أهم ما جاء في معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا 2024
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
شهدت القاهرة في الأيام الماضية إقامة معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا الذي يعرف باسم "كايرو آي سي تي" في دورته الـ28 بمركز مصر للمعارض الدولية.
ويعد المعرض أحد أهم المعارض التقنية في المنطقة العربية والواجهة الرسمية لوزارة الاتصالات وجهاز تنظيم الاتصالات من أجل الإعلان عن الابتكارات والخطوات الجديدة لتعزيز الحياة الرقمية في مصر.
ضم المعرض هذا العام عددا كبيرا من المشاركين، سواء من الهيئات الحكومية والشركات الخاصة العاملة في قطاع التكنولوجيا مثل "هواوي" أو شركات الهواتف المحمولة مثل "فودافون" أو "إي آند مصر"، فضلا عن مجموعة من البنوك المحلية وهيئة البريد المصرية، وغيرها من الشركات.
وتمتع هذه الدورة من المعرض بخصوصية فريدة من نوعها كونها الفرصة المثالية للإعلان عن إتاحة مجموعة من الخدمات الرقمية المنتظرة بشدة من قبل عموم المصريين المهتمين بالتقنية، بدءا من إتاحة خدمات الجيل الخامس والشرائح الإلكترونية وحتى خدمات الدفع اللاتلامسي عبر الهواتف المحمولة وغيرها.
وفيما يلي أهم ما جاء في المعرض من مختلف المشاركين عبر جميع القطاعات:
تجارب خدمات الجيل الخامس عبر شركات المحمولةكان لتقنية الجيل الخامس حضور طاغ في المعرض كونها أحد أبرز الحلول المقدمة حديثا من قبل وزارة الاتصالات وجهاز تنظيم الاتصالات، وبينما شهدت الشهور الماضية الإعلان عن منح شركات المحمول تراخيص استخدام شبكات الجيل الخامس فضلا عن بدء بعض الاختبارات الأولية فإن الاختبارات تنتهي مطلع العام القادم، وفق تصريحات وزير الاتصالات عمرو طلعت لموقع "اليوم السابع" المصري.
وأوضح طلعت أن تجارب التشغيل قد بدأت بعد منح التراخيص اللازمة للشركات منذ أشهر عدة، وهي ما زالت جارية من قبل الشركات بالتعاون مع الوزارة، مع توقعه أن تطلق الخدمة خلال الربع الأول من عام 2025.
ورغم الحديث المكثف عن خدمات الجيل الخامس فإن "الشرائح الإلكترونية" (إي سيم) وخدمات المكالمات عبر "الواي فاي" غابا عن أغلب البيانات الرسمية، وعلى الأغلب فإن هذه الخدمات تنطلق بالتزامن مع إطلاق خدمات الجيل الخامس، أي في الربع الأول من عام 2025.
يشار إلى أن جلسة الجهاز المركزي لتنظيم الاتصالات شهدت موافقة الجهاز على رفع أسعار خدمات المحمول بنسبة 30% حتى تتكيف مع الأوضاع الاقتصادية والتكاليف الإضافية لتشغيل الخدمات بعد انخفاض قيمة الجنيه المصري مطلع هذا العالم.
تعد هيئة البريد المصري إحدى أهم وأقدم هيئات البريد في المنطقة العربية، فضلا عن تغطيتها كامل المساحة الجغرافية السكنية عبر جميع أرجاء مصر، وذلك عبر أكثر من 4600 مكتب بريد منتشرة في مختلف المحافظات والقرى التابعة لها.
كما توفر هيئة البريد المصري خدمة شحن المنتجات والبضائع محليا لتصبح المنافس الأكبر أمام جميع شركات الشحن المحلي، وقد استغلت هيئة البريد جناحها في المعرض للإعلان عن مجموعة من التغييرات الجديدة والخدمات الموجهة لراحة المستخدمين.
