أيهما أفضل نفسيا وماليا.. الدفع نقدا أم باستخدام البطاقات؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
خلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة سري البريطانية إلى أن التعامل بالنقد لا يؤثر على مقدار الإنفاق فحسب، بل يعزز أيضًا شعورًا عميقًا بالملكية النفسية، وهو شعور يصعب على المدفوعات الرقمية محاكاته.
ولفت البحث الذي نشرته مجلة "كواليتيتف ماركيت ريسيرتش" إلى أن استخدام النقد يُبقي المستهلكين أكثر وعيًا بأموالهم، مما يحد من عمليات الشراء المتهورة وغير الضرورية، في حين أن الاعتماد على الخيارات الرقمية يجعل المال يبدو "غير مرئي".
A recent study reveals how the physicality of cash influences our spending behaviour. Unlike digital payments, cash creates a sense of psychological ownership that can lead to more mindful spending.
Findings show that cash is not just "money" but a tactile experience that… pic.twitter.com/OLhuOTgaGF
— University of Surrey (@UniOfSurrey) November 14, 2024
النقد والوعي الماليوأوضحت الدراسة أن التعامل مع النقود المادية (الكاش) -بما في ذلك لمسها وعدّها- يعزز ارتباطًا عاطفيًّا ووعيًّا أكبر بقيمة المال، وهو ما قد يؤدي إلى سلوكيات إنفاق أكثر حكمة. في المقابل، يبدو المال باستخدام المدفوعات الرقمية مجرد أرقام على الشاشة، مما يسهم في الإنفاق غير المدروس.
الأستاذ المشارك في التسويق وإدارة الأعمال الدولية والمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جاشيم خان، قال إن "الطبيعة الحسية للنقود -رائحتها وملمسها وعملية عدها- تخلق ارتباطًا عاطفيًّا تفتقر إليه المدفوعات الرقمية. فعندما نتعامل مع النقود، فإننا لا ننفق المال فحسب؛ بل نفترق عن جزء من أنفسنا".
وأضاف أن البحث أظهر "أن النقود ليست مجرد مال، بل هي وسيلة للبقاء على اتصال بما ننفقه. إن حمل النقود في أيدينا يذكرنا بقيمتها، وهو أمر يمكن أن تجعله المدفوعات الرقمية سهل النسيان. ومع استخدامنا لمزيد من الخيارات غير النقدية، فمن الجدير أن نتذكر الدروس التي تعلمناها من النقود حول الإنفاق بحكمة".
وختم "نحن لا نقول إن النقود عفا عليها الزمن. في الواقع، نحن نعيد التفكير في كيفية نظرتنا إلى الأموال وإدارتها مع تغير الأشياء. إن الانتقال إلى مجتمع بلا نقود يعني أننا بحاجة إلى فهم كيف تؤثر خيارات الدفع المختلفة علينا، ليس فقط من الناحية المالية ولكن أيضًا من الناحية العاطفية. إن معرفة هذا يمكن أن يساعدنا في اتخاذ قرارات مالية أفضل في عالم غالبًا ما يبدو فيه المال غير مرئي".
تجربة ثنائية الثقافاتأُجريت الدراسة في سياقين ثقافيين مختلفين؛ نيوزيلندا في عام 2013، والصين في عام 2023، باستخدام مجموعات تركيز واستبيانات مفتوحة.
وشملت النتائج ما يلي:
الصين: تتم 50% من المعاملات عبر التطبيقات الرقمية، ما جعل المشاركين يشعرون بانخفاض ملكيتهم لأموالهم. ووصف أحد المشاركين المال الرقمي بأنه "لا يشبه إنفاق أموالك الخاصة". نيوزيلندا: أظهرت النتائج أن التعامل بالنقد يعزز الشعور بالخسارة عند التخلي عنه، مع استجابات عاطفية تشمل الحزن والذنب. الملكية والإنفاقتشير الدراسة التي أجرتها جامعة "سري" إلى أن النقد ليس مجرد وسيلة دفع فحسب، بل مخزن للقيمة ينقل إحساسًا بالملكية النفسية. وأوضحت النتائج أن التفاعل الحسي مع النقود يزيد من وعي المستهلكين بالإنفاق، ويقلل من احتمالية الإنفاق العفوي أو غير الضروري.
