أزمة العمالة الإيرانية تتفاقم.. هجرة جماعية للعراق وتفاوت كبير بنسب الأجور
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
نشر موقع "إيران واير"، الأربعاء، تقريرا سلط الضوء على انتقال العمالة الإيرانية صوب العراق، فيما أشار إلى أن العاملين في العراق يتقاضون 3 أضعاف ما يتقاضونه في بلادهم. وذكر الموقع في تقريره: "بعد عقود من الحرب والصراعات المحلية، قد لا يظهر العراق كقبلة للباحثين عن عمل، ولكن العديد من العمال من جنوب غرب إيران ذهبوا مؤخرا إلى هناك للعمل وكسب لقمة العيش.
وأضاف: "بالكاد يصل الراتب الشهري للعمال العاديين في إيران إلى 10 ملايين تومان، أي أكثر قليلا من 200 دولار في سوق العملات المفتوحة، ومع ارتفاع التضخم وزيادة أسعار السلع الأساسية، ليس أمام العديد من العائلات خيار سوى الهجرة إلى البلدان المجاورة".
وتابعت الصحيفة الإيرانية: "بالنسبة للعمال المهرة في جنوب إيران، كانت الكويت والعراق وقطر وعمان دائما وجهات للعمال المهرة. ومع ذلك، الآن، يهاجر العمال البسيطون والمدربون الرياضيون وأصحاب صالونات التجميل أيضا لكسب لقمة العيش".
وذكرت: "قبل سنوات، كان كبار السن في الأسرة يقولون إنهم (كويتيون") مما يعني أنهم ذهبوا إلى الكويت للعمل. في السنوات التي سبقت ثورة عام 1979، كان العديد من الناس من الجنوب وحتى سكان مقاطعة شاهارمال وبختياري الجنوبية الغربية يسافرون إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة. عمل السائقون والعمال المهرة هناك لمدة ستة أشهر قبل العودة إلى إيران مع ما يكفي من المال في جيوبهم للعيش خلال الأشهر الستة المقبلة".
وبين التقرير: "في شهر كورد، عاصمة مقاطعة شاهارماهال وبختياري، وفي العديد من المدن في الجزء الجنوبي من مقاطعة خوزستان، كانت الأحياء أو الأسواق أو الأروقة تسمى "الكويتية". الآن، أصبح العراق الوجهة الرئيسية للعمال المهاجرين من خوزستان".
عدنان هو الاسم المستعار لعامل ماهر في مدينة عبادان يفضل عدم الكشف عن مهنته. يقو لـ"إيران واير"، بضحكة: "أنا حقا لا أريد أي مشكلة". "إنها بلدة صغيرة والناس يعرفون بعضهم البعض." إذا تحدثت عن مهنتي، فسيعرف الجميع من أنا."
يقول عدنان: "بعد انهيار مبنى متروبول العام الماضي، تم التخلي عن معظم مشاريع البناء الكبيرة في عبادان". "من بين أولئك الذين عملوا في هذه المشاريع، تمكن البعض من العثور على وظائف أخرى وذهب البعض الذين يمتلكون سيارة إلى حمل الركاب، ولكن هذه الوظائف لا تدفع النفقات." الذهاب إلى العراق ليس مشكلة بالنسبة لنا. نحن نتحدث اللغة وهم يدفعون الأجور بالدولار. لماذا لا تذهب؟".
يقول عدنان إن قطاع البناء في جنوب العراق يزدهر: "أنا عامل ماهر وأعمل في البصرة. أعمل خمسة أيام في الأسبوع من الساعة 10 صباحا إلى الساعة 7 مساء ثم أعود إلى عبادان. يبلغ راتبي حوالي 1200 دولار شهريا، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما سأكسبه إذا عملت في إيران. قد يكسب بعض العمال الذين يعرفون صب الخرسانة واللحام والسباكة ما يصل إلى 2000 دولار شهريا."
في مقابلة، أكد جهانبخش سنجابي شيرازي، الأمين العام لغرفة التجارة الإيرانية العراقية، أن العمال المهرة الإيرانيين يتقاضون متوسط راتب شهري يبلغ حوالي 600 دولار، أي ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما سيكسبونه في إيران.
وفقا له، يوفر العديد من أرباب العمل العراقيين للعمال المهرة أماكن إقامة ومهاجع.
وقال إن العراق يحتل المرتبة الخامسة بين أفضل الوجهات للعمال المهاجرين من إيران، بعد عمان وقطر وتركيا وأرمينيا، وهي بلدان جذبت أيضا الفنيين والعمال المهرة الإيرانيين في مختلف المجالات.
نافا وزوجها سمير كلاهما مصفف شعر. حتى قبل عامين، كان سمير يستأجر متجرا صغيرا في عبادان لصالون تصفيف الشعر الخاص به. وكانت نافا تستأجر كرسيا في أحد صالونات تصفيف الشعر البارزة: "لقد احتفظت بنسبة 60 في المائة [من المال] ومالك الصالون بنسبة 40 في المائة، لكنه لم يكن جيدا حقا. غادر زوجي في الصباح وعاد في المساء، ولكن في نهاية الشهر، لم يتبق لدينا شيء نملكه."
بناء على توصية من صديق، ذهب الزوجان إلى البصرة للعمل: "نحن نعمل في صالون حديث جدا للنساء والرجال على حد سواء. أقوم بعمل الأظافر والرموش والمكياج. هناك العديد من العمال الأجانب، من الروس إلى الأتراك. لكنه ليس سيئا بالنسبة لي أيضا. زوجي لا يحصل على الكثير من العمل مثلي. لكن تقليم شعر العريس أصبح عصريا مؤخرا هنا وإذا جاء إليه العريس فإنه يفعل ذلك بشكل جيد."
نحن نعمل من 8 إلى 10 ساعات في اليوم، وبالنسبة لأي نوع من العمل، يدفعون لك ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما تحصل عليه في إيران. عندما كنت في إيران، كنت أنا وزوجي نعمل لمدة 12 ساعة في اليوم، لكننا لم نتمكن من دفع نفقات معيشتنا. في الآونة الأخيرة، عندما ذهبت إلى السوبر ماركت لشراء بعض العناصر التي نحتاجها كل يوم، اضطررت إلى إنفاق نصف دخلي اليومي، على الرغم من أنه ليس لدينا أطفال ونعيش في الطابق العلوي من منزل والد زوجتي."
تصدير "القوى العاملة الفائضة"
في السنوات الأخيرة، احتج العمال الإيرانيون، وخاصة العمال المهرة، باستمرار على التفاوت بين أجورهم والتضخم المتضخم، ولكن تم تلبية مطالبهم بالقمع.
في السنوات القليلة الماضية، نشرت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية مقالات مثيرة للقلق حول هجرة العمال من إيران، ولكن الدراسات تظهر أن القضية لم تكن أبدا خطيرة مثل هذا العام.
أغمض مسؤولو الجمهورية الإسلامية أعينهم عن هروب العمال، وادعى أوميد مالك، المدير العام لمكتب وزارة العمل لتوسيع العمالة، أن إيران كانت "تعيد فقط فائض القوى العاملة" إلى بلدان أخرى.
وفقا لصحفي الأعمال ليلي خامنه، فإن إرسال العمال إلى الخارج يمكن أن يفيد الاقتصاد الإيراني، شريطة أن يكون لفترة زمنية محدودة وأن يهدف إلى تدريب هؤلاء العمال وتحديث مهاراتهم وزيادة معرفتهم وما إلى ذلك.
تقول خامنه: "البطالة مشكلة خطيرة في جميع المقاطعات الإيرانية، ولكن في مقاطعة مثل خوزستان يشعر العرب بالتمييز العرقي في العثور على وظيفة". "مع معدل بطالة يزيد عن 15 في المائة، تتمتع مقاطعتا خوزستان وهرمزغان بأعلى معدل بطالة في إيران".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: العدید من فی إیران
إقرأ أيضاً:
تدعمها إيران وتورّط بلاد الرافدين.. من هي المقاومة الإسلامية في العراق؟
قالت الفصائل المسلحة المنضوية تحت ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" إنها جددت هجومها فجر اليوم الخميس على ما وصفته "هدفا عسكريا"، من خلال إطلاق مسيّرة باتجاه اسرائيل.
ومنذ أكثر من عام و "المقاومة الإسلامية في العراق" تشن هجمات مستمرة على إسرائيل وقواعد عراقية وسورية تستضيف قوات أميركية، وبلغ عدد الهجمات التي شنتها خلال 200 يوم نحو 243 هجوما.
وكثفت هذه الفصائل هجماتها خلال الأيام الماضية، تحديدا بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران، مستخدمة الطائرات المسيرة لضرب أهداف لها في العمق الإسرائيلي.
وظهر مصطلح "المقاومة الإسلامية في العراق" لأول مرة في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما شنّت فصائل مسلحة من داخل العراق هجوما عبر مسيّرات على قاعدة حرير (شمال العراق) العسكرية التي تستضيف قوات أميركية، بحسب دراسة نشرت على منصة معهد واشنطن للشرق الأوسط.
وذكر المتخصص في شؤون الميليشيات، حمدي مالك، في الدراسة التي نشرت عبر منصة المعهد، أن ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" تضم جميع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، ولجأت هذه الفصائل لاستخدام هذه التسمية، لإخفاء هوية الفصائل التي تهاجم اسرائيل وقواعد عراقية تستضيف قوات أميركية، ولتجنب المساءلة عن الهجمات التي تشنها، فضلا عن كونها محاولة لتوحيد صفوف تلك المليشيات وتجنب الجدال حول القيادة عليها.
قيادة التنظيم
وتشير الأدلة على أن هناك تسلسلا في قيادة هذا التنظيم، بحسب ما يذكر مالك، الذي أضاف أن "فيلق القدس" يأتي في المقدمة ويقوم بتنسيق الأدوار، وتأتي بعده "حركة نجباء"، التي انتمت علنا للفصائل التي تعمل تحت هذه التسمية، في 30 أكتوبر 2023، ثم تأتي تشكيلات أخرى مثل " تشكيل الوارثين" و " كتائب حزب الله" و "عصائب أهل الحق"
و"كتائب سيد الشهداء".
ويؤكد المحلل الأمني صفاء الأعسم أن الفصائل المنضوية تحت ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" ليست مرتبطة بالحكومة العراقية، بل هي فصائل مدعومة من إيران، مؤكدا أنها " لا تلتزم بتعليمات القائد العام للقوات المسلحة في العراق".
وذكر الأعسم لموقع "الحرة" أن هناك نوعين من الفصائل المسلحة موجودة في العراق، بعضها مرتبطة بالحكومة وتمتثل لأمر القائد العام للقوات المسلحة، وهناك وفصائل مسلحة أخرى غير منضوية في التشكيلات العسكرية العراقية، والعراق لا يعترف بها.
ويرى الخبير الأمني أن حل هذه الفصائل المسلحة يجب أن يكون سياسيا، لأنه لا يوجد لهم غطاء قانوني أو دستوري يبرر وجودهم في العراق، وهم يتعاملون عقائديا مع هذه الهجمات.
وقال الأعسم إنه يتم تُحريك هذه الفصائل المسلحة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنها تأخذ التعليمات والأوامر، مضيفا أن "هناك أدلة على أن إيران زودتهم بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية".
تشكل هذه الفصائل خطورة على العراق، وتزداد خطورتها إذا ما استمرت في شنّ هجماتها من الأراضي العراقية، بحسب الأعسم مبينا أنه "يجب أن تتعامل الحكومة العراقية بحسم مع هذه الفصائل".
حق أميركا في التدخل
ودعا إلى الإسراع لوقف هذه الهجمات، لأن هجماتها المستمرة ستقود إلى تعاون بين إسرائيل وأميركا لضرب مواقع هذه الفصائل على الحدود العراقية السورية، وقد تقوم إسرائيل بقتل قياداتها وتدمير مخازنها، مثلما فعلت في لبنان وغزة، بحسب تعبيره.
ويرى الخبير الأمني أحمد الشريفي أن استمرار شنّ الهجمات على إسرائيل و القواعد العراقية التي تستضيف قوات أميركية ستؤثر على العلاقات العراقية، موضحا أن العراق "ملزم بمجموعة من التعهدات الدولية تجاة قوات التحاف الدولية، ومن ضمنها عدم المساس بالقواعد العراقية التي تستضيف قوات أميركية، وكذلك نزع السلاح من الفصائل المنفلتة".
وأضاف الشريفي لموقع "الحرة" أنه إذا لم تستطع الحكومة العراقية ردع هذه الفصائل المسلحة وكبح جماحها، فإن الولايات المتحدة لديها الحق في التدخل وحسم الأمر، حتى لو اضطرت لإعادة تغيير النظام في العراق.
وأكد الشريفي أن العراق أمام تحديات كبيرة، لا يمكن معالجتها إلا من خلال صانع القرار العراقي، موضحا أن " هذه الفصائل تمتلك بعدا إيدولوجيا ينتمي إلى إيران" فضلا عن كونها قوى مسلحة مرتبطة بالحكومة العراقية، وهذا ما يصعّب الأمر على الحكومة العراقية.
ولفت الشريفي إلى أن إيران ومن خلال الفصائل التابعة لها بدأت تمارس ضغوطاتها تحت مظلة ما يسمى بمبدأ "وحدة الساحات" حيث تشترك جميع الفصائل المسلحة في مناطق ودول مختلفة، لتنفيذ الهجمات على القواعد الأميركية وإسرائيل.
وقال إن استمرار ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" بشنّ الهجمات سيدفع إسرائيل إلى الرد، وسيدعمها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشكل مباشر أو غير مباشر، عن طريق مدّها بالمعلومات الاستخباراتية.
جهود العراق
وذكر المحلل الأمني، سرمد البياتي، أن الولايات المتحدة الأميركية " متفهمة لموقف العراق من هذه الفصائل المسلحة، ومدركة أن هؤلاء الناس المنضوين في هذه الفصائل هم عقائديون، يؤمنون بوحدة الساحات، فلا يلتزمون بالتعليمات الحكومية".
وبين البياتي لموقع "الحرة" أن الحكومة من خلال شخصية رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بذلت جهودا كثيرة لوقف الهجمات التي تنفذها هذه الفصائل عبر مسيراتها ضد إسرائيل و قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد تلقى في وقت سابق اتصلا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، شدد فيها الأخير على ضرورة وقف الهجمات التي تشنها الميليشيات العراقية الموالية لإيران ضد إسرائيل.
في حين أكد بيان صدر من المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق، قبل نحو شهر على ضرورة إبعاد أراضي العراق وأجوائه من الحرب لأن مصالحه العليا تحتم "العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن الحرب"، مبينا أن "ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات أو ردود على الإعتداءات، ما هي إلا ذرائع كاذبة "
وكان موقع إكسيوس الأميركي قد ذكر أن إيران تعتزم مهاجمة إسرائيل عن طريق الفصائل العراقية المسلحة الموالية لها وستستخدم الأراضي العراقية لتوجيه تلك الضربات.
يذكر أنه منذ أيام وما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" وعبر موقع لها على التلغرام، تقوم بنشر بيانات، وتبث صور ومقاطع فيديو لمسيّرات تحمل صواريخ تنطلق من العراق، وتهاجم مناطق مختلفة من إسرائيل.
المصدر: الحرة