هل تساءلت يومًا عن أسرار جمال الملكات في مصر القديمة؟ كيف تمكنت النساء من الحفاظ على إطلالة ساحرة رغم قسوة المناخ وقتها؟ الحقيقة أن المكياج لم يكن مجرد زينة، بل كان رمزًا للجمال والحماية، وحتى القوة الروحية، فمن الكحل الذي يحمي العيون من الأرواح الشريرة، والزيوت العطرية التي تروي البشرة، ابتكرت المصريات القدماء مستحضرات تجميل أسّست لفن وصناعة التجميل التي نعرفها اليوم.

. إليك 6 مكونات سحرية استخدمها الفراعنة، ولا يزال صداها يتردد في عالم التجميل الحديث.

6 مكونات أساسية استخدمت في المكياج عند الفراعنة

يعتبر «عالم التجميل» الذي صنعته النساء في مصر الفرعونية، هو الذي وضع الأسس الأولية لفن المكياج الذي نراه اليوم في العالم أجمع، وفقًا لحديث عماد مهدي، الخبير الأثري لـ«الوطن»، منوهًا بـ7 مكونات أساسية استخدمت في المكياج، ونُقلت من الفراعنة إلى العصر الحديث، فالمصريات هن أول من استخدمن أحمر الشفاة والكحل والزيوت الطبيعية منذ آلاف السنين، ومنها:- 

1- الكحل:

- كان الكحل يصنع من مسحوق معدن الجالينا، وكانت تستخدمه المصريات لتحديد العيون بشكل بارز، وهو ما اشتهرت به الرسومات المصرية القديمة، وكان يعتقد أن الكحل يحمي العينين من الشمس والأرواح الشريرة.

2- الأصباغ الخضراء والحمراء:

- كان الأصباغ الخضراء تصنع من مستخلص معدن الجالينا، ويستخدم لتلوين الجفون والحواجب، ليمنح مظهرًا جماليًا مميزًا، والأصباغ الحمراء تُستخلص من الحناء، وتستخدم لتلوين الشفاه والخدود لإضفاء مظهر مشرق.

3- الزيوت والعطور:

- كانت تستخرج من زيوت نباتية مثل زيت الخروع وزيت الزيتون وزيت الجوز، وكانت تضاف إليها مستخلصات من الزهور، واستخدمت كمرطبات للجلد وعطور لحماية البشرة من الجفاف.

4- بودرة التجميل:

- كانت بودرة التجميل تستخدم في تبييض الوجه وإضافة مظهر ناعم للبشرة.

5- الحناء:

- كانت تستخلص من نبات الحناء وتستخدم لتلوين الشعر والأظافر، كما كانت تستخدم في الزخارف التجميلية على اليدين والقدمين.

6- الشمع الطبيعي

- شمع النحل كان يستخدم قديمًا بشكل أساسي لتركيب مستحضرات التجميل ومرطب للبشرة.

التجميل عند نساء الفراعنة

وكان من دور المكياج في عصر الفراعنة، أنه لم يكن المكياج مجرد زينة، بل ارتبط بالمعتقدات الروحية والصحية، فالكحل كان يعتقد أنه يحمي من أمراض العين، في وكانت الأصباغ الطبيعية والزيوت كانت تستخدم للاهتمام بالبشرة وحمايتها من تأثيرات المناخ الصحراوي، وحتى الآن تعتبر بعض المكونات، مثل الكحل والحناء والزيوت الطبيعية، تستخدم في مستحضرات التجميل الحديثة ولكن بأساليب أكثر تطورًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المكياج الفراعنة

إقرأ أيضاً:

هل تحكم العالم اليوم أسوأ نخبة سياسية في تاريخه الحديث؟

في البدء، لا بد من الإقرار بأن التاريخ ليس خطًّا مستقيمًا، بل هو موجات متكسرة، تتلاطم فيها القوى، وتتصارع فيها الأوهام والحقائق. لقد ظن العالم، بعد سقوط جدار برلين عام 1989، أن عجلة التاريخ قد توقفت، وأن “نهاية التاريخ” التي بشّر بها فوكوياما قد حلت، حيث لم يعد هناك صراع، بل سيادة مطلقة لقيم الليبرالية الغربية. لكن السنوات التي تلت كانت كفيلة بفضح هذا الوهم. لم يكن التاريخ قد انتهى، بل كان يعيد تشكيل نفسه، متحركًا في دوائر عبثية حيث تُعيد الأنظمة المستبدة إنتاج ذاتها بأشكال جديدة، وحيث يتقدم العالم إلى الخلف، كراقص سكير يتعثر بين نشوة القوة وفوضى الانحطاط.

في الولايات المتحدة، تتجسد هذه الحركة النكوصية في عودة ترامب، ليس كشخص بل كحالة، كفكرة جذرها الخوف وساقها العنف. لم يكن ترامب سوى انعكاس لحقيقة أكثر عمقًا: أن الديمقراطية الليبرالية، التي يفترض أنها بلغت قمتها، قد بدأت في التآكل من الداخل، ولم تعد سوى غطاء شفاف يحجب تحت سطحه تصدعًا أخلاقيًا وسياسيًا. إن الشخصيات التي تحيط به الآن—من ستيف بانون الذي يحلم بثورة يمينية شاملة إلى جي دي فانس الذي يرى في السلطة المطلقة حلًّا لكل شيء—تكشف عن نزعة فاشية تتبلور ببطء، وتعيد إلى الذاكرة مشاهد صعود الطغاة في ثلاثينيات القرن الماضي.

لكن التآكل الأمريكي ليس مجرد صراع أيديولوجي، بل هو انعكاس لفشل اقتصادي عميق. فقد صنعت الرأسمالية المتوحشة طبقة صغيرة تملك كل شيء، فيما تآكلت الطبقة الوسطى، ما خلق حنقًا شعبيًا غذى الشعبوية اليمينية.
إن هشاشة البنية الاجتماعية ليست سوى ممر مفتوح للديكتاتوريات القادمة.

ولكن، هل يمكن فصل هذه التحولات عن صعود الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط وأفريقيا؟ هل يمكن فصل صورة الطاغية العربي، المتكئ على بندقية القمع، عن صورة السياسي الغربي، الذي يتحدث عن الديمقراطية فيما يوقّع صفقات الأسلحة مع أمراء الحرب؟ من القاهرة إلى موسكو، ومن الرياض إلى الخرطوم، تتشابك المصالح في نسيج من الدمار، حيث يصبح المواطن البسيط مجرد رقم في معادلة القوة، وحيث تُعاد كتابة الخرائط بدماء الشعوب.

في السودان، مثلًا، لم يكن النزاع بين الجيش والدعم السريع مجرد صراع داخلي، بل كان امتدادًا لسياسات دولية ترى في البلاد مجرد رقعة شطرنج، تُحرَّك فيها القطع كيفما تشاء مراكز القوى. وفي سوريا، حيث تحولت البلاد إلى مسرح مفتوح للقوى المتنافسة، من الولايات المتحدة وروسيا إلى إيران وتركيا، باتت سيادة الدولة فكرة هشة، بينما تقتسم الفصائل المسلحة، المدعومة من الخارج، أراضيها كغنائم حرب. أما في اليمن، فقد أصبح البلد ساحةً لحرب لا تنتهي، مدفوعة بأطماع إقليمية وخارجية، حيث تُستخدم المأساة الإنسانية كأداة ضغط سياسي، وحيث الموت اليومي لا يُعد خبراً يستحق الذكر.

وفي الخليج، تبدو الصورة أكثر فجاجة. أنظمة ملكية مترفة تحكم بالحديد والنار، تدفع الأموال بسخاء للإمبريالية كي تضمن بقاءها على العرش، وتنفذ الأجندات الغربية بوعي الطامع في الخلود السياسي.
السعودية، التي تحلم بأن تكون قوة عالمية، تمارس أعتى أشكال القمع الداخلي، فيما تشتري شرعيتها الدولية من خلال عقود السلاح والصفقات الاقتصادية الضخمة.

لكنها ليست فقط دولة بوليسية، بل هي نموذج لرأسمالية ريعية تُبقي شعبها في حالة خضوع من خلال توزيع الريع النفطي، بينما تبني ناطحات سحاب تعكس وهم الحداثة. الإمارات، التي تقدم نفسها كواحة للاستثمار والانفتاح، لا تتردد في سحق أي صوت معارض، وتدير عمليات تدخل خفية في دول أخرى لإعادة تشكيل المشهد السياسي بما يتناسب مع مصالحها.

نموذجها الاقتصادي، الذي يقوم على العمالة المهاجرة الرخيصة وقوانين الاستثمار التي تخدم النخبة العالمية، ليس سوى واجهة لاستبداد مموه بحداثة زائفة. أما قطر، التي تتباهى بإعلامها الحر، فلا تزال تحكم بقبضة العائلة الواحدة، حيث الديمقراطية مجرد زينة لا تتجاوز حدود الاستعراض. هذه الدول، التي تتاجر بواجهات الحداثة، تحافظ على جوهرها السلطوي، حيث يصبح الولاء للعرش أهم من الولاء للوطن، ويصبح الشعب مجرد تفصيل ثانوي في معادلة الحكم.

في بغداد، المدينة التي كانت يومًا قلب العالم النابض بالمعرفة، ومركزًا للفكر والفلسفة، لم يبقَ سوى أطلال تحكي حكاية مدينة خُذلت مرارًا. هناك، حيث كانت الحلقات الفلسفية تُعقد تحت ظلال النخيل، وحيث كان الورّاقون ينسخون كتب أرسطو وأفلاطون، لم يتبقَّ سوى أنقاض تحرسها الميليشيات، وشوارع تنتظر قدوم الضوء من نفق لا يبدو أن له نهاية.

في بغداد، كما في دمشق، كما في بيروت، تبدو المدينة وكأنها تجاهد لتبقى على قيد الحياة، تحاول أن تتذكر أيامها الخوالي، لكنها لا تجد في حاضرها سوى الخراب.

لقد أدرك غرامشي، حين كتب من سجنه، أن “الأزمة تكمن في أن القديم يحتضر، بينما الجديد لم يولد بعد”، وهذه هي المعضلة التي يعيشها العالم اليوم: أنظمة فاسدة لكنها متجذرة، وحركات مقاومة لم تجد بعد لغتها الخاصة. المثقف، في ظل هذا كله، يبدو كمن يقف على حافة هاوية، متسائلًا عن جدوى كلماته في عالم يحكمه الصخب والسلاح.

ما مصير المثقف في زمن الهيمنة المطلقة؟ هل يُعقل أن يكون قدره الصمت، أو أن يتحول إلى أداة في يد السلطة، كما فعل كثيرون ممن ارتدوا عباءة الثورة ثم باعوا أنفسهم في مزاد المصالح؟

إن مصير المثقف في هذا الزمن يشبه إلى حد بعيد مصير بطل كونديرا في “كائن لا تحتمل خفته”، الذي يجد نفسه ممزقًا بين ثقل الالتزام وخفة التجاهل. هل يكون شاتوف، ذلك المثقف الروسي الذي قتله أصدقاؤه الثوريون في “الشياطين” لدوستويفسكي، أم يكون ساراماغو الذي كتب عن العمى في عالم يرى لكنه لا يبصر؟ المثقف الذي يرفض الانخراط في اللعبة السياسية يجد نفسه منفيًّا داخل وطنه، مسجونًا في لغة لم تعد قادرة على وصف الخراب، لكنه، رغم ذلك، يظل الشاهد الأخير، ذاك الذي يسجل الهزائم حتى حين يكون عاجزًا عن منعها.

أما المواطن البسيط، فهو الضحية الحقيقية لهذا النظام العالمي المختل. في السودان، في العراق، في اليمن، في فلسطين، في كل مكان حيث الحروب تدار كاستثمارات، يتحول الإنسان إلى مجرد وقود في آلة السلطة. المواطن، الذي كان يحلم بحياة كريمة، يجد نفسه مطاردًا بالجوع والخوف، مرغمًا على قبول واقعه كأنه قدر مكتوب.

إن الحروب الحديثة، التي يديرها أمراء الحرب بشراكة مع القوى العظمى، لم تعد تحتاج إلى مبررات أيديولوجية كما كان الحال في القرن العشرين، بل صارت تدار بوقاحة لا تخفى: حرب من أجل الغاز، حرب من أجل النفط، حرب من أجل النفوذ، بينما الشعوب تدفع الثمن وحدها.

في نهاية المطاف، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل نحن في زمن تولي الأشرار زمام الأمور، أم أن العالم لطالما كان يحكمه الطغاة، لكننا فقط صرنا أكثر وعيًا بهذه الحقيقة؟ هل يمكن أن يولد من هذا الدمار شكل جديد من المقاومة، أم أننا محكومون بالعيش في هذا الدوران العبثي؟ هل سيسجل التاريخ هؤلاء الطغاة كمنتصرين، أم أن هناك، في مكان ما، في زقاق ضيق، أو في قلب مدينة تشتعل، ثائرًا يحمل في عينيه وعدًا لم يتحقق بعد؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • ابتكار صيني مرعب: أقوى كاميرا تجسس في العالم!
  • تحذير للنساء من 5 مخاطر لـ”المكياج”
  • تحذير للنساء.. 5 مخاطر لـ"المكياج" قد تؤدي إلى العمى
  • نصائح لتحضير كعك العيد في البيت.. وصفات مبتكرة 2025
  • عمليات شد الوجه بين الشباب تتزايد.. ما رأي خبراء التجميل؟
  • "فيلوكاليا" تحتفل بعيد البشارة والذكرى الرابعة عشرة لتنصيب البطريرك الكاردينال
  • العنصرية عند العرب
  • هل تحكم العالم اليوم أسوأ نخبة سياسية في تاريخه الحديث؟
  • الحالة السردية للوردة المسحورة ألف ليلة وليلة من البستنة والإبداعية
  • الوشق المصري.. حارس مقابر القدماء من قوى الشر