بقدر ما حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على تفادي منطق المحاصصة السياسية و”الكوطة” في التعديل الحكومي الأخير، بقدر ما حرص أيضا على تعيين الأكفأ والأصلح، و”الأكثر تخصصا” في بعض المناصب ذات الصلة بالتقنية المتخصصة.

من خلال البحث في السير الذاتية لثلاثة وافدين جدد لحكومة النذير العرباوي الثانية، يتبين أن الرئيس تبون قد شرع في تبني سياسة تعيين الأكفأ والأكثر تخصصا في مناصب تقتضي الاقتدار التقني والتمكن العلمي.

فقرار تعيين الخبير المالي والاقتصادي محمد بوخاري في منصب وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، لم يكن مجرد قرار مثل باقي قرارات التعيين الوزارية، فالرجل خبير في مجاله ومتخصص في قطاع التجارة الخارجية، وشغل قبل تعيينه في الحكومة منصب رئيس اللجنة الوطنية العليا للطعون المتعلقة بالاستثمار.

وقبل ذلك، شغل محمد بوخاري منذ أكتوبر 2023 منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالمالية والبنوك والميزانية واحتياطي الصرف والصفقات العمومية والدفع الخارجي.

وبلغة أخرى، فإن وزير التجارة الخارجية الجديد هو متمرس في قطاع المالية والبنوك ومتمكن في مجال التجارة الخارجية وضليع بخبايا البورصات والأسواق العالمية، وبالتالي فإن تعاطيه مع ملفات التجارة الخارجية لن يكون بمنطق أسواق الجملة وإنما بمنطق وبلغة الأرقام والمصالح وفق ما تمليه أوضاع الأسواق العالمية والبورصات.

وتكاد لا تختلف السيرة الذاتية للسيدة كريمة طافر التي عُيّنت كاتبة دولة لدى وزير الطاقة مكلفة بالمناجم عن سيرة زميلها بوخاري، فهي ابنة قطاع المناجم بامتياز، في سابقة أولى من نوعها بالجزائر.

ونستعمل عبارة سابقة لأن المعتاد في الجزائر هو استوزار خبير في مجال الغاز أو مجال البترول ومنحه حقيبة وزارة الطاقة وتكليفه بالإشراف على قطاع المناجم، رغم ما يوجد من فرق واختلاف بين قطاعات الغاز والبترول والمناجم.

لكن الذي حدث هذه المرة هو تكليف امرأة لها باع في قطاع المناجم وتكوين علمي أكاديمي وممارسة ميدانية في مجال الجيولوجيا بالقطاع، لتتكفل بالإشراف المباشر على مشاريع واعدة تولي لها السلطات العليا اهتماما بالغا.

نفس المنطق جرى به تعيين نور الدين يسع في منصب كاتب دولة لدى وزير الطاقة مكلف بالطاقات المتجددة، فالرجل متمرس وخبير دولي في مجال الطاقات المتجددة، وله اسم وصيت في القطاع الدي بات يحظى باهتمام كبرى الدول والتكتلات السياسية والاقتصادية في العالم.

وشغل نور الدين يسع منصب محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، وقبلها منصب مدير مركز تنمية الطاقات المتجددة، كما أنه انتخب باسم الجزائر، عضوا بمكتب فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.

ولعل ما لفت الانتباه في التعديل الحكومي الأخير، هو تفادي رئيس الجمهورية اعتماد منطق المحاصصة السياسية، أو كما يعرف لدى الجزائريين باسم “الكوطة”.

وبدا لافتا أن حكومة العرباوي الثانية لم ولن تكون حكومة سياسية أو “حكومة اقتسام غنائم” مثلما أرادها وتوقعها البعض، وإنما حكومة “الجزاء من جنس العمل”، ما دام الجزائريون قد شاهدوا كيف تمت ترقية مسؤولين أثبتوا جدارتهم وأحقيتهم مثل وليد صادي رئيس الفاف، الذي أبان عن اقتدار وتمكن في مجالي التسيير والدبلوماسية الرياضية، وكيف تمت دحرجة أو إقالة آخرين مثل وزير التجارة الطيب زيتوني أو وزير الصناعة علي عون.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: التجارة الخارجیة فی مجال

إقرأ أيضاً:

تفاصيل لقاء وزير الخارجية مع رئيس وزراء بلجيكا

التقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، اليوم، مع " ألكسندر دي كرو " رئيس وزراء بلجيكا، خلال زيارته إلى بروكسل.

نقل الوزير عبد العاطى تحيات رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء البلجيكى، وقد اشاد  وزير الخارجية بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر وبلجيكا وأعرب عن التطلع لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفتح آفاق أوسع على ضوء ما توفره مصر من فرص واعدة في قطاعات عديدة مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وإدارة الموانئ واللوجستيات، فضلا عن تعزيز التعاون في مجالات الهجرة والتعليم.

كما ثمن الوزير عبد العاطى دعم بلجيكا للمصالح المصرية داخل الاتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بالحزمة المالية الأوروبية المقدمة لمصر، معرباً عن التطلع لمواصلة بلجيكا دعمها لمصر لاعتماد الشريحة الثانية من الحزمة بقيمة ٤ مليار يورو. 

أكد الوزير عبد العاطى الأهمية التي توليها مصر لمسألة استرداد الآثار المصرية التي خرجت من مصر بطرق غير مشروعة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، آخذا فى الاعتبار ما تمثله الآثار من إرث حضارى تاريخى مهم لمصر، معرباً عن التطلع لإبداء الجهات البلجيكية المعنية مزيد من التعاون مع السلطات المصرية للعمل على لاستعادة تلك الآثار.

على صعيد آخر، أشاد وزير الخارجية بالموقف البلجيكي الداعم للقضية الفلسطينية، وقد حرص الوزير عبد العاطى في هذا السياق على إطلاع رئيس الوزراء البلجيكى بالجهود المصرية الحثيثة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والأسرى، مشيراً إلى أهمية تنفيذ الاتفاق دون تأخير، وضرورة التزام أطراف الاتفاق ببنوده وتنفيذه وفقاً للمراحل والتواريخ المحددة، داعياً دول الاتحاد الأوروبى مواصلة دعم الجهد الإنساني وتقديم المساعدات لغزة والبدء في مشروعات التعافي المبكر تمهيداً لإعادة إعمار القطاع. وشدد السيد وزير الخارجية على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام وضمان الامن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

كما استعرض محددات الموقف المصرى إزاء التطورات في سوريا، مؤكداً على أهمية الدفع بعملية سياسية شاملة دون إقصاء لاى طرف، واحترام السيادة السورية ووحدة وسلامة أراضيها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة يدشن بأكادير وحدة لعملاق صناعة سيارات ألماني سيخلق 3000 منصب شغل مباشر
  • تفاصيل لقاء وزير الخارجية مع رئيس وزراء بلجيكا
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس المجلس الأوروبي
  • خلال زيارته إلى بروكسل.. وزير الخارجية يلتقي رئيس المجلس الأوروبي
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع رئيس المجلس الأوروبى
  • 4 أساسية.. وزير التعليم: رغبة الطلاب تحدد مواد التخصص في نظام البكالوريا
  • المؤتمر العربي للطاقات المتجددة والمستدامة يستعرض التجارب الناجحة بالوطن العربي
  • وزير الخارجية يجتمع مع رئيس اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيرته السنغالية سبل تحقيق الأمن الغذائي
  • وزير الخارجية: نبحث التعاون مع السنغال في التعدين والبترول وإنتاج الدواء