سمو أمير البلاد يجري اتصالا هاتفيا بالرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
أجرى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اتصالا هاتفيا مساء اليوم بفخامة الرئيس دونالد ترامب الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة عبر سموه خلاله عن خالص تهانيه بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كما جرى خلاله تناول العلاقات الثنائية الوطيدة والمتميزة بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأمريكية والتأكيد على عمقها ومتانتها وعلى التطلع الدائم والمشترك لتعزيز أطر التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والأمنية والعسكرية والارتقاء به إلى آفاق أرحب خدمة لمصلحتهما وعلى استمرار التشاور بينهما في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين.
كما استعرضا القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية متمنيا سموه لفخامته موفور الصحة والعافية وللولايات المتحدة الأمريكية وشعبها الصديق كل التقدم والازدهار.
كما وجه سموه رعاه الله دعوة رسمية لفخامته لزيارة دولة الكويت.
وقد أعرب فخامة الرئيس دونالد ترامب الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة عن خالص شكره لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على ما أبداه سموه من طيب المشاعر مؤكدا فخامته على متانة العلاقات الراسخة بين البلدين الصديقين باعتبارهما أصدقاء وحلفاء أثبت التاريخ والأحداث صلابتها مشيدا فخامته بهذه العلاقات التاريخية والتطلع المشترك على تعزيزها والارتقاء بها والتأكيد على موقف الولايات المتحدة الأمريكية الثابت الداعم لأمن واستقرار دولة الكويت والوقوف دائما إلى جانبها.
راجيا فخامته لسموه موفور الصحة والسعادة ولدولة الكويت وشعبها دوام الرقي والازدهار وللعلاقات الراسخة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء.
وقد وجه فخامته الدعوة لسموه رعاه الله لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة في وقت يتم الاتفاق عليه.
المصدر كونا الوسومالولايات المتحدة سمو أمير البلادالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة سمو أمير البلاد المتحدة الأمریکیة أمیر البلاد
إقرأ أيضاً:
الهيمنة الأمريكية والمقاومة.. قراءة في خطاب الرئيس المشاط
هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.
لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا وفنزويلا وإيران، فإن الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة. العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع "جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية" للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة "التنمية المستقلة" التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحد الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة وفرض الحصار عليها لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأن اليمن "كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة"، وهو استدعاء يحمل بعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية. في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجل للأحداث، بل هو سجل لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم "المبتلين بمرض المسارعة"، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.