حكومة البقاء للأصلح.. عنوانها التخصص ولا محاباة ولا محاصصة
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
بقدر ما حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على تفادي منطق المحاصصة السياسية و”الكوطة” في التعديل الحكومي الأخير، بقدر ما حرص أيضا على تعيين الأكفأ والأصلح، و”الأكثر تخصصا” في بعض المناصب ذات الصلة بالتقنية المتخصصة.
من خلال البحث في السير الذاتية لثلاثة وافدين جدد لحكومة النذير العرباوي الثانية، يتبين أن الرئيس تبون قد شرع في تبني سياسة تعيين الأكفأ والأكثر تخصصا في مناصب تقتضي الاقتدار التقني والتمكن العلمي.
فقرار تعيين الخبير المالي والاقتصادي محمد بوخاري في منصب وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، لم يكن مجرد قرار مثل باقي قرارات التعيين الوزارية، فالرجل خبير في مجاله ومتخصص في قطاع التجارة الخارجية، وشغل قبل تعيينه في الحكومة منصب رئيس اللجنة الوطنية العليا للطعون المتعلقة بالاستثمار.
وقبل ذلك، شغل محمد بوخاري منذ أكتوبر 2023 منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالمالية والبنوك والميزانية واحتياطي الصرف والصفقات العمومية والدفع الخارجي.
وبلغة أخرى، فإن وزير التجارة الخارجية الجديد هو متمرس في قطاع المالية والبنوك ومتمكن في مجال التجارة الخارجية وضليع بخبايا البورصات والأسواق العالمية، وبالتالي فإن تعاطيه مع ملفات التجارة الخارجية لن يكون بمنطق أسواق الجملة وإنما بمنطق وبلغة الأرقام والمصالح وفق ما تمليه أوضاع الأسواق العالمية والبورصات.
وتكاد لا تختلف السيرة الذاتية للسيدة كريمة طافر التي عُيّنت كاتبة دولة لدى وزير الطاقة مكلفة بالمناجم عن سيرة زميلها بوخاري، فهي ابنة قطاع المناجم بامتياز، في سابقة أولى من نوعها بالجزائر.
ونستعمل عبارة سابقة لأن المعتاد في الجزائر هو استوزار خبير في مجال الغاز أو مجال البترول ومنحه حقيبة وزارة الطاقة وتكليفه بالإشراف على قطاع المناجم، رغم ما يوجد من فرق واختلاف بين قطاعات الغاز والبترول والمناجم.
لكن الذي حدث هذه المرة هو تكليف امرأة لها باع في قطاع المناجم وتكوين علمي أكاديمي وممارسة ميدانية في مجال الجيولوجيا بالقطاع، لتتكفل بالإشراف المباشر على مشاريع واعدة تولي لها السلطات العليا اهتماما بالغا.
نفس المنطق جرى به تعيين نور الدين يسع في منصب كاتب دولة لدى وزير الطاقة مكلف بالطاقات المتجددة، فالرجل متمرس وخبير دولي في مجال الطاقات المتجددة، وله اسم وصيت في القطاع الدي بات يحظى باهتمام كبرى الدول والتكتلات السياسية والاقتصادية في العالم.
وشغل نور الدين يسع منصب محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، وقبلها منصب مدير مركز تنمية الطاقات المتجددة، كما أنه انتخب باسم الجزائر، عضوا بمكتب فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.
ولعل ما لفت الانتباه في التعديل الحكومي الأخير، هو تفادي رئيس الجمهورية اعتماد منطق المحاصصة السياسية، أو كما يعرف لدى الجزائريين باسم “الكوطة”.
وبدا لافتا أن حكومة العرباوي الثانية لم ولن تكون حكومة سياسية أو “حكومة اقتسام غنائم” مثلما أرادها وتوقعها البعض، وإنما حكومة “الجزاء من جنس العمل”، ما دام الجزائريون قد شاهدوا كيف تمت ترقية مسؤولين أثبتوا جدارتهم وأحقيتهم مثل وليد صادي رئيس الفاف، الذي أبان عن اقتدار وتمكن في مجالي التسيير والدبلوماسية الرياضية، وكيف تمت دحرجة أو إقالة آخرين مثل وزير التجارة الطيب زيتوني أو وزير الصناعة علي عون.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: التجارة الخارجیة فی مجال
إقرأ أيضاً:
وزير الطاقة يُكرم الباحث الجزائري لخضر حميداتو
إستقبل وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم الاثنين، الباحث الجزائري المبتكر، لخضر حميداتو.
وشكلت هذه المناسبة فرصة كرم فيها الوزير الباحث حميداتو، لأبحاثه المتعددة ولاسيما المتعلقة بالطاقات المتجددة، حسب بيان للوزارة.
وكان آخر إنجازات الباحث، إبتكاره لأول جهاز في العالم لتبريد ألواح الطاقة الشمسية “الكهروضوئية”. وتحصل على إثره على جائزة المواهب الشابة الافريقية بإيطاليا.
وقدم حميداتو، الباحث الجزائري ابن ولاية الوادي وخريج المدرسة الوطنية متعددة التقنيات بقسنطينة، عرضا حول ابتكاره الذي سيساهم في حل إشكالية كفاءة الالواح الشمسية وانخفاض انتاجها الى أزيد من 30 % كلما ارتفعت درجات الحرارة وخاصة في المناطق الصحراوية.
كما أشار حميداتو أن هذا الابتكار يقوم على التوصل لمنتج جديد قابل للإدماج مع الألواح الشمسية ويساهم في رفع كفاءتها من خلال استغلال مواد تغيير الطور.
لتسمح بامتصاص حرارة النهار والتخلص من الطاقة الزائدة ليلا، لتعود الالواح الى استئناف عملها في النهار وبكفاءة جد عالية.
وهنأ وزير الطاقة والمناجم حميداتو بهذا الإنجاز العلمي الهام ولاسيما في مجال تطوير الطاقات المتجددة.
معربا عن دعمه الكامل ومرافقته في أعماله البحثية والابتكارية سيما مع سونلغاز ومعهد البحث والتطوير للشركة.
ويأتي ذلك كله، في إطار دعم الباحثين والمواهب الشابة الوطنية ودعم وصولها للنجاح وتطوير مختلف البرامج. على غرار برنامج تطوير الطاقات المتجددة والذي تصل قدرته الإجمالية إلى 15000 ميغاواط بحلول عام 2035.
كما هنأ كل من محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، وممثل الرئيس المدير العام لسونلغاز، السيد حميداتو، على هذا الابتكار الجد هام. وعبروا عن دعمهم الكامل واستعدادهم لمرافقته ومساندته ولاسيما في مجال البحث والتطوير في هذا المجال.
حميداتو يُعرب عن فخره وإعتزازه بهذا الإنجاز العالميومن جانبه، أعرب حميداتو عن فخره واعتزازه بهذا الانجاز العالمي وعن رغبته في مشاركة هذا النجاح مع جميع الباحثين الجزائريين ليكون الأول ضمن العديد من المتألقين الجزائريين.
وكذا تعزيز النجاح الجزائري والحضور الوطني في المحافل الدولية. كما أشار أنه في خدمة الوطن والطلبة الباحثين الجزائريين.
للتذكير، شهدت جائزة إيني لسنة 2024، خلال الدورة السادسة عشرة، مشاركة أكثر من 11 ألف مرشح حول العالم.
وقد تمت مراجعة الأبحاث المقدمة من قبل لجنة علمية مكونة من خبراء عالميين. بما في ذلك ممثلين عن مؤسسات بحثية مرموقة، بالإضافة إلى 6 من الحائزين على جائزة نوبل.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور