المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات: ترامب في مواجهة الدولة العميقة.. من يفوز؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
نشر المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات، تقريرا، سلّط خلاله الضوء عن مدى قدرة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترامب، على تفكيك الدولة العميقة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّه: "في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، كشف دونالد ترامب، عبر تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" عن تفاصيل خطته لتفكيك ما يسمى بـ:الدولة العميقة".
وأضاف التقرير نفسه، أنّ: "ترامب أعلن بشكل صريح عن الإجراءات التي يعتزم اتخاذها من أجل سحق الدولة العميقة"، وهو ما وصفه الكاتب جيروم كورسي، خلال مقال نشر في صحيفة "ذا أميريكان ثينكر" بـ"الخطوة الجريئة التي قد تعرض حياة ترامب للخطر".
ووفقا للموقع؛ فقد صرّح ترامب أنه كـ"خطوة أولية يتعين عليه إجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين في ثلاث قضايا رئيسية، تتعلق الأولى بمحاولات اغتياله واتهام بعض موظفي الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي بالإهمال الجنائي".
"بينما تتعلق الثانية باستخدام وزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وبعض وكالات الاستخبارات كسلاح ضد الحملات الانتخابية لدونالد ترامب في عامي 2016 و2024، وضده شخصيًا منذ سنة 2015، مع التركيز على كشف الحقيقة حول "خدعة التواطؤ مع روسيا" وتحقيق المدعي الخاص روبرت مولر" تابع الموقع نفسه.
وأردف: "بينما تتعلق القضية الثالثة بالتلاعب بأصوات الناخبين ما أدى إلى خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020"؛ فيما ينقل الموقع عن كورسي قوله: "أحد أكبر التهديدات التي تواجه وكالة المخابرات المركزية وغيرها من وكالات الاستخبارات هو التصميم الراسخ لدونالد ترامب على رفع السرية عن الوثائق التي قد تعرض وجود العديد من الوكالات للخطر".
وأوضح: "بما في ذلك وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي ووكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي. فالوثائق التي سيتم نشرها ستكشف عن العديد من المؤامرات الخفية التي نفذتها وكالات الاستخبارات، بما فيها محاولاتها التستر على فضيحة جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن، لمنع هذه الفضيحة من تقويض فرص جو بايدن في الفوز بانتخابات عام 2020".
وأبرز: "من بين هذه المحاولات؛ البيان الذي وقّع عليه أكثر من 50 عميلًا استخباراتيًّا سابقًا، زاعمين فيه أن قصة الكمبيوتر المحمول كانت جزءًا من حملة تضليل روسية؛ حيث إن النظر في الجنايات والإخفاقات التي ارتكبتها وكالات الاستخبارات ستكون بمثابة عرض رهيب للعشرات من كبار المسؤولين في هذه الوكالات، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في إدارات أوباما وبايدن".
كذلك، يرى كورسي أنّ: "حرب الدولة العميقة ضد ترامب انطلقت بالفعل"، مؤكدا: "بدائل الدولة العميقة محدودة: إما تطوير خطة تحرم ترامب من الرئاسة من خلال التأثير على الهيئة الانتخابية، أو استخدام كامل القوة الأمنية والعسكرية للدولة العميقة لقتل ترامب في حال فشل الاحتمال الأول".
من جانبه؛ حذّر المدون الأمريكي الشهير والداعم المتحمس لترامب، أليكس جونز: في وقت سابق من أنّ: "محاولتي اغتيال ترامب لن تكونا الأخيرة". وبسبب هذا الرأي رفعت سلسلة من الدعاوى القضائية دبّرها "متآمرو الدولة العميقة" بحسب جونز نفسه، كلّفته دفع غرامة قدرها مليار دولار، مما أدى إلى إفلاس جميع وسائل الإعلام التابعة له وبيع ممتلكاته الشخصية.
إلى ذلك، أشار الموقع إلى تصاعد الصراع بين ترامب ونظام الاحتياطي الفيدرالي. حيث تتناول وسائل الإعلام الأمريكية الحديث عما إذا كان ترامب قادر على إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، جيروم باول، وتعيين أحد مؤيديه في المنصب، خاصّة مع اختلاف سياسة باول وترامب بشأن السياسة النقدية، وأيضا فيما يتعلق بتنظيم سعر الفائدة الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي.
