أفشلت موسكو، الاثنين، مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن حول السودان باستخدام حق النقض الفيتو.

ويدعو مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا وسيراليون وأيده 14 عضوا في مجلس الأمن إلى وقف فوري للأعمال القتالية بالسودان وحماية المدنيين.

واتهمت موسكو لندن بتجاهل الحكومة الشرعية في السودان في مشروع القرار.

وقال ديمتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن إن مشروع القرار البريطاني حاول حرمان حق الحكومة الشرعية من حقها في ترتيب مسألة المساعدات الإنسانية.



وأشار إلى أن هناك أيضا تصورا خاطئا في ما يتصل بمن يحق له اتخاذ القرارات بشأن دعوة القوات الأجنبية إلى السودان، ومن ينبغي لمسؤولي الأمم المتحدة أن يتفاعلوا معه من أجل معالجة المشاكل القائمة وترتيب المساعدات. ولا شك لدينا في أن حكومة السودان وحدها هي التي ينبغي لها أن تلعب هذا الدور، لكن البريطانيين يحاولون حرمان السودان من هذا الحق.

كما اتهم بوليانسكي بريطانيا وحلفائها بمحاولة استغلال القرار لإعطاء أنفسهم الفرصة للتدخل في شؤون السودان وتسهيل مشاركتهم في مزيد من الهندسة السياسية والاجتماعية في البلاد.

ولفت بوليانسكي إلى أن الدوافع الحقيقية وراء مشروع القرار تتضح أيضا من خلال حقيقة مفادها أن الدعوات السابقة التي وجهها مجلس الأمن لقوات التدخل السريع لإنهاء حصار الفاشر وغيرها من المدن قد استبدلت في نص مشروع القرار بلغة مشوهة جديدة توحي بأن المقاتلين يجب أن يوقفوا هجماتهم ضد المدنيين فقط. وعلى هذا فإن القرار يدعونا في الأساس إلى تشجيع استمرار الأعمال العدائية.

وبحسب بوليانسكي فإن الظروف ما زالت غير ناضجة لنشر قوات دولية في البلاد لحماية المدنيين، علاوة على عدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، ولا تفاهم بشأن المكان المحدد الذي سيتم فيه نشر هذه القوات في البلاد، وما الأغراض التي قد تكون لها. وفضلا عن ذلك، فإن طلب مثل هذا الوجود يجب أن ينبع فقط من القيادة السودانية الحالية.

واعتبر بوليانسكي أن فرض الحكومة السودانية للقيود ليس عبثا، ولهذا السبب فقد كانت تلوح بخطر إرسال الأسلحة عبر الحدود. ولعل من الأفضل معالجة الأسباب الجذرية لمخاوف الشعب السوداني، بدلا من المطالبة بحدود شفافة. وأضاف "نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يتم الاتفاق على أي خطوات في المجال الإنساني حصريا مع السلطات السودانية المركزية"، لافتا إلى أن واشنطن ولندن تواصلان استغلال الأمر لتحقيق أغراضهما الخاصة، ومن خلال العقوبات الأحادية غير القانونية، تعملان ببساطة على عرقلة جهود قيادة البلاد لتقديم المساعدة للشعب.



السودان و"إسرائيل"
وخلص المندوب الروسي إلى ضرورة التخلص من المعايير المزدوجة، التي تبدو فادحة بشكل خاص في حالة السودان. فعندما يتعلق الأمر بالسودان، تنادي بعض البلدان بصوت عال بوقف إطلاق النار، وتطالب الجانبين بوقف العنف وحماية المدنيين، بينما في حالة غزة، تعطي هذه البلدان ذاتها "تفويضا مطلقا" لإسرائيل حتى تواصل التصعيد، متجاهلة الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي من قبل الجيش الإسرائيلي. وعلى نحو مماثل، تعطي هذه البلدان الأولوية لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس وحماية مواطنيها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسودان، فإنها تنكر بطريقة أو بأخرى الحق نفسه لحكومته وتتهم الجيش السوداني بكل الشرور.

ترحيب
من جهتها رحبت حكومة السودان باستخدام روسيا لحق "الفيتو"، وأشادت الحكومة السودانية بالموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.

وقال السفير السوداني لدى روسيا محمد الغزالي، إن الفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني حول حماية المدنيين هو الموقف المتوقع من موسكو في ظل العلاقات المتطورة بين البلدين والفهم العميق لطبيعة الأحداث بالسودان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مجلس الأمن السودان بريطانيا روسيا بريطانيا السودان روسيا مجلس الأمن المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشروع القرار مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

شغيلة الصحة تخوض اضرابات جديدة على خلفية تجاهل الحكومة لمطالبها

أعلنت النقابات الصحية بالمغرب، عن دخولها في سلسلة من الإضرابات الوطنية الجديدة، وذلك احتجاجاً على ما وصفته بـ « التسويف والتجاهل » الحكومي لمطالبها المشروعة.

أعلن التنسيق النقابي الوطني لقطاع الصحة، عن استمرار برنامجه النضالي بإضرابات وطنية جديدة أيام 29 و30 يناير و4 و5 و6 فبراير 2025.

وأكدت النقابات في بيان لها، أن الإضرابات التي ستشمل مختلف المؤسسات الصحية، باستثناء أقسام الاستعجال والإنعاش، تأتي رداً على « الصمت الرهيب » لوزارة الصحة وعدم تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في يوليوز الماضي.

وشدد البيان على أن « التعامل السلبي » للحكومة مع ملف الشغيلة الصحية، وتأخرها في تنفيذ الاتفاق، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتدهور الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

وطالب النقابيون الحكومة بالتدخل العاجل لحل الأزمة، والعمل على تنفيذ الاتفاق الموقع معهم، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم المشروعة.

كلمات دلالية إضرابات التصعيد الصحة

مقالات مشابهة

  • شغيلة الصحة تخوض اضرابات جديدة على خلفية تجاهل الحكومة لمطالبها
  • الحكومة السودانية: قتيل و17 جريحا في قصف مدفعي للدعم السريع بالخرطوم
  • المؤسسة الليبية للاستثمار ترحب بقرار مجلس الأمن بالسماح بإعادة استثمار أصولها المجمدة
  • القريو: 10 مليارات دولار أصول للاستثمار الخارجي بموافقة مجلس الأمن
  • بالفيديو.. الحكومة السودانية تدفع بتحذيرات ومطالب لرعاياها في جنوب السودان بعد أحداث عنف وإعتداءات
  • حكومة الوحدة الوطنية الليبية: قرار مجلس الأمن خطوة تاريخية لتعزيز السيادة المالية
  • ترحيب حكومي بقرار مجلس الأمن بشأن إدارة ليبيا لأموالها المجمدة
  • بعد فك التجميد جزئيا.. ما تفاصيل قرار مجلس الأمن؟
  • الحكومة السودانية تستنكر عقوبات واشنطن على البرهان وتعتبرها “استخفافا” بالشعب
  • «الدبيبة» يرحّب مجلس الأمن الدولي يسمح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإدارة أصولها المجمدة