الحرف اليدوية في زمن الآلات.. بين الحفاظ على التراث واندثار الهوية التقليدية| هل سرقت الآلة وهج التراث؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
تعتبر الحرف اليدوية جزءًا أساسيًا من الهوية المصرية فمنذ العصور الفرعونية، تطور العديد من الحرف اليدوية مثل النسيج، وصناعة الفخار، والنحت على الخشب، وصناعة الزجاج، والمشغولات الفضية، هذه الحرف لا تقتصر على كونها مجرد منتجات، بل كانت تعكس مهارات فنية وثقافية تنقلها الأجيال، ما جعلها تشكل جزءًا من التراث الشعبي.
إلا أن العديد من هذه الحرف بدأت تتعرض للاندثار في السنوات الأخيرة بسبب التطور التكنولوجي والاقتصادي.
حرف يدوية اندثرتصناعة النسيج اليدوي: كانت مصر مشهورة بصناعة النسيج اليدوي، خاصة في محافظات مثل المنيا وبني سويف، حيث كانت تصنع الأقمشة اليدوية باستخدام الأنوال اليدوية، ومع تقدم الصناعة وإدخال الآلات الحديثة، بدأ هذا المجال يشهد تراجعًا كبيرًا، وعجزت الورش الصغيرة عن المنافسة مع الآلات الحديثة التي تنتج بسرعة وجودة أعلى، فاختفت الكثير من هذه الورش. صناعة الفخار التقليدي: الفخار المصري كان يُصنع يدويًا بطرق تقليدية منذ العصور الفرعونية، ولكن مع زيادة الطلب على المنتجات المصنوعة في المصانع الكبرى، تراجعت ورش الفخار اليدوي، ومع تقدم صناعة البلاستيك والأدوات الحديثة، اختفت العديد من تلك الورش التي كانت تعتمد على الحرف اليدوية.النجارة التقليدية: كانت النجارة المصرية جزءًا من التراث الشعبي، حيث كان الحرفيون يعتمدون على الأدوات اليدوية لصناعة الأثاث والديكورات الخشبية، لكن مع دخول الأثاث الجاهز من الأسواق الصينية والتكنولوجيا الحديثة في صناعة الأثاث، انخفض الطلب على النجارة التقليدية، واختفت العديد من الورش الصغيرة.الحديد المشغول يدويا: كانت صناعة الحديد المشغول يدويًا في مصر لها تاريخ طويل، حيث كان الحرفيون يبتكرون تصاميم رائعة للزخارف الحديدية، لكن دخول الحديد الجاهز واستبدال الألواح المعدنية الجاهزة، وتطور صناعة البناء، أدى إلى اختفاء هذه المهنة تدريجيًا.هل التوك توك يُهدد توطين الصناعة؟وتعتبر الحرف اليدوية من أبرز ألوان الثقافة والتراث المصري، حيث لعبت دورًا هامًا في الاقتصاد المصري وحياة الناس منذ العصور القديمة، ومع مرور الزمن، ومع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، بدأت هذه الحرف تواجه، تهديدات خطيرة نتيجة التطور التكنولوجي، وأهمها توجه الصنايعيه للعمل على "التوك توك"، الذي أصبح يمثل تحديًا كبيرًا لبعض المهن التقليدية.
منذ ظهور "التوك توك" في الشوارع المصرية في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، أصبحت هذه الوسيلة من النقل شائعة جدًا في المدن والأحياء الشعبية، وقد ساهمت بشكل غير مباشر في تدهور بعض المهن التقليدية، حيث ظهرت مهن جديدة وأخرى توقفت تمامًا.
في هذا الصدد، تحدث أحمد علي، صاحب ورشة تصنيع زجاج بالمعز، عن انجراف بعض الصنايعيه نحول العمل على “التوك توك” الذي أصبح التوك توك الخيار الأول للكثير من المواطنين بسبب الأسعار الأرخص وسهولة التنقل في الأزقة الضيقة، هذا التحول أثر سلبًا على الصنايعيه، ودفعت بعضهم إلى البحث عن مهن أخرى.
وأضاف في حواره مع “صدى البل” أن "التوك توك" ساهم في تغير نمط الحياة في مصر، وقد أدى إلى ظهور بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية مثل تراجع العديد من الصناعات اليدوية التقليدية التي كانت تعتمد على العمل الجماعي، موضحا أن العديد من الحرفيين والعمال في المهن التقليدية لا يستطيعون مواكبة التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية التي فرضها التطور الحالي.
ولا شك أن التوك توك أصبح جزءًا من الواقع المصري المعاصر، ولكن لا يمكن إغفال دوره في تراجع بعض الحرف اليدوية والمهن التقليدية، والحفاظ على هذه الحرف يتطلب استراتيجيات لتطوير هذه الصناعات من خلال الاستثمار في التدريب والتعليم ونشر الوعي بتراث الحرف اليدوية، وبتطبيق هذه الحلول بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي في ظل تحديات العصر الحديث.
أبرز الحرف والمهن التي تطورتشهدت مصر على مدار العقود الماضية تطورًا كبيرًا في العديد من الحرف والمهن التقليدية نتيجة التقدم التكنولوجي، وتغير احتياجات السوق، وتزايد الطلب على الإنتاجية العالية، ومع هذا التطور تغيرت أشكال العمل، وتبدلت الأدوات، بل وحتى الغايات، ما أثر بشكل عميق على طبيعة هذه المهن ومستقبلها.
في هذا التقرير نستعرض أبرز المهن والحرف التي تطورت مع الزمن، وكيف يبدو شكلها في الوقت الحالي وتأثير ذلك على المدى البعيد.
الزراعة وتكنولوجيا الريكيف كانت؟
الزراعة المصرية، التي كانت تعتمد تقليديًا على الفلاحة اليدوية واستخدام الوسائل البدائية مثل المحراث الخشبي والساقية، كانت تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا وعددًا كبيرًا من العمال.
كيف أصبحت؟
تطورت المهنة بشكل ملحوظ مع دخول المعدات الزراعية الحديثة مثل الجرارات وآلات الحصاد، واعتماد نظم الري بالتنقيط والري الحديث باستخدام الطاقة الشمسية، والتأثير على المدى البعيد أدى هذا التطور إلى تقليل الحاجة للأيدي العاملة، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتحسين جودة المحاصيل، لكنه خلق تحديات تتعلق بإعادة تأهيل العمالة الزراعية التقليدية.
كيف كانت؟
اعتمدت صناعة الملابس في الماضي على الحرفيين المهرة الذين كانوا ينسجون القماش يدويًا ويصممون الملابس باستخدام أدوات بسيطة.
كيف أصبحت؟
مع دخول الآلات الصناعية وخطوط الإنتاج السريعة، تغيرت الصناعة بالكامل، وأصبحت المصانع تعتمد على الحواسيب في تصميم الملابس وإنتاجها، حيث زادت الإنتاجية، وظهرت أزياء عصرية تناسب كل الفئات، لكن الاعتماد على الماكينات قلل من أهمية المهارات اليدوية التقليدية وأثر على الحرفيين.
كيف كانت؟
اعتمد الصيادون قديمًا على قوارب خشبية صغيرة وشباك مصنوعة يدويًا، وكان الصيد يتم بأساليب تقليدية تستغرق وقتًا طويلًا وتحقق كميات محدودة.
كيف أصبحت؟
اليوم، تُستخدم قوارب مزودة بمحركات وشبكات كبيرة، إلى جانب أجهزة حديثة لتحديد مواقع الأسماك، مثل السونار، حيث ساعدت التكنولوجيا في زيادة الإنتاج السمكي، لكن الإفراط في الصيد بسبب هذه الأدوات أدى إلى مشكلات بيئية مثل تناقص الثروة السمكية.
كيف كانت؟
تعتمد صناعة الفخار والزجاج قديمًا على العمل اليدوي، حيث كان الحرفيون يستخدمون أدوات تقليدية لصنع الأواني والتحف.
كيف أصبحت؟
تطورت هذه الصناعة باستخدام أفران حديثة وآلات تشكيل متقدمة يمكنها إنتاج قطع دقيقة ومتشابهة بالجملة حتى أصبحت المنتجات متاحة بأسعار أقل، لكن الحرفيين المهرة يعانون من انخفاض الطلب على المنتجات اليدوية.
كيف كانت؟
كانت الطباعة تتم باستخدام آلات بدائية تستغرق وقتًا طويلًا، وكان المطبّعون يحتاجون إلى مهارات يدوية دقيقة لترتيب الحروف وتجهيز الصفحات.
كيف أصبحت؟
مع تطور الطباعة الرقمية والطباعة ثلاثية الأبعاد، أصبحت العملية أكثر سرعة وكفاءة، مع إمكانية تخصيص التصميمات حسب الحاجة، حيث ساعدت التكنولوجيا في انتشار الكتب والمطبوعات بسهولة، لكنها قللت من الحاجة إلى العمالة التقليدية وأثرت على المطابع الصغيرة.
كيف كانت؟
كانت النجارة تعتمد على المهارات اليدوية والأدوات التقليدية مثل المناشير والأزاميل، وكان الحرفيون يصنعون قطع الأثاث قطعةً قطعة، مما كان يستغرق وقتًا طويلاً.
كيف أصبحت؟
مع ظهور الآلات الحديثة وتقنيات النمذجة باستخدام الحواسيب (CNC)، أصبحت النجارة صناعة متقدمة تنتج أثاثًا بتصميمات معقدة بسرعة وبدقة، وأدى هذا التطور إلى انخفاض الطلب على الأثاث المصنوع يدويًا، لكنه فتح المجال لتصميمات مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتغيرة.
يُظهر تطور المهن والحرف كيف يمكن للتكنولوجيا أن تغير وجه العمل، حيث أدى التقدم إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، لكنه لم يخلُ من التأثيرات السلبية على المهارات التقليدية والعمالة، التحدي الأكبر يكمن في إيجاد توازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على التراث الحرفي لضمان مستقبل مستدام يحترم الماضي ويلبي احتياجات الحاضر.
مهن تغيرت أسماؤها على مدار الزمنتلعب المهن دورًا محوريًا في حياة الإنسان، حيث تشكل جزءًا أساسيًا من هويته الاجتماعية والاقتصادية، ومع مرور الوقت، شهدت بعض المهن تغيرًا ملحوظًا في مسمياتها نتيجة عوامل متعددة، منها التطور التكنولوجي، التغيرات الثقافية، أو تطور اللغة نفسها.
االخطاط ← مصمم الجرافيك
كيف كانت؟
الخطاط كان شخصًا يكتب بخط اليد الجميل على اللافتات، الكتب، والشعارات.
كيف أصبحت؟
مع ظهور الحواسيب وبرامج التصميم، تطور العمل ليصبح جزءًا من "تصميم الجرافيك"، حيث يعتمد على التكنولوجيا لإنشاء التصاميم الرقمية، حتى أصبحت المهنة أكثر تعقيدًا وتطلب مهارات تقنية، لكنها فقدت الطابع الفني التقليدي.
الخياطة ← الفاشون ديزاينر
كيف كانت؟
الخياطة في الماضي كانت مهنة تقليدية تعتمد على الحرفة اليدوية والتفصيل البسيط لتلبية احتياجات الزبائن بشكل مباشر، كان الحرفي يركز على إصلاح الملابس أو تصميمها بطريقة تقليدية، باستخدام أدوات بسيطة مثل الإبرة والخيط أو ماكينات خياطة يدوية، وكانت التصميمات محدودة وتعتمد على رغبات العميل دون ارتباط باتجاهات الموضة أو الإبداع الفنن يهذه المهنة كانت تُعتبر عملية وخالية من الطابع الابتكاري الذي نراه اليوم.
محافظ دمياط يفتتح معرض الحرف اليدوية مركز تنمية الحرف اليدوية بجامعة الأقصر وبيت العائلة المصرية ينظمان مسابقة فنية لطلاب المدارسكيف أصبحت؟
تطورت الخياطة لتصبح جزءًا من عالم تصميم الأزياء، حيث يُعد الفاشون ديزاينر فنانًا يجمع بين الإبداع، الابتكار، والتكنولوجيا، ولا يقتصر دوره على تفصيل الملابس، بل يتعداه إلى ابتكار تصميمات تعبّر عن رؤى فنية وتتماشى مع الاتجاهات العالمية، أدوات العمل أصبحت متقدمة، تشمل برامج التصميم الرقمية وماكينات حديثة، تنوع الخامات المستخدمة، وأصبح المصمم يستهدف جمهورًا عالميًا ويعبر عن هوية مميزة في كل مجموعة يصممها، مما جعل المهنة تأخذ مكانة راقية ومؤثرة في المجتمع.
المزيّن ← صاحب صالون تجميل
كيف كانت؟
المزيّن في الماضي كان يقتصر عمله على قص الشعر وتشذيبه، مع تقديم خدمات بسيطة مثل الحلاقة وتقليم الذقن، باستخدام أدوات تقليدية كالمقص والموس، وكانت المهنة تُعتبر عملية وبسيطة تُلبي احتياجات الزبائن بشكل يومي دون إبداع أو ارتباط بصيحات الموضة.
كيف أصبحت؟
أما الآن، فقد تطورت المهنة إلى صناعة متكاملة تشمل صالونات التجميل التي تقدم خدمات شاملة، مثل تصفيف الشعر، الصبغات العصرية، العلاجات التجميلية، العناية بالبشرة، والمكياج، وأصبح صاحب الصالون شخصية إبداعية تُواكب الموضة، مع استخدام تقنيات وأدوات متطورة، مما رفع من مكانة المهنة اجتماعيًا وجعلها مجالًا يعكس الفخامة والتميز.
تغير أسماء المهن يعكس تطور المجتمع وتغير احتياجاته بمرور الزمن، وبينما يعكس هذا التغير تقدمًا في التكنولوجيا وزيادة في الكفاءة، فإنه أيضًا يثير تساؤلات حول مصير التراث الثقافي المرتبط بالمهن القديمة، ومن الضروري توثيق هذه التغيرات للحفاظ على الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
في هذا السياق، قال مسعد عمران، رئيس غرفة الحرف اليدوية، إن معرض البازار يعد من من المعارض المتخصصة في الحرف اليدوية، معقبا: "الفترة الأخيرة شهدت تشويقا للحرف اليدوية من خلال تلك المعارض".
وأضاف، أن المعارض تتسبب في وجود حركة بين الأسواق والقطاعات الاقتصادية والإنتاجية المختلفة، مشددا على أهمية دور المعارض في تسويق ونشر الصناعات اليدوية، خاصة في ظل أزمة كورونا وتأثر الاقتصاد، مؤكدا أن المعارض التي تم إنشاؤها خلال الفترة الحالية كانت بمثابة جس نبض لميول واتجاهات المواطنين، وذلك لمعرفة قدرتهم على التوجه إلى المعارض.
وأوضح أن غرفة الحرف اليدوية تستهدف إنشاء معارض متخصصة داخل المحافظات"، منوها بأن غرفة الحرف اليدوية تقوم بدور رقابي وتطويري وداعم، و97% من قطاع الحرف اليدوية غير رسمي، ومنذ فترة والغرفة تحاول أن تدمج القطاع غير الرسمي بالرسمي من أجل الوصول إلى أعلى المنصات، لافتا إلى أن قطاع الحرف اليدوية يعد ثاني أكبر قطاع بعد الزراعة، ولكن خلال الأعوام الماضية لم يكن هناك اهتمام بهذا القطاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرف اليدوية الحرف النسيج الفخار التطور التكنولوجي التوك توك التطور التکنولوجی الحرف الیدویة صناعة الفخار کیف أصبحت مع هذه الحرف على الحرف العدید من الطلب على التوک توک تعتمد على جزء ا من ا کبیر ا حیث کان یدوی ا تطور ا کانت ت
إقرأ أيضاً:
تفاعل كبير في مهرجان الألعاب التقليدية للفتيات
شهد مهرجان الألعاب التقليدية للفتيات الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب صباح اليوم في الصالة الفرعية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، حضورًا واسعا وتفاعلا مميزا بمشاركة 120 طالبة من مدارس محافظة مسقط، وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود الوزارة للحفاظ على الموروث الثقافي والرياضي العماني، حيث ركز المهرجان على التعريف بالألعاب التقليدية الخاصة بالفتيات وتطبيقها عمليًا، مع توثيق قواعدها وشرح آليات تنفيذها بطرق تفاعلية جذابة.
وتضمن المهرجان مجموعة من الألعاب العمانية التقليدية مثل: لعبة الغميضاء، لعبة خوصه بوصه، لعبة الدروازة، لعبة النطاطية، لعبة ختم عشرين، لعبة الحصية، لعبة الشباكية، ولعبة اللقف، وقد لاقت هذه الألعاب تفاعلا كبيرا من الطالبات المشاركات ومعلمات الرياضة المدرسية، حيث قدمت بطريقة ترفيهية وتعليمية تسهم في تعزيز ارتباط الطالبات بالموروث الثقافي العريق.
وهدف المهرجان إلى نشر الألعاب التقليدية بين الأجيال الناشئة، وتعزيز قيم الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال الرياضة، بالإضافة إلى تدريب معلمات الرياضة المدرسية على أساليب تطبيق هذه الألعاب داخل المدارس، كما سلط المهرجان الضوء على محور الوزارة "الرياضة والبيئة المستدامة" لتعزيز مفهوم "الرياضة الخضراء" كأحد الاستراتيجيات الحديثة التي تتبناها الوزارة.
إحياء الألعاب التقليدية للفتيات
وحول تنظيم المهرجان قال سلطان السناني رئيس قسم الرياضات والألعاب التقليدية العمانية في دائرة النشاط الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: المهرجان جاء تتويجًا لجهود متواصلة بدأت منذ نحو عامين، بهدف حصر وتقنين وتوثيق الألعاب التقليدية العمانية الخاصة بالفتيات، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب حرصت خلال هذه الفترة على توثيق الألعاب وفق منهجية دقيقة تضمن الحفاظ على التراث العريق وتقديمه للأجيال الجديدة بأسلوب يواكب تطلعاتهم، مع الالتزام بتسجيل القواعد الأساسية لهذه الألعاب وتفاصيل ممارستها.
وأشار السناني إلى أن المهرجان يمثل مرحلة مهمة لتطبيق هذه الألعاب المقننة على أرض الواقع، من خلال الفعاليات التفاعلية التي تسهم في تعزيز وعي الطالبات ومعلمات الرياضة المدرسية بأهمية هذا الإرث الثقافي، وأضاف: نحن نركز اليوم على إعادة إحياء هذه الألعاب من خلال ممارستها عمليًا في المهرجانات، كخطوة أولى نحو دمجها بشكل أكثر انتظامًا في الأنشطة الرياضية، خاصة في المدارس.
وأوضح السناني، أن الوزارة تعمل حاليًا على إعداد كتيب خاص بالألعاب التقليدية للفتيات، والذي سيتم إصداره بعد استكمال مرحلة التطبيق والتقييم، وأشار إلى أن الكتيب سيتضمن توثيقًا شاملًا للألعاب التقليدية، بما في ذلك قواعدها، كيفية ممارستها، وأهميتها، ليكون مرجعًا معتمدًا للمدارس والمؤسسات الرياضية والثقافية.
كما بين السناني، أن نجاح المهرجان جاء نتيجة للتعاون المشترك مع الاتحاد العماني للرياضة المدرسية، الذي كان شريكا أساسيا في تنفيذ هذا الحدث، وأضاف: إن الفعالية شهدت مشاركة 120 طالبة من مدارس محافظة مسقط، الأمر الذي يعكس حرص الوزارة على تعزيز مشاركة الجيل الناشئ وربطهم بتراثهم الثقافي.
وأكد السناني، أن فعاليات المهرجان أُديرت بواسطة فريق الألعاب التقليدية العمانية، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال، وقال: وجود متخصصين لديهم معرفة دقيقة بقواعد الألعاب التقليدية وآليات تنفيذها أسهم بشكل كبير في تقديم الفعالية بصورة مميزة، حيث تم تطبيق الألعاب بطريقة تفاعلية وتعليمية، مما أسهم في جذب الطالبات وزيادة وعيهن بأهمية هذا الإرث الرياضي. وشدد السناني على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات، مشيرًا إلى أن مهرجان الألعاب التقليدية يعزز مكانة التراث العماني، ويدعم جهود الوزارة في نشره والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
إصدار كتيب للألعاب التقليدية
من جانبه تحدث يونس الحراصي عضو فريق الألعاب التقليدية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، عن الدور الحيوي الذي يقوم به الفريق في تعزيز ونشر الألعاب التقليدية في مختلف أنحاء سلطنة عمان، وأكد أن الفريق يهدف إلى إحياء هذا الإرث الثقافي الغني والمحافظة عليه، من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات تسلط الضوء على تنوع وجمال هذه الألعاب، وأوضح الحراصي، أن الفريق سبق وأن نظم مهرجانات متعددة على مستوى المحافظات والأندية والفرق الأهلية لتوثيق وإبراز الألعاب التقليدية للذكور، أما فيما يتعلق بالألعاب التقليدية للفتيات، فقد أشار إلى أن المهرجان الحالي يعد الأول من نوعه، وعلل ذلك بعدم وجود توثيق سابق للألعاب التي كانت تمارسها الفتيات العمانيات، مما دفع الفريق إلى بذل جهود مكثفة لحصر هذه الألعاب ودراستها.
وأضاف الحراصي: خلال النسخة الأولى من المهرجان، تم استقطاب عدد كبير من الفتيات للمشاركة، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بهذا الجانب، ونجح الفريق في توثيق 16 لعبة تقليدية للفتيات، حيث سيعمل على تطويرها بشكل ممنهج، وكشف الحراصي عن خطة الفريق لإصدار كتيب خاص يضم تفاصيل هذه الألعاب، بهدف تعريف الأجيال القادمة بها والحفاظ عليها كجزء من التراث الثقافي الوطني.