما يعكس تفاعلها مع التوترات العالمية وتزايد الدعم الغربي لأوكرانيا.

أحد أبرز عناصر العقيدة الجديدة هو الاعتراف بأن أي عدوان على روسيا أو حلفائها من قبل دولة غير نووية، إذا كان مدعوما من دولة نووية، سيُعتبر تهديدا مشتركا مما يعكس تحولا استراتيجيًا في كيفية النظر إلى التحالفات العسكرية.  

في هذا السياق، تُظهر العقيدة استشعارا دقيقا للتحولات في توازن القوى الدولية، لا سيما في ضوء دعم الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا، وهو ما قد يُنظر إليه في موسكو كتصعيد يؤدي إلى توريط روسيا في مواجهة مباشرة مع القوى الغربية.

العقيدة تعزز أيضا مبدأ "الردع الاستراتيجي"، حيث تُبقي على حالة من الغموض بشأن كيفية وحجم الرد النووي، وهو ما يهدف إلى بث حالة من الشك وعدم اليقين لدى أي خصم محتمل، مما يعزز قدرة روسيا على استخدام الردع النووي بشكل فعال. 

مثل هذا المبدأ يعكس فهما عميقا لمبادئ القوة العسكرية، حيث يُعتبر إبقاء الخصوم في حالة ترقب حيال الإجراءات الروسية خطوة مهمة لتجنب التصعيد. أيضا، توضح العقيدة موقف روسيا من التحالفات العسكرية وتوضّح كيف يمكن أن يتوسع نطاق الرد النووي ليشمل أي تهديد من التحالفات العسكرية ضد روسيا أو حلفائها. 

مما يعني أن الرد الروسي لن يقتصر فقط على الطرف المباشر المهاجم، بل سيمتد ليشمل الحلفاء العسكريين الذين يدعمون العدوان، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد إقليمي أو عالمي في حال استخدام الأسلحة النووية.

وتؤكد العقيدة الجديدة على أهمية الحفاظ على الجاهزية الدائمة للقوات النووية، وهو مبدأ أساسي في الردع النووي الروسي وفي هذا الإطار، تتفهم موسكو تمامًا أهمية الاستعداد الفوري لاستخدام الأسلحة النووية في حال تفاقمت الأوضاع إلى مستوى يهدد الأمن القومي.

كما تركز العقيدة على ضرورة التحكم المركزي في الأسلحة النووية، بما في ذلك الأسلحة المتمركزة خارج الحدود الروسية، مما يعكس الحاجة إلى تكامل استراتيجي في القدرة على الرد السريع والفعّال على أي تهديد نووي.

موسكو تدرك تماما المخاطر التي قد تترتب على أي تصعيد نووي، لذا فإن التوجه نحو سياسة الردع النووي يهدف إلى إرسال رسالة قوية للعالم مفادها أن أي محاولة لتهديد روسيا أو حلفائها باستخدام القوة التقليدية أو النووية ستقابل برد فعل قاسي.

بالتالي، فإن روسيا تبدو جادة في تعزيز قدرتها على الردع النووي كجزء من استراتيجيتها الدفاعية، لكنها في الوقت ذاته تستخدم هذه العقيدة كأداة ضغط للتأكيد على أن أي تدخل غربي قد يؤدي إلى تداعيات غير مقبولة.

العقيدة النووية الجديدة هي بمثابة تحذير ضمني، يوجه رسالة إلى القوى الدولية بأن موسكو لن تتردد في الدفاع عن مصالحها بكل الوسائل المتاحة، لكنها في نفس الوقت تأمل في تجنب التصعيد النووي الذي قد يكون مدمرا للجميع. -صحفي متخصص في الشأن العسكري

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأسلحة النوویة الردع النووی وهو ما

إقرأ أيضاً:

خبير أميركي يحذر من "الشيطان الروسي الثاني"

تطور روسيا أسلحتها بهدف الحفاظ على تكافؤ استراتيجي مع الولايات المتحدة لا سيما من خلال الاحتفاظ بقوة صواريخ باليستية حديثة عابرة للقارات، ويعد صاروخ (ر إس _ 28 سارمات) الملقب بـ "الشيطان الثاني"، أحد أبرز تلك الأسلحة القادرة على تدمير العالم، بسبب حمله رؤوسا نووية. 