من جهة أخرى، وجدت الدراسة أن التطبيقات الرقمية تعزز شعورًا بالراحة والثقة، لكنها تقلل من الشعور بالمسؤولية عن الأموال المخصصة للإنفاق. ويتجلى هذا الشعور في السعادة عند استخدام التطبيقات، مقابل الحزن الذي يصاحب إنفاق الأموال النقدية.
تقدم هذه الدراسة دعمًا تجريبيًّا لتفسير سبب تنظيم الملكية النفسية للنقد للإنفاق ولماذا تعمل العمليات النفسية التي تكمن وراء "ملكية" الأموال على مقاطعة الإنفاق بالنقود.
مستقبل الدفعوبينما يتحول العالم نحو مجتمع غير نقدي، دعت الدراسة إلى فهم أعمق لكيفية تأثير خيارات الدفع على سلوكنا المالي والعاطفي.
يؤكد الدكتور خان، "علينا أن نتعلم من الدروس التي علمتنا إياها النقود المادية، ونفكر في كيفية تطبيق هذه المفاهيم في عصر التحول الرقمي".
نتائج الدراسة البريطانية تظهر أن النقد له تأثير نفسي عميق على الوعي بالإنفاق، ما يجعله أداة فعالة للحد من الإسراف وتعزيز المسؤولية المالية. وفي الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو حلول الدفع الرقمية، تبقى الحاجة إلى إدراك هذا البُعد النفسي محورية لضمان اتخاذ قرارات مالية مستدامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المدفوعات الرقمیة
إقرأ أيضاً:
إنجازات قومي المرأة بالمنيا.. 13 ألف سيدة بالمنيا تستفيد من مشروع البطاقات الشخصية
التقى اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، الدكتورة نجاح التلاوي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة، بحضور الدكتورة رشا المهدي، عضو مجلس الشيوخ، وذلك لبحث سبل التعاون المشترك وتعزيز الجهود التنموية لخدمة المرأة في المحافظة.
وأشاد المحافظ بالدور الذي يقوم به المجلس القومي للمرأة في دعم قضايا المرأة وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا، مؤكدًا أن الجهود التي يبذلها المجلس تسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى المحافظة، مؤكداً على دعمه الكامل لمبادرات المجلس، من خلال العمل المشترك لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره.
من جانبها، أوضحت الدكتورة رشا المهدي أن التعاون بين كافة الجهات التنفيذية والمجتمع المدني يعزز من نجاح المبادرات الوطنية، مشيرة إلى أهمية دعم المرأة في مختلف المجالات لضمان مشاركتها الفاعلة في بناء المجتمع.
واستعرضت الدكتورة نجاح التلاوي - خلال اللقاء - أبرز جهود المجلس القومي للمرأة بمحافظة المنيا خلال عام 2024 والتي شملت المشروع القومي لبطاقة الرقم القومي للسيدات، حيث استفادت منه 13، 092 سيدة مجانًا، إلى جانب ندوات وتدريبات الإرشاد الأسري والتنشئة المتوازنة التي استهدفت 13، 405 سيدات ورجال في قرى حياة كريمة، كما نظّم المجلس تدريبات برنامج ريادة الأعمال بواقع 284 تدريبًا استفادت منه 7، 100 متدربة، بالإضافة إلى تدريبات التثقيف المالي التي شملت 38 تدريبًا واستفادت منه 950 متدربة.
وفي إطار برامج الشمول المالي، تم تنفيذ برنامج “تحويشة” الذي استهدف 35، 000 سيدة مستفيدة، كما تم تنفيذ مشروع تنمية الأسرة المصرية الذي شمل تدريبات متنوعة على الحرف اليدوية مثل الحلي والخرز والنحاس والتطريز والخياطة، إلى جانب تدريبات إنتاج الأعلاف وتربية المواشي، واستفاد من المشروع حوالي 600 مستفيد ومستفيدة، أما جلسات الدوار المعنية بقضية الزيادة السكانية والصحة الإنجابية الآمنة فقد استفاد منها 111، 000 مستفيد ومستفيدة.
وفي مجال التوعية بخطورة ختان الإناث، أطلق المجلس مبادرات طرق الأبواب التي استفاد منها 45، 000 مستفيد ومستفيدة، بالإضافة إلى مشروع مطبخ المصرية الذي استفادت منه 15، 000 سيدة بالمحافظة. كما نظّم المجلس ملتقى التوظيف بالشراكة مع مديرية العمل والمستثمرين، حيث أتاح 4، 000 فرصة عمل.