هل يجب على الزوجة خدمة حماتها؟.. أمين الفتوى يوضح
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
أجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سيدة تدعى «مرفت»، حول: «هل خدمة الحماة واجبة؟، حيث عبرت عن معاناتها في التعامل مع حماتها وإقامة زوجها وأسرته في نفس المنزل، وشعورها بعدم الراحة، لأنها تخدم حماتها في غياب زوجها».
وقال محمد عبد السميع خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الثلاثاء: «أولاً، يجب أن نوضح أن خدمة الزوجة لحماتها أو لأخت زوجها ليس واجباً شرعياً عليها، الإسلام لم يلزم الزوجة بأن تخدم أهل زوجها، بل كان الواجب الأساسي عليها هو بر زوجها، ولكن هذا لا يعني أن البر بالعائلة ليس مستحباً، من المستحب أن تعين الزوجة زوجها في التعامل مع أهله، لكن إذا كانت هذه العلاقة تضع على كاهلها عبئاً أو تؤثر على راحتها النفسية، فليس من الضروري أن تستمر في هذا الوضع».
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «إذا كانت تعيش مع حماتها وتشعر بالضغط أو عدم الراحة، فيجب أن يكون هناك حوار صريح مع زوجها، ليس من المعيب أن تتحدث الزوجة مع زوجها حول ما يزعجها، خصوصاً إذا كان ذلك يؤثر على صحتها النفسية وقدرتها على إدارة حياتها الأسرية، مثل تربية الأولاد ورعايتهم بالشكل الصحيح».
وأضاف «عبد السميع» أنه من الممكن الوصول إلى حل وسط، قائلاً: «إذا كان الزوج يقدر أن تذهب زوجته وتعود لزيارة أمه في أيام معينة من الأسبوع، مثل يومين في الأسبوع مثلاً، بينما تقضي باقي الأسبوع في منزلها مع أولادها، فهذا قد يكون حلاً مناسباً، ويمكن أن يساعد في تخفيف الضغوط النفسية التي تشعر بها».
وأكد على أهمية التوازن بين بر الوالدين وتربية الأبناء، حيث قال: «من حق السيدة أن تحرص على تربية بناتها في بيئة مستقرة، حيث يتوفر لها وقت مع أولادها لتوجيههم وتعليمهم الأخلاق الحميدة، قد تكون أحياناً حنية الأجداد الزائدة عن الحد تؤثر على سلوك الأبناء، لذا من الأفضل أن يكون هناك توازن في التربية ما بين الحزم والرحمة».
واختتم الشيخ محمد عبد السميع: «إذا فشل الحوار بينك وبين زوجك في حل هذه المشكلة، يمكنكما اللجوء إلى دار الإفتاء أو مستشارين مختصين للمساعدة في التوصل إلى حل يرضي الجميع. نحن هنا لخدمتكما ومساعدتكما في إيجاد حل يناسب الأسرة كلها.. الله يصلح الأحوال ويجعل الحياة أكثر سعادة واستقراراً».
اقرأ أيضاًما حكم سداد ورثة الكفيل الدَّين المؤجل على الميت؟.. «الإفتاء» توضح
دار الإفتاء توضح أجر المرأة التي تعمل لأجل الإنفاق على ذاتها أو أسرتها عند الله
هل تجب إعادة صلاة المأمومين؟.. «الإفتاء» توضح حكم الصلاة عند إمامة المحدث للناس ناسيًا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمين الفتوى بر الوالدين تربية الأبناء عبد السمیع
إقرأ أيضاً:
«الإفتاء»: بناء الوعي المتبصِّر ضرورة ملحة
شارك مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، التي انعقدت بمناسبة اليوم العالمي للفتوى تحت عنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري» مؤخراً، في العاصمة المصرية القاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ترسيخاً لمبادئ الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن الفكري وتعزيز السلم العالمي.
وتناولت الندوة أيضاً أهمية صون البنيان العقائدي والفكري للمجتمع من الأفكار الدخيلة التي قد تؤثر فيه سلباً، وناقشت أثر الشذوذ العقَدي في الفتوى على الأمن الفكري للمجتمعات.
وأعربت الدكتورة ماريا محمد الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية، عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث البارز، مقدمة شكرها للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على جهودها الحثيثة لإنجاح هذه الندوة.
وقالت: «يشهد عصرنا الحالي تحديات جسيمة تعترض طريق الفتوى والأمن الفكري، حيث تواجه الأجيال الحالية مخاطر متعددة، في مقدمتها العوالم الافتراضية المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى بروز ظواهر مثل الإفتاء الافتراضي الصراع الإفتائي، ما أثّر سلباً في الهوية الوطنية للفتوى الشرعية الرصينة، وأضرّ بتقاليدها الراسخة، وحوّلها إلى أداة لهدم المجتمعات والقيم الأخلاقية بدلاً من أن تكون أداة للبناء وتحقيق الأمن الفكري والعدل والاستقرار الاجتماعي».
وأضافت: إن العمل على بناء الوعي الإفتائي المتبصِّر ضرورة ملحة لتحقيق الأمن الفكري في عصر التقنية والذكاء الاصطناعي، الذي يتطلب منا فهم طبيعة التساؤلات التي تطرحها الأجيال الجديدة، فمواجهة هذه التحدياتِ واجبٌ وطني وديني يقتضي منا تقديمَ إجابات شافية لهذه التساؤلات، وإلا أسهم الفراغ الفكري في تمكين الجماعات المتطرفة من استغلال هذه الحاجة إلى نشر أفكارها السامة.
وأكدت أن الأمن الفكري يقوم على خمس ركائز أساسية، وهي العدالة والتعليم والإعلام والانتماء للوطن ووعي المجتمع بقيمه الأخلاقية، حيث تؤدي الفتوى دوراً محورياً في تشكيل هذا الوعي. واستعرضت تجربة دولة الإمارات في مجال الفتوى.
واختتمت كلمتها بدعوة الحضور إلى التعاون من أجل وضع خطة شاملة للتصدي لتحديات الأمن الفكري، مُعربة عن أملها في الوصول إلى نتائج ملموسة من خلال هذه الندوة.
وفي ختام الندوة، استعرض فضيلة الدكتور نظير عيّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عدداً من التوصيات والقرارات المهمة التي خلص إليها العلماء والباحثون المشاركون.