وفي مقدمة هذه التغييرات يأتي تحول أسطول البريد المصري من سيارات ودراجات إلى الطاقة المستدامة في مزيج بين الطرز التي تعتمد على الطاقة الكهربائية وأخرى تعتمد على الغاز الطبيعي، ويذكر أن البريد المصري يملك في جعبته أكثر من 1600 سيارة مع آلاف الدراجات التي تستخدم في الشحن الداخلي.
واستعرض الجناح أيضا مجموعة من الخدمات الجديدة التي تحاول تلبية النمو المتزايد في الخدمات الرقمية داخل مصر، وذلك مثل خدمات "وصّلها" التي تدعم التجارة الإلكترونية وتوفر خيارات شحنة مرنة ومبتكرة تلبي الاحتياجات، فضلا عن التوسع في دعم منصة "مصر الرقمية" التي توفر خدمات حكومية رقمية.
"هواوي" تعلن عن "باور إم".. حل مبتكر ضد انقطاع التيار الكهربائياستغلت "هواوي" أزمة انقطاع الكهرباء التي حدثت في الشهور الماضية للإعلان عن حلول مبتكرة لتزويد المنازل بالطاقة الكهربائية في حال انقطاع التيار الأساسي، وقد تمثل هذا الحل في منصة "باور إم" المبتكرة التي كشفت عنها الشركة.
وتعد هذه المنصة بطارية منزلية كبيرة الحجم تعمل بمنظومة هجينة تمزج بين الطاقة الشمسية والطاقة الكهربائية المعتادة من أجل تخزين الطاقة وإعادة إطلاقها في المنزل موفرة مصدر طاقة مستمرة طوال اليوم حتى في حال انقطاع التيار الكهربائي الأساسي.
وبحسب ما أعلنت عنه "هواوي" عبر جناحها، فإن المنصة الجديدة ستكون متاحة عبر مجموعة من الشركاء في مختلف أنحاء الجمهورية، وتحاول الشركة الترويج لهذه الحلول الجديدة للاستخدام مع مراكز البيانات والشركات بدلا من المنازل التي قد لا تحتاجها بالضرورة ذاتها.
مزايا أكثر في "إنستا باي"منذ أن ظهر تطبيق "إنستا باي" رسميا في عام 2022 أصبح جزءا لا يتجزأ من دورة المال في المجتمع المصري، وذلك لأنه يوفر حلولا مبتكرة وآمنة وسهلة الاستخدام لتحويل ونقل الأموال بين جميع الحسابات البنكية بكل سهولة ويسر دون أي عناء، لذا كان من المنطقي أن يتوقع البنك المركزي المصري -كونه المطور والمالك للتطبيق- تجاوز التعاملات عبر التطبيق حدود 2.6 تريليون جنيه بنهاية عام 2024.
وفي إطار دعم التحول المالي الرقمي أعلن البنك المركزي أن التطبيق سيدعم الآن استقبال الأموال من الخارج، وتحديدا من دول الخليج العربي، على أن يتم استلام الأموال داخل مصر بالجنيه المصري، ليقدم بذلك حلا مبتكرا يخدم أكثر من 14 مليون مصري في الخارج وفق بيانات وزارة الهجرة الأخيرة.
وبينما لم يكشف البنك المركزي عن آلية العمل هذه بشكل مباشر، إذ من غير المعروف إن كان التطبيق يرتبط بالبنوك في دول الخليج ليتم التحويل من خلاله، أم أنه سيتم عبر بوابة خاصة تدعم الدفع عبر البطاقات البنكية، وهو ما قد يظهر خلال الشهور القادمة كون الموعد المتوقع لطرح الخدمة خلال شهرين من الآن.
كما يحصل التطبيق على بوابة الدفع الخاصة به، ليتم استخدامه مباشرة في الدفع داخل المتاجر الإلكترونية وعبر نقاط البيع من خلال "كيو آر كود" للدفع السريع، وهو ما يعزز مزايا واستخدامات التطبيق.
ضمن الخدمات المتوقع طرحها في العام المقبل داخل مصر تأتي خدمة الدفع اللاتلامسي عبر الهواتف الذكية باستخدام منصة ترميز البطاقات البنكية، وهي المنصة التي تتيح استخدام خدمات "آبل باي" و"غوغل باي" وغيرها من خدمات الدفع عبر الهواتف الذكية.