في وقت سابق، صرح باول أنّ ترامب لا يملك صلاحيات إقالته، وأنه لن يستقيل طوعًا من منصبه. وأكد بشكل واضح أنه "لا يمكن إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي ببساطة لمجرد أن البيت الأبيض لا يوافق على سياسات معدلات الفائدة التي يتبعها".
وأورد الموقع، أنّه: "لا يوجد إجابة قانونية واضحة حول ما إذا كان بإمكان رئيس الولايات المتحدة، إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، لأن إصدار قرار مماثل من اختصاص المحكمة الأمريكية، التي غالبية قضاتها من أنصار بايدن".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك؛ تتخذ القرارات بشأن سعر الفائدة من قبل 12 عضوًا في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي، والذين لا يمكن لرئيس الاحتياطي الفيدرالي إقالتهم".
وأوضح: "حتى في حال تعيين: الشخص المناسب، في منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، فإن الأعضاء الـ 11 الآخرين سوف يستمرون في تنفيذ سياسة الاحتياطي الفيدرالي".
واسترسل الموقع: "من أجل دعم ترامب؛ تقدم المشرعون الجمهوريون في الولايات المتحدة بعدة مبادرات. في هذا الصدد، اقترح السيناتور عن الحزب الجمهوري، مايك لي، تولّي الرئيس الأمريكي الرئاسة المباشرة للاحتياطي الفيدرالي".
من جانبها؛ لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الانتباه، إلى "دعم العديد من حلفاء دونالد ترامب فكرة إشراف البيت الأبيض على الاحتياطي الفيدرالي. من بين هؤلاء، إيلون ماسك، الذي دعم رأي مايك لي".
وذكر الموقع أن "الدولة العميقة" قد تترك ترامب دون تمويل. والمشكلة لا تكمن في سقف الدين العام، بل في امكانية اتخاذ البنوك الـ12 التابعة للاحتياطي الفيدرالي خطوة أخرى، حيث يمكنها منع تقديم الأموال من حساباتها للبنوك التجارية المساهمة في طرح السندات الأمريكية.
ويترتب عن ذلك انهيار سوق السندات الحكومية الأمريكية بشكل حاد وزيادة كبيرة في عجز الميزانية العامة. وبعد انهيار سوق السندات، سيتم توجيه إنذار نهائي إلى ترامب وإجباره على الاختيار بين ظرفين إما الانصياع لأوامر الأوليغارشية، أو مواجهة أزمة مالية غير مسبوقة في حدتها.
وفي ختام التقرير ينوه الموقع إلى أنه: "بغض النظر عن الفائز في هذه المواجهة، سوف تظل أميركا في حالة مواجهة حادة بين فصيلين سياسيين لا يمكن التوفيق بينهما مستقبلًا على المدى الطويل".
واستطرد: "كلما طال أمد هذه الحرب الأهلية الداخلية، كلما عززت دول العالم، التي لا تريد الانصياع للإملاءات الأمريكية، مواقفها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب البيت الأبيض سوق السندات البيت الأبيض ترامب الحكومة الاميركية سوق السندات المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الاحتیاطی الفیدرالی وکالات الاستخبارات الدولة العمیقة
إقرأ أيضاً:
أول ضحيّة لترامب.. رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يمر بمأزق
نشر موقع " إنسايد أوفر" تقريرا سلّط فيه الضوء على الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وسط تهديدات من إدارة دونالد ترامب القادمة، وبذلك قد يصبح ترودو أول ضحية سياسية للعودة المحتملة لترامب، خاصة مع تراجع شعبيته في الاستطلاعات لصالح المحافظين.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حكومة رئيس الوزراء الكندي تمرّ بمرحلة صعبة للغاية في انتظار الانتخابات الفيدرالية المقررة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وفي الواقع، يحرز المحافظون بقيادة بيير بويليف تقدما هائلا بفارق 21 نقطة في استطلاعات الرأي 43 بالمئة، وهو ما يكفي لضمان أغلبية ساحقة بأكثر من 200 مقعد، أما الليبراليون بقيادة ترودو، فقد وصلوا إلى أدنى مستوى تاريخي لهم في نسبة التأييد 21 بالمئة، في حين يقترب الحزب الديمقراطي الجديد بشكل خطير من المركز الثاني.