ويقول المحلل السياسي والعسكري الأميركي براندون وايكيرت، الكاتب البارز في شؤون الأمن القومي في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، إن ترسانة الأسلحة النووية الروسية ليست الأكبر في العالم فحسب، بل هي الأكثر تقدما أيضا بفضل القيود المفروضة على الولايات المتحدة بموجب معاهدة "ستارت" الجديدة لتخفيض الأسلحة النووية المبرمة في 2010.

وحاز صاروخ " ر إس- 28 سارمات"، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة في 2018، اهتمام دوليا بسبب إمكانياته المتقدمة وسعة حمولته الضخمة ودوره الرئيسي في الاستراتيجية النووية الروسية الشاملة.

خصائص صاروخ سارمات

يبلغ مدى صاروخ " ر إس- 28 سارمات"، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود السائل و يطلف من الصوامع، مستوى استثنائيا يصل لحوالي 11185 ميلا مما يتيح له ضرب أهداف في أي مكان على سطح الأرض عمليا.

ويجعل هذا المدى الطويل، فضلا عن قدرته على سلوك مسارات طيران غير تقليدية- فوق القطب الشمالي على سبيل المثال- رصد أنظمة الدفاع للصاروخ واعتراضه قبل أن يطلق حمولته الفتاكة أمرا صعبا.

يمكن للصاروخ الواحد أن يحمل ما يصل وزنه إلى 10 أطنان من الرؤوس الحربية بفارق كبير عن معظم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المعاصرة، ويتيح هذا للصاروخ أن يحمل تكوينات متنوعة قد تصل إلى 15 من مركبات إعادة الدخول القابلة للاستهداف بشكل مستقل- كل منها مزود برأس نووي أو حتى عدد صغير من الرؤوس الحربية ذات القوة التفجيرية التي تتجاوز قوة انفجار تعادل 10 ملايين طن من مادة "تي إن تي".

وبالإضافة إلى ذلك، فإن صاروخ سارمات متوافق مع المركبة الانزلاقية الفرط الصوتية من طراز "أفانجارد"، وهو رأس حربي قادر على المناورة والتحليق بسرعات تفوق 20 ماخ (أي أكثر من سرعة الصوت) فيما يتفادى الدفاعات بمقذوفات لا يمكن التنبؤ بها.

أما عن نظام دفع الصاروخ بالوقود السائل، وهو أكثر تعقيدا من البدائل التي تعتمد على الوقود الصلب، فيمنح دفعا ومرونة أقوى، مما يفعّل سعة حمولته الضخمة وإمكانياته طويلة المدى.

وصار صاروخ " ر إس- 28" أكثر فتكا عن طريق تزويد إجراءات مضادة متطورة، مثل الفخاخ وأنظمة التشويش الإلكتروني، المصممة لاختراق شبكات الدفاع الصاروخي الدقيقة مثل المنظومة الأميركية للدفاع الأرضي ضد الصواريخ في منتصف مسارها "جي إم دي"، وهو النظام الذي جعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحد العناصر الرئيسية لمنظومة الدفاع الصاروخي الوطنية "القبة الذهبية" التي أعلن عنها مؤخرا.

وبمجرد دخول " ر إس- 28 سارمات" في الترسانة النووية الروسية في 2022 أصبح الصاروخ حجر الزاوية لاستراتيجية الردع النووي للقوات المسلحة الروسية، التي تهدف إلى وجود قدرة موثوقة على توجيه الضربة الثانية في حالة اندلاع صراع نووي.

 

مقالات مشابهة

  • خبير أميركي يحذر من "الشيطان الروسي الثاني"
  • طهران: لم نرد بعد على رسالة ترامب بشأن الاتفاق النووي
  • وزارة الدفاع الروسية: هجوم أوكراني علي محطة روستوف النووية
  • تعرف على قنبلة مهمتها مخابئ الحوثيين
  • ستورم بريكر.. تعرف على قنبلة مهمتها مخابئ الحوثيين
  • أحمد موسى يكشف مفاجأة عن مصير الملف النووي الإيراني
  • اليمن يرسم معادلة الردع: من البحر إلى تل أبيب.. عمليات عسكرية متواصلة ورسائل واضحة لصنعاء
  • صاحب فتوى سرقة الكهرباء.. وفاة الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر
  • خالد الجندي يوضح سبب تقديم العقيدة على أداء العبادات في الإسلام
  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يشارك في حفل إفطار هيئة المحطات النووية