وجاء الإعلان الأول عن هذه المنصة في عام 2023 عندما أصدر مجلس إدارة البنك المركزي المصري القواعد المنظمة لاستخدام هذه الخدمة وتعليمات تفعيلها للبنوك، وبدأت بعد ذلك التجارب المباشرة عليها.
وخلال المؤتمر أجرى أيمن حسين وكيل أول محافظ البنك المركزي المصري تجربة مباشرة لاستخدام الخدمة بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، في إشارة إلى استعداد البنك المركزي لتفعيل الخدمة بالتعاون مع البنوك المصرية.
ومن المتوقع أن يتم طرح هذه الخدمة خلال عام 2025 دون وجود موعد محدد، ولكن على الأغلب ستكون في الربع الثاني من العام القادم.
يذكر أن هذه الخدمة تقدم دفعة للأمام في مسيرة التحول الرقمي المالي الذي شهدته مصر في السنوات الماضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات معرض القاهرة الدولی للتکنولوجیا خدمات الجیل الخامس الطاقة الکهربائیة البرید المصری البنک المرکزی عبر الهواتف فی المعرض مجموعة من فضلا عن من قبل
إقرأ أيضاً:
هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
أحدث "شات جي بي تي" ضجة كبيرة في العالم عقب إطلاقه ودخل مجال الذكاء الاصطناعي دون منافس يُذكر، ولكن شركة "ديب سيك" الصينية أشعلت المضمار من خلال تقديم نماذج عالية الكفاءة بتكلفة بسيطة، ولكن يبدو أن الهند تخلفت عن الركب فيما يخص إنشاء نموذج لغوي خاص بها يُستخدم لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية.
وتدعي الحكومة الهندية أن نموذج ذكاء اصطناعي مشابه لـ"ديب سيك" ليس بعيد المنال، فهي تزود الشركات الناشئة والجامعات والباحثين بآلاف الشرائح عالية الأداء اللازمة لتطويره في أقل من 10 أشهر، بحسب تقرير من "بي بي سي".
ويُذكر أن عددا من قادة الذكاء الاصطناعي العالميين تحدثوا مؤخرا عن قدرات الهند، إذا قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" هذا الشهر "ينبغي أن تلعب الهند دورا رائدا في ثورة الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت ثاني أكبر سوق لشركة (أوبن إيه آي) من حيث المستخدمين".
وشركات أخرى مثل مايكروسوفت وضعت أموالا طائلة على الطاولة، حيث خصصت 3 مليارات دولار للبنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، ومن جهته أشاد جنسن هوانغ من "إنفيديا" بالموهبة التقنية غير المسبوقة في الهند معتبرا إياها عاملا أساسيا في إطلاق إمكاناتها المستقبلية بمجال الذكاء الاصطناعي.
إعلانومع وجود 200 شركة ناشئة في الهند تعمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يُشير إلى وجود اهتمام متزايد من رواد التكنولوجيا بهذا المجال، فإنها تخاطر بالتأخر عن الركب في حالة عدم وجود إصلاحات هيكلية أساسية في التعليم والبحث والسياسة الحكومية.
موقف الهند بين عمالقة الذكاء الاصطناعيويقول محلل التكنولوجيا براسانتو روي "تتميز الصين والولايات المتحدة بتقدم من 4 إلى 5 سنوات عن البلدان الأخرى، وذلك بعد أن استثمرتا بشكل كبير في البحث والأوساط الأكاديمية وطورتا الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية وتطبيقات إنفاذ القانون، والآن نماذج اللغة الكبيرة" حسب "بي بي سي.
وأضاف "رغم أن الهند تحتل المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي بجامعة ستانفورد (مؤشر يقيس عوامل مثل براءات الاختراع والتمويل والسياسات والبحث) فإنها لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة والصين في العديد من المجالات الرئيسية.
وبين عامي 2010 و2022 حصلت الصين على 60% من إجمالي براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بينما حصلت الولايات المتحدة على 20%، وفي المقابل حصلت الهند على أقل من النصف.
وعام 2023، تلقت الشركات الهندية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جزءا ضئيلا من الاستثمارات الخاصة التي حصلت عليها الشركات الأميركية والصينية.
وقد خصصت الهند مليار دولار لمبادرتها الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمبالغ الضخمة التي خصصتها الصين والولايات المتحدة، إذ خصصت الأخيرة 500 مليار دولار لمشروع "ستارغيت" (Stargate) لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي، بينما خصصت الصين 137 مليار دولار لمبادرتها الهادفة إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
نجاح شركة "ديب سيك" في بناء نماذج ذكاء اصطناعي باستخدام شرائح أقل تقدما وأقل تكلفة يُعد أمرا مشجعا للهند، حيث يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا بتكلفة أقل، ولكن نقص التمويل من القطاع الصناعي أو الحكومي يُشكل عقبة كبيرة، وفقا لرأي جاسبريت بيندرا مؤسس شركة استشارية تُعنى ببناء مهارات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.
إعلانوأضاف بيندرا "رغم ما سمعناه عن تطوير (ديب سيك) لنموذج بقيمة 5.6 ملايين دولار، فإن هناك دلائل تشير إلى تمويل أكبر بكثير وراء هذا المشروع".
ويخلف تنوع اللغات في الهند تحديا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن نقص مجموعات البيانات عالية الجودة والمطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باللغات الإقليمية مثل الهندية والماراثية أو التاميلية يعتبر مشكلة رئيسية في الهند.
ورغم جميع مشكلات الهند فإنها تتمتع بمواهب تفوق حجمها بكثير، حيث يأتي 15% من عمال الذكاء الاصطناعي في العالم من هذه البلاد، ولكن المشكلة الكبيرة التي أظهرتها أبحاث هجرة مواهب الذكاء الاصطناعي جامعة ستانفورد، أن أغلبهم كانوا يختارون مغادرة البلاد، ويقول بيندرا معلقا "يرجع ذلك جزئيا إلى أن الابتكارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي تأتي عادة من البحث والتطوير العميق في جامعات ومختبرات الأبحاث في الشركات الأجنبية".
ومن جهة أخرى، تفتقر الهند إلى بيئة بحثية داعمة لتشجيع وتطوير الابتكارات التكنولوجية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، سواء في الجامعات أو في شركات القطاع الخاص.
وكان من المفترض أن تدخل الهند في مشروع يعتمد على الخبرات الخارجية في بنغالورو بقيمة 200 مليار دولار والذي يضم ملايين المبرمجين، ولكنه لم يحقق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن هذه الشركات ركزت بشكل أساسي على تقديم خدمات تكنولوجية رخيصة بدلا من الاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية الأساسية.
ويقول المحلل روي "لقد تركوا فجوة كبيرة للشركات الناشئة لتملأها" وأضاف "لا أعتقد أن الهند ستكون قادرة على إنتاج أي شيء مثل (ديب سيك) على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة" وهي وجهة نظر يشترك فيها كثيرون.
ومن جهته، كتب بهفيش أجراوال مؤسس شركة "كروتريم" (Krutrim) وهي واحدة من أقدم شركات الذكاء الاصطناعي بالهند على منصة إكس "يمكن للهند أن تستمر في بناء وتعديل التطبيقات المبنية على منصات مفتوحة المصدر مثل (ديب سيك) كخطوة أولى في مجال الذكاء الاصطناعي".
إعلانوعلى المدى الطويل، سيكون من الضروري تطوير نموذج أساسي للحصول على استقلال إستراتيجي في هذا القطاع، وتقليل اعتمادات الاستيراد وتهديدات العقوبات، كما يقول الخبراء.
وستحتاج الهند إلى زيادة في قدرتها الحاسوبية وتطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير مثل هذه النماذج، مثل تصنيع أشباه الموصلات وهو أمر لم ينطلق بعد، ومن المفترض أن يحدث كل هذا وأكثر لكي تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة والصين بشكل ملموس.