لكن الحكومة الحالية قد لا تصمد حتى تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وترودو على وشك مواجهة "عاصفة عاتية" مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض واحتمال نشوب حرب تجارية قاسية تلوح في الأفق، مما يزيد من الضغوط على اقتصاد يعاني بالفعل من صعوبات كبيرة.
مصيبة أخرى لترودو: استقالة فريلاند
أوضح الموقع أن آخر المصائب التي واجهها جاستن ترودو جاءت يوم الإثنين 16 كانون الأول/ ديسمبر عندما تم نشر خطاب استقالة كريستيا فريلاند، نائب رئيس الوزراء ووزيرة المالية في الحكومة الكندية.
كانت فريلاند، وهي صحفية سابقة في فايننشال تايمز وكاتبة، قد انضمت إلى فريق جاستن ترودو في سنة 2013، ومنذ ذلك الحين كانت تُعتبر من الموالين له حتى حدوث الانقسام الأخير.
لكن ما علاقة ترامب بالأزمة الكندية؟ جاءت الاستقالة قبل ساعات قليلة من العرض المرتقب لأول خطة اقتصادية كندية للرد على اقتراب تنصيب إدارة ترامب، الذي هدّد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على جميع السلع والخدمات القادمة من كندا.
وتمثل سياسة "أمريكا أولا" التي يتبناها ترامب تهديداً وجودياً للاقتصاد الكندي، والخلافات حول كيفية مواجهة هذا التحدي دفعت فريلاند إلى مغادرة الحكومة.
وأكد الموقع أن كريستيا فريلاند قالت في رسالة إلى رئيس الوزراء: "في الأسابيع الأخيرة، وجدت نفسي في خلاف حول أفضل طريق يجب أن تسلكه كندا.
يواجه بلدنا البوم تحدياً خطيراً. تتبنى الإدارة الأمريكية القادمة سياسة قومية اقتصادية عدوانية تشمل تهديداً بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25 بالمئة يجب أن نأخذ هذا التهديد بجدية بالغة".
وأكدت فريلاند أن كندا يجب أن تحافظ على "احتياطياتها المالية سليمة اليوم" لتكون مستعدة لمواجهة "حرب تجارية وشيكة".
ترامب يوجه صفعة مهينة لرئيس الوزراء!
حتى قبل أن يضع قدمه في البيت الأبيض، قام الملياردير ترامب حرفياً بـ"التنمر" على ترودو، مما أدخل حكومته التقدمية، المهتزة وغير الشعبية، في حالة من الذعر. استغل ترامب التوترات القائمة بالفعل مع كندا قبل تولي منصبه مهدداً بفرض رسوم جمركية على السلع الكندية، مما أثار القلق في البلاد.
وقد استفز جاستن ترودو علناً واصفاً إياه بـ"حاكم الولاية الكبيرة كندا"، مما أثار نقاشات حول كيف يجب أن يرد رئيس الوزراء الكندي. وفي الساعات الماضية، علّق ترامب بسخرية على استقالة فريلاند.
وأشار الموقع إلى أن رحيل كريستيا فريلاند، وزيرة المالية السابقة التي كانت عنصرا رئيسيًا في إدارة العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، قد يمثل ضربة قاتلة لرئيس الوزراء الذي يبدو غير قادر على التعامل مع الأزمة السياسية الخطيرة.
وكانت فريلاند أساسية خلال إعادة عملية التفاوض الشاقة على اتفاقية نافتا مع ترامب، حيث نجحت في تأمين اتفاق يحمي المصالح التجارية الكندية. بالإضافة إلى ذلك، سيعيد الرئيس الجمهوري التركيز على الإنفاق الدفاعي الكندي الذي يتعرض للانتقاد المستمر لكونه أقل بكثير من هدف الناتو المتمثل في 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف الموقع أن ترودو الآن يواجه ضغوطاً متزايدة للاستقالة وسط استياء عام متزايد بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة والشعور المتزايد بعدم الكفاءة السياسية.
وكما هو الحال مع قادة غربيين آخرين في هذا الوقت من الاضطرابات الكبرى على الساحة الجيوسياسية الدولية – مثل إيمانويل ماكرون في فرنسا وأولاف شولتس في ألمانيا – يبدو أن ترودو قد وصل إلى نهاية الطريق.