الثورة نت|

زارت قيادتا الهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة للأوقاف اليوم، ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه في ميدان السبعين بصنعاء.

وخلال الزيارة وضع رئيسا هيئة الزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان وهيئة الأوقاف العلامة عبد المجيد الحوثي ومعهما وكلاء الهيئتين، إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد الصماد، وقرأوا الفاتحة على روح الشهيد الصماد ورفاقه وأرواح شهداء الوطن.

كما قاموا بزيارة معرض الشهيد الصماد، واطلعوا على ما يحتويه من صور ومجسمات ومقتنيات توثق جانبا من حياته ومواقفه النضالية والإنسانية.

واعتبر أبو نشطان والحوثي، زيارة ضريح الرئيس الصماد، محطة للوقوف أمام شخصية تُحيي في النفوس معاني العزة والكرامة والبذل والعطاء وفرصة لاستحضار مواقفه في سبيل الدفاع عن الوطن.

وأشادا بالمواقف البطولية للشهيد الصماد ومعاني التضحية والفداء التي حملها دفاعا عن اليمن وسيادته.. معبرين عن الفخر والاعتزاز بتضحيات الرئيس الصماد وكل شهداء الوطن التي أثمرت نصراً وعزاً للشعب اليمني.

وأشارا إلى أن الشهيد الصماد يعد النموذج والقدوة لكافة مسؤولي وقيادات الدولة وكل الأحرار.. مؤكدين السير على نهجه ومشروعه النهضوي “يد تحمي.. ويد تبني”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الذكرى السنوية للشهيد الشهید الصماد ضریح الرئیس

إقرأ أيضاً:

قيادات تعصف بلا مطر

 

 

د. سعيد الدرمكي

 

القيادة الحقيقية لا تُقاس بالمناصب أو الألقاب؛ بل تتجلى في القدرة على إلهام الآخرين، وترجمة الرؤية إلى واقع ملموس، وخلق تأثير مستدام. في عالم الأعمال، هناك قادة أحدثوا تحولات جذرية، فعززوا الأداء، ونقلوا شركاتهم من "جيد إلى عظيم".

من بين هؤلاء ستيف جوبز في شركة أبل الأمريكية، وجاك ويلش في جنرال إلكتريك الأمريكية أيضًا، اللذان لم يكتفيا بإدارة مؤسساتهما؛ بل أصبحا جزءًا من هويتها، مدفوعين برؤية بلا حدود وإنجازات ذات قيمة حقيقية. وفي المقابل، هناك من يتوهمون النجاح، لكن أثرهم ليس سوى ضجيج عابر سرعان ما يتلاشى. تبقى شركاتهم عالقة في المتوسط أو تتراجع، تمامًا كعاصفة تهدر دون أن تمطر، أو كما قال الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير: "جعجعة بلا طحين".

القائد الذي يفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة، ويتجنب اتخاذ القرارات الحاسمة، ويفشل في التواصل الفاعل أو بناء بيئة عمل إيجابية، كمن يسير بلا بوصلة. هؤلاء القادة ينشغلون بالمظاهر والسلطة على حساب بناء الثقة وتعزيز العلاقات مع فرق العمل. يجيد بعض القادة فن الخطابة وصياغة الشعارات الرنانة حول التغيير، لكن غياب التنفيذ يكشف ضعف قراراتهم، التي تفتقر إلى استراتيجيات محكمة وخطوات عملية ملموسة. وهنا يظهر الفرق جليا بين القائد القادر على التحفيز وتحقيق الأهداف، وبين من يكتفي بالوعود دون إنجاز ملموس.

تُعد الترقية السريعة دون تأهيل كافٍ من أبرز أسباب الفشل القيادي. وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "جالوب" البحثية، فإن 82% من قرارات تعيين المديرين لا تستند إلى معايير الكفاءة الحقيقية؛ مما يؤدي إلى شغل مناصب قيادية بأشخاص غير مؤهلين، وهو ما ينعكس سلبًا على الأداء المؤسسي. ومن بين العوامل الأخرى المؤدية إلى الفشل: مقاومة التغيير، وضعف القدرة على مواكبة التطورات، وغياب المهارات القيادية والإدارية. علاوة على ذلك، فإن انشغال القادة بالتفاصيل الصغيرة دون تفويض الصلاحيات يحدّ من الابتكار، ويؤثر على كفاءة المؤسسة بأكملها.

القيادة غير الفاعلة تترك بصمة سلبية على المؤسسات؛ حيث يؤدي ضعف القائد أو تسلطه إلى تآكل الحافز وانخفاض الإنتاجية؛ مما يزيد معدلات دوران الموظفين. في بيئة كهذه، يسود التوتر وتختفي روح التعاون، ما يخنق الابتكار ويعرقل النمو. ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة "هارفارد بزنيس ريفيو" المرموقة، أفاد 50% من الموظفين بأنهم استقالوا بسبب سوء الإدارة، مما يؤكد أن القيادة الفاعلة ليست مجرد ميزة، بل ركيزة أساسية لاستدامة النجاح المؤسسي.

ويكمُن الفارق الجوهري بين القائد الناجح والقائد غير الفاعل في الرؤية والنهج. فالقائد الناجح يمتلك رؤية واضحة تشكل بوصلة توجيهه، وتلهم فريقه نحو الإنجاز، بينما يتكئ القائد غير الفاعل على سلطته فقط دون إلهام حقيقي. الأول يفتح أبواب الحوار، يستمع بوعي إلى التغذية الراجعة، ويتخذ قرارات قائمة على التفكير الاستراتيجي، في حين أن الآخر يغلق دائرة التواصل ويكتفي بفرض الأوامر. وعند مواجهة الأزمات، يظهر التباين بوضوح؛ فالقائد غير الناجح يتردد أو يندفع نحو قرارات متسرعة، بينما يتعامل القائد الناجح بمرونة وذكاء، محولًا التحديات إلى فرص، مما يعزز استدامة النجاح المؤسسي.

التحول من قائد غير ناجح إلى قائد فاعل ليس مجرد خطوات معدودة؛ بل رحلة مستمرة تتطلب وعيًا ذاتيًا والتزامًا حقيقيًا بالتطور؛ فالقائد الحقيقي لا يُولَد قائدًا؛ بل يصقل مهاراته عبر التعلُّم المُستمر، والاستماع الفاعل، وبناء بيئة قائمة على الشفافية والثقة. وإتقان فن التحفيز، وتقدير الجهود، والاستثمار في تطوير الفريق ليس ترفًا، إنما هو جوهر القيادة الفاعلة. الفرق بين القائد الملهم والقائد المتسلط يكمن في نهجه؛ الأول يمكّن فريقه، فيوقظ فيهم روح الإبداع والالتزام، بينما الآخر يفرض سلطته، فيقتل الدافعية ويحدّ من الإنجاز. القيادة ليست مجرد إدارة مهام، بل هي فن بناء العقول، وإطلاق الطاقات، وصناعة مستقبل مستدام يزدهر فيه الجميع.

وفي نهاية المطاف، القيادة ليست مجرد ألقاب براقة أو خطابات تحفيزية عابرة؛ بل هي الأثر العميق الذي يتركه القائد في مؤسسته وعلى من حوله. والقائد الناجح يشبه المطر الذي يغذي الأرض، فينعش العقول، ويزرع الإلهام، ويخلق بيئة تنبض بالحياة والابتكار. أما أولئك الذين لا يتركون سوى العواصف الجافة، فقد يُحدثون ضجيجًا مؤقتًا، لكن أثرهم يتلاشى سريعًا دون أن يتركوا إرثًا مستدامًا. والمؤسسات العظيمة لا تُبنى بالكلمات وحدها؛ بل تحتاج إلى قادة يجمعون بين الرؤية الواضحة والتنفيذ المحكم، لضمان نجاح لا يقتصر على الحاضر؛ بل يمتد ليشكل مستقبلًا أكثر إشراقًا واستدامة.

مقالات مشابهة

  • بيان هام لفائدة الحجاج
  • المعهد العالي في حجة يُحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد بفعالية تربوية
  • المعهد العالي في حجة يحيي ذكرى الشهيد الرئيس الصماد
  • حكم توزيع شنط رمضان من أموال الزكاة بدلًا من النقود
  • البصمة الامريكية .. فلم يكشف المسئول عن اغتيال الرئيس الصماد .. فيديو
  • ديرية بني حشيش تودّع الشهيد حسين الجرادي في موكب جنائزي مهيب
  • هل يجوز تأخير إخراج الزكاة إلى رمضان؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • قيادات أمنية تزور ضريح الشهيد القائد وتستذكر تضحياته في صعدة
  • تطبيق قتالي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من بعدان
  • قيادات تعصف بلا مطر