عبد الماجد عبد الحميد يكتب: علاقة السودان مع روسيا .. مَنْ ( يدس المحافير؟!)
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
• ماذا تفعل روسيا للسودان أكثر من الذي فعلته يوم أمس بمجلس الأمن حتي تثبت للقيادة السودانية الحالية أن روسيا جادة وواعية للمضي في طريق علاقاتها مع السودان إلي أبعد وأقصي مدي ؟!
• من جهةٍ أخري هل ستواصل قيادة الدولة السودانية الحالية في التلكؤ والتردد لاستثمار الفرص التي تقدمها روسيا حتي تضيع منها آخر نقاط القوة التي يتكئ عليها السودان في مواجهة مجتمع دولي وإقليمي وعربي يتآمر بالمكشوف علي السودان .
• الإجابة علي هذه التساؤلات تبقي مفتوحة .. ولا أحد من المتابعين والمراقبين يملك توقعاً علي المدي القريب والبعيد .. وقبل هذا وذاك لابد من التذكير بالمواقف الروسية الجادة والشجاعة مع السودان منذ اندلاع الحرب اللعينة قبل 18 شهراً مضت .. ومن التذكير هذا نشير إلي أن السفير الروسي بالسودان تأنّي في مغادرة العاصمة السودانية الخرطوم عندما كانت السفارات الأجنبية تتسابق فزعاً وخوفاً لإجلاء رعاياها من السودان .. يومها أعلنت روسيا أن بعثتها الدبلوماسية ستبقي بكامل طاقمها الدبلوماسي والفني بالسودان ولا داعي لإجلاء أي مواطن روسي من السودان !!
• ليس هذا وحسب .. ظل السفير الروسي السابق لدي السودان مباشراً عمله من مدينة بورتسودان وقام بتسليم المهمة إلي خلفه الحالي والذي يدير الآن أكبر البعثات الدبلوماسية في السودان ومقر السفارة الروسية ببورتسودان من أكبر مقار السفارات الأجنبية بالمدينة ..
• هذا من حيث الشكل .. أما من المضمون فإن روسيا تتحدث بطريقة مباشرة عن علاقات تقوم علي مصالح مشتركة بين الخرطوم وموسكو .. والقاصي والداني من ملف العلاقات السودانية الروسية يعلم ما تستطيع روسيا تقديمه للسودان في الظروف الراهنة بما يمكنه من مواجهة تحديات حرب تستهدف وجوده كدولة ..
• قبل أشهر حطّ الفريق مالك عقار رحاله في العاصمة الروسية موسكو .. وعقد لقاءاتٍ مثمرة مع أهم أركان الدولة الروسية ووقف عن قرب علي الأهمية التي توليها روسيا لعلاقتها مع السودان .. عاد نائب رئيس مجلس السيادة من رحلته تلك بحماس كبير لدفع عجلة الصلات بين البلدين إلي محطة ٍ جديدة .. ومما علمته أن الفريق عقار أخلي طرف رحلته بتقرير ضافٍ أودعه خزائن مجلس السيادة السوداني الموقر .. ومنذ ذلك التاريخ تم تكوين لجنة لتطوير العلاقات والاتفاقيات بين السودان وروسيا .. لكن مالك عقار ليس عضواً فيها !! .. ومنذ ذلك التاريخ خبا بريق تسارع الملفات العالقة بين البلدين ولا يعرف أحدٌ من غير المقربين من مجلس السيادة شيئاً عن أمر ملف العلاقة مع روسيا !!
• في منتصف ديسمبر القادم ينتظر أن تعقد اللجنة المشتركة للعلاقات السودانية الروسية اجتماعاً مفصلياً لقراءة ما حدث فعلياً علي أرض الواقع .. والمدهش أن روسيا التي حملت المعاول والفيتو ووقفت ضد أعداء السودان علي مرأي ومسمع من العالم كله .. روسيا هذه تراقبنا ونحن نحفر بالإبرة في رمال علاقاتنا معها التي تهب عليها العواصف من كل ناحية .. نحفر بالإبرة ولا نعرف من يدس المحافير التي يطلبها أصدقاؤنا الروس ليدفنوا معنا مشاكلنا وقد تخلّي عنّا الأباعد والأقربون !!
• الله غالب ..
عبد الماجد عبد الحميد
مصادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية تستنكر عقوبات واشنطن على البرهان وتعتبرها “استخفافا” بالشعب
السودان – أعربت الحكومة السودانية عن رفضها واستنكارها للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بحق رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان معتبرة أنها “استخفاف” بالشعب السوداني.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية السودانية: “ترفض حكومة السودان وتستنكر العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على السيد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان”.
وأضاف البيان: “يفتقد هذا القرار لأبسط أسس العدالة والموضوعية، ويستند إلى ذرائع واهية لا صلة لها بالواقع”.
واعتبرت الخارجية السودانية القرار، “منطويا على استخفاف بالغ بالشعب السوداني الذي يقف بأسره خلف عبد الفتاح البرهان، بصفته رمزا لسيادته وقواته المسلحة، وقائدا لمعركة الكرامة ضد العصابات الإرهابية”.
وتابعت الخارجية السودانية في بيانها:”من الغريب أن يأتي هذا القرار المشبوه بعد أن خلصت الإدارة الأمريكية إلى أن مليشيا الدعم السريع ترتكب جرائم إبادة جماعية في السودان”، مشيرة إلى أنه “لا يمكن تبرير القرار المعيب الذي يعبر عن التخبط وضعف حس العدالة”.
وشددت الوزارة على أن “القرار غير الأخلاقي لن يثني الشعب السوداني عن معركته ضد المليشيا الإرهابية، ولن يؤثر في عزيمته ووحدته لاجتثاثها من أرضه، ليعود السودان أقوى مما كان”.
وفي وقت سابق من يوم الخميس أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وأوضح مصدر مطلع لوكالة “رويترز” أن العقوبات التي تأتي بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات مماثلة على خصم البرهان، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، جاءت “لإظهار استهداف الولايات المتحدة لطرفي الصراع بالمثل ودفعها باتجاه العودة إلى مسار حكم بقيادة مدنية”.
فيما أكد مصدر آخر أن سبب هذه الخطوة هو “استهداف القوات المسلحة السودانية للمدنيين والبنية الأساسية المدنية ومنع وصول المساعدات وكذلك رفض المشاركة في محادثات السلام العام الماضي”.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق أرقام نشرتها الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
المصدر: سونا+